أيها الطبيب أنت مصباح الطب , لا يليق أن تنسى أمتك تدريس منهجك الطبي ونتاج علمك .
ولم يكتفي هذا الطبيب بهذا بل تبحر في علم الحيوان وتشريحه وتصنيفه بكل التفاصيل الدقيقة وكذلك علم النبات.
وجدير بالذكر أن ابن سينا هو أول من بدأ الاستدلال على في تشخيص مرضاه بالبول والبراز, وأل من وصف الالتهاب السحائي, وأول من فرق بين الشلل الناتج عن سبب داخلي الناتج عن سبب خارجي (دون أجهزة أشعة ) , ووصف السكتة الدماغية عن كثرة الدم, مخالفا" الوصف عند أطباء اليونان, كما قدم اكتشافات كثيرة عن التهاب أغشية الدماغ (دون أشعة مقطعية) وطريقة علاج هذه الأمراض...دون الضحك على الناس بالمسكنات المهلكة على أيدي أطباء هذا العصر.
ولنسمع الشيخ الطبيب وهو يتحدث عن نفسه وتجربته في الحياة بكل ثقة: يقول طبيب الأطباء (رغبت في علم الطب وصرت أقرأ الكتب المصنفة فيه في أقل مدة, حتى بدأ فضلاء الطب يقرؤن علي علم الطب, وتعهدت المرضى فانفتح علي من أبواب المعالجات المقتبسة من التجربة ما لايوصف( وليس من أكياس المضادت الحيوية المدمة لجهاز المناعة) , وأنا في هذا الوقت من أبناء ستة عشر سنة(يا الهي انه يقول 16 سنة) , ثم توفرت على العلم والقراءة سنة ونصف, فأعددت قراءة المنطق وجميع أجزاء الفلسفة, وفي هذه المدة ما نمت ليلة واحدة بطولها, ولا أشتغلت النهار بغيره, وجمعت بين يدي ظهورا" فكل حجة كنت أنظر فيها ةأثبت لها مقدمات قياسية, ورتبتها في تلك الظهور, ثم نظرت فيما فيما عساها تنتج , وراعيت شروط مقدماته, حتى تتحقق لي حقيقة الحق في تلك المسألة, وكلما كنت أتحيرفي مسألة ولم أكن أظفر بالحد الأوسط في قياس, ترددت الى الجامع, وصليت وابتهلت الى مبدع الكل, حتى فتح لي المنغلق والمتعسر......
وقد درس الطب ابن سينا وهو ابن ستة عشر سنة بعد ما درس الرياضيات والفلسفة والعلوم الطبيعية والشريعة وتمكن فيها, وعندما بلغ الثامنة عشرة أصبح علما" من أعلام الطب.