هل الوطنية مجرد حب مزعوم للارضيتغنى به الانسان من وقت لاخر؟ وهل الوطنية مجرد بطاقة انتماء اوجواز مرور يتزين بشعار الوطن ويتشرف بحمل اسمه المميز؟هذه الوطنية هي في الواقع وطنية مظهرية لاتسمن ولا تغني من جوع وهي وطنية جوفاء لاتصمد امام العواطف الهوجاء!إن الوطنية الحقيقة شيء اخر تماما. إنها حب يتغلغل في الاعماق,وانتماء يتوهج بالعطاء,ومسؤلية تتطلب ادراكا واعيا للواجب الاجتماعي وأداء متقنا لحقوق المواطنة الصالحة.
وإذا أراد الواحد منا أن يختبر مدى قربه أو بعده من هذه الوطنية الحقيقية فما عليه إلا أن يطبق هذه المعايير في واقع حياته ويقيس بها أداءه الفردي والاجتماعي .فاوطنية ليست شعارا كلاميا ينبع من فراغ .إنها حركة واقعية يمكن أن يلمسها المرء بيده ويراها بقلبه وبصره.
ولنبدأبمانحسبه من صغائر الامور في واقعنا الاجتماعي.فهل من الوطنية أن يتسم سلوك الواحد منا تجاه جيرانه بعدم المبالاة فلا يراعي حرماتهم ولا يتعاون معهم على الخير؟!وهل من الوطنية الحقة أن يسيء الواحد منا إلى صورة وطنه ومواطينه ويشوهها بالتصرفات الشاذة سواء في الداخل أو الخارج؟!
إن هذه الأسئلة مجرد نماذج لأسئلة كثيرة لاتنتهي ولو صدقنا مع انفسنا في الإجابة عن مثل هذه التساؤلات في عملية نقد موضوعي للذات لوجدنا أننا بحاجة الى مراجعة الكثير من امورنا لكي نثبت حقا ان الوطنية ليست مجرد شعار اجوف طنان ,بل هي حب وانتماء.
اسف على الاطالة