عزيزي حمود:
كل منا ابن أنثى..حملته تسعة أشهر..
وكل البشر يملكون نفس مقومات الدماغ البشري...
ويأتي الفرق في مدى تفعيل ما يمتلكه الإنسان من إمكانات هائلة...
للأسف أن الغالبية يجمد ما وهبه الله من فكر وعقل ويركن إلى التخاذل والتكاسل ...
حتى يصل لدرجة إقناع نفسه أنه من أفقر القوم وأن الناس لم ولن يكنوا له أي احترام أو يقيموا له أي وزن...
وهذا أمر طبيعي على مدى العصور...
كيف لك أن تكون محترما دون أن تكون لك إنجازاتك التي تبر الآخرين على احترامك...
الذين يملكون المال أو ما يطلق عليهم الأغنياء... هم محترمون إن كان من أجل المال .. فذلك هو إنازهم... والذين يملكون العلم ..هم محترمون أيضاً لما وصلوا إليه من إنجاز...
بالتالي :
المرء يحدد من سيكون... وأي احترام سيلقاه من الآخرين...هو يسعى للاحترام ... لا العكس..
عزيزي:
الانسان لديه إمكانات هائلة... بيده أن يستخدمها... كما يمكنه تعطيلها..
كل إنسان له ميزة... في حال تفعيلها سيتفوق على الغير في مجالها...
هنا فقير مدقع لايريد العمل إلا على مكتب وربما مديراً لدائرة ما أو شركة ما !!!...؟
ألا ترى في ذلك عجباً...
من سبقونا عملوا في شتى الأعمال... اجتهدوا...
هناك من عمل زبالا.... وهناك من عمل حطابا... وووو..
وجل أولئك جمعوا ثروة جعلتهم في مكانة مرموقة... هل تناسينا كفاحهم ؟ألا يستحقون أن يحترموا؟
سيدى:
نحن في بلاد به من الموارد الكثير... فكيف يسمح انسان للفقر أن يأسره...
أنظر إلى من يجيء لهذه البلاد من بلدان شتى ... كيف يعملون...كيف يجتهدون... كيف يجمعون المال... هم يسهل عليهم ذلك.... أما نحن فنختلق الصعوبات تلو الأخرى ... ونقنع أنفسنا بحجج واهية...
مصطلح الفقر .. لايجب أن نطلقه إلا في حال انعدام شتى الموارد وأهمها الموارد الطبيعية ...فهل انعدمت الموارد لدينا !!؟
أخي:
هناك فقر ولكنه من نوع آخر...
هناك فقر في تفعيل الذات...
هناك فقر في الوعي...
فلندع التباكي والانشاد بقول أحدهم:
يمشي الفقير وكل شيء ضده.....والناس تغلق دونه ابوابها
حتى الكلاب اذا راته عابرا.........نبحت عليه وكشرت انيابها
واذا رات يوما غنيا مقبلا..........خضعت اليه وحركت اذنابها
ــــــــ
بالنسبة لي لا أرى أني سأكن احتراما لمن لا يفعل ذاته.. ويبقى ليعيش عالة على مجتمعه بحجة الفقر أو غيره...
لابد أن يكون هناك فروق ...
حمود :
موضوع أكثر من رائع.
أتمنى لك التوفيق.
تحياتي