أشفقت كثيراً على مذيعة قناة الحرة نادين البدير وأنا أقرأ اللقاء الذي أجرته معها صحيفة إيلاف اللندنية وأجزم أن كل من اطلع عليه سيوقن بأن هذه المخلوقة تعاني خللاً نفسياً عميقاً قادها إلى الفجور الذي لم تتورع عن إعلانه على الملأ, فهي لم تخفِ رغبتها الجامحة في الاقتران بأربعة فحول معللة ذلك بأن المرأة تحتاج إلى (الدلال) وحين تتزوج أربعة رجال، فإنها تحصل على الدلال الذي تريده!, ولكنها لم تعلن حتى هذه اللحظة عن المواصفات التي يجب توفرها فيمن ترغب الاقتران بهم وربما ستعلن عن ذلك لاحقاً في قناتها (الحرة), وقد رأت أن من يعدد إنسان يجب أن يسجن لأنه يمارس العبودية من أجل إرضاء غرائزه الجنسية وطالبت في الوقت ذاته بإعطاء المرأة حق اتخاذ القرار بالزواج من أربعة, وحتى لا نظلم ضيفة إيلاف فهي لم تذكر الجنس لا من قريب ولا من بعيد وإنما قالت أن الأربعة سيمنحونها الدلال الذي تريده وذلك بواقع ست ساعات يومياً لكل واحد منهم.
وتضيف البدير ـ شفاها الله ـ إنها امرأة عصرية تبحث عن الحرية, وقد وجدتُ بين عصريتها وجسدها والحرية التي تبحث عنها رابطاً مشتركاً فهي كما يقول النجديون (عُصٍ قاعد).. لذلك كان من الملائم اختصاراً للوقت والجهد أن نطلق عليها مصطلح (عُص الحرية) ليكون اسماً على مسمى وستبقى حقوق المؤلف محفوظة لاسيما أن هذا المصطلح أتى ليبرهن لهذه المخلوقة أنها أخطأت كثيراً حينما ظنت أن جسدها أولى بأن يكون مكشوفاً للجميع لأنها أنثى وفي جسد المرأة ـ كما تقول ـ تكمن أسرار الجمال..ويبدو أن المليحة نسيت أنها (عُص قاعد) لا تكاد تقوى على الحراك من شدة الهزال وكان بيتها أستر لها (كما يقول المثل) فهي لا تملك أدنى مقومات الجمال, وإن كانت المتصحرة شكلاً ومضموناً قد قالت في إحدى كتاباتها (وكيف اقتنعت أنا بأن أخجل، أن أستحي، بدلاً عن التباهي بالأعجوبة الكونية؟ أعجوبة الأنوثة( فليس ثمة ما هو أبلغ من قول البادية (طالع وجه العنز وأحلب لبن) لينبئها عن حقيقة جمالها الذي تصورت ذات جنون أنها تمتلكه.
ومن العهر الذي لم تتردد ست الحسن والجمال عن المباهاة به هو أنها تتعمد الظهور بتنورة قصيرة بدعوى أنها امرأة عصرية وقطعة القماش التي ترتديها لا يمكن أن تدخلها أو تخرجها من الجنة وأن التنورة لا تحدد علاقتها مع الله, وترمي بذلك إلى أن الإنسان هو من يحدد علاقته مع خالقه وليس العكس, وبناء على ذلك فهي لا ترى أن في العري وكشف العورة ما يستوجب غضب المعبود, فالعلاقة ـ كما تقول ـ علاقة حب لا خوف, ولا يمكن حسب رؤيتها أن يحاسب الله المرء على أفعاله وأقواله إذا ما كانت علاقة الحب موجودة, ولا أعلم أي حبٍ هذا الذي تتحدث عنه هذه المرأة المتطاولة على الله, فمحبة الخالق لا تأتي إلا بإتباع أوامره واجتناب نواهيه, ومن مطابقة الكلام لمقتضى الحال في هذا المقام قول الشاعر:
لو كان حبك صادقاً لأطعتـه ... إن المحب لمن يحب مطيـع
وعلاقة الخوف التي تنفي البدير وجودها وتعتبرها ترهيباً لا ترغيباً, هي علاقة لا يكتمل إيمان المرء إلا بها فالخوف من الخطيئة والوقوع فيها يظل هاجس المؤمن الذي يخشى لقاء ربه وهو مذنب, ولولا هذه العلاقة لما كان الندم أحد أركان التوبة النصوح ولما أقسم المولى عز وجل بالنفس اللوامة ولما قال في محكم تنزيله عمن يرجونه خوفاً وطمعاً : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون).
لم أجد تفسيراً لهذا التطاول سوى أن هذه المرأة تعاني خللاً نفسياً وإحساساً بالنقص تحاول تعويضه من خلال تبنيها لفكر منحرف بعد أن وجد فيها القائمون على قناة (الحرة) أرضاً خصبة لبث سمومهم وترويج بضاعتهم الفاسدة, وما حالة الوهم التي تعيشها إلا دليل على أنها أُخضعت لبرنامج تغريبي متطرف لتقديمها على أنها المرأة السعودية العصرية التي يجب على كل النساء في السعودية الاحتذاء بها شكلاً ومضموناً.
إن حالة الانسلاخ عن القيم والأخلاق وإنكار حقيقة الثوابت والمسلمات بتأويلها كيفما يحلو للباحثين عن الحرية المزعومة كحال مذيعة قناة الحرة لا يمكن قبولها في جميع الأعراف والديانات على أنها حاجة إنسانية حتى وإن حاول الواهمون تمريرها تحت غطاء إنساني, فضيفة إيلاف تقول أنها تبحث عن الحرية المطلقة التي لا تحدها حدود وهذه الحرية التي تسعى البدير للحصول عليها غير موجودة حتى في أكثر المجتمعات تفسخاً وانحلالاً ولا يمكن تصنيفها إلا إنها حرية حيوانية لأن الحيوان هو الذي يتبع غرائزه من أجل البقاء ولا تهمه الكيفية التي يشبع بها هذه الغرائز... وسامحونا
نايف البقمي
كاتب وإعلامي سعودي
naif2000us@yahoo.com
--------------
* تصرف بسيط في العنوان