لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 57

الموضوع: إستراحة قضية ورأي

  1. #21
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    الحمق

    أتى رجلٌ إلى الأحنفِ (سيد تميم) فلطمهُ ، فقالَ الأحنف:
    ما حملكَ على هذا؟
    فقالَ: جُعلَ لي جعلاً على أنْ ألطمَ سيد تميم .
    فقالَ : لستُ بسيدهم إنما سيدهم حارثةُ بن قدامة، - وكانَ حارثة جباراً سريعَ الغضب - فمضى إليهِ فلطمهُ ، فقطع يده، فقال الرجل : قطعت يدي بحلمِ الأحنفِ وحمقي.

    حكى أنَ خالد بن الوليدِ لما توجّهَ من الحجازِ إلى أطرافِ العراقِ دخلَ عليهِ عبد المسيحِ بن عمرو بن نفيلة،
    فقالَ له خالد: أينَ أقصى أثرك؟
    قال: ظهرُ أبي،
    قال: من أينَ خرجت،
    قال: من بطنِ أمي،
    قال علامَ أنت؟
    قال: على الأرض،
    قال: فيمَ أنت؟
    قال: في ثيابي،
    قال: فمن أين أقبلت؟
    قال: من خلفي،
    قال: أين تريد؟
    قال: أمامي،
    قال: ابنُ كم أنت؟
    قال: ابن رجلٍ واحد،
    قال: أتعقل؟
    قال: نعم وأقيد،
    قال: أحرب أنت أم سلم؟
    قال: سلم،
    قال: فما بال هذه الحصون؟
    قال: بنيناها لسفيه حتى يجيء حليم فينهاه.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #22
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    إن الكريمَ إذا ما كانَ ذا كذب *** شان التكرم منه ذلك الكذبُ
    الصدقُ أفضلُ شيء أنتَ فاعله *** لا شيء كالصدقِ لا فخر ولا حسب

    سرُ الصلاةِ: الخشوع .
    وسرُ الصدقةِ: الإسرار .
    وسرُ الذكرِ : الإكثار

    فنونُ الردِ :
    گانَ رجل مسن منحني الظهرِ يسيرُ في الطريقِ فقالَ له شابٌ بسخرية : بكم القوسُ يا عم ؟ قال : إن أطالَ الله بعمركِ سيأتيكَ بلا ثمن
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #23
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    من أدب الجاهلية:

    وليس الفتى عندي بشيءٍ أعدُّهُ
    إذا كان ذا مالٍ من العقلِ مُفلسُ

    هند بنت الخس


    وعندي قُروضُ الخيرِ والشّرِّ مِثلهُ
    فبُؤسى لذي بُؤسى ونُعمى لأَنعُمِ

    أوس بن حجر

    يا بجير الخيرات لا صلح حتى
    نمـلأ البـيـد من رؤوس الـرجـالِ

    الحارث بن عباد


    وَإنّ سَفاهَ الشَّيخِ لا حِلْمَ بَعْدَهُ
    وإنّ الفَتَى بَعدَ السّفَاهَةِ يَحْلُمِ

    زهير بن أبي سُلمى


    إذا مابـتُّ أختل عــرس جـاري
    ليخـتفـي الظـلام ، فـلا خفـيتُ

    أأفضَحُ جارَتي وأخونُ جاري ؟
    مـعــاذ الله أفـعـل ما حـيـيـتُ

    حاتم الطائي

    ويُظهرُ عيبَ المرءِ في النّاسِ بخلهُ
    ويسـتـرهُ عنـهـم جمـيـعاً سَخـاؤهُ

    طرفة بن العبد


    سَمَّـيتُه بـعلـيٍّ كـي يـدومَ له
    منَ العـلوِّ وفـخرُ العزِّ أدْوَمُهُ

    أبو طالب


    وبعض الرجال نخلة لا جنى لها
    ولا حمْل إلا أن تُعَـدَّ مـن النَّخْـلِ

    متمم بن نويرة

    أدب الجاهلية
    وظـلَّ هـــواكِ يـنـمـو كـلَّ يــومٍ
    كما ينْمو مشيبي في شَبابي

    عنترة بن شداد

    أدب الجاهلية
    وإني إذا مَا قُلْتُ قَوْلاً فَعَلْتُهُ
    ولستُ بمخلافٍ لقولي مبدِّلِ

    الأعشى


    وصار اللّيلُ مشْتمِلاً عليْنَا
    كـأنَّ اللّيْل لـيس لـهُ نـهَـارُ

    المهلهل بن ربيعة


    إذا ما المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
    أبَــيْــنـا أن نُـقِــرَّ الـــذُّلَّ فـيــنـا

    عمرو بن كلثوم


    وبالعـدل فانـطِقْ إن نطـقتَ ولا تُلَمْ
    وذا الذّم فاذمُمه وذا الحَمدِ فاحمَدِ

    عدي بن زيد


    ولستُ أرى السعادة جمع مالٍ
    ولكــن التقــي هـــو الســــعيدُ

    الحطيئة


    أَرِقتُ وما هذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ
    وما بيَ من سُقمِ وما بيَ مَعشَقُ

    الأعشى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #24
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوراما
    تاريخ التسجيل
    12 2011
    الدولة
    علعععع
    المشاركات
    1,384

    رد: إستراحة قضية ورأي

    كان طالوت بن عبد الجبار المعافري أحد علماء الأندلس العاملين الذين همّوا بخلع الحكم بن هشام بن الداخل لانتهاكه للحرمات ، وجرت فتنة عظيمة ، ثمّ إنّه قَبض على جمع منهم فقتلهم ، وحدثت فتنة قتل فيها الكثير من الناس ، ثمّ كتب الحكم كتاب أمان عامّ..
    وكان طالوت اختفى سنة عند يهودي، ثمّ خرج وقصد الوزير أبا البسام ليختفي عنده، فأسلمه إلى الحكم ، فقال : ما رأي الأمير في كبش سمين ، وقف على مذوده عاما ، فقال الحكم : لحم ثقيل ، ما الخبر ؟ قال : طالوت عندي ، فأمره بإحضاره ، فأحضر .
    فقال : يا طالوت ، أخبرني لو أنّ أباك أو ابنك ملك هذه الدار ، أكنت فيها في الإكرام والبر على ما كنت أفعل معك ؟ ألم أفعل كذا ؟ ألم أمش في جنازة امرأتك ، ورجعت معك إلى دارك ؟ أفما رضيت إلا بسفك دمي ؟.
    فقال الفقيه في نفسه : لا أجد أنفع من الصدق ، فقال : إني كنت أبغضك لله فلم يمنعك ما صنعت معي لغير الله ، وإنّي لمعترف بذلك ، أصلحك الله..
    فوجم الخليفة وقال : اعلم أنّ الذي أبغضتني له قد صرفني عنك ، فانصرف في حفظ الله ، ولست بتارك برّك ، وليت الذي كان لم يكن ، ولكن أين ظفر بك أبو البسام لا كان.
    فقال : أنا أظفرته بنفسي ، وقصدته.
    قال : فأين كنت في عامك ؟.
    قال : في دار يهودي ، حفظني لله.
    فأطرق الخليفة مليا ، ورفع رأسه إلى أبي البسام وقال : حفظه يهودي ، وستر عليه لمكانه من العلم والدّين ، وغدرت به إذ قصدك وخفرت ذمته ، لا أرانا الله في القيامة وجهه إن رأينا لك وجها ، وطرده ، وكتب لليهودي كتاباً بالجزية فيما ملك ، وزاد في إحسانه ، فلما رأى اليهودي ذلك أسلم مكانه.

  5. #25
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوراما
    تاريخ التسجيل
    12 2011
    الدولة
    علعععع
    المشاركات
    1,384

    رد: إستراحة قضية ورأي

    جاءت امرأة إلى داوود عليه السلام فقالت: يا نبي الله.. أربك ظالم أم عادل ؟!
    فقال داود: ويحك يا امرأة!هو العدل الذي لا يجور!
    ثم قال لها: ما قصتك؟؟
    قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأبلّغ به أطفالي فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة والغزل وذهب، وبقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلّغ به أطفالي..
    فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده: مائة دينارفقالوا: يا نبي الله أعطها لمستحقها ..
    فقال لهم داود عليه السلام. .ما كان سبب حملكم هذا المال قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح وانسد العيب ونذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت، فالتفت داود - عليه السلام - إلى المرأة وقال لها: ربٌ يتاجرُ لكِ في البر والبحر وتجعلينه ظالمًا ، و أعطاها الألف دينار
    وقال: أنفقيها على أطفالك ..

    - إن الله لا يبتليك بشي إلا وبه خير لك ..
    منقول

  6. #26
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    أستاذي الفاضل/أبوراما
    شكرا للمشاركة الجميلة
    لك تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #27
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    ةٌ توجيهيةٌ سلوكيةٌ/ بقلم الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله

    من أدب الإسلام
    رسالةٌ توجيهيةٌ سلوكيةٌ

    بقلم
    عبد الفتاح أبو غُدّة

    مقدّمة

    هذه رسالةٌ لطيفةٌ شيقةُ فيها قيمٌ مختارةٌ من أدب الإسلام الحنيف؛ كثيراً ما يغفُل عنها بعض المسلمين رجالاً ونساءً؛ حتى في أدنى الأمور شأناً، كدخول بيت الخلاء، والخروج منه، وكيفيّة الجلوس فيه، وغير ذلك من الآداب التي غَفَل عنها كثيرُ من النّاس، وللإسلام الحنيف آدابٌ وفضائلُ كثيرةٌ، دعا إليها وحضّ عليها لتتكامل الشخصيّةُ المسلمة، ويتحقّق الانسجام بين النّاس.

    وهذه الآداب من باب الشّريعة ومقاصدها، والله سبحانه وتعالى الهادي إلى أحسنا وأقومها.


    اللُّطف في التعامل مع الأبواب

    إذا دخلتَ دارك أو مكتبك، أو دارَ غيرك أو مكتبه؛ فلا تدفع الباب دفعاً عنيفاً، أو تَدَعْهُ ينغلق لذاته بشدّةٍ وعنفٍ؛ فإن هذا منافْ لِلُطْف الإسلام؛ فعن أم المؤمنين عائشة رَضِيَ الله عنهَا : أن الرّسول r قال : ((إنّ الرِّفق لا يكون في شيء إلاّ زانه، ولا يُنزع من شيء إلاّ شانه)).


    السّلام على أهل بيتك شعارُ الإسلام

    إذا دخلت بيتك أو خرجت منه؛ فسلّم على مَن فيه مِن أهلك بتحيّة الإسلام؛ بقولك: (( السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته))، ولا تعدِل عن هذه التّحيّة إلى غيرها؛ فهي شعارُ الإسلام الذي رسمه لنا رسول الله r. قال أنسٌ t : قال رسول الله r : ((يا بني إذا دخلت على أهلك فسَلِّم؛ يكن بركةٌ عليك وعلى أهلك)).


    إذا دخلت دارك فأعلِم مَن فيها بوصولك

    قال أبو عُبَيَدةَ عامر بن عبد الله بن مسعود t : ((كان أبي؛ عبد الله بن مسعود t إذا دخل الدار استأنس- أي: أَشْعَرَ أهلها بما يُؤنسهم-، وتكلّم ورفع صوته حتى يستأنسوا)).
    ولهذا جاء في الصّحيحين عن جابر t أنّ رسول الله r ((نهى أن يَطرُقَ الرجلُ أهله ليلاً- أي: أنْ يأتيهم ليلاً من سفر أو غيره على غفلة-؛ كأنه يَتخوَّنُهم، أو يَلتمِسُ عثراتهم)).


    إستأذِنْ على أهل بيتك حتى ولو كانت أمّك أو أختك

    روى الإمام مالك عن عطاء بن يسار مرسلاّ: أن رجلاً سأل رسول الله r فقال: ((أستأذنُ على أمّي؟)) فقال: ((نعم))، فقال الرّجل: إني معها في البيت، فقال رسول الله r: ((أستأذن عليها))؛ فقال الرجل: إني خادمها، فقال رسول الله r: ((استأذن عليها، أتحبّ أن تراها عُريانة))؟! قال: ((لا))، قال: ((فاستأذن عليها)).

    وكان ابن عمر y إذا بلغ بعضُ ولدِهِ الْحُلُم عزله وأفرده عن حُجرته الخاصّة به؛ فلا يدخل على ابن عمر y إلا بإذنٍ منه.
    قال ابن عباس t: ((الاستئذان واجبُ على النّاس كلهم))، وقال ابن مسعود t: ((يستأذن الرّجل على أبيه وأمّه، وأخيه وأخته)).


    طَرْق الباب يدُلُّ على طارقه

    إذا طرقتَ بابَ أخيك أو صديقك أو بعض معارفك، فكن رفيقاً في طرقك؛ فإنّ طرقك الباب بعنف في تشبُّهٌ بالظَّلمة والزّبانية.
    جاءت امرأة إلى الإمام أحمد بن حنبل t لتسأله عن شيء في أمور الدين، ودقَّت عليه الباب دقّاً فيه بعض العنف؛ فخرج وهو يقول: هذا دق الشرط.

    وإذا كان صاحب الدار قريبا من باب داره، وكنت تعلم ذلك؛ فعليك بالتلطُّف في طرق الباب، وأما من بعد عن الباب فيقرع عليه قرعا يسمعه في مكانه.

    وينبغي أن تجعل بين الدقتين زمنا غير قليل، ليفرغ المتوضئ، وينتهي المصلي، والآكل من لقمته، وقدر قدر بعض العلماء الانتظار بين الدقتين بمقدار أربع ركعات.
    وإذا طرقت ثلاث مرات متباعدة ولم يفتح لك؛ فانصرف؛ فقد قال رسول الله r: ((إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فلينصرف)).

    ولا تقف عند استئذانك أمام فتحة الباب، ولكن خذ يمنة أو يسرة؛ فقد ((كان رسول الله r إذا أتى باب قوم لم يستقبله من تلقاء وجهه، ولكن ركنيه الأيمن أو الأيسر)).


    صرِّحْ باسمك الذي تعرف به إذا سألت

    إذا طرقت باب أحد من الناس؛ فقيل لك: من هذا؟ فقل: فلان، ولا تقل: واحد، أو أنا، أو شخص.
    وقد كره النبي r قول الطارق: ((أنا))، فعن جابر بن عبد الله t قال: ((أتيت النبي r فدققت الباب، فقال: ((من هذا؟)) فقلت: ((أنا))، فقال النبي r: ((أنا، أنا!))؛ كأنه كرهها)).


    إقبَلْ العذر إذا تغيَّر الموعد

    إذا زرت أحد إخوانك، فاعتذر لك عن استقباله لك، فاعذره؛ فإنه أدرى بحاله بيته. قال التابعي الجليل قتادة بن دعامة السدوسي:
    ((ولا تقفن على باب قوم ردوك عن بابهم؛ فإن لك حاجات، ولهم أشغالا، وإنهم أولى بالعذر)).


    حافظ على بصرك

    عندما تستأذن على بيت غيرك لتدخل إليه؛ فحافظ على بصرك من النظر في جوف البيت وعوراته؛ فإن ذلك عيب وإساءة؛ فعن سعد بن عبادة t قال: جاء رجل فقام على باب النبي r: ((هكذا عنك))؛ يعني نحاه وأمره بالتباعد عن مواجهة فتحة الباب، ثم قال له: ((فإنما الاستئذان من أجل النظر)).
    وروى البخاري ومسلم وغيرهما عن سهل بن سعد t قال: ((اطلع رجل في جحر- أي: ثقب- في حجر النبي r قال: ((لو أعلم أنك تنظر لطعنت به عينك! إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)).


    في الحذاء أدب رفيع

    عندما تزور بين أخيك- أو تدخل بيتك- كن لطيفا في مدخلك ومخرجك، غاضا طرفك وصوتك، واخلع حذاءك في محله، وصف نعليك أثناء خلعهما، ولا تدعهما هكذا وهكذا، ولا تنس آداب لبس الحذاء وخلعه؛ فقد قال سيدنا رسول الله r: ((إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا انتزع فليبدأ بالشمال، ولتكن اليمنى أولهما تنعل وأخرهما تنزع)).

    وقبل الدخول إلى بيتك أو بيت أخيك:- انظر في نعليك، فإذا رأيت فيهما شيئا من آثار الطريق فأمطه عنهما، وادلكهما في الأرض لينزاح عنهما ما علق بهما؛ فإن الإسلام دين النظافة واللطافة.


    إجلس حيث أجلسك صاحب الدار

    لعلك- إن جلست كما تريد- تجلس في مكان يكشف عورة الدار؛ ففي خبر إسلام الصحابي الجليل عدي بن حاتم الطائي t: أنه قدم على النبي r، فأكرمه بالجلوس على وسادة، وجلس رسول الله r على الأرض.
    قال عدي t: ((ثم مضى بي رسول الله r، حتى إذا دخل بيته، تناول وسادة من أدم محشوة ليفا، فقذفها إلي؛ فقال: "بل أنت"، فجلست عليها، وجلس رسول الله بالأرض)).


    لا تكشف مستورا أو تفتح مغلقا

    إذا دخلت داراً غير دارك؛ فلا تفتح مغلقاً من خزانة، أو صندوقاً، أو محفظة، أو صرةً ملفوفة، أو شيئاً مستورا؛ فإن هذا خلاف أدب الإسلام، فاعرف لزيارتك آدابها، واسلك لحسن المعاشرة أبوابها، تزدد عند مضيفك حبا وتكريما.


    ضع كلامك في موضعه

    لا تتحدث إلا بما يناسب المقام مع الإيجاز، وإذا كنت صغير القوم، فلا تتكلم إلا إجابة عن سؤال، أو علمت أن كلامك سيقع منهم في موقعه، ولا تسهب في الحديث، ولا تغفل عن أدب المقام في هيئة جلوسك وأسلوب كلامك.


    صافح الكبراء وأهل الفضل أولا

    إذا دخلت مجلسا فابدأ بالسلام على من فيه جميعا، وإذا أردت المصافحة فابدأ بالأفضل أو الأعلم أو الأتقى أو الأكبر، ولا تبدأ بأول من تراه ولو كان من جهة اليمين إذا كان مفضولا،
    قال r: ((كبِّر كبِّر))، وفي رواية: ((كبر الكبر في السن))، وفي رواية أبي يعلى والطبراني؛ قال r: ((ابدأ بالكبراء)) أو قال: ((بالأكابر)).


    لا تقعد بين جليسين

    قال سيدنا رسول الله r: ((لا تجلس بين رجلين إلا بإذنهما)).

    ومن التأدب في ذلك:

    1- أن تجمع نفسك ولا تجلس متربعا.
    قال ابن الأعرابي: ((قال بعض الحكماء: اثنان ظالمان: رجل أهديت له نصيحة فاتخذها ذنبا، ورجل وُسِّعَ له في مكان ضيق فقعد متربعا)).

    2- إذا جلست إليهما فلا تلق بسمعك إلى حديثهما، إلا إذا كان غير سر، ولا خاص بهما
    لقول الرسول r: ((من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة))
    أي: الرصاص المذاب.

    3- إذا كنتم ثلاثة فلا تسر إلى جليسك بحديث دون الآخر؛ فإنك بهذا توقع في نفس ثالثكم ظنا وإيهاماً بأن الحديث المسر به ربما يكون عليه
    قال r: ((لا يتناجى اثنان بينهما ثالث)).


    إعرف للكبير حقه وقدره

    إذا ماشيته فسر عن يمينه متأخراً عنه بعض الشيء، وإذا دخلت أو خرجت فقدِّمْه عليك، وإذا التقيت به فأعطه حقه من السلام والاحترام، وإذا اشتركت معه في حديث فمكِّنْه من الكلام قبلك، واستمع إليه بإصغاء وإجلال، وناقشه بأدب وسكينة ولطف، وغض من صوتك في حديثك إليه، ولا تنس تكريمه في الخطاب والنداء، قال رسول الله r: ((ليس منا من لم يجل كبيرنا))، وفي رواية: ((ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه)).


    راعِ الأدب مع أبيك وأمك أتم المراعاة

    فإنهم أحق الناس منك بذلك؛ وقد جاء رجل إلى رسول الله r فقال: ((يا رسول الله. من أحق الناس بحسن الصحبة مني؟)) قال: ((أمك ثم أمك ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك)).
    وحدث هشام بن عروة عن أبيه:- أن أبا هريرة t رأى رجلا يمشي بين يدي رجل، فقال له: ((ما هذا منك؟)) قال: ((أبي))، قال: ((فلا تمش بين يديه، ولا تجلس حتى يجلس، ولا تدعه باسمه)).


    العين تُسَرُّ بالطلعة الجميلة المتناسقة

    إذا خرجت لاستقبال والد أو قريب أو صديق، أو قدمت من سفر؛ فلاحظ:

    أ- نظافة أطرافك، وحسن هيأتك، وانتظام مظهرك اللائق بك.
    ب- لا تتوانَ في تحسين مظهرك، فإن ذلك ينقص من لذاذة فرحة اللقاء، وقد قال النبي r: ((إنكم قادمون على إخوانكم فأحسنوا لباسكم، وأصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس؛ فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش)).
    ج- اصطحاب شيء من الهدية للقادم عليهم، أو القادمين عليك، وإلى هذا يشير الرسول الكريم r بقوله: ((تهادوا تحابوا)).


    كنْ عارفاً بآداب الضيافة

    إذا نزل بك ضيف فاعرف آداب ضيافته، وراع حق إكرامه؛ فأطعمه طيب الطعام من غير إسراف أو تقتير، وأحسن مجلسه ومقيله، ومبيته، وعرفه جهة القبلة في منزلك، ودله على مكان الطهارة والوضوء.
    وإذا قدمت له منديلا للتنشيف فليكن نظيفا غير ما تستعمله أنت وأولادك، وقرب إليه بعضاً من الطيب إن أمكن، والمرآة ليتجمل، وقبل دخوله الحمام غَيِّبْ ما فيها مما لا يحسن أن تقع عليه عينُ الضيف.
    وراعِ راحته أثناء النوم والاستراحة، فجنِّبْه ضجيج الأطفال وصخب البيت؛ ما استطعت.
    وتجمَّلْ له في غير تكلف، وقمْ في خدمته بذوق وتقدير.
    وإذا نزلت ضيفاً على أحد فكن لطيفاً خفيفَ الظل ، وراعِ ظروفه وأوقات عمله وراحته.


    إحرص على عيادة المريض

    قال r: ((من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس؛ فإذا جلس اغتمس فيها))؛ غير أن لزيارة المريض آدابا تطلب من الزائر، حتى تكون منعشة له، رافعة من معنوياته، معينة على تخفيف آلامه، زائدة من صبره واحتسابه، ومن ذلك:

    1- ألا تطيل الجلوس عنده؛ لأن له من الظروف المرضية الخاصة ما لا يسمح بإطالة الجلوس عنده.
    2- كن نقي الثوب، طيب الرائحة.
    3- لا تدخل عليه بملابس الزينة والأفراح، ولا تكن متطيباً بطيب شديد الرائحة؛ حتى لا تزعجه أو تؤذيه.
    4- لا تحدثه بما يغمه أو يكدره ويحزنه، أو يؤثر على صحته ويجرح شعوره.
    لا تستخبر عن نوع مرضه إلا أن تكون طبيبا، ولا تجتهد عنده بوصف دواء كان نافعا معك أو مع غيرك، فربما بجهل منه يستعمله فيضر به، وربما كان ذلك سببا لهلاك المريض.


    تلطَّفْ في الإخبار عن المصائب والفواجع

    إذا أخبرت عن أمر مكروه فتلطَّفْ في الإخبار، ومهِّدْ له بما يخفف عن صاحب المصاب مصابه، ولا تصكَّ سمعه بالخبر المفجع صكا، وتحيَّنْ الوقت الملائم لإخباره؛ فلا تخبره بذلك وهو على طعام، أو قبل النوم، أو في حالة مرض أو استفزاز.

    وإذا أصيب أحد عزيز أو قريب عليك بموت أحد من أسرته ؛ فلا تنس تعزيته ولا تبطئ بها، ولا تنس أن تشارك في تشييع الميت إلى قبره، وعند تعزيتك ومواساتك أخاك أو قريبك أو أحد معارفك بمصابه؛ يستحب أن تدعو لأخيك الميت بمثل ما دعا به سيدنا رسول الله r لأبي سلمة t حين توفي، وعزى به أهله: ((اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين- أي كن له خليفة في ذريته الباقين من أسرته-، واغفر لنا وله يارب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه)).

    ويحسن أن يكون حديثك مع المعزَّي فيم يتصل بتخفيف وقع المصيبة؛ بذكر أجرها وأجر الصبر عليها، وأن الحياة الدنيا فانية منقضية، وأن الآخرة هي دار القرار، ويحسن ذكر بعض الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة المذكرة بذلك، فتذكر مثل قول الله سبحانه وتعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).


    لا ترفعْ صوتك فوق الحاجة لأنه مخلٌ بالأدب

    وهذا الأدب ينبغي مراعاته مع الصديق والمثيل، ومع من تعرفه ومن لا تعرفه، ومع الأصغر منك والأكبر، وتزداد مراعاته تأكيدا مع الوالدين أو من في مقامهما، ومع من تعظمه من الناس؛ ففي القرآن الكريم في وصية لقمان لابنه: ((وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ))؛ أي: اخفض منه، ولا ترفعه عالياً إذا حادثت الناس؛ فإن الجهر الزائد بالصوت منكر وقبيح.

    حكي الحافظ الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة عبد الله بن عون البصري تلميذ الإمام ابن سيرين وأحد الأئمة الأعلام: أن أمه نادته، فعلا صوته صوتها؛ فخاف؛ فأعتق رقبتين.

    وقال عاصم بن بهدلة الكوفي المقرئ رحمه الله صاحب القراءة المعروفة: ((دخلت على عمر بن عبد العزيز؛ فتكلم رجل عنده فرفع صوته، فقال عمر: مه؛ كف، بحسب الرجل من الكلام ما أسمع أخاه أو جليسه)).


    كنْ مستمعاً جيدا ولا تقاطعْ من يتكلم

    إذا أشكل عليك شيء من حديث محدثك؛ فاصبر عليه حتى ينتهي من الحديث، ثم استفهم منه بأدب ولطف، ولا تقطع عليه كلامه أثناء الحديث؛ فإن ذلك يخل بأدب الاستماع، ويحرك في النفس الكراهية؛ إلا إذا كان المجلس مجلس دراسة وعلم، فيحسن فيه السؤال بأدب وكياسة.
    وإذا سُئِل جليسك عن شيء؛ فلا تبادر أنت بالإجابة عنه؛ فإن ذلك أحفظ لأدبك وأنبل لشخصك، وأرفع لحديثك ومقامك.


    راعِ حال النيام بالليل والنهار

    إذا دخلت مكانا فيه نيام، فراعهم وتلطف في حركتك وصوتك عندهم؛ حتى لا توقظهم، أو تسبب لهم قلقا. قال المقداد بن الأسود t:
    ((كنا نرفع لرسول الله r نصيبه من اللبن، فيجئ من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ النائم، ويسمع اليقظان))، وكان r إذا قام يتهجد بالليل قرأ بصوت يؤنس اليقظان، ولا يوقظ الوَسْنَان.


    إشهد عقد النكاح فإن شهوده سنة

    يستحب إنشاء العقد في المسجد، وفي الحديث الشريف: ((أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف)).
    وقد رخَّصَ النبي r في عقد النكاح بضرب الدفوف للنساء بلا خلاف، وللرجال أيضا على الأصح؛ شهراً للزواج وإعلاناً به، وتفرقةً بين القِران الخبيث الحرام والزواج الطاهر الحلال.

    وفي حضورك للعقد تحقيق للإعلان، ومشاركة لأخيك المؤمن وأختك المؤمنة في العمل الصالح.
    وإذا دعيت إلى ذلك فلتكن بتلبية الدعوة، وخذ زينتك المشروعة لهذا اللقاء الطيب الكريم؛ فقد كان الصحابة y إذا تزاوروا تجملوا.

    وليكن حديثك منسجما مع المناسبة والابتهاج بها، ولا تتحدث بما يحزن الحاضرين أو تمجه النفوس والأسماع؛ فالمؤمن كيس فطن، ولتكن تهنأتك للزوجين بدعاء الرسول r: ((بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير)).

    ولا تهنئه بالقول الذي يهنئ بعض الناس: ((بالرفاء والبنين))؛ فإنه من تهنئة الجاهلية، وقد نهى عنه الرسول r.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #28
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    تنويه
    حينما أنقل موضوعا لشخص أو أقتبس منه
    هذا لا يعني بأني تابع له أو من أنصاره ولكن
    إعجابي لا يتعدى الموضوع المنقول
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #29
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #30
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    معنى الحِلْم لغةً واصطلاحًا

    معنى الحِلْم لغةً:
    الحِلْمُ -بالكسر-: الأَناةُ والعقل، وجمعه: أَحْلام وحُلُومٌ
    والحِلْم خلافُ الطَّيش. يقال: حَلُمْتُ عنه أحلُم، فأنا حليمٌ
    معنى الحِلْم اصطلاحًا:
    عُرِّف الحِلْم بعدَّة تعريفات منها:
    الحِلْم: ضبط النَّفس والطَّبع عن هيجان الغضب
    وقيل هو: (الطُّمَأْنِينَة عند الغضب، وقيل: تأخير مكافأة الظَّالم)
    وقيل الحِلْم: (اسم يقع على زمِّ النَّفس عن الخروج عند الورود عليها، ضدُّ ما تحبُّ إلى ما نهي عنه. فالحِلْم يشتمل على المعرفة والصَّبر والأَنَاة)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #31
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي



    العلاقات كالعصافير ان امسكتها باحكام تموت وان امسكتها بتساهل تطير
    امسكها بعنايه ستبقى معك للابد فاعتنى بمن تريد ليبقى معك للابد


    خير الامور الوسط حتى فى حديثك فلا يكن صوتك عاليا مزعجا
    ولا هادئا غير مسموع



    لا يوجد فرق بين الملح والسكر كلاهما نفس اللون ولكن ستعرف الفرق
    مع التجربه كذالك هم البشر



    تعجبنى الارواح الراقيه التى تحترم ذاتها وتحترم الغير
    عندما تتحدث تتحدث بعمق تطلب بادب تمزح بذوق وتعتذ ر بصدق


    تذكر ان اسلوبك هو فن التعامل مع الاخرين يساوى مكانتك
    فكلما ارتقى اسلوبك كلما علت مكانتك







    للثقه فى الاخرين نتيجتين
    اما شخص مدى الحياه
    او درس مدى الحياه

    الانسان الايجابى لا تنتهى افكاره
    والانسان السلبى لا تنتهى اعذاره

    الاحترام لا يدل على حب انما يدل على حسن تربيه
    احترم حتى لو لم تحب

    منقول
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #32
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  13. #33
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Abdulaziz Mohajab
    تاريخ التسجيل
    09 2011
    الدولة
    http://www.facebook.com/sasll
    المشاركات
    748

    رد: إستراحة قضية ورأي

    قصص فيها فوائد شكرا علي الطرح
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  14. #34
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdulaziz mohajab مشاهدة المشاركة
    قصص فيها فوائد شكرا علي الطرح
    حياك الله
    شكرا لمرورك
    لك تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  15. #35
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    وقفةشرعية مع مزايين الإبل

    مقدمة:
    إنّ الله خلق الإنسان وجعل له على وجه الأرض وسائل يرتفق بها في حياته،فتخفّف عنه مشقة الحياة وشظف العيش، وإنّ ممّا سخره الباري للإنسان هذه الحيوانات الأليفة، فجعلها مادة غذائه وشرابه، ومطية حله وترحاله، فأحل لحومها وألبانها، وسهل ركوبها وابتذالها، قال تعالى: ﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النحل: 5-9]"فهذا الخلق الهائل العظيم المدبر عن علم وتقدير، ملحوظ فيه أن يكون نعمة على البشر، لا تلبي ضروراتهم وحدها، ولكن تلبي أشواقهم كذلك، فتسد الضرورة، وتتخذ للزينة، وترتاح بها أبدانهم وتستروح لها نفوسهم، لعلهم يشكرون في هذه البيئة تبرز نعمة الأنعام، التي لا حياة بدونها لبني الإنسان " [1].

    ولقد تجاوز فئام من الناس بطرا ورئاء الناس، حدود الارتفاق بهذه الأنعام إلى الغلو والمبالغة في الافتخار بها، وراحوا يحيون نخوة الجاهلية،وعصبية القبلية،وتنافسوا في الإسراف في أثمانها،وتجاوزوا حدود المعقول في شرائها وبيعها، وإن دلّ ذلك فإنّما يدلّ على غياب ميزان الحقّ والتّحاكم إليه في شؤون حياة الناس ولو كان ذلك في المباحات ولكن دون إسراف وتبذير وخروج عن مقاصد الشّرع الذي أباح امتلاك تلك الدّوّاب والأنعام.

    أصل خلق الأنعام:
    لندع القرءان الكريم يتكلم عن خلق الأنعام، لأن الخالق جل وعلا هو بارئ المخلوقات وفاطرها وهو القائل في كتابه ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.[2]

    قال ابن كثير: يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم، في خلقه أنواع المخلوقات على اختلاف أشكالها وألوانها، وحركاتها وسكناتها، من ماء واحد، ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ ﴾ كالحيّة وما شاكلها، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ ﴾ كالإنسان والطير، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ [ ﴾ كالأنعام وسائر الحيوانات؛ ولهذا قال: ﴿ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ أي:بقدرته؛ لأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن؛ ولهذا قال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.

    والأنعام هي الإبل والبقر والغنم، وقد يطلق اللّفظ على الإبل خاصة كما في قول حسان -رضي الله عنه-:
    عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ
    إلى عذراءَ منزلها خلاءُ
    دِيَارٌ مِنْ بَني الحَسْحَاسِ قَفْرٌ
    تعفيها الروامسُ والسماءُ
    وكانت لا يزال بها أنيس
    خلال مروجها نَعَمٌ وشاء

    فالنَّعَم هنا الإبل خاصة.

    وقال الجوهري: والنَّعم واحد الأنعام وهى المال الراعية، وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل.

    أصل الإبل واختلاف العلماء في ذلك:
    إن العلماء اختلفوا في أصل الإبل هل هي من ماء كما هو ظاهر الآية السالفة أم أنها خلقت من الجنّ وسلالة الشياطين كما ورد في بعض ظاهر الأحاديث؟

    لقد صح من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنه قال: " سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الوضوء من لحوم الإبل؟ فقال: توضّؤوا منها. قال: وسئل عن الصلاة في مبارك الإبل؟ فقال: لا تصلوا فيها، فإنها من الشياطين، وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم؟ فقال: صلوا فيها، فإنها بركة"[3].

    قال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى: اعلم أنّ العلماء اختلفوا في علّة النّهي عن الصلاة في أعطان الإبل.فقيل: لأنها خلقت من الشياطين، كما تقدم في الحديث عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا هو الصحيح في التعليل "[4].

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " إنّ الإمام أحمد و غيره من علماء الحديث زادوا في متابعة السنة على غيرهم بأن أمروا بما أمر الله به ورسوله مما يزيل ضرر بعض المباحات مثل لحوم الإبل فإنها حلال بالكتاب و السنة و الإجماع و لكن فيها من القوة الشيطانية ما أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "إنها جن خلقت من جن "[5]، وقال: وروي: « على ذروة كلّ بعير شيطان » [6] فالإبل فيها قوة شيطانية والغاذي شبيه بالمغتذى ".

    وقال الشوكاني في نيل الأوطار:" ويرشد إلى صحة هذا حديث ابن مغفل عند أحمد بإسناد صحيح بلفظ:"لا تصلوا في أعطان الإبل، فإنها خلقت من الجنّ، ألا ترون إلى عيونها وهيئاتها إذا نفرت"[7].

    وقد تساءَل أبو الوفاء ابن عقيل عن معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إن الكلب الأسود شيطان )، ومعلوم أنه مولود من كلب، و( أن الإبل خلقت من الشياطين ) [8]مع كونها مولودة من الإبل.

    وأجاب: أنّ هذا على طريق التشبيه لها بالشياطين، لأن الكلب الأسود أشرّ الكلاب وأقلعها نفعاً، والإبل تشبه الجن في صعوبتها وصولتها، كما يقال: فلان شيطان ؛ إذا كان صعباً شريراً [9].

    ويدل لصحة قول ابن عقيل أن الأحياء في عالمنا الأرضي مخلوقة من الماء، كما قال تعالى: ﴿ وجعلنا من الماء كُلَّ شيٍ حَيٍّ ﴾ [ الأنبياء: 30 ]، والشياطين مخلوقة من النار [10].

    والقول الثاني أنها لم تخلق من الشّياطين: ولكن معناه أنّها خلقت من طباع الشّياطين وأنّ البعير إذا نفر كان نفاره من شيطان يعدو خلفه فينفّره، ألا ترى إلى هيئتها وعينها إذا نفرت؟ انتهى[11].

    وقد ذهب إلى هذا القول الإمام أبو حاتم ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه فقال: لو كان الزجر عن الصلاة في أعطان الإبل لأجل أنها خلقت من الشياطين؛ لم يصلّ -صلى الله عليه وسلم- على البعير، إذ محال أن لا تجوز الصّلاة في المواضع التي قد يكون فيها الشيطان، ثم تجوز الصلاة على الشيطان نفسه، بل معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: « إنّها خلقت من الشياطين » أراد به أنّ معها الشياطين على سبيل المجاورة والقرب، اهـ، وقد علّل الفقهاء هذا النّهي لشدّة نفورها كما تقدّم، والله أعلم

    الإبل في الجاهلية والإسلام
    لقد جاء ذكر الإبل في الكتاب العزيز مما يدل على جلالتها وتعظيمها وكثرة الانتفاع بها، وأنها من أكرم النّعم التي جعلها الله آية تستحقّ التّدبر وعبرة في الخلق تستوجب التفكر فقال جلّ في علاه ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ [الغاشية:17].

    إنّ الإبل عزُّ العرب ومادتها التي تفخر بها حلاًّ وترحالا، ولها عندهم أقدار جليلة، ومنزلة رفيعة نبيلة، وجل أشعارهم في وصفها ومدحها،وهي من أجل أموالهم،وأفضل حلالهم، قامت لأجلها الحروب، وتقاطعت الأرحام، وانفصمت عرى وعهود بين قبائل وما ذلك إلاّ لعزّها لديهم ومكانتها عندهم، وما خبر حرب البسوس عنك ببعيد، وفي إكرمها يقول عبد الله بن الأعرابي: قالت الأعراب: "أكرموا الإبل إلا في ثلاث: بيت يبنى،أو دم يرقى،أو ضيف يقرى".رواه ابن أبي الدنيا [13].

    وقال أكثم بن صيفي: "أكرموا الإبل فإنّها مهرُ الكريمة، ورَقُوءُ [14]الدم، وسفن البر". رواه ابن أبي الدنيا[15].

    وللإبل عند العرب أنساب معروفة، وأصول عتيقة محفوظة فمما يعرف من جمالها ونوقها ناقتا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " العضباء،والقصواء "، ولهما في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر كثير ويكفيهما شرفا أنّ القصواء هاجر عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة وكان يقول لأصحابه "خلوا سبيلها فإنها مأمورة [16]، ومنها جمل عائشة رضي الله عنها يوم الجمل ويسمى " عسكر".

    ومن فحولها: " الجديل "، و"شدقم "، و"غرير "، فحول مشهورة كانت للنعمان بن المنذر، قال الكميت يصف الإبل:
    غُرَيْرِيَة الأنسابِ أو شَدْقَمِيَة
    يصلن إلى البيد الفدافد فدفدا

    وقال أبوفراس الحمداني:
    ونَجنب ما أبقى الوجيه ولاحق
    على خير ماأبقى الجديل وشدقم

    ومن إبل العرب العسجدية وكانت للنعمان بن المنذر يختص بها،و"المهرية "منسوبة إلى مهرة بن حيدان أبي قبيلة من العرب،و"الأرحبية " منسوبة إلى أرحب،قبيلة من همدان.

    بعض الأحكام المهمّة التي تتعلق بالإبل:
    1- مزايين الإبل والماعز ونحو ذلك وحكم المشاركة فيها:
    إنّ مما كثر وشاع في زمننا الحاضر لاسيما في بعض دول الخليج ما يسمى بمهرجانات "المزايين " ويقصدون بذلك التنافس في إبداء أجود الإبل وأجملها وأغلاها في عالم الناس الذين يعشقونها،ومن ثم ابتدع بعض عشاق الإبل قبل أكثر من عقد من الزمان مسابقات مزايين الإبل، ولا حرج لو أنّ النّاس ربطوا الإبل ابتغاء وجه الله ولإعلاء كلمة الله تعالى فهذا عمل تعبدي رائع يحث عليه الشرع ويثيب عليه، ولكنّ الأعمال بمقاصدها، فالذين يربطون الإبل اليوم ليس فيها مناوءة لأهل الكفر،ولكن تفاخرا ومكاثرة على غيرهم من القبائل الأخرى التي هي مسلمة، بل هم يربطونها حمية ومفاخرة على منوال أهل الجاهلية، فتثار بسببها العصبيات المقيتة، ويتطاول الشّعراء والمدّاحون بالقدح في أعراض النّاس ولمزهم وهمزهم، واحتقار القبيلة للأخرى وتصغير شأنها، وتبذير الأموال في غير مصلحة راجحة ولا مرجوحة، ومضيعة للأوقات، وجلبا للعداوات والبغضاء، ولهذه الجملة من الأخلاق المخالفة لتعاليم الإسلام أفتى علماؤنا بحرمة إقامة تلك المهرجانات.

    ومن أولئك العلماء الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك،والشيخ صالح الفوزان،والشيخ عبد الله بن منيع،والشيخ عبدالعزيز بن عبد الله الراجحي وغيرهم وقد جاء سؤال لكل واحد منهم مفاده:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
    فقد ظهر في الآونة الأخيرة مهرجانات مزايين الإبل بين القبائل علماً أن هذه المهرجانات يدفع فيها مبالغ كبيرة من المغالاة بأسعار الإبل وأعداد ذلك أن أنقذهم من رذائل الجاهلية التي أعظمها الشرك بالله وقتل الأولاد خشية الفقر ووأد السرادقات والإسراف الكبير في الولائم إضافة إلى إلزام أفراد القبيلة بالمشاركة المالية التي لو لم يدفعها لنا له إحراجات كثيرة فما حكم المشاركة في هذه التجمعات وحضورها؟

    الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،،
    أما بعد: فإن بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- أعظم نعمة أنعم الله بها على البشرية ورحمهم بها قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ (الأنبياء107).

    فأخرج الله برسالته ودعوته من شاء من الظلمات إلى النور... وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن جميع أمور الجاهلية وأخلاقها كالفخر بالأحساب، والطعن بالأنساب، والاستسقاء بالنّجوم، والنياحة،وأخبر أنّ هذه الخصال لا تزال موجودة في الأمة وقد دلّت نصوص الكتاب والسنة أن كل ما يضاف للجاهلية مذموم كظن الجاهلية وحكم الجاهلية وحمية الجاهلية وقال –-صلى الله عليه وسلم- - للذي عَيَّرَ غيره بِسَوَاد أمه « إنّك امرؤ فيك جاهلية » [17].

    وبعد فما ذكر في السؤال من مهرجانات مزاين الإبل هو من أعمال الجاهلية لما تشتمل عليه من المنكرات.

    وقد نشأت فكرته من سنوات ولم يتنبه لما فيه من المفاسد الدينية والدنيوية حتى تفاقم الأمر وفحش وظهرت مفاسده لكل عاقل وإليك ما يشتمل عليه هذا العمل من المنكرات:
    أولا: أكل المال وبذله بالباطل وذلك كما في الجوائز التي تبذل لأصحاب الإبل المتفوقة في صفاتها. وفي الحديث:« لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر » "[18].
    والمقصود التسابق عليها.

    ثانيا: التفاخر بين القبائل أو بين أفخاذ القبيلة الواحدة وذلك مما نهى الله عنه فيما أوحاه إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- ففي صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « إنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد » [19]. وفي الحديث الآخر عند مسلم قال -صلى الله عليه وسلم-:
    «أربع في أمّتي من أمر الجاهلية لا يتركونهنّ: الفخر في الأحساب، الطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنّجوم، والنّياحة »[20].

    ثالثا: ظلم الناس في أموالهم بتكليفهم ببذل مالا يجب عليهم ولم تطب به أنفسهم وقد قال –-صلى الله عليه وسلم-: « لا يحلّ مال امرئ مسلم إلاّ بطيب نفس منه » [21]وقال –-صلى الله عليه وسلم-: « كلّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه »[22]. وهذا من أكل أموال الناس بالباطل الذي نهى الله عنه قال تعالى: ﴿ ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ﴾[23].


    رابعاً: التبذير وإضاعة المال الذي هو من أعمال السفهاء وإخوان الشياطين قال تعالى: ﴿ ولا تؤتوا السّفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً ﴾، وقال تعالى: ﴿ ولا تبذر تبذيرا إنّ المبذرين كانوا إخوان الشّياطين ﴾[24]، وهو من التخوّض في مال الله بغير حقّ وفي الحديث الصّحيح عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: « إنّ رجالاً يتخوّضون في مال الله بغير حقّ لهم النّار يوم القيامة » [25].

    وصورة التبذير وإضاعة المال محققة في مسابقة المزايين من وجهين:
    الوجه الأول: بذل الملايين من الريالات في شراء بعض الإبل لمجرد الفخر دون قصد لأي منفعة مما خلق الله الإبل لها من أكل أو شرب أو ركوب أو عمل ولو قصد شيء من ذلك لكان ما يبذل من الأثمان فوق ثمن المثل بمئات المرات وهذا ضرب من السَّفه في الشّرع والعقل.

    الوجه الثاني: ما يبذل من الأموال لإقامة هذه المهرجانات وما يصنع من الأطعمة التي لا ينتفع بأكثرها وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنّ الله لا يحبّ المسرفين ﴾ [26]. ويتبع ذلك التسابق في صنع الأطعمة وكثرة الضيوف وهذا هو التباري الذي جاء في الحديث عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- « أنّه نهى عن طعام المتباريين »[27].

    وبناء على ما تقدم فلا تجوز المشاركة في هذه المهرجانات لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ويخشى على من بدأها أن يقع عليه معنى قوله--صلى الله عليه وسلم- -: « من سنّ في الإسلام سنة سيّئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة » [28] إلاّ أن يعذر بجهله.

    وعلى الجميع التوبة من هذه الأعمال التي لا خير فيها بل فيها ما ذكر من الشرور ويتوب لله على من تاب ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً للبصيرة في الدين وطاعة رب العالمين وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه جواد كريم وهو الغفور الرحيم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين "[29].

    وقال فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان كما بين ذلك في محاضرة صوتية على موقعه حيث قال السائل: فضيلة الشيخ انتشر الآن ما يسمى بالمزاين, مزاين الإبل ويكون فيه تفاخر وإسراف فما حكم المشاركة في ذلك؟

    رد ّالشيخ صالح الفوزان: لا يجوز المشاركة في ذلك لما فيه من المنكرات من بذل الأموال الطويلة بغير فائدة والله جل وعلا قال ﴿ يا أيها الذين آمنو لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ﴾[النساء: 29]، ولا يجوز أخذ العوض على المسابقات لأنّه قمار إلا ما استثناه الرّسول -صلى الله عليه وسلم- بقول « لا سبق إلاّ في ثلاث:في نصل أو خف أو حافر » والمراد في ذلك المسابقة على الخيل أو على الإبل أو على الرماية لأجل التدرب على الجهاد في سبيل الله وما عدا ذلك لا يجوز أخذ الجوائز عليه من المسابقات لأنّه أكل المال بالباطل وهو داخل في الميسر وهو القمار ".

    وكذلك أفتى بذلك فضيلة الشيخ عبد الله المنيع على أن فعاليات ومسابقات مزاين الإبل من البدع الضالة "ومن ينساق وراءها مشمول بصفات التبذير والإسراف والتّغرير ببسطاء العقول، وأن تفاخر بعض المواطنين بكرائم الإبل والتغالي بأسعارها وبيعها بأثمان باهظة تصل لمليون أو مليونين ريال وأكثر يعبر عما كان لدى الجاهلية من أعراف وتقاليد بالية منافية لمبادئ الإسلام.

    واعتبر المنيع في فتواه أن مشايخ القبائل حينما يلزمون أفراد القبيلة بمبالغ ينفقونها للدخول في هذا التفاخر، ظالمون لإخوانهم، وإخوانا للشياطين من حيث الإسراف والتبذير." [30].

    ولكم أن تتصوروا مدى البذخ والإسراف وذلك بتكليف كلّ فرد من أفراد القبيلة بدفع مبلغ إجباري لتغطية مراسيم الاحتفالات بمزايين الإبل،وقد بلغ أحدها مائة وخمسون مليون ريالا(150مليون )، وليتساءل المسلم العاقل في مقابل ماذا؟

    قال بعضهم مقابل إحياء التلاحم بين أبناء القبيلة،وليس ذلك بصحيح لأنهم لو كانوا يريدون عزّتها ورفعتها لأغنوا فقراء القبيلة بتلك الأموال فبنوا بها البيوت لعشرات الأسر بدل الجمع منهم وتفقيرهم.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #36
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    روائع المقالات القديمة

    الدهاء في السياسة
    محمد الخضر حسين


    الدهاء: جودة الرأي التي تمكن السياسي من أن يدير نظامًا، أو يكشف عن وجه قضية بأسلوب لطيف، فغير الداهية ينبذ إلى الباطل على سواء؛ فتكون الحرب بينهما سجالًا، والداهية ينصب له المكيدة، فيقع كما يقع الأسد في الزبية العميقة، ومن لم يكن داهية لا يمشي إلى الغرض إلاَّ على خط مستقيم، فإذا اعترضته عقبة كؤود وقف في حيرة أو رجع على عَقِبه يائسًا، والداهية يسير في خطٍّ منحنٍ أو منكسرٍ ولا يبالي بطول المسافة في جانب الثقة بإدراك الغاية المطلوبة.

    يقوم الدهاء على فطرة الذكاء التي هي سرعة تصور المعاني الغامضة، وسهولة نفوذ الفكر إلى المقاصد الخفية.
    والإفراط فيه الذي يعد عيبًا في صاحب السياسة إنما هو اختطاف صورة الأمر أو النتيجة من غير تثبيت في مأخذها، أو إحاطة بكنهها؛ إذ الشأن فيمن تضرب أشعة فكره في المعاني البعيدة أول ما يلتفت إليها لا يطيل البحث عن أسرارها أو يستوفي النظر إلى آثارها.
    فمن لم ينظر في الشؤون العامة بفكر ثاقب، ضاع من بين يديه كثيرٌ من المصالح، ووقع في شراك الخداع والمخاتلة، وكم من أمة قضى عليها بَلَهُ زعمائها أن تعيش في هاوية الذل ونكد الحياة. وإنما استقام ظهر الخلافة لعهد عمر بن الخطاب؛ لأنه كان- مع سلامة ضميره وصفاء سريرته- نافذَ البصيرة في السياسة، بعيدَ النظر في عواقبها.
    قال المغيرة بن شعبة: كان عمر أفضل من أن يَخْدَع، وأعْقَل من أن يُخدَع.

    السياسة فنون شتى، والبراعة في كلِّ فنٍّ تكون على حسب الأخذ بمبادئه، والدربةِ في مسالكه، فهذا خبير بسياسةِ الحرب، وبصيرتُه في السياسة المدنية عشواء، وآخر يدير القضايا، ويجري النظاماتِ بين الأمة في أحكم نسق، فإذا خَرَجْتَ به؛ ليخوض في صلة أمة بأخرى ضاقت عليه مسالك الرأي، وتلجلج لسانه في لُكْنَة، وربما جنح إلى السِلم والحربُ أشرف عاقبة، أو أَذَّن بحرب والصلحُ أقرب وسيلة إلى سعادة الأمة؛ فلا بُدَّ للدهاء في فنٍّ سياسي من الوقوف على شيء من سننه، إمَّا بتقلب الإنسان في الوقائع بنفسه ومشاهدته لها عن رؤية عين، وهي التجارب الملوَّح إليها بقول أبي تمام:

    من لم يُقَد فيطير في خيشومه رهجُ الخميس فلن يقود خميسا

    أو بتلقيها على طريق النقل، كدراسة فن التاريخ، أو الكتب المؤلفة في ذلك الفن من السياسة خاصة.
    ولا يملك مزية الدهاء في السياسة، إلا من كان في استطاعته كتمُ تأثراته النفسية من غضب وسرور، ومودَّة وبغضاء، ولهذا يقول الأدباء: إنَّ أحكم بيت قالته العرب:

    ولَرُبَّما ابتَسَم الكريمُ من الأذى وفُؤَادُه مِنْ حَرِّه يَتَأَوَّهُ

    فأناة الرئيس ورصانته هي المنبع الذي تُسقى منه الأمةُ حريةَ الفكر، والسُّلَّم الذي تعرج منه إلى الأفق الأعلى من الأمن والسعادة.

    تسمح الحكومات الحرة للكتاب والخطباء أن يكشفوا عما في ضمائرهم ويجهروا بآرائهم، وتسيرُ معهم على مبدأ أنَّ الناس أحرار في آرائهم وعواطفهم.
    فلا يسألون عنها، أو يؤاخذون بها متى كانت مباينة لمقاصد الرئيس، أو معارضة لمذهبه في السياسة، إلاَّ إذا وضعوا أيديهم في إجرائها، واندفعوا إلى العمل على نفاذها.
    تعدُّ الحرية البالغة هذا الحد في حسنات بعض الحكومات الحاضرة، وقد أدار عليها أمراء الإسلام رحى سياستهم منذ ألف وثلاثمائة سنة؛ فهذا معاوية بن أبي سفيان يقول: والله، لا أحمل السيف على من لا سيف له، وإن لم يكن منكم إلا ما يشتفي به القائل بلسانه، فقد جعلت له ذلك دبر أذني، وتحت قدمي.

    يتلقى الأمراء نقد سياستهم وآرائهم بصدر رحب، وكثير منهم من إذا أنس في الأمة تهيبًا كره أن ينقلب ذلك التهيب رهبةً تجرهم إلى إيثار الخَلق على الحق، ويدعوهم إلى ما دعا إليه عمر بن الخطاب في قوله: أيما رجل عتب علينا في خلق فليؤذِنِّي. أي فليعلمني.

    وكان المأمون يقول لأهل ناديه إذا جارَوه في كلام: هلاَّ سألتموني لماذا ؟ فإنَّ العلم على المناظرة أثبت منه على المهابة.
    يطلق الأمراء العادلون للآراء أعنَّتها؛ لتعرض عليهم في أي صبغة شاءت، ويثقون في هذا التسامح بأن أمامها أفكارًا مستقلة، وعقولًا راجحة، فتقبل منها ما كان حقيقة ناصعة، وترد الزائف على عقبه خائبًا.

    يدور على الألسنة قول ابن خلدون في مقدمة تاريخه: إنَّ العرب أبعد الأمم عن سياسة الـمُلْك.
    يلهج بهذه المقالة بعض الأعجمين رامزين إلى أنَّ العرب لا يليق بهم أن يعيشوا كما يعيش الرجل الرشيد، يتصرف في بيته، ويدير مصلحته بنفسه، وتبسط طائفة أخرى النكير على هذا الفيلسوف قائلة: كيف يصف الأمة التي شادت تلك الدولة الكبرى بالبعد عن مذاهب السياسة؟.
    والذي ينظر في الفصل المعقود لهذه المقالة من (المقدمة) يجد ابن خلدون يتكلم على الأمة العربية الطبيعية، حيث ذكر أنَّ العلة في بعدهم عن إجادة السياسة اعتيادهم على البداوة، ونفورهم من سلطة القوانين، واحتياج رئيسهم إلى الإحسان إليهم وعدم مراغمتهم، والسياسة تقتضي أن يكون السائس وازعًا بالقهر.
    ثم صرَّح ابن خلدون في هذا الفصل نفسه، بأنَّ هذه الأمة بعد ما طلع عليها الإسلام، وفتح أبصارها في مناهج السياسة العادلة سارت فيها باستقامة، فعظم ملكها، وقوي سلطانها.
    ويوافق ما قاله ابن خلدون من أنَّ العربي بعد مطلع الإسلام غير العربي في عصر الجاهلية أن سعد بن أبي وقاص أرسل نفرًا منهم المغيرة بن زرارة إلى يزدجرد فدارت بينه وبينهم محاورة أفصح لهم في آخرها عن تعجبه من ظهورهم في هذا المظهر العظيم، بعد أن كانوا بمكانة من الجهل، فقال له المغيرة: إن ما وصفت به العرب من الجهل هو حق، إلا أنه قد كان ذلك قبل الإسلام. وبعد أن انصرفوا قال لقائده رستم: ما كنت أرى أنَّ في العرب مثل هؤلاء، ما أنتم بأحسن جوابًا منهم.

    ركبتُ مرة القطار من بَرْلِين إلى إحدى قراها القريبة منها، وكان في رفقتي أستاذان من المستشرقين، فأخذا يتحاوران باللسان الألماني، ولم أكن أفقه من هذا اللسان يومئذ شيئًا، ثم أقبل عليَّ أحدهم وقال لي: أليس هكذا يقول ابن خلدون أن العرب لا يعرفون السياسة ؟ فقلت له: إنما يصف ابن خلدون العرب في حال جاهليتهم، وقبل أن يهتدوا بهدي الإسلام ويستنيروا بحكمته، فانقطع، وعاد إلى محاورة صاحبه.

    ومن نظر إلى العربي في حال جاهليته، رآه مطبوعًا على خصلتين يُطوِّح به الغلو فيهما إلى ما ليس وراءه غاية:
    إحداهما: اندفاعه للانتقام ممن هَضَمَ له حقًّا، أو مسَّ جانبه بأذى.
    وحُسْنُ السياسة يقتضي التأني، والإغضاء عن كثير من الهفوات.
    ثانيتهما: إطلاقه لأيدي شيعته وعشيرته، وغضُّ الطرف عنهم إذا أخذهم الاعتزاز بجاهه، واضطهدوا حق ضعيف لا ينتمي إليه.
    والسياسة تنافي الإفراطَ في معاضدة الأشياع والأحلاف، ولا تستقيم مع الانتصار وهم مبطلون.
    وقد قاومت الشريعة الإسلامية هاتين الطبيعتين، وجاهدت فيهما حقَّ جهادها، حتى أعدَّت لسياسة العالم أساتذة مثل عمر بن الخطاب الذي كان لا يراعي في إقامة الحقِّ، وكبح الباطل أشدَّ الناس به صلة، وأمسَّهم به رحمًا.

    ومثل معاوية بن أبي سفيان؛ فإنه كان يُرمى بالمطاعن، ويرشق بسهام الإنكار، فيُسرُّها في نفسه، ولا تبدو عليه سورة الغيظ، الذي يتخبط كثيرًا من المستبدين.
    ومن دهاء عمر بن عبد العزيز أنه كان يرى في كثير من الأمور مصالح للرعية، ولكن كان يسلك في إجرائها طريقة التمهل والتدريج؛ حَذَرَ أن يثقل عليهم عبؤها، فيطرحوها عن ظهورهم، ويقعوا في عاقبة سيئة.
    قال ابنه عبد الملك: ما لك لا تُنَفِّذ الأمور؟، فقال: لا تعجل يا بني؛ فإنني أخاف أن أحمل الحقَّ على الناس جملة؛ فيدفعوه، وتكونَ فتنة.
    فلا يخرج السياسي عن مجرى الاستقامة حيث يرى في سيرة الأمة عوجًا يتعذر عليه تقويمه بالقوة؛ فيحجم عن مكافحته، ولكن يبذل حكمته في علاج ذلك المبدأ السقيم، حتى يأخذ صحته ولو بعد أمد طويل.

    وقد بدأت السياسة في عهد معاوية لا تبالي أن تمرَّ إلى الحقِّ، ولو على جسر من الباطل، كما قال زياد في بعض خطبه: قد علمنا أنَّا لا نصل إلى الحقِّ إلَّا أن نخوض في الباطل خوضًا.
    ويقول ابن خلدون: إن العلماء من بين البشر أبعد الناس عن السياسة ومذاهبها.
    وذكر في توجيه هذه المقالة، أنهم معتادون في سائر أنظارهم الأمور الذهنية، والأنظار الفكرية لا يعرفون سواها، والسياسة يحتاج صاحبها إلى مراعاة ما في الخارج، وما يلحقها من الأحوال، ويتبعها من الآثار.
    وتحقيق هذا أنَّ العلم في نفسه لا يعوق صاحبه أن يدرك الغاية القصوى في السياسة، وإنما العلة التي تَقْعُدَ بالعالم عن البراعة في تدبير الشؤون العامة إنما هي انكبابه وعكوفه على القواعد، وما يتفرع عنها من الأحكام دون أن يضيف إليها الاطلاع على أحوال أهل العصر، ويفحص عما تقتضيه مصالحهم، وتستدعيه حاجتهم، ويغوص على الوقائع؛ فيتفقه في نشأتها، وما تصير إليه عاقبتها.

    فما قاله ابن خلدون إنما ينطبق على حال العلماء الذين أنفقوا أوقاتهم في القضايا النظرية، ولم يضربوا بسهم في معرفة أسباب العمران وطبائع الاجتماع، وهذه الحالة هي الغالبة على أمرهم في عصر ابن خلدون، وما تقدمه بزمن طويل، ولاسِيَّما بعد أن وقفوا دون مرتبة الاجتهاد، وتهاونوا بالشطر الأهم من وظيفتهم وهو الدعوة إلى الإصلاح أينما كانوا.
    وأما الذين يُقَدِّرون وظيفتهم حقَّ قدرها، ويقومون بما قلَّدهم الله من مراقبة سير الأمة وإرشادها إلى وسائل الفلاح عن فكرة سليمة، وألمعية مهذبة، فإنهم يسبقون بلا ريب إلى الغاية السامية في السياسة القيِّمة، ولا يكون العلم عثرة تهوي بهم في البله والجهل بتدبير شؤون الاجتماع، كما يدعي الذين يسمعون أو يسردون مقالة ابن خلدون على غير تدبر وروية.
    وكان الوزير التونسي خير الدين باشا يعقد مجالس من علماء جامع الزيتونة، ويلقي على وجه الشورى ما يهمه من المسائل العامة، فيتناوبونها بالبحث والنظر، حتى إذا نطق أحدهم برأي يصيب به المفصل من القضية اهتَزَّ ذلك الوزير ارتياحًا، وضرب يمناه على يسراه قائلًا: لا تتقدم أمة إلا بعلمائها.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  17. #37
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي



    إسمعوا ماذا كان الرد من بشار على توسل أولياء أمور المحتجزين
    للإفراج عن أو لادهم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  18. #38
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي


    حكم وأمثال
    انجز حرّ ما وعد
    يداك او كتا وفوك نفخ
    قطعت جهيزة قول كلّ خطيب
    جزاء سنمار
    اخلف من عرقوب
    ما يوم حليمة بسرِّ
    انّك لا تجني من الشّوك العنب
    اذا كنت في قوم فاحلب في انائهم
    بلغ السّيل الزّبى
    اجود من حاتم
    ومن حكمهم¦

    ربّ عجلة تهبّ ريثا
    مصارع الرِّجال تحت بروق الطّمع
    خير الموت تحت ضلال السّيوف
    حسبك من شرِّ سماعه
    ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله على قومه يستغني عنه و يذمم
    و انّ سفاه الشّيخ لا حلم بعده وانّ الفتى بعد السّفاهة يحلم
    انّ خير العلم ما نفع
    ومن لا يكرٍّم نفسه لا يكرّم

    منقوووووول
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  19. #39
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي

    الترويح في الإسلام
    إن من أعظم الدلائل على عظمة دين الإسلام أن تشريعاته قامت على جلب المصالح ودرء المفاسد؛ المبنية على رفع الحرج، ومراعاة التيسير، ومجافاة العنت والتشديد؛ وهي بذلك تراعي الفطرة البشرية ومتطلباتها؛ فلم تكبتها أو تضيق عليها، وفي الوقت نفسه لم تطلق لها العنان، أو تترك لها الحبل على الغارب، وإنما حرصت على الموازنة بين الحقوق والواجبات، وما يباح وما يمنع، في مختلف جوانب الحياة البشرية.
    وإن من أبرز ما تتصف به النفس البشرية أنها تصاب بالملل والفتور؛ فتحتاج إلى الترويح لتستعيد نشاطها، وتواصل سيرها بجد نحو البناء والتقدم.
    ونظراً لهذه الطبيعية البشرية نجد أن الإسلام شرع مبدأ الترويح عن النفس؛ تخفيفاً لما تتحمله من تكاليف ومشاق؛ فعن حنظلة الأسيدي رضي الله عنه (لقَيَني أبو بَكرٍ -رضي الله عنه-؛ فقالَ: كيفَ أنتَ يا حَنظلةُ؟ قَالَ: قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ! قَالَ: سُبحانَ اللهِ! مَا تَقولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكونُ عِندَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرُنا بِالنَّارِ وَالجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ عَينٍ؛ فَإِذا خَرَجْنا مِنْ عِنْدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَافَسْنا الأَزْواجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيْعَاتِ؛ فَنَسِينَا كَثِيراً. قَالَ أبو بَكرٍ -رضي الله عنه-: فَواللهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا. فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبو بَكرٍ -رضي الله عنه- حَتَّى دَخَلْنا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يا رَسُولَ اللهِ! فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَمَا ذَاكَ؟! قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنا بِالنَّارِ وَالجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ عَينٍ؛ فَإِذا خَرَجْنا مِنْ عِنْدِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَافَسْنا الأَزْواجَ وَالأَوْلادَ وَالضَّيْعَاتِ ، نَسِينا كَثيراً. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ المَلائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُم، وَفي طُرُقِكُم، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ؛ سَاعَةً وَسَاعَةً -ثلاث مرات- ) [رواه مسلم].
    والترويح عن النفس أمر أباحته الشرائع كلها؛ لكونه من متطلبات الفطرة البشرية؛ فقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن إخوة يوسف حينما احتالوا لأخذ أخيهم يوسف عليه السلام مخاطبين أباهم : )أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ( [يوسف:12]؛ يقول الإمام الجصاص رحمه الله: «وفي الآية دلالة على أن اللعب الذي ذكروه كان مباحاً، لولا ذلك لأنكره يعقوب عليه السلام عليهم» [أحكام القرآن 4/381].
    وقال الطاهر ابن عاشور رحمه الله: «يقصد منه الاستجمام ودفع السآمة، وهو مباح في كافة الشرائع إذا لم يصر دأباً» [التحرير والتنوير 12/39].
    وقال أبو الليث السمرقندي رحمه الله: «وفيه دليل أن القوم إذا خرجوا من المِصْر، فلا بأس بالمطايبة والمزاح، في غير مأثم» [بحر العلوم 2/367].
    ومن دلائل إباحة الترويح واللعب المباح ، ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها في قصة لعب الحبشة في المسجد يوم العيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ في دِينِنَا فُسْحَةٌ، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ) [رواه أحمد].
    ومع هذه الفسحة في الترويح عن النفس، ينبغي للمسلم أن لا يجعلها غاية له وهدفاً في هذه الحياة الدنيا، وأن لا يتخذها وسيلة ومطية لانتهاك حرمات الله، وتعدي حدود الشرع، وإنما عليه أن ينظر إليها كوسيلة لغاية عظمى وهدف أسمى ؛ هو بقاء الإنسان نشيطاً ، ذا همّة وعطاء، من أجل بناء المجتمعات، وعمارة الأرض، وإقامة الشرع ؛ وفقاً للتوجيه الرباني الوارد في قوله سبحانه وتعالى : )قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ( [الأنعام:162].
    ومن هنا نعلم أن الترويح عن النفس لا بد أن ينضبط بضوابط الشَّرع وقواعده، ويُعرَضَ على مِيزانه؛ لضمان تحقيق أهدافه التي أبيح من أجلها، حتى لا يؤول إلى وسيلة لضياع الأوقات وهَدْر المُقدَّرات، والتَّرَدِّي في مَهاوي الخمول والكسل والانحراف، وإلا كان وبالاً وهلاكاً ؛ عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي ، فَقَدْ أَفْلَحَ ، وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ) [رواه أحمد]؛ و(الشِّرَّة): النشاط والاندفاع والإقبال. و(الفَتْرة): من الفتور، وهو الضعف والوهن والكسل؛ ويمكن إجمال هذه الضوابط فيما يلي :
    2) اختيار جماعة الترويح:
    يشعر الإنسان بمتعة أكبر وسعادة غامرة إذا كان ترويحه في رفقة أو صحبة من الناس، ونظراً لكون اللهو والمرح مما يشغل القلب عن أداء الواجبات والتكاليف؛ يحتاج المسلم إلى من يذكره بها؛ ولذا ينبغي أن يختار من الرُّفقة من يعينوه على الطاعة، ويحذروه من المعصية؛ ممن يَقْدُرُ للدِّينِ قَدْرَه ، ويَعرِفُ أنَّ للشَّرعِ حَدَّه، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الضابط في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) [متفق عليه].
    3) اختيار أوقات الترفيه:
    ينبغي للمسلم أن ينظم وقته بين العمل واللهو، والجد واللعب، فلا يعتدي على الوقت الذي هو حق لله تعالى؛ كوقت الصلوات المفروضة، أو أن يغفل عن ذكر الله في أوقات هو أحوج ما يكون فيها إلى القرب من ربه؛ كإهدار ساعات الليل كلها في السَّمر واللَّهو، فلا هو في نوافل العبادات قضاها، ولا لأمر واجب أحياها؛ وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك؛ فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَيَبِيتَنَّ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَشَرٍ وَبَطَرٍ وَلَعِبٍ وَلَهوٍ؛ فَيُصْبِحُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، بِاسْتِحْلَالِهِمُ المَحَارِمَ وَاتِّخَاذِهِمُ القَيْنَاتِ، وَشُرْبِهِمُ الخَمْرَ، وَبَأَكْلِهِمُ الرِّبَا، وَلُبْسِهِمُ الحَرِيرَ) [رواه عبدالله في زوائده على المسند].
    ومما ينبغي أن يجتنبه المسلم أيضاً التعدي على الأوقات التي تتعلق بأداء حقوق العباد؛ كالعمل الرسمي؛ فلا ينبغي أن يقضيه المسلم في الترفيه والترويح، تاركاً وراءه مسؤوليات أنيطت به من قبل المسؤولين، أو معاملات للمراجعين؛ فوقت العمل مرتبط بما التزم به الإنسان من عقود ومواثيق يجب الوفاء بها واحترامها؛ قال عز وجل : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ( [المائدة:1].
    4) اجتناب اختلاط الرجال بالنساء:
    من أشد الأمور خطورة في الترويح والترفيه أن يكون في بيئة مختلطة بين الرِّجال والنِّساء؛ وتكمن خطورته فيما يصحبه من هزل وضحك وإسقاط تكلُّف، وحينها لن يجد الشيطان بيئة أخصب من تلك البيئة ليقذف القلوب بسهامه، ويسقطها في حبائل الفتنة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ) [متفق عليه].
    ولا يعني هذا أن ينعزل الرجل عن بقية أهله، أو المرأة عن محارمها في الترفيه والترويح؛ إنما عليهم أن يراعوا حرمات الله، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأنت تراه يُلاعِبُ أهله ويمازحهم ويروِّحُ عنهم، ولكن يفعل ذلك بكل خصوصية؛ فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يسابق زوجه عائشة رضي الله عنها ، بعد أن يأمر الجيش بالمُضيِّ والسَّبق؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت : (خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : تَقَدَّمُوا، فَتَقَدَّمُوا ، ثُمَّ قَالَ لِي : تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ؛ فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : تَقَدَّمُوا، فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: هَذِهِ بِتِلْكَ) [رواه أحمد].
    5) أن لا يستهلك الترويح جُلَّ وقت المسلم:
    إن من أخطر الأمور في ممارسة الترفيه والترويح؛ أن يستهلك الإنسان كل وقته أو معظمه في اللهو والترفيه ؛ فهذه الأوقات يسأل عنها الإنسان يوم القيامة؛ كيف قضاها، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لاَ تَزُولُ قَدَمَا ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ) [رواه الترمذي].
    فالوقت عند المسلم له قيمة، وهو يعلم أن ما ضاع منها سُدَى لا يَعُودُ، وأن ما يقضيه في الترويح والترفيه يهدف من ورائه مضاعفة الهمة والنشاط؛ لتعويض ما فات، وأن الحكمة والتَّعقُّلَ في استغلال الأوقات لا في إهدارها وتضييعها .
    6) أن لا يكون في الترويح اعتداء على الآخرين:
    لا ينبغي للمسلم أن يغفل عن هذه القضية المهمة، فيضع نصب عينيه، أن حُرِّيتَه ومُتعَتَه تنتهي عندما تتجاوز حقوق الآخرين؛ فلا ينبغي له أن يعتدي أثناء ترفهه ولعبه على الناس، سواء في مساكنهم، أو في طرقاتهم، أو حتى في أماكن ترويحهم، وهذا من أشد ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ آذَى المُسْلِمِينَ في طُرُقِهِمْ، وَجَبَتْ عَلَيهِ لَعْنَتُهُمْ) [رواه الطبراني في الكبير، بإسناد حسن].
    وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى مراعاة حقوق الآخرين؛ حينما استأذنوه في الجلوس في الطرقات؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ. قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ : غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ) [متفق عليه].
    7) أن تكون وسيلة الترويح مشروعة:
    أما كون الوسيلة مشروعة ؛ فتأتي هذه المشروعية من وجهين:
    الأول: أن تكون مباحة في ذاتها؛ بمعنى أنه لم يرد في الشرع الكريم نهيٌ عنها لذاتها، وإلا كانت ممنوعة؛ فلا يجوز للمسلم أن يترفَّه أو يلهو فيما ما حرّمه الله تعالى؛ كالضحك والسخرية من الآخرين، أو الاستهزاء بهم، أو ترويعهم، أو استعمال آلات اللهو والطرب للترويح عن النفس، أو اللهو بألعاب محرَّمة كالنرد والقمار، وغير ذلك مما وردت النصوص الشرعية بتحريمها.
    الثاني: أن تكون الغاية -التي تستعمل لها الوسيلة المباحة- مشروعة أيضاً؛ ذلك أن الوسائل لها أحكام المقاصد؛ فالوسيلة وإن كانت مشروعة أو مباحة في ذاتها، وقصد بها التوصل إلى ما حرّم الله، كانت محرّمة تبعاً لمقصدها؛ فالسفر بحد ذاتها وسيلة مشروعة أو مباحة؛ فإن استعملها الإنسان في التوصل إلى طاعة الله؛ كأداء العمرة، أو صلة الأرحام، كانت السفر جائزاً ومشروعاً، أما إذا قصد الإنسان بسفره هذا ارتكاب المحرمات، وفعل المنكرات؛ كأن يسافر لفعل الفواحش وارتكاب المحارم، أو تسافر المرأة لتنزع حجابها وتظهر زينتها، كان السفر والحالة هذه ممنوعاً وغير مشروع؛ تبعاً للمقصد الذي استعمل لأجله.

    بقلــم/
    د. أيمن محمد العمر
    الباحث في إدارة الإفتاء
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  20. #40
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: إستراحة قضية ورأي


    في أخبار العرب الجاهلية و أوابدهم وذكر غرائب من عوائدهم وعجائب من أكاذيبهم

    للهرب أوابد وعوائد كانوا يرونها فضلا وقد دل على بعضها القرآن العظيم وأكذب الله دعاويهم فيها فمن ذلك قوله تعالى ( وما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون ) قال أهل اللغة البحيرة ناقة كانت إذا نتجت خمسة أبطن وكان الأخير ذكرا بحروا أذنها أي شقوا أذنها وامتنعوا من ذكاتها ولا تمنع من ماء ولا مرعى وكان الرجل اذا اعتق عبدا وقال هو سائبة فلا عقد بينهما ولا ميراث وأما الوصيلة ففي الغنم كانت الشاة اذا ولدت أنثى فهي لهم وان ولدت ذكرا جعلوه لآلهتهم فان ولدت ذكرا وأنثى قالوا وصلت أخاها فلا يذبح الذكر لآلهتهم فان ولدت ذكرا وأنثى قالوا وصلت أخاها فلا يذبح لآلهتهم وأما الحام فالذكر من الابل كانت العرب إذا نتج من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا حمي ظهره فلا يحمل عليه ولا يمنع من ماء ولا مرعى وقال تعالى ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) فالخمر ما خامر العقل ومنه سميت الخمر خمرا والميسر القمار والأنصاب حجارة كانت لهم يعبدونها وهي الأوثان واحداها نصب والأزلام سهام كانت





    لهم مكتوب على بعضها أمرني ربي وعلى بعضها نهاني ربي فاذا أراد الرجل سفرا أو أمرا يهتم به ضرب بتلك القداح فاذا خرج الأمر مضى لحاجته واذا خرج النهي لم يمض ومن أوابدهم وأد البنات أي دفنهن أحياء كانوا في الجاهلية اذا رزق أحدهم أنثى وأدها وإذا بشر بها ضاق صدره وكظم وجهه وهو قوله تعالى ( واذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) وقال تعالى ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ) وقد قيل إنهم كانوا يقتلونهن خوف العار وبمكة جبل يقال له أبو دلامة كانت قريش تئد فيه البنات وقيل إن صعصعة جد الفرزدق كان يشتري البنات ويفديهن من القتل كل بنت بناقتين عشراوين وجمل وفاخر الفرزدق رجلا عند بعض خلفاء بني أمية فقال أنا ابن محي الموني فأنكر الرجل ذلك فقال إن الله تعالى يقول ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )

    وأما الرفادة في الحج فكانت خرجا تخرجه قريش في كل موسم من أموالهم الي قصي فيصنع به طعاما للحاج فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد وذلك أن قصيا فرضه على قريش فقال لهم حين أمرهم به يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم وإن الحجاج ضيوف الله وزوار بيته وهم أحق الضيف بالكرامة فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج حتى يصدروا عنكم ففعلوا وكانوا يخرجون ذلك كل عام من أموالهم فيدفعونه اليهم وقيل أول من أقام الرفادة عبد المطلب وهو الذي حفر بئر زمزم و كانت مطمومة واستخرج منها الغزالين الذهب اللذين عليهما الدر والجوهر وغير ذلك من الحلى وسبعة أسياف وخمسة دروع سوابغ فضرب من الأسياف باب الكعبة وجعل أحد الغزالين الذهب صفائح الذهب وجعل الآخر في الكعبة



    واعلم وفقني الله وإياك إنه لم يسمع بعجب أعظم من عجب سعيد بن زرارة وعبد الله بن زياد التميمي وابن سماك الاسدي الذين ضرب بهم المثل فأما سعيد ين زرارة فقيل إنه مرت به امرأة فقالت له يا عبد الله كيف الطريق الى مكان كذا فقال لها يا هنتاه مثلي يكون من عبيد الله ؟ وأما عبد الله بن زياد التميمي فقيل إنه خطب الناس بالببصرة فأحسن وأوجز فنودي منن نواحي المسجد كثر الله فينا مثلك فقال لقد كلفتم الله شططا وأما ابن سماك فإنه أضل راحلته فالتمسها فلم توجد فقال والله لئن لم يرد راحلتي على لا صليت له ابدا فوجدت وقد تعلق زمامها ببعض أغصان الشجر فقيل له قد رد الله عليك راحلتك فصل فقال انما كانت يميني يمينا قصدا فانظر رحمك الله الى هذا العجب كيف ذهب بهم حتى أفضى بهم الى الكفر وصاروا حديثا مستبشعا ومثلا بين العالمين مستشنعا نعوذ بالله من الخذلان المؤدي الى النيران ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم حكي عن الحجاج بن يوسف الثقفي انه قيل كيف وجدت منزلك بالعراق ؟ قال خير منزل ان الله أظفرني بأناس بلغني الأمل فيهم وأعانني على الانتقام منهم فكنت أتقرب اليه بدمائهم فقيل له من هم ؟ فذكر هؤلاء الثلاثة وذكر حديثهم ولا محالة أنها من محاسن الحجاج وأن قلت في جنب سيئاته والله تعالى أعلم.

    ذكر أديان العرب في الجاهلية كانت النصرانية في ربيعة وغسان وبعض قضاعة وكانت اليهودية في نمير وبني كنانة وبني الحرث بن كعب وكندة وكانت المجوسية في بني تميم منهم زرارة ابن عدي وابنه على وكان تزوج ابنته ثم ندم ومنهم الأقرع بن حابس كان مجوسيا وكانت الزندقة في قريش أخذوها من الجزيرة وكانت بنو حنيفة اتخذوا في الجاهلية صنما من حيس فعبدوه دهرا طويلا ثم أدركتهم مجاعة فأكلوه وقد قيل إن أول من غير





    الحنيفية عمرو بن لحي أبو خزاعة وهو أنه رحل الى الشام فرأى العماليق يعبدون الأصنام فأعجبه ذلك فقال ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدونها ؟ قالوا هذه أصنام فتمطرنا فتمطرن ونستنصرها فتنصرنا فقال أعطوني منها صنما أسير به إلى أرض العرب فيعبدونه فأعطوه صنما يقال له هبل فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه وقيل إن أول ما كانت عبادة الأحجار في بني إسماعيل وسبب ذلك أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم حتى ضاقت عليهم وتفرقوا في البلاد وما من أحد إلا حمل معه حجرا من حجارة الحرم تعظيما للحرم فحيثما نزلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة وأفضى ذلك بهم إلى أن عبدوا ما استحسنوه من الحجاره ثم خلفت الخلوف ونسوا ما كانوا عليه من دين إسماعيل فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلال وكانت قريش قد اتخذت صنما على بئر في جوف الكعبة يقال له هبل وأيضا اتخذوا أسافا ونائلة على موضع زمزم فينحرون عندها ويطعمون وكان أساف ونائلة رجلا وامرأة فوقع أساف على نائلة في الكعبة فيمسخهما الله حجرين واتخذ أهل كل دار في دارهم صنما يعبدونه فإذا أراد الرجل سفرا تمسح به حين يركب وكان ذلك آخر ما يصنع إذا توجه إلى سفره وإذا قدم من سفره بدأ به قبل أن يدخل إلى أهله واتخذت العرب الأصنام وانهمكوا على عبادتها وكانت لقريش وبني كنانة العزى وكان حجابها بني شيبة وكانت اللات لثقيف بالطائف وكان حجابها بني مغيث من ثقيف وكانت مناة للأوس والخزرج من دان بدينهم وأما يغوث ويعوق ونسر فقيل إنهم كانوا أسماء أولاد آدم عليه الصلاة والسلام وكانوا أتقياء عبادا فمات أحدهم فحزنوا عليه حزنا شديدا فجاءهم الشيطان وحسن لهم أن يصوروا صورته في قبلة مسجدهم ليذكروه إذا أنظروه فكرهوا ذلك فقال اجعلوه في مؤخر المسجد ففعلوا وصوره من صفر ورصاص ثم مات آخر ففعلوا ذلك الى ان ماتوا كلهم فصورهم هناك وأقام من بعدهم على ذلك الى ان تركوا الدين وحسن لهم الشيطان عبادة شئ غير الله فقالوا له من نعبد ؟ قال آلهتكم المصورة في





    مصلاكم فعبدوها الى أن بعث الله نوحا عليه الصلاة والسلام فنهاهم عن عبادتها فقالوا كما أخبر الله عنهم ( لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ) الآية ولما عم الطوفان الأرض طمها وعلا عليها التراب زمانا طويلا فأخرجها الشيطان لمشركي العرب فعبدوها وذكر الواحدي في الوسيط أن هذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام فسول الشيطان لقومهم بعد موتهم أن يصوروا صورهم ليكون أنشط وأشوق للعبادة كلما رأوهم ففعلوا ثم نشأ بعدهم قوم جهال بالأحوال فحسن لهم عبادتها وأن من سبقهم من قومهم عبدوها فسموها بأسمائهم وقال الواقدي كان ود على صورة رجل وسواع على صورة امرأة ويغوث صورة أسد ويعوق على صورة فرس ونسر على صورة نسر والله تعالى اعلم أي ذلك كان

    ذكر أوابدهم الرتم شجر معروف كانت العرب اذا خرج أحدهم الى سفر عمد الى شجرة منه فيقعد غصنا منها فاذا عاد من سفره ووجده قد انحل قال قد خانتني امرأتي وان وجده على حالته قال لم تخني الرئمية ناقة كانت العرب اذا مات واحد منهم عقلوا ناقته عند قبره وسدوا عينيها حتى تموت يزعمون أنه إذا بعث من قبره ركبها التعمية والتفقئة كان الرجل اذا بلغت إبله ألفا قلع عين الفحل يقولون ان ذلك يدفع عنها العين فاذا ازدادت على الألف فقأ عينه الأخرى العرداء يصيب الابل شبه الجرب كانوا يكوون السليمة ويزعمون ان ذلك بيرئ داء من العر ضرب الثور عن البقر كانت البقر اذا امتنعت عن الشرب ضربوا الثور يزعمون أن الجن يركبون الثيران فيصدون البقر عن الشرب الهامة كانوا يزعمون أن الانسان اذا قتل ولم يؤخذ بثأره يخرج من رأسه طائر يسمى الهامة وهو كالبومة فلا يزال يصيح على قبره اسفوني الى ان يؤخذ بثأره





    وكان للعرب مذاهب في الجاهليه في النفس وتنازع في كيفياتها فمنهم من زعم أن النفس هي الدم وأن الروح الهواء الذي في باطن جسم الانسان الذي منه نفسه وقالوا ان الميت لا يوجد فيه الدم وانما يوجد في الحياة مع الحرارة والرطوبة لأن كل حي فيه حرارة ورطوبة فإذا مات ذهبت حرارته وحل به اليبس والبرودة وطائفة منهم يزعمون ان النفس طائر ينشط من جسم الانسان اذا مات أو قتل ولا يزال متصورات في صورة الطائر يصرخ على قبره مستوحشا له وفي ذلك يقول بعضهم

    ( سلط الموت والمنون عليهم ... فلهم في صدى المقابر هام ) ثم جاء الاسلام والعرب ترى صحة أمر الهام حتى قال النبي ( لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هام ) وزعموا ان هذا الطائر يكون صغيرا ويكبر حتى يصير كضرب من البوم ويتوحش ويصرخ ويوجد في الديار المعطلة والنواويس ومصارع القتلى ويزعمون ان الهامة لا تزال عند ولد الميت لتعلم ما يكون من خبره فتخبر الميت والصفر زعموا ان الإنسان إذا جاع عض على شرسوفه الصفر وهي حية تكون في البطن تثنية الضربة زعموا ان الحية تموت في أول ضربة فإذا تثنيت عاشت

    الغيلان والتغول للعرب في الغيلان والتغول أخبار وأقاويل يزعمون أن الغول يتغول لهم في الخلوات في أنواع الصور فيخاطبونها وتخاطبهم وزعمت طائفة من الناس أن الغول حيوان مشؤوم وأنه خرج منفردا لم يستأنس وتوحش وطلب القفار وهو يشبه الانسان والبهيمة ويتراءى لبعض السفار في اوقات الخلوات وفي الليل وحكي أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رآه في سفره الى الشام فضربه بالسيف وقال الجاحظ الغول كل شئ يتعرض للسيارة ويتلون في ضروب من الصور والثياب وفيه خلاف وقالوا إنه ذكر







    وأنثى الا أن أكثر كلامهم أنه أنثى وأما القطرب في قولهم فهو نوع من الأشخاص المتشيطنة يعرف بهذا الاسم فيظهر في أكناف اليمن وصعيد مصر في أعاليه وربما أنه يلحق الانسان فينكحه فيدود دبره فيموت وربما نذا على الانسان وأمسكه فيقول أهل تلك النواحي التي ذكرناها أمنكوح هو أو مذعور ؟ فان كان قد نكحه أيسوا منه وإن كان قد ذعر سكن روعه وشجع قلبه واذا رآه الانسان وقع مغشيا عليه ومنهم من يظهر له فلا يكترث به لشهامته وثبات قلبه

    ذكر الهواتف أما الهواتف فقد كانت كثرت في العرب وكان أكثرها أيام ولد سيدنا رسول الله وان من حكم الهواتف ان تهتف بصوت مسموع وجسم غير مرئي

    ومن عجيب ما حكي من امر الهواتف ما حكاه ابو عمرو بن العلاء قال خرجنا حجاجا فصاحبنا رجل وجعل يقول في طريقه ليت شعري هل بغت علي فلما انصرفنا من مكة قالها في بعض الطريق فأجابه صوت في الظلام نعم نعم وناكها حجيه وهو رجل احمر ضخم في قفاه كيه فسكت الرجل فلما سرنا إلى البصرة أخبرنا ذلك الرجل قال دخل جيراني يسلمون علي فإذا فيهم رجل أحمر ضخم في قفاه كيه فقلت لأهلي من هذا ؟ قالت رجل كان ألطف جيراننا بنا فجزاه الله خيرا فسألتها عن اسمه فقالت حجية فقلت الحقي بأهلك وأما بكاء المقتول فكانت النساء لا يبكين المقتول حتى يؤخذ بثأره فاذا أخذ بثأره بكينه وأما رمي السن فكانوا يزعمون أن الغلام اذا ثغر فرمى سنه في عين المس بسبابته وإبهامه وقال أبدليني بأحسن منها فإنه يأمن من على أسنانه العوج والفلج







    وما خضاب النحر فكانوا اذا أرسلوا الخيل على الصيد فسبق واحد منها خضبوا صدره بدم الصيد علامة وأما نصب الراية فكانت العرب تنصب الرايات على أبواب بيوتها لتعرف بها وأما جز النواصي فكانوا اذا أسروا رجلا ومنوا عليه وأطلقوه جزوا ناصيته


    وأما الالتفات فكانوا يزعمون ان من خرج في سفر والتفت وراءه لم يتم سفره فان التفت تطيروا له وكانوا يقولون من علق عليه كعب الأرنب لم تصبه عين ولا سحر وذلك أن الجن تهرب من الأرانب لأنها تحيض وليست من مطايا الجن ويزعمون أن المرأة إذا أحبت رجلا وأحبها ثم لم يشق عليها رداءه وتشق عليه برقعها فسد حبهما ويزعمون أن الرجل اذا قدم قرية فخاف وباءها فوقف على بابها قبل ان يدخلها ونهق كما تنهق الحمير لم يصبه وباؤها ويزعمون ان الحرقوص وهو دويبة أكبر من البرغوث تدخل في فروج الأبكار فتفتضهن ويزعمون ان الرجل إذا ضل فقلب ثيابه اهتدى وكانوا يزعمون ان الناقة اذا نفرت وذكر اسم أمها فإنها تسكن وكانت لهم خرزة يزعمون ان العاشق اذا حكها وشرب ما يخرج منها صبر وتسمى السلوان ونكاح المقت من سنتهم وهو ان الرجل اذا مات قام ولده الاكبر فألقى ثوبه على امرأة أبيه فورث نكاحها فإن لم يكن له بها حاجة زوجها لبعض أخوته بمهر جديد فكانوا يرثون النكاح كما يرثون المال ولهم حكايات عجيبة وأحوال غريبة والله تعالى اعلم بالصواب واليه المرجع والمآب وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •