![]()
ليست صوره منزل للبيع او للتأجير ،انه منزل كان لطفل بمنطقة جازان جنوب المملكه ألعربيه السعوديه ، زهقت روحه الكريمه الطاهره بسبب إهمال مَدْرَسته، أسرته ، المسؤول بالسجن ، وطبيبه المعالج، والمجتمع ككل
طفل هز أركان مجتمعنا
طفل سمعت بكاءه ولم أكن بجواره حينها
طفل أغرقت عيناي بالدمع وبكيت بحرقه عندما تخيلت حاله ونظراته لأبيه ، وصرخاته وويلاته وخوفه ، وشنطته المدرسيه التي كانت على صدره ولباسه الطاهر حينما كان ابوه يبدا بتقطيعه.........
ذاك الطفل الذي كان ينتظر ابوه الذي كان مسجونا ، وكان يقول لمن يسأل عنه انه مسافر وينتظر بشوق متى يأتي من سفره !!! وليته سقطت طائرته لكي لا يصل لابنه ، وليته خسفت به الأرض عند باب السجن حتى لم يكن لخسفها نهايه...
..........طفل جازان الذي سلموه لوالده المريض النفساني ، الخارج من السجن قبل لحظات ، ولكي يعوض ابنه بحنانه المفقود واشتياقه له اثناء غيابه خلف الزنزانات ، اغرقه بالدماء وقطعه بالسكين !!!!
رحمك الله أيها الصغير وصبرني وصبر جميع اهلك يابني
ولكن سؤالي أين المدرسه؟ أين المدير؟ وكيف للمدرسةِ ان تسلم طفلاً بريء لرجل يعلم الجميع انه مريض نفسي وصاحب سوابق خارج من السجن !!!؟؟؟
لماذا لم يتداركوا الموقف ويرسلوا لطلب احد إخوان او قريب هذا القاتل عندما أراد ابنه ، وهو خطر عليه !!!؟؟
أين الاسره ؟ أين أقارب الأب !!؟
كيف لها ان تجعل من رجل مريض نفسي وخطير على من حوله ، حتى وان كان مع احد ابناءه ،فإنه لايطمئن قربه، ولكن يجعلون ابنهم المريض يذهب ويرجع دون الانتباه له وعن تحركاته..
ثم ، والأهم أين العاقلون في دولتنا من الجيران اولا ثم المسؤلين واصحاب الرأي من الجهات المدنيه والعسكريه..!!؟ كل في تخصصه ، كيف لهم ان يطلقوا او يسمحو او يساهموا لإخلاء سبيل رجل خطير هكذ في مجتمعنا، دون أي رقابه او اتخاذ اي تخطيط لما سيحل عند إطلاق سراحه اوغيره !!؟
كيف للسجانين ، ان يطلق سراح رجل بهذه الخطوره !!؟؟
ثم ، كيف يُطلق هؤلاء المرضى دون وضع قيود او انظمه تحمي القريبين ومن حولهم ويتعامل معهم ومع خطرهم ، كيف يردع خطرهم كل يوم وكل ليله ، وكيف نسلم من تهديدهم المتواصل والمستمر !!؟
...كل ما اريد قوله
(بسبب حماقة الجميع)
زهقت نفس طفل بريئ في مدينة احد المسارحه بمنطقة جازان ، وان لم تتحرك الجهات المعنيه، لن يكتفى بهذا الطفل ولن يقف الحال على هذا الطفل ، فاليوم طفل وغدا طفله وبعدها رجل عجوز اوشاب ، ثم فتاه ولن يقف مسلسل الإعتداءات،
لان الباب لم يوصد ،مازال مكسورا او به خلل ، ولأنني ارى الكثير ممن يجول في شوارعنا والخطر ملازمهم بل كأنهم قنبله موقوته لانعلم متى ستنفجر وتحرق من حولها..
كل ماريده أيها المسؤول ، ان تتخيل ...أرجوك تخيل لدقيقة طفل صاحب الست سنوات بلباس مدرسته طريح على الارض وملطخ بدمائه في احد الأحواش واقف ابوه المجنون بجواره وسكينه الحاد بيده
ثم فكر قليلا من الذي قتله..!؟
وكرر من قاتل هاذا الطفل .!!؟
سأجيبك ، والله القاتل ليس شخصا واحدا ، القاتل لا يخلو من أشخاص ، تناس بعضهم وقصر بعضه
م ، وتقاعص عن مهامه بعضهم ، واتخذ تجارة تهريب السموم بعضهم ، حتى قتلوه ، هذا وإن لم يكن جميعهم اشتركوا في قتله ..
الاول ، من ساهم في اخراج والده المريض من السجن دون قيود او مراقبه وهو يعلم بحاله وخطره على المجتمع سواء كان
السجن او الطبيب
القاتل الثاني ، مدرسته التي تعلم بخطورة والده ، وسلمت له تلك الروح الطاهره ليدنسها بخطيئته ،وبدل ان تنيره بالعلم والتعليم هذه المدرسه أنهته واطفئت تلك الشمعه المضيئه
الثالث ،هو القاتل نفسه وهناك الكثير حولنا مثله
القاتل الرابع ، ان كان سبب مرض القاتل ادمان سابق للمخدرات ، فوالله ماقتل تلك الروح الطاهره إلا بائع المخدرات ومن ساعده في ترويج او وتهريب بضاعته ، ونَصَرَه وحماه ، حتى استخدمت من قبل مدمنيها ، وضيعت الكثير من أصدقائنا واخواننا وأبنائنا ، وبدلت من النور جهل وظلاما ، ومن الأمن والسلام والغنى لحرب وفقر ودمارا..
وجميعم سيلتقون ، وسيلقون عند رب البيت ، وامام رب البيت في يوم لاينفع الظالمين ندما وملاما..
وقد يكون القاتل الأخير ، هو مسؤول يقرأ حروفي ويعلم بخطورة المرضى النفسانيين (المجرمين ومن لايؤمن قربه ) وانا اقصد بحديثي من ظهرت عند الطبيب المعالج عدوانيته وعدم أُلفه ، أو بانت عند المجتمع او البيئة القريبه منه خطورته، ومازال صامت ولا يبالي وكأن شيء لايعنيه..
لا اقصد المرضى المسالمين فليس هناك قلق منهم او خوف ولن يضروا بإذن الله مجتمعهم،بل العدوانيين أولائك القنبلة الموقوتة التي لانعلم متى ستدمر من حولها ومن هو ضحيتها..
اخيراً تذكر أيها المسؤول ، قد تكون قاتلا بسبب صمتك وعدم تحركك وعدم وضع الأمور الصحيه في أماكنها ...
دمتم بحمايه الله وحفظ الله بلادنا ومجتمعنا وشفى الله جميع المرضى ، وعزائي لجميع أبناء مملكتنا الحبيبه فهذه مصيبه أبكت وفطرت قلوب شمال بلادنا قبل جنوبها ، وشرقها قبل غربها ، واسأل الله ان يصبر أهل الطفل وان يعوضهم خيرا في تلك الزهرة الجميلة التي قطفت من بستانها وهشمت دون رحمه
بقلمي ولدالشعبي