في بلادي هناك من يزرعون النكد في كل مكان، من رحلة الذهاب عند إقلاعك من سريرك إلى رحلة العودة إليه:
- تنظر في جوالك، فإذا رسالة صباحية جميلة ( عزيزي العميل! لقد تم فصل الخدمة عنك حتى سداد الفاتورة) أو ( صاحب السجل المدني ..... عليك مخالفة مرورية برقم ..... يرجى سرعة التسديد)
تخرج فتجد سيارتك مغلقا عليها، وبعد انتظار طويل يخرج وهو يقدم اعتذاراته الحارة لك مع ابتسامة عريضة من الأذن إلى الأذن، ما فائدتي من ابتسامتك طال عمرك؟
تسلك طريقك إلى دوامك بأمان الله، فتجد أحدهم مغلقا المسار الأيمن عند الإشارة الحمراء، والآخر قد أوقف سيارته بشكل عرضي، والثالث تفتح الإشارة خضراء وتبدأ الصفراء وهو يعيش في أحلام عريضة أو يتابع تغريدات تويتر.
تستنشق هواء وطنك، وتطلق بصرك لترى مشاريع النهضة، فتصاب بضيق في الصدر لما ترى من مشاريع متعثرة، وأراضي بيضاء لا تستثمر في وقت يبحث البعض عن أرض صغيرة ليبني عليها بيته وبيت أولاده.
- حتى تصل إلى هدفك، لا بد أن تأكل كم مطبا، ويغلق الطريق في وجهك بكم تحويلة، وتشاهد كم فلاشا لكاميرا ساهر.
تستنشق هواء وطنك، وتطلق بصرك لترى مشاريع النهضة، فتصاب بضيق في الصدر لما ترى من مشاريع متعثرة، وأراضي بيضاء لا تستثمر في وقت يبحث البعض عن أرض صغيرة ليبني عليها بيته وبيت أولاده.
تفتح المذياع لتهرب من كل شيء فتصدم بسذاجة وسطحية واستظراف مذيعي الاف ام، الذين قلنا لعل الانفتاح يفيدنا بالجديد والمفيد، فوقعنا بالسطحية والنهب.
تأتي إلى الدوام فترى وجه مديرك متجهما، فلا بد للمدير من هيبة، والخط الأحمر قد خطّ بالمسطرة، فقد تأخرت دقيقتين وعشرين ثانية، ولن تجد من يبكي لبكائك.
تستأذن من دوامك لتنهي شغلك الذي طال، فإن كان في مستشفى أعطوك موعدا بعد ستة أشهر، وإن كان لدى إدارة حكومية، فقد يكون الموظف في إجازة، أو معاملتك ضائعة، أو أن النموذج رقم 58585 /أأأأأ/ ض ي ا ع ناقص ولم تكمله، وراجعنا بكرة.
تعود إلى بيتك تجرجر قدميك فتستقبل بـ ( الغاز خلّص) ( الوايت ما جاء اليوم) (المدرسة يتصلون يقولون: لازم تمرّ، أكيد الولد عنده مشكلة!)
عزيزي! أتمنى ألا يكون مقالي نكّد عليك ولكن احرص على تجديد إيمانك بالقضاء والقدر ووسّع صدرك.