فقد شاب سعودي في الخامسة والعشرين إحدى قدميه في انفجار قذيفة مهملة في صحراء حفر الباطن، الخميس الماضي، يُرجّح أن تكون من مخلفات حرب الخليج الثانية.
وتعتبر الحادثة الثالثة من نوعها في غضون عامين، بعد حادثة مشابهة ذهب ضحيتها راعي أغنام آسيوي العام قبل الماضي في منطقة صحراوية بين حفر الباطن والقيصومة، وحادثة سبقتها أصيب فيها راعي أغنام آخر بمنطقة "أبرق الكبريت" الصحراوية.
وقد أصيب الشاب السعودي، أيضاً، بإصابات مختلفة في شقه الأيمن ووجهه، بعد ركله القذيفة أثناء جمعه حديد خردة بالقرب من هجرة المتياهة الشمالية الواقعة ضمن الصحراء المعروفة بـ "الصمّان".
وقالت مصادر مقرّبة من الضحية إنه ووالده يعملان في بيع الحديد الخردة ودخلا منطقة كانت قد استخدمتها قوات التحالف أثناء حرب الخليج الثانية (1990 ـ 1991) ، وقد اشتبه بجسم غريب، فحاول رفعه لينفجر مباشرة.
ومن جهته أكد الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية العقيد يوسف القحطاني الواقعة، مشيراً إلى أن إصابات الشاب تركزت في الساق والوجه والأطراف. وأضاف أن مستشفى مدينة الملك خالد العسكرية تلقّى الحالة في البداية، قبل إحالتها إلى مستشفى الملك خالد العام حفر الباطن لاستكمال العلاج.
وقال تم تسليم الموقع إلى الجهات المختصة للمعاينة والتعامل معه وفق المتطلبات الميدانية.
مخلفات الحرب
وقد شهدت مواقع صحراوية متفرقة حالات اكتشاف مقذوفات أسلحة ثقيلة من مخلفات الحرب، وكان آخرها الأسبوع الماضي حين أزالت مجموعة الإسناد الهندسي السادسة التابعة لقاعدة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية ثلاث قذائف صاروخية من موقع صحراوي بالقرب من منطقة الرقعي المتاخمة لحدود الكويت والعراق على الرغم من الظروف المناخية والعواصف الشديدة التي واجهتها المحافظة، بعد توجيهات من قائد المنطقة الشمالية اللواء ركن أحمد بن سعيد الشهري ودعم متواصل وميداني من قبل قائد مجموعة الإسناد الهندسي السادس المقدم منصور القحطاني.
وفي شهر مايو الماضي؛ عثرت شركة تنقيب على مقذوف صاروخي أثناء مباشرة عمال الشركة أعمال الحفر قرب مركز سماح الحدودي مع العراق "140 كيلو مترا ـ حفر الباطن".وتم إيقاف العمل و إبلاغ الجهات المختصة، إلى أن تدخلت فرقة من سلاح المهندسين لإبطال مفعول المقذوف وإزالته.
وفي منتصف يناير من هذا العام عثر راعي ماشية على صاروخ وأكدت معاينات عسكرية أن الصاروخ مُصنّف ضمن مقذوفات الطائرات، ويصل طوله إلى متر و 30 سنتيمتر.
وقبل ذلك بأسبوع استُدعي فريق من سلاح المهندسين للتعامل مع صاروخ من مخلّفات حرب الخليج الثانية عثر عليه راعي أغنام أيضاً شمال المحافظة، وطبقاً لمعلومات أمنية؛ فإن الصاروخ "غير منفجر"، وقد فرضت الجهات الأمنية طوقاً أمنياً حوله إلى حين إبطال مفعوله من قبل مختصين ، و تم نُقل الصاروخ إلى الموقع الذي عُثر عليه فيه بواسطة مجهولين يبدو أنهم يعملون في تجارة الخردة، لكنهم لم يتمكّنوا من الاستفادة منه على الأرجح.
وفي الشهر ذاته عثر مواطنون على مقذوفين في منطقه الفاضلي الصحراوية "30 كيلو مترا شمال الجبيل"، أثناء رحلة برية.
وقد تعاملت الجهات الأمنية مع الحدث الذي يُعتبر الأول من نوعه في محافظة الجبيل.
وفي شهر يوليو من العام الماضي عثر شاب في الـ 32عاماً على كمية من الذخائر المتبقية من حرب تحرير الكويت، بالقرب من مراعي أغنامه بجنوب صحراء محافظة حفر الباطن.
وقد تصاعدت أصوات مواطنين في الأشهر الأخيرة مطالبة الجهات المختصة بإجراء مسح شامل للمناطق الصحراوية المحاذية للمحافظة، خاصة القريبة من النطاق العمراني ومناطق الرعي، بعد تزايد المخاوف من احتمال وقوع أضرار بشرية ومادية وبيئية، وطالبوا الجهات المعنية بضرورة اتخاذ إجراءات جادة لتخليص المناطق الصحراوية من مخاطر هذه الأسلحة.
تحذير الداخلية
يذكر أن وزاره الداخلية حذرت في أغسطس من عام 2005 المواطنين والمقيمين في محافظة الخفجي والمناطق المجاورة لها من احتمال العثور على ذخائر مخلفات حرب تحرير الكويت، وأكدت الوزارة في إعلان تحذيري، بثته وقتها وكالة الإنباء السعودية، أنه تم مسح المنطقة من قبل المختصين في وزارة الدفاع والطيران، وتبين خلوها من الذخائر المتفجرة إلا أن طبيعة الأرض في تلك المنطقة قد تخفي بعض الذخائر تحت سطح الأرض بسبب زحف الرمال.
|
 |
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجاج ابوالليل
