الهمّة العالية
الهمّة : " مشتقة من الهمّ ، والهمّ : هو ما يُهمّ به من أمرٍ ليُفعل " .
قال أهل اللغة :
الهمّة هي الباعث على الفعل ، وتُوصف بعلو وسفول، أي فيقال : همّة عالية .. وهمّة سافلة .
وفي بعض القواميس:
الهمّة بالكسر هي أول العزم ، وقد تُلق وتُخص بالعزم القوي، فيقال: همّة عالية أي قوية .
ونرى أيضاً التعريف الذي يُوضح الصلة بين الهمّ والهمّة .
وما يتعلق أيضاً بالعزم ، فيما ذكره ابن القيم - رحمه الله - حيث قال : " الهمّة فعلة من الهمّ " ، وهو مبدأ الإرادة . أي الهمّ مبدأ الإرادة ، ولكن خصّوها - أي الهمّة - بنهاية الإرادة .
فالهمّ مبدأها ، والهمّة نهايتها ، والجامع بينهما أنهما - أي الهم والهمة - أمر نفسي يبعث على العمل ، فأوله وبدايته همّ ونهايته أي التي تكون أعلى مراتبه وأسمى مقاصده هي الهمّة .
يقول ابن الجوزي رحمه الله :
" وقد عُرف بالدليل أن الهمّة مولودة مع الآدمي، وإنما تقصر فيه .
تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات .. تفتر أو تقتر ، فإذا حُثت سارت .
فمتى رأيت في نفسك عجزاً فسل المنعِم ، أو كسلاً فسل الموفِّق ..
فلن تنال خيراً إلا بطاعته .. فمن الذي أقبل عليه ولم يرد كل مراد " .
هذا أمر مهم ؛ لأن بعض الناس يقول :
من أين سآتي بالهمّة العالية ؟
الجواب :
فتش عنها بين جنبيك ..
ابحث عنها في أعماق نفسك ..
إنها في قلبك ..
إنها أمر لا تستجلبه من خارجك .. بل تستنطقه وتستحثه من داخلك (1)
.