" لو رجّال خلصها"
عبارة كتبت بالخط العريض على اعلان لأحد المطاعم وتحت العبارة صورة
للوجبة الأكثر شعبية " الكبسة"
........................................
على الصفحة الرئيسية لجريدة محترمة
ستجد اعلانا قويا ملونا لدعم "رجولة" الذابلين بالمادة الكيماوية " فياجرا"
......................................
ان ما تمارسه بعض الشركات الخاصة من سعي محموم الى جني الربح الأكبر
حق مشروع لها ، ولها ان تبتكر الطرق التي تؤدي الى تحقيق الهدف
فالتسويق علم قائم بأكمله
له فروعه الكثيرة وابحاثه الوافرة
ولكن ان تمارس هذه الشركات نوعا من امتهان قيم المجتمع
واستغلال بعض المبادئ السامية لأهدافها الرخيصة
فهذا شئ لا يقره عاقل
إن مبدأ " الرجولة " الذي يعتز به الكثير ويفتخر به ويتبناه
حين يجعل مقياسه البطن وما دونه فتلك جريمة بحق الرجال
اي رابط بين الرجولة والنهم في الأكل الذي حذر منه الشرع وعلماء الصحة
اي رابط بين الرجولة والمقدرة على ممارسة العملية الجنسية
ان هذين المقياسين لو اردنا ان نجعلهما حكما على الرجولة لوجدنا من اطياف الكائنات الغير بشرية
ما يفوق البشر رجولة
ان قيم المجتمع تمر بمحاولة تشويه كبيرة عن قصد اوغير قصد
وما موضوع "النجومية" الذي اصبح يطال الكثير من ارباب التعري الا دليل
انتكاسة في الفهم
ومؤشر خطير على الدور القذر الذي تلعبه بعض وسائل اعلام في تلميع الحثالة
في ظل تجاهل واضح لأصحاب الإبداعات الحقيقية
فكم من عالم عربي جليل لا يعرفه الا القليل
بينما لا يخلو ذهن طفل من اطفالنا من "شخبط شخابيط"
اي جريمة اخلاقية تتم بحق مجتماعتنا ؟
ومن الذي يقودها؟ ويخطط لها؟
انا لست من انصار نظرية المؤامرة كثيرا لكن
لا ادري لماذا قفزت الى ذهني مقولة صموئيل زويمر المبشر المعروف حين قال مخاطبا اتباعه:
"لكن مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في
إدخال المسلمين في المسيحية(*) فإن في هذا هداية لهم وتكريماً، وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من
الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة له بالأخلاق(*) التي تعتمد عليها الأمم في حياتها"
ان البعض من بني جلدتنا يسير في نفس الخط عرف ام لم يعرف
ويساهم بشكل كبير في انتكاسة المفاهيم والقيم والمسميات
فهل ينبري الغيورون لتصحيح ما اعوج من هذا؟
ام يبقى الإنحراف مستمرا ونحن لا نكف عن الحوقلة؟
محبكم
نايف أزيبي