قلتُ لأحدهم ذات مساء :
" العود يتحوّل إلى آلة مزعجة , حين يساء استخدامه ,
وكذلك العقل , "
لم يكن عقلكِ مزعجاً لي أبداً ,
هو من جعلكِ اكثرهنّ بقاءاً , وأقربهنّ مكانة , وأعزّهنّ كلمة .
مثلما ارتبط بي رحمك , وتعاطفت معي خلاياك جميعاً ,
كنتُ أراكَ في حروف الأخريات , وفي نزول المطر , وفي دعاء والدتي الكبيرة جداً
حين تهمس " ربنا يرزقك بنت الحلال " .
صديقتي القاسية جداً هذه الأيام ,
لاأدري لم َ باتت اللّغة الحزينة , ملاذاً آمن
ألقي بها آيات تمردي عليك ,
ولاأعرفُ هل ثورتي هذه تصلكِ أم لا ,
ياحبيبتي الغارقُ حدّ الهلك في عينيك ,
حين كنتِ في جدّة , كانت الشمس تشرقُ من هُناك ,
مع أنّها ظلّت دهراً , لاتعرف سوى ثغرك في الرياض !
كم أشتاقُ في هذه الأيام أن أقبّل الشمس ,
رسائلي التي كنت تنزعجين منها في " منتجعك "
لم تكن مجرّد رسائل ,
كانت كلمات تخترق حواجز الصّمت بيننا ,
كانت عتاب , وشوق , وحب ّ , وأنا ...
أنا بكلّ مابات يحمله هذا الجسد من ألم , الذي لم أعد أعرف سواه ,
منذ عيد ميلادك في 4 جولاي , الذي بات عيد رحيلك ,
رغم شقاوة رسائلي كما تقولين , كلّما تدقّ السّاعة ميلاد يوم جديد في الثانية عشرة تماماً ,