عالم الألعاب الإلكترونية هو عالم قائم بذاته، كيف لا وأبناؤنا أصبحوا يتسمرون الساعات الطوال أمام أجهزة هذه الألعاب بسبب ما تنطوي عليه من إثارة ومغامرات والأهم من ذلك التفاعل مع الألعاب والمشاركة فيها ضمن الشخوص الذين هم داخل الشاشة.
هذه الساعات الطويلة مع الألعاب لها ثمنها الفادح الذي يدفعه صغارنا في صغرهم وقد تظهر بعضها في الكبر.
و تشير العديد من الدراسات إلى أن ألعاب الكمبيوتر تؤدي إلى الراحة والتدريب والتعاون والتنظيم وإعطاء الثقة بالنفس، أما جديد هذه الدراسات فهو تركيزها على الذكاء، ومع ذلك يؤكِّد تقرير وزارة الداخلية البريطانية الذي صدر بهذا الشأن على ضرورة مراقبة الأهل أي ترك الطفل يلعب على الكمبيوتر مع مراقبته، إذ إن هناك خيطاً رفيعاً يجب الانتباه إليه هو الفاصل بين الفائدة والضرر من ألعاب الكمبيوتر والفيديو.
نصائح صحية
وللتقليل من الأضرار الصعبة للألعاب الإلكترونية وحماية الأطفال، ينصح بألا تزيد مدة اللعب عن ساعتين يومياً بشرط أخذ فترات راحة كل 51 دقيقة وألا تقل المسافة بين الطفل وشاشة الكمبيوتر عن 07سم على أن تكون الأدوات المستخدمة في اللعب مطابقة للمواصفات العلمية كأن يكون ارتفاع حامل الكمبيوتر متناسباً مع حجم الطفل بالإضافة إلى التأكد من جودة الخامات التي تصنع منها مقاعد الجلوس وكمية الإضاءة المناسبة بالحجرة، وأن يتم إبعاد الأطفال عن الاستخدام المتزايد لألعاب الكمبيوتر الاحترازية حتى يتجنبوا الإصابة المبكرة بأمراض عضلية خطيرة كارتعاش الذراعين وغيرها فهي أمراض خطيرة تصيب الجسم فتؤثر عليه.
التفاعل مع العنف
كما ذكرت دراسة أمريكية حديثة أن ممارسة الأطفال لألعاب الكمبيوتر التي تعتمد على العنف يمكن أن تزيد من الأفكار والسلوكيات العدوانية عندهم.
وأشارت الدراسة إلى أن هذه الألعاب قد تكون أكثر ضرراً من أفلام العنف التلفزيونية أو السينمائية لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل وتتطلب من الطفل أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها فضلاً عن إشاعة الجنس والفاحشة بين الأطفال والمراهقين، وذلك هي خلال انتشار الألعاب التي تدعو إلى الرذيلة والترويج للأفكار الإباحية الرخيصة التي تفسد عقول الأطفال والمراهقين على حد سواء تلك التي تتسلل إلى الأسواق عن طريق بعض ضعفاء النفوس الذين يجلبونها عن طريق الإنترنت ومن ثم يقومون بترويجها.
ومن الأضرار أيضاً أن هناك مخاطر تعرِّض الأطفال للموت، وآثار ألعاب الفيديو جاء فيها أن البعض يسعون إلى تدمير كل ما هو إنساني ولهذا فهم يستعملون التقنية من أجل خلق تغييرات في السلوك وغسل الدماغ، فإذا استمر الناس في رؤية هذه المشاهد تموت أرواحهم.
مسؤولية المواجهة
1- على صعيد الأسرة:
بما أن الأسرة تشكل خط الدفاع الأول في الحفاظ على فلذات أكبادنا وعلى تقاليدنا المستمدة من القيم الإسلامية السمحة فلا بد للوالدين من إدراك مخاطر وسلبيات اقتناء أبنائها لبعض الألعاب الإلكترونية وفحص محتوياتها والتحكم في عرضها مع قيامهم قبل كل شيء بزرع القيم والمبادئ في نفوس وعقول أبنائهم من خلال تربيتهم تربية واعية ومراقبة مستمرة، كما ينبغي للأهل أن يراعوا الموازنة بين أوقات الجد واللعب لأطفالهم، وأن يعلموهم التوسط والاعتدال والتعود على أن لكل شيء وقتاً محدداً خاصاً به ولا مانع للأهل من شراء الألعاب التربوية شريطة أن يكون محتواها مفيداً ومدة عرضها ومشاهدتها محدودة والابتعاد عن شراء الألعاب التي تفسد العقل والبدن.
وعلى الأسرة أن تشارك طفلها في الألعاب كوسيلة أساسية للحد من أثر الألعاب على سلوك الطفل، وأن تنمي الأسرة لدى أبنائها حب القراءة وخاصة القصص الهادفة التي تربط الأطفال بتاريخهم وبقضايا أمتهم، ومن ثم تشجعهم على ممارسة هواياتهم كالرسم والخط والرياضة وألعاب التراكيب والصور المتحركة وغيرها، وأن تخصص أوقاتاً محددة للأبناء للتسلية والترفيه كزيارة الحدائق والمتنزهات العامة أو زيارة الأقارب والأصدقاء.
2- على صعيد المدرسة:
ويتمثل ذلك بتوعية المجتمع المدرسي بأضرار استخدام الألعاب الإلكترونية ذات المحتوى السلبي على الوضع الصحي والسلوكي والنفسي والتربوي، وإقناع الطلبة بعدم شراء تلك الألعاب التي يتعارض الكثير منها مع القيم وأخلاق المجتمع. ومصادرة الألعاب التي يتم ضبطها مع الطلبة أثناء الدوام المدرسي، وخاصة تلك التي تساعد على الانحراف الاجتماعي والأخلاقي واتخاذ إجراءات انضباطية رادعة، ومن ثم الإكثار من الأنشطة المختلفة للطلبة التي تساعد على امتصاص طاقاتهم وتحويل المدارس إلى مراكز وأنشطة ثقافية متنوعة أثناء العطل الصيفية.
3 - على صعيد أجهزة الرقابة:
يقع على عاتقها التحري المستمر عن أداء مراكز الألعاب ومراقبة ما تقدمه من ألعاب ضارة تتسم بالعنف وتساعد على الانحراف وتتعارض مع أخلاق وقيم المجتمع، كما يستحسن تحديد سن الشخص المسموح له بالدخول لهذه المراكز واستخدام تلك الألعاب، فلا يعقل أن يدخلها أطفال لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، لذا من الضروري سن قوانين وتعليمات تمنع دخول الأطفال دون سن 61 سنة إلى مراكز الألعاب والصالات والألعاب الإلكترونية واتخاذ إجراءات بحق المراكز التي تخالف ذلك.
4 - على الصعيد الصحي:
لتقليل الأضرار الصحية للألعاب الإلكترونية وحماية الأطفال ينصح خبراء الصحة بأن لا تزيد مدة اللعب عن ساعتين يومياً شريطة أن يأخذ الشخص فترات راحة كل ربع ساعة.
تحذيرات
فالألعاب التي تعتمد على عناصر ومؤثرات ضوئية وصوتية تشد الصغار بشكل كبير وفعال حتى أنها في بعض الأحيان تشد الكبار أيضاً نظراً لما فيها من صور وألوان معينة قد لا يتمكن مخرجو السينما والتلفاز من تنفيذها، ولقد كشف العلماء مؤخراً أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب يتسبب في حدوث نوبات الصرع لدى الأطفال. وهذا أمر خطير يستوجب الحذر، ولقد بين العلماء وحذروا من استخدام ألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع والأكف.
كما حذروا من تعود الأطفال على استخدام أجهزة الكمبيوتر والإدمان عليها في الدراسة واللعب، وأن ذلك ربما يعرضهم إلى مخاطر وإصابات قد تنتهي إلى إعاقتهم أبرزها إصابات الرقبة والظهر والأطراف، ويشيرون إلى أن هذه الإصابات تظهر في العادة عند البالغين بسبب استخدام تلك الأجهزة لفترات طويلة مترافقاً مع الجلوس بطريقة غير صحية أمام الأجهزة وعدم القيام بأي تمارين رياضية ولو خفيفة خلال أوقات الجلوس الطويلة.
أمراض جديدة
وطالب علماء وباحثون بكتابة تحذيرات على مثل هذا النوع من الألعاب من نوع التحذيرات المكتوبة على علب السجائر، كما نبهوا إلى ضرورة تقنين إنتاجها وتحديد نسب اهتزاز معينة خصوصاً مع ازدياد عدد الأطفال الذين يستخدمونها، وقد أشار العلماء إلى أنه على مدى الخمس عشرة سنة الماضية ومع انتشار ألعاب الكمبيوتر ظهرت مجموعة جديدة من الإصابات الخاصة بالجهاز العظمي والعضلي نتيجة الحركة السريعة المتكررة؛ موضحة أن الجلوس لساعات عديدة أمام الكمبيوتر يسبب آلاماً مبرحة في أسفل الظهر، كما أن كثرة الأصابع على لوحة المفاتيح تسبب أضراراً بالغة لإصبع الإبهام ومفصل الرسغ نتيجة لتثنيهما بصورة مستمرة، كما تشير الأبحاث العلمية إلى أن الحركة السريعة للعينين أثناء ممارسة ألعاب الكمبيوتر يزيد من فرص إجهادها إضافة إلى أن مجالات الأشعة الكهرومغناطيسية والمنبعثة من شاشات الكمبيوتر تؤدي إلى حدوث الإحمرار بالعينين والجفاف والحكة، وكذلك الإصابات الضارة وتعطي إحساساً بالصراع والشعور بالإجهاد البدني وأحياناً القلق والاكتئاب.
وأورد الأستاذ الحربي بعضاً من نتائج استفتاء أجرته مدارس الفكر الأهلية حول الألعاب الإليكترونية، حيث أكَّد الطلاب بنسبة مائة في المئة أنهم يفضلونها، وقالت نسبة 06% منهم يقضون ساعتين يومياً عند تلك الألعاب واعترض نسبة 99% منهم أنهم تعلمهم العنف، ونجد أن نسبة 08% منهم أصبحوا من لا يخافون المشاهد الإجرامية عندما يرونها، ومن ناحية أخرى منافاة الألعاب للعادات والتقاليد يؤيد ذلك 52% منهم ومن ناحية الفائدة ذكر 78% منهم أنها مفيدة والباقي لا يذكر لها فائدة وإنما فائدتها المتعة فقط.