المواعظ المستحسنه في الوصايا الحسنه ..
--------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى << يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم << سورة المائده آيه ر قم 102 هذه الآيه الكريمه مما يغتر بها أكثر الجاهلين , ويحملونها على غير وجهها , بل الصواب في معناها أنكم إذا فعلتم ما أمرتم به لا يضركم ضلالة من ضل . ومن جملة ما أمروا به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قال محمد بن تمام
الموعظه جند من جنود الله تعالى , ومثلها مثل الطين يضرب به على الحائط ان إستمسك نفع , وإن وقع أثر .
ومن كلام علي رضي الله عنه : لا تكونن ممن لا تنفعه الموعظه , إلا إذا بالغت في إيلامه , فإن العاقل يتعظ بالأدب , والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب , وأنشد الجاحظ :
وليس يزجركم ما توعظون به
والبهم يزجرها الراعي فتنزجر
وكتب رجل إلى صديق له : أما بعد فعظ الناس بفعلك ولا تعظهم بقولك , واستح من الله بقدر قربه منك , وخفه
بقدرته عليك ... والسلام
وقيل : من كان له من نفسه واعظ , كان له من الله حافظ
وقال لقمان : الموعظه تشق على السفيه كما يشق صعود الوعر على الشيخ الكبير .
وقال علي رضي الله عنه في وصية أبنائه قبل موته :
يابني من أبصر عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره ,
ومن رضي بما قسمه الله لم يحزن على ما فاته ,
ومن سل سيف البغي فتل به ,
ومن حفر لأخيه بئراً وقع فيه ,
ومن هتك حجاب أخيه هتكت عورات بنيه ,
ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ,
ومن أعجب برأيه ضل ,
ومن استغنى بعقله زل ,
ومن تكبر على الناس ذل ,
ومن خالط الأنذال احتقر ,
ومن دخل مداخل السوء أتهم ,
ومن جالس العلماء وَقر ,
ومن مزح أَستخف به ,
ومن أكثر شئ عَرف به ,
ومن كثر كلامه كثر خطؤه ,
ومن كثَر خطؤه قل حياؤه ,
ومن قل حياؤه قل ورعه ,
ومن قل ورعه مات قلبه ,
الأدب ميزان وحسن الخلق خير قرين ,
العافيه عشرة أجزاء , تسعه منها في الصمت إلا عن ذكر الله تعالى وواحد في ترك مجالس السفهاء ,
زينة الفقر الصبر ,
وزينة الغنى الشكر ,
لا شرف أعلى من الإسلام ,
ولا كرم أعز من التقوى ,
ولا شفيع أنجح من التوبه ,
ولا لباس أفضل من العافيه ,
الحرص مفتاح التعب ومطية النصب ,
وما للمرء خيرُ في حياة
إذا ماعد من سقط المتاع
لما حظر هشام بن عبد الملك الوفاه نظر إلى أهله يبكون حوله فقال : جاد لكم هشام بالدنيا وجدتم له بالبكاء وترك
لكم جميع ماجمع , وتركتم عليه ماحمل , ما أعظم منقلب هشام أن لم يغفر الله له .
ولا خير فيمن يوطن نفسه
على نائبات الدهر حين تنوبُ
وقال زيد بن أسلم عن أبيه : إحذر أن يأتي رجل غداً ليس له في الإسلام نسب , ولا حسب , ولا أب ولا جد , فيكون أولى برسول الله صلى الله عليه وسلم منك .
ومن أخطأ به عمله لم يسرع به نسبه , ومن أسرع به عمله لم يبطئ به نسبه
إذا أردت النجاة غداً من عذاب الله فصم عن الدنيا , وليكن إفطارك فيها على الموت
وقال رجاء بن حيوه : إن أردت النجاة غداً من عذاب الله تعالى فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك , واكره لهم ما تكره لنفسك , ثم متى شئت مت
وقال محمد بن كعب : إن أردت النجاة غداً من عذاب الله تعالى فليكن كبير المسلمين عندك أباً , وأوسطهم عندك أخاً , وأصغرهم عندك ولداً , فبر أباك , وارحم أخاك , وتحنن على ولدك
من وعظ أخاه سراً فقد سره وزانه , ومن وعظه علانيه فقد ساءه وشانه
وختاماً
وما المرءُ إلا كالهلال وضوئه
يوافي تمام الشهرِ ثم يغيبُ
منقول لكم من كتاب المستطرف في كل فن مستظرف للمؤلف الأبشيهي