
اقتربت لحظة حسم الدربي الأسباني المكون من نادي العاصمة ريال مدريد صاحب المركز الثاني برصيد 60 نقطة والنادي الكتالوني برشلونة المتصدر بـ 69 نقطة وذلك في مساء يوم الأحد العاشر من إبريل الجاري على ملعب سينتياغو برنابيو معقل الفريق الملكي .. والمعروف أن قبل تلك المبارة يكون هناك حرب إعلامية كبيرة ولكن الآن فالموقف مختلف فإن الأمور أصبحت واضحة فلم يبق في جعبة الليغا الكثير من التشوق بعد ما أصبح الفريق الكتلوني قاب قوسين أو أدنى للحصول على اللقب الغائب عنه من عام 1999 وبنفس الوقت يرى الفريقان أن تلك المبارة لها أهمية أكثر من أية مبارة أخرى فالبارسا يريد حسم الدوري مبكرا ولو نظريا برفع رصيده إلى 72 نقطة متقدما عن أقرب منافسيه بـ 12 نقطة مما يجعل مهمته سهلة في باقي مشواره وبالتالي القضاء على الأمل البسيط الذي يتمسك به ريال مدريد والذي بدوره يطمح بلعب مبارة شبيهة بمباريات السد لينتزع النقاط الثلاث من أنياب البارسا ويقلص الفارق إلى 6 نقاط والإبقاء على أمله في الحصول على اللقب مما يشعل الليغا الأسبانية الكثير من الإثارة (ولسة الدوري في الملعب), وبالإضافة إلى أهميتها في مسيرة الفريقين في الدوري إلا انا هناك أكثر من ذلك فبعد خروجهما من بطولتي كأس الملك مبكرا وأبطال أوروبا للدوري فان الفريق الملكي لا يريد الخسارة من غريمه مجددا ويريد على الأقل الثأر من مبارة الذهاب والتي كانت على ملعب النوكامب وانتصر بها أصحاب الأرض بنتيجة 3/0 , وعلى جانب أخر فالبراسا يريد ان يثبت علو كعبه على الريال في هذا الموسم ولأن خسارته للمبارة قد تؤثر معنويا ونفسيا على لاعبيه وبالمقابل رفع معنويات الفريق الملكي مما يجعلها – أي خسارة برشلونة- نقطة التحول في المسابقة, فكل منهما سينزل أرض الملعب وهو مدجج بأفضل عناصره وأسلحته المتوفرة لديه ولن يدع أحد للأخر أية فرصة للسيطرة على مجريات الأمور, لذا فعشاق الفريقين على موعد مع سهرة كروية رائعه والتي من المنتظر منهما عزف سيمفونية جميلة من كليهما كالتي سبقتها من لقائيهما.
والجدير بالذكر ان الفريقين قد التقيا قبل ذلك في الدوري 145 مرة كان أخرها لقاء الذهاب الذي انتهى لمصلحة الكاتلونيين بنتيجة 3 / 0 , وكان نصيب الأسد من الفوز لمصلحة الفريق الملكي بـ 64 فوزا مقابل 56 لبرشلونة وسيطر عليهما التعادل في 24 لقاء .. وقد احرز ريال مدريد في تلك اللقاءات 238 هدفا مقابل 216 هدف للكاتلونيين.
حكم المبارة
كلنا نعلم مدى استياء معظم الفرق الأسبانية من الأخطاء التحكيمية الفادحة والتي وقع بها العديد من الحكام في الموسم الحالي والغريب أن تلك الأخطاء تمر مرور الكرام بعد انتهاء المباراة مباشرة ودون محاسبة, ولكن في لقاءات الدربي تلك الأخطاء غير مقبولة بالمرة و لن يغفر لها من كلا الفريقين وعليه فقد رشح الإتحاد الأسباني الحكم الدولي رامريز لإدارة اللقاء لما يمتاز بقوتة الشخصية في الملعب وأدائه المتزن وسيطرتة الشبه الكاملة على الأمور الصعبة والتي من المؤكد حدوثها في هذا الدربي والجدير بالذكر أن هذا الحكم قاد مبارة واحدة للبارسا هذا الموسم وكانت أمام أتلتكو بلباو على ملعب الأخير والتي انتهت بالتعادل الإيجابي و للريال مبارتين وكانتا مع أوساسونا ذهابا وإيابا.
المدربان
العقول المدبرة للفريقين وستكون بينهما مبارة أخرى من خارج المستطيل الأخضر فكل منهما من مدرستين مختلفتين فالمدير الفني للريال اندري لكسومبرجو صاحب المدرسة البرازيلية المفعمة بالطريقة الاوروبية فهو يملك الخبرة الكافية لقيادة فريقه للفوز والمعروف عنه الصرامة والشدة في التعامل, وعلى الجانب الأخر سيقود النادي الكتلوني اللاعب الهولندي السابق فرانك ريكادر والذي تولى مهمة تدريب الفريق في نصف الموسم السابق ويعتمد على الطريقة الهولندية والتي تميّز بها الكاتلونيين في السنوات الاخيرة ويعتبر من أحد المدربين الجدد على التدريب في عالم الكرة ولكنه اثبت جدارته بامتياز.
الحارسان
فريق العاصمة يملك أفضل حارس مرمى في أسبانيا حامي عرين المنتخب الأسباني ألا وهو العملاق والمتألق دائما كاسياس والذي يعود له الفضل الأكبر بمعظم النقاط التي حصل عليها فريقه فسيواجه أقوى هجوم في الليغا المتكون من الهداف الكاميروني صوائيل ايتو -هداف الليغا- وأفضل لاعب في العالم البرازيلي الساحر رونالدينهو فتلك المواجهة ستكون الأصعب عليه في هذا الموسم التي ستجعله يبذل كل جهده بل وأكثر من ذلك حتى يستطيع التصدي لهما. وفي المقابل حارس مرمى برشلونة الشاب فيكتور فالديز الذي نال إعجاب العديد من الخبراء فلن تكون مهمته اقل صعوبة من كاسياس فهجوم الريال به النجوم ذوي الخبرة أمثال راؤول ورونالدو وأوين وهذا الأخير تألق كثيرا مع فريقه في الاسابيع القليلة الماضية, وبالإضافة إلى ذلك أنه - اي فالديز- يسعى إلى حجز بطاقته الأساسية مع المنتخب الأسباني عبر جسر هذا الدربي.
مواجهات
لا ننسى المواجهة الصعبة بين رونالدو البرازيلي و كارلوس بويول -في حال مشاركته- فسيلتقيا وجها لوجه في هذا اللقاء .. فرونالدو الذي يلازمه سوء حظ كبير في الفترة الأخيرة يسعى لتسجيل الأهداف وفك النحس عنه وبيول سيقاتل حتى يمنعه من تحقيق ما يريد , ونستطيع أن نقول انه لا فرق بين تلك المواجهه ومواجهة ميشيل سلجادو مدافع الريال مع الساحر رنالدينهو فهذا الأخير يملك ما يكفي من مهارة ليجتاز عقبة الأول والمعروف ان في اللقاء الأخير كان سلجادو يلعب كخيال رونالدينهو في جميع تحركاته ولا شك ان تلك المواجهة ستكون صعبة بالتأكد لكلا اللاعبين, وسنجد جولي المهاجم الأيمن للبارسا سيلاقي المدفعجي المدافع الأيسر للريال البرازيلي روبرتوكارلوس ومن المتوقع انهما سيلتقيا كثيرا. وعلى الجهة الأخرى سيلعب في الناحية اليمنى للريال كل من البرتغالي لويس فيجو و الإنجليزي بيكهام -ان تشافى تماما من الإصابة- فهما يحملان الخبرة والمهارة الكافيتن لملاقاة المدافع الأيسر البرازيلي سيلفينيو وأكاد أجزم أن تلك المواجهة هيا الأصعب في اللقاء لما يحمله الإثنان من مهارات وقوة وخبرة فسيبذل فيجو كل ما بوسعه لتعويض مستواه الضعيف الذي ظهر به في مبارة الذهاب وبالمقابل يحاول سيلفينو إثبات جدارته فسيقاتل لتقليل من خطورة لاعبا الريال وسعيه للعب في منتخب بلاده.
عناصر هامة
الكاميروني صوائيل ايتو الذي يتصدر قائمتة هدافي الليغا بـ 21 هدافا فسيلاقي النادي الذي لعب له سابقا فهو ذو قوة بدنية ومهارة عاليتين وكما يمتلك السرعه في الأداء والتمرير والتحرك بدون كرة فكل الأعين ستكون مسلطة عليه وخصوصا من أنصار فريقه لأنه مطالب من قبلهم بإحراز أهداف في مرمى كاسياس ومن المؤكد أنه سيواجه مراقبة شرسة من قبل مدافعي الريال.
زين الدين زيدان احد أفضل ما عرفته كرة القدم في العالم لا أحد يستطيع التكهن بمدى نسبة مشاركته في اللقاء بعد تغيبه في اللقاءات الاخيرة , ولكن كلنا نعلم تماما مدى أهميته في الفريق حيث يستطيع اقفال المساحات وتعطيل هجمات المنافسين وهو أكثر لاعبي الفريقين خبرة وله القدرة على رؤية الملعب من جميع اتجهاته وبالاضافة إلى ذلك اتقانه الشديد في تمريراته السحرية وفي احراز الأهداف.
ومن العناصر المهمة أيضا في نادي برشلونة والذي يعتمد عليها فرانك ريكارد كثيرا هو اللاعب إكزافي الذي يلعب في مركز خط الوسط المدافع وهو بمثابة المحرك الأساسي للفريق بل وفي المنتخب الأسباني فهو يتمتع بخفة الحركة والسرعة واتقان التسديدات نحو المرمى , وبصراحة شديدة دون هذا اللاعب سيكون خط وسط فريقه مفتوحا على مصراعيه أمام المنافس لذلك سيكون احد مفاتيح اللعب في فريقه . ومن ثم يأتي السؤال المهم هل سيشارك سولاري لاعب ريال مدريد في اللقاء والذي يشهد الجميع بأنه أحد المظلومين في صفوف الفريق لما يحمله اللاعب من مهارات عالية والقدرة على الإختراق, هذا ما سنشاهده في سهرة يوم الأحد, ودعونا لا ننسى أهمية عودة مدافع برشلونة المكسيكي ماركيز إلى صفوف برشلونة بعد إيقافه لمبارة واحدة لتلقيه البطاقة الحمراء في مبارة فريقه مع ديبرتيفو لكرونيا, فهو يعد من أحد الركائز الهامة التي يعتمد عليها المدير الفني ريكارد إعتمادا كبيرا داخل أرضية الملعب.
صراع لحجز البطاقة الاساسية

سيكون الصراع في حجز بطاقة المهاجم الأساسي في ريال مدريد شرسة بين كل من مايكل أوين الذي احرز الهدف الثاني والفوز في المبارة السابقة ضد ألباسيتي وبين الفتى المدلل للجماهير راؤول جونزاليز الذي تراجع مستواه في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ وربما يلعبان الإثنان كأساسيين على حساب رونالدو او العب بثلاث مهاجمين من أجل الفوز ولا بديل عنه , ولكن أعتقد أن تلك المخاطرة مستبعدة وذلك لقوة خط وسط وهجوم البارسا مما يجعل لوكسمبرجو يلعب بطريقة متحفظة نوعا ما لغلق المساحات أمام لاعبي برشلونة والإعتماد على مهارات لاعبيه في الإختراق والتسديدات من خارج المنطقة.
غيابات الفريقين

شهدت المرحلة الـ 30 من عمر الدوري الاسباني مهرجانا في إشهار البطاقات الصفراء والحمراء على وجه اللاعبين وكانت أبرزها تلك التي وجهت للمرة الخامسة على التوالي للاعبَِيْ فريق العاصمة جوتي لاعب خط الوسط والمدافع ووتر صموائيل وكما أشهرت على وجه لاعب خط وسط برشلونة البرتغالي ديكو مما ستحرمهم من المشاركة في اللقاء المرتقب وبدوره سيّطر المدربان لإشارك عدة لاعبين لم يلعبوا إلا القليل أمثال بوفون والدنماركي جرافيسين بديلا لكل من ووتر صموائيل و جوتي على الترتيب , وفي المقابل بلا شك ودون تفكير سيحل انيستا بديلا للبرتغالي ديكو , وأما عن الاصابات التي تواجه الفريقين فهناك قلقا واضحا بين عشاق الناديين لإصابة بعض العناصر الهامة في صفوف فرقهم قبل اللقاء وأبرزها بويول مدافع البارسا والتي تجمع الصحف الأسبانية باستطاعته اللحاق بالمبارة, وبيكهام وراؤول لاعبا الريال وحيث تتجه السهام نحو مشاركتهم في اللقاء.
أسلحة الفريقين للفوز
إن العناصر البشرية والمعنوية والنفسية هي من أهم عوامل الفوز في أية مبارة, فلو تخيلنا معا كل العوامل التي ستؤدي لفوز أحد الفريقين فسنجد الفريق الملكي سيستغل أهم عاملين وهما عاملا الأرض والجمهور, وباللإضافة إلى المعنويات العالية إثر فوزهم في المبارة الأخيرة على ألباسيتي وغياب خط وسط برشلونة ديكو واحتمال غياب بيول بسبب الإصابة ووجود مهاجمين من الطراز الفريد مثل رونالدو وأوين وراؤوول وفي المقابل لا تقل عوامل فوز البارسا عن الريال فمعنوياته عالية جدا واستقرار فريقه وسيطرته على المركز الأول من البداية وغياب كل من ووتر صموائيل وجوتي وواحتمال بيكهام من صفوف المنافس ولربما الفوز في مبارة الذهاب ستكون لها الحافز الأكبر للفوز فكما قلنا من البداية فهو- اي البارسا- يسعى لتأكيد علو كعبه على الريال قي هذا الموسم.
الخيانة

من المعروف أن في مواجهات الفريقين تكون الجماهير في موقف سخوني ضد الفريق المنافس ويرمون على لاعبيه بالشتائم والألفاظ الغير حضارية, وعند انتقال اي لاعب من صفوف فريقه الى الفريق الاخر إلا ويتهم بالخيانة هذا ما حدث بالفعل مع لويس فيجو لاعب برشلونة السابق والريال الحالي في لقاء الذهاب حيث أتهم انصار الفريق الكتلوني فيجو بالخيانة. ولكن هل تلك الجماهير ستفعل نفس الشيء على ملعب سنتياغو برنابيو؟ أم جاء دور أنصار الريال للرد وبنفس الأسلوب مع مهاجم وهداف برشلونة صوائيل ايتو الذي كان أحد عناصر فريقهم ومن ثم انتقل إلى مايوركا الذي بدوره جذب انتباه نادي برشلونة مما جعله أحد الركائز الهامة في الفريق.
العنصرية
في الآونة الأخيرة سيطرت تلك الظاهرة الغير حضارية على معظم الدوريات الأوروبية وخصوصا الإنجليزية والأسبانية ولا تكاد مبارة تنتهي إلا ونسمع أنه كان بها هتافات عنصرية لأحد لاعبي الفريق المنافس, فما بالك بالعدوين اللدودين في الليغا ريال مدريد وبرشلونة , ومن هنا لا نستبعد أن تكون تلك العادة السيئة حاضرة وبقوة في هذا اللقاء والتي ستفقد بعض الشيء من المتعة والإثارة.
ومن ناحية أخرى يجمع كل المراقبين أنه في حالة فوز الفريق الكتلوني في قلب سنتياغو برنابيو فإنه لا أحد يستطيع أن يمنعه من الفوز باللقب ويقول كرويف لاعب ومدرب برشلونة سابقا إن هذه المبارة هي بالفعل مبارة سد بالنسبة للفريقين معا ويضيف أنه في حالة التعادل فسيكون كمثابة الفوز لبرشلونة لأن هذا الوضع سيبقى الحال على ما هو عليه وسيخسر الريال فرصة تقليص الفارق والإقتراب من المقدمة.
وفي النهاية نتمنى نحن كعشاق الكرة الجميلة مشاهدة مبارة مثيرة وحماسية ورائعه من جميع النواحي من كلا الفريقين بعيدة كل البعد عن العصبية والعنف وخلوها من الأخطاء التحكيمية.