لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 14 من 26 الأولىالأولى ... 4121314151624 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 261 إلى 280 من 502

الموضوع: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

  1. #261
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    أريد أفهم :
    ــ الشخص الذي تقصديه يحب المزاح والضحك والفرفشة وما شابه ذلك !!

    أم أنه يأخذ الأمور باستهتار وليس جديا في عمله ؟

    مثل : لا يذهب لعمله ! مضيع بيته وزوجته ! سهرات وخرجات ، وما شابه ذلك !!

    المزح والضحك والأنس والنكت ليست بمرض ، وإنما هي تعبير عن واقع يعيش غيره !!
    يعني يتألم ولديه ظروف قاهرة ، ولكن يبدل ذلك ضحك وفرفشة ، والذي يراه يحسبه أسعد إنسان 00 هذا صنف ، وصنف آخر هو طبيعته يحب المزح والضحك والفرفشة 00
    كلتا الحالتين ليستا بمرض ، وإنما إذا زادت عن الحد ، فإنها مرض ، وإذا كانت متقلبة فإنها مرض ، بمعنى أنه تلقاه فرحان ومبسوط ويضحك ، ثم فجأة يبكي وحزين ومكتئب 00 هذا مرض وإن شئتم اقرؤوا لي موضوع هنا باسم ( الجنون الدوري ) إذا لم يكن بهذا الاسم فهو باسم ( ذهان الهوس والاكتئاب ) 0
    دمتم بصحة وعافية

  2. #262
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الشفق
    مجلس الإدارة

    أبومحمد
    تاريخ التسجيل
    01 2005
    المشاركات
    26,319

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    أخي الفاضل الدكتور ضيف الله مهدي
    هل التفكير بكثرة في الموت لدرجة الخوف منه
    هل ترى ذلك الأمر أمرا اعتياديا ام إنه قلق واضطراب نفسي أم نقول عنه جزافا إنه دليل على قوة الإيمان والخوف من الله .

  3. #263
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية السموه
    تاريخ التسجيل
    07 2009
    المشاركات
    4,667

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضيف الله مهدي مشاهدة المشاركة

    المزح والضحك والأنس والنكت ليست بمرض ، وإنما هي تعبير عن واقع يعيش غيره !!
    يعني يتألم ولديه ظروف قاهرة ، ولكن يبدل ذلك ضحك وفرفشة ، والذي يراه يحسبه أسعد إنسان 00 هذا صنف ، وصنف آخر هو طبيعته يحب المزح والضحك والفرفشة 00
    كلتا الحالتين ليستا بمرض 0
    دمتم بصحة وعافية
    جفن روحي عساك بالعافيه والمعافاة الدائمه شككتيني في نفسي
    (بسم الله عليه )
    لاالحمدلله طلعت سليمه لانه قايمه بواجبات على اكمل وجه هو بس اسلوب الهزل اللي اتعامل به
    يعني من باب تخفيف مضايقة الحياه
    ياللا الله يعينهم علي وعلى مزاحي الثقيل
    شكرا خاص للدكتور امد الله في عمره ووفقه على سرعة الاستجابه والرد
    "اللهم أغفر لأبي ورديمه وأرحمهما "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #264
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية :: ليالي جيزان ::
    مشرفة ركن فرفشة حواء
    تاريخ التسجيل
    02 2007
    الدولة
    :❤: حيث الصدق :❤:
    المشاركات
    15,476

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السموه مشاهدة المشاركة
    جفن روحي عساك بالعافيه والمعافاة الدائمه شككتيني في نفسي
    (بسم الله عليه )
    لاالحمدلله طلعت سليمه لانه قايمه بواجبات على اكمل وجه هو بس اسلوب الهزل اللي اتعامل به
    يعني من باب تخفيف مضايقة الحياه
    ياللا الله يعينهم علي وعلى مزاحي الثقيل
    شكرا خاص للدكتور امد الله في عمره ووفقه على سرعة الاستجابه والرد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وربي فرحت من قلب شكراً دكتور ..

    وربي من كثر ماالوم نفسي حسيت انه مرض ..

    لكن شفت في الحياة ناس جادين صاروا مرحين

    لكن احنا نصير رزينين غسلت يدي


    ارجع واكرر شكري لك د/ضيف الله



    وانا في انتظار الرد على استفسار أخي الشفق
    فعندي بنت خاله نفس الحاله .. لكن الحق لله هي ملتزمه

  5. #265
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشفق مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل الدكتور ضيف الله مهدي
    هل التفكير بكثرة في الموت لدرجة الخوف منه
    هل ترى ذلك الأمر أمرا اعتياديا ام إنه قلق واضطراب نفسي أم نقول عنه جزافا إنه دليل على قوة الإيمان والخوف من الله .
    الخوف من الموت :
    الموت بداية النهاية ونهاية البداية ، هل قد متنا من قبل ؟ كم حياة مررنا بها ، حتى وصلنا إلى الحياة ؟ وقضينا بها سنوات ثم متنا ؟
    الموت من وجهة نظري ليس البداية وليس النهاية ، منذ أن خلق الله سبحانه أبونا آدم عليه الصلاة والسلام خلقنا ، وأخرجنا وأشهدنا على أنفسنا أنه تعالى ربنا 00 شهدنا على أنفسنا واعترفنا بأنه سبحانه ربنا 00 تنقلنا في الأصلاب حتى جاء الموعد الرسمي لوجودنا كأشخاص حينما التقى الأب والأم على الطهر والعفاف وعلى سنة الله ورسوله ، فكان ثمرة ذلك اللقاء هو وجودنا ، فعشنا حياة ولا أروع مدتها على الأرجح تسعة أشهر ، وتقل أو تزيد عند البعض ، كانت حياة ولا أروع تشبه الحياة في الجنة ، طعامنا يصل إلينا دون عناء ، وشرابنا يأتي إلينا دون عناء ، في سعة وفسحة من العيش لا نبرد ولا نشعر بالحرارة ، لا نور ساطع يتعبنا ولا ظلام يخيفنا ، نأكل ونشرب ولا نعرق ولا نتغوط ولا نتبول 00 ثم متنا ، أقصد خرجنا من تلك الحياة في بطن الأم وجئنا إلى الحياة الدنيا 00 لو قدر لأحد أن يتحدث مع جنين في بطن أمه ، وقال له أول ما تخرج أنت من هنا سوف نضعك على كرسي أو في مكان مثل المكان الذي أنت فيه مئة مرة أو تزيد ما صدق !! ولو كان هناك في بطن الأم توأمان ، وخرج الأول قبل الثاني بثلاث ساعات ، وقدر لنا أن نسأله عن أخيه لأجابنا بأنه مات !!!!
    الموت نقلة من حياة إلى حياة ، غير أن في الحياة الدنيا امتحان واختبار وعمل وجد ، وبعدها يتقرر المصير ، إما النجاح والفوز برضا الله ومغفرته وجنته ، أم المصير الآخر أعاذنا الله وإياكم منه 00
    • الخوف من الموت :
    إن ( كارل ياسبرز ) و ( رولوماي ) 0من أصحاب النظرية الوجودية الظاهرية قالوا : " إن الفرد الموجود هو ( الموضوع ) وأن الإنسان هو محور الوجود ، والقلق عندهم ( خوف من الموت ) ، ومن الناحية الدينية فإنني أود أن أقول : أن الخوف من الموت : مرض يعتري الإنسان من الموت على سبيل العموم ، ومن الظواهر المتفرعة عنه : الخوف من الدفن حيا ، ومن رؤية الدم ، ومن حالات الإغماء ، ومن منظر الأموات والجثث 0 والمصاب بهذا المرض يتحاشى رؤية هذه المخاوف ، ويتجنب المشاركة في الدفن والذهاب مع الجنازات ، بل ويخشى من ذكر الموت لأنها تشترك مع حقيقة الموت ، وتوحي بشيء أليم في النفس الإنسانية 0وقد فرق علماء النفس بين هذا الخوف وبين قلق الموت من جهة العموم والخصوص ، حيث خصصوا قلق الموت بخشية الإنسان من موته هو 0وقد وصف الله سبحانه وتعالى أمثال هؤلاء فقال : { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت } ، وقال تعالى : { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت } 0
    أسباب الخوف من الموت : -
    إذا سألت أي إنسان عن سبب خوفه من الموت فلا يخرج جوابه عن الأمور التالية :
    1ـ غموض حقيقة الموت 0
    2ـ الشعور بالخطيئة من الذنوب والمعاصي 0
    3ـ الافتراق عن الأحبة والملذات والآمال 0
    4ـ انحلال الجسد وفقدان القيمة الاجتماعية والمعنوية واستحالته إلى شيء مخيف وكريه 0

    • طرق العلاج :
    تمهيد :
    إن التوصل إلى تخليص المريض من الخوف نهائيا أمر مستحيل لأن الخوف في الإنسان فطري لهذا كان القصد من العلاج إنما التخفيف من الخوف بتجريد الموت من معظم ما فيه من الآلام النفسية 0ولما كانت الأسباب المتقدمة هي أهم المنبهات كان من الضروري اللجوء إلى تحليل هذه الأسباب وتوضيحها وتعليلها لإسقاطها من ذهن المصاب والانتقال إلى مرحلة الإقناع بمجابهة حقيقة الموت بالرضا والقبول 0اسأل نفسك : هل الموت من لوازم الحياة الإنسانية ؟ أو هل يمكن التخلص منه ؟ 0 والجواب بديهي بالطبع ، إذ ليس من عاقل يعترض على كون الموت أمرا حتميا ، وضريبة على كل كائن حي 0قال تعالى : { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون } ، وقال تعالى : { قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل } ، وقال تعالى: { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } مادام الأمر كذلك فلماذا أخاف من الموت ؟ هل لأنه يعني الفناء ؟ أو لأنه يعني الانتقال من حياة دنيا إلى حياة أخرى . الدهريون والماديون يقولون بالفناء قال تعالى على لسانهم : { إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين } ، وهي رؤية قاصرة لاعتمادها الحواس في وضع المقاييس الوجودية ، وأشد ما فيها من الإحباط اعتبار الإنسان كباقي المخلوقات الحية ، وأي فضل في هذا للإنسان ؟ هل أنت من هؤلاء ؟ إن كنت كذلك فلك الحق بخوفك 0 ولكن ليس من دليل عقلي أقوى على كون الموت بداية لحياة أخرى من تفرد الإنسان في تكوينه الجسدي والعقلي والروحي والنفسي عن باقي المخلوقات 0 قال تعالى : { ولقد كرمنا بني آدم } ، وقال تعالى : { وقالوا إن هذا إلا سحر مبين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون () أو آباؤنا الأولون () قل نعم وأنتم داخرون } ، وقال تعالى : { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون } ، وقال تعالى : { ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون } . فالموت في نظر العقلاء والمؤمنين انتقال من مرحلة مؤقتة إلى حياة أخروية دائمة . وإذا كان كذلك فأي معنى بقي لفكرة انحلال الجسد واستحالته إلى تراب وعظام ؟ 0 إن كثيرا من الناس تشكل أجسادهم عبئا نفسيا عليهم ، فيلجأ بعضهم إلى أطباء التجميل رغم ما يعتوِر أفعالهم من آلام مبرحة تلحق الأجساد ، فكيف يكون شأن من أجريت له عملية تجميل دون أي شعور بألم ؟ ! . وتسألني متى ذلك ؟ نعم يكون ذلك يوم البعث ، يوم يبعث الناس جميعا ، ويخص الله المؤمنين بتحسين الوجه والهيئة ، تبارك الله أحسن الخالقين . قال تعالى واصفا وجوه المؤمنين : { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } وقال تعالى : { فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا } ، وقال تعالى : { تعرف في وجوههم نضرة النعيم } 0 والنضرة حسن يلحق بالوجه . قد يقول قائل : "إن الموت يحمل معه فكرة الفراق والحرمان من مشاهدة الأحبة والالتقاء بهم " ، وهذا يعني فقدان التوازن النفسي للإنسان . أقول : " نعم " ، ولكنه بعد الموت ، ولو سألت ميتا منذ آلاف السنين بعد بعثه كم لبثت ؟ ليقولن يوما أو بعض يوم . فراق هذا شأنه لا ينبغي أن يترك خوفا في النفس من الموت ، بل غاية ما يتركه دمعة حزن تحمل الرحمة وطلب المغفرة . فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ فقال : (( ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه ، أو يرحـم )) . وبكى النبي صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : ( يا ابن عوف إنها رحمة ، إن العين تدمع ، والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا و إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ) . فالفراق يترك الحزن في النفس ولا ينبغي له أن يترك الخوف من الموت . فراق مؤقت يتبعه لقاء يوم القيامة ، لقاء يعقبه محبة ولقاء يعقبه لعنة وفراق أبدي أما لقاء المؤمنين فهو لقاء محبة وأنس ، وأما لقاء الكافرين والفاجرين والفسقة فهو لقاء بغضاء ولعنة وتبرؤ . قال تعالى : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } . وقال تعالى : { إذ تبرأ الذين اُتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} . وإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فلا لقاء بينهم البتة لاختلاف المصير ، أما المنافقون فيحال بينهم وبين المؤمنين بعد بعثهم فتجدهم يتوسلون إلى المؤمنين طمعا للاهتداء بنورهم ولا مجيب لهم . قال الله تعالى : { يوم ترى المؤمنون والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم () يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم () قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب () ينادونهم ألم نكن معكم قالوا : بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغرّكم بالله الغرور } .
    فاحرص على تأسيس بيتك على التقوى وعاشر الأتقياء وتلمس خطاهم حتى تحشر معهم تقول إنك تخاف من الموت لأنك تخاف على عيالك الضيعة 0 فمن حقك أن تخاف ، فقد قال الله تعالى : { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله }0 ولكن هل تركت عيالك لغير الله ؟ لو فعلت ذلك لكنت معك في هذا الخوف ؟ أما وأنك قد تركتهم على الله فإن الله لن يضيعهم ؟ فكم من يتيم أصبح من أغنى الناس ، ألم تسمع بقصة الغلامين اليتيمين في سورة الكهف 0 وكيف أن الله حفظ مال والديهما بعد وفاتهما رحمة منه وفضلا ، وتذكر دائما أن الله هو الرازق ذو القوة المتين وأنه أخذ على نفسه رزق العباد فقال :{ فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون } 0بقي عليك أن تقول : أخاف الموت خوفا من المعاصي التي ارتكبتها ، أقول : إن خوفك هذا مِئَنّةُ على إيمانك ، والمؤمن الحق هو الذي يجمع بين الخوف والرجاء والمحبة ، وما اجتمعت في قلب مؤمن قط إلا أعطاه الله ما يرجوه و آمنه مما يخاف 0 قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وما حفظت حدود الله ومحارمه ووصل الواصلون إلى الله بمثل خوفه ورجائه ومحبته ، ومتى خلا القلب من هذه الثلاث فسد فسادا لا يرجى صلاحه أبدا ، ومتى ضعف فيه شيء من هذه ضعف إيمانه بحسبه" 0 وقال أبو حامد الغزالي :" فالخوف والرجاء دواءان يداوى بهما القلوب ، فإن كان الغالب على القلب داء الأمن من مكر الله تعالى والاغترار به أخذ الإنسان بالخوف ، وإن كان الأغلب هو اليأس والقنوط من رحمة الله فالرجاء أفضل وذلك لتحقيق التوازن بينهما " 0 قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أن أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } 0



  6. #266
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    السلام عليكم ورحمةالله وبركاته ..
    ببدا في المشكلةعلى طول ..
    أنا بنت عمري 16سنة ، من يوم صغري وأنا أعاني من مشكلة الخجل ..
    أو الرهابالاجتماعي مثل ما يقولون ..
    وأحس أني كل ماأكبر كل ما يزيد الخجل عندي ..
    وإذا جلست عندالأهل ولا فالمدرسة ما أتكلم أبدا ، وأكتفي بالابتسامة ..
    والشي اللي يزيدالخجل عندي هو احمرار وجهي بسرعه ..
    حتى إذا ضحكت أو منأي ردت فعل يصير وجهي أحمر على طول .. "
    صرت أتجنب كثير منالمواقف عشان ما يصير وجهي أحمر ..
    مشكلتي أحب أجلس معالناس وأتعرف على أشخاص جدد
    وأحب أجلس عندتجمعات الأهل والأصدقاء ..
    لكن خجلي يحسسنيأني غير مقبولة من الآخرين ..
    وعندي خوف من عدمتقبل الآخرين لي ..
    مواهبي كثيرة وأتمنى أظهرها
    طموحاتي كبيرةوأتمنى أكون إنسانه ناجحه في حياتي ..
    وأحب أكون مميزةبطبعي بين الناس ..
    لكن أحس الخجل يسلبمني طموحاتي وسعادتي في أغلب الأحيان ..
    وأخاف يكون الخجلعائق من أني أنجز أحلامي وطموحاتي ..
    أحس بضيق دايما فيالمدرسة لأنه مكان كله علاقات
    وأشوف الكل يتكلمبجرأة وعلى راحته ..
    أتمنى أكون جريئةمثلهم لكن على كثر محاولاتي مانجحت أتغلب على الخجل
    وهذي السنةبالتحديد صرت إذا جاوبت فالمدرسة أو قرأت فقرة أمام الطالبات
    أحس برجفة وتوتروتزيد دقات قلبي وصوتي يرتجف وأحس أن وجهي أحمر ..
    وأحيانا المعلمةتطلب مني أشرح شي أمام الطالبات ..
    أشرح وأنا أبدا مشواثقة من نفسي ..
    موضوع دايما يشغلبالي ويسبب لي الضيق الشديد .. )
    أريد حل .. على كثرالحلول اللي اطلعت عليها والكتب اللي أقرأها
    ما حسيت أني تغيرت ..
    وإلى الآن ما عرفتشو هو سبب مشكلتي هذي ..
    يسعدني تواصلي معاكوبانتظار ردك ..

  7. #267
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    أهلا وسهلا بك يا ابنتي الفاضلة
    الخجل :
    الخجل الشديد كمفهوم، من الصعب جدا تحديده، ولكن وحسب رأي خبراء الصحة يمكن وصفه بنوع من أنواع القلق الاجتماعي الذي يؤدي إلى حدوث مشاعر متنوعة تتراوح بين القلق والتوتر البسيط إلى مشاعر رعب وهلع واضحة تصنف في علم النفس تحت إطار أمراض القلق والتوتر، خصوصا وأن النهاية الطبيعية للخجل الشديد هي الشعور بالوحدة والانعزال عن المجتمع،وكلاهما من أهم أسباب وربما نتائج مرض الاكتئاب، وهذا معناه بأن المصاب بالخجل الشديد سوف تتطور صحته النفسية للأسوأ 0
    وهو شكل من أشكال الخوف الاجتماعي Social Phobia ، وتتكون بداية الخجل عند الطفل نتيجة مبالغة الأهل في تقريع الطفل وزجره ، فيعتاد الطفل بصورة لا شعورية الانزواء والانطواء والحد من التفاعل والتواصل مع الآخرين حتى يبتعد عن التنديد واللوم 0
    إن الطفل الذي لا تتاح له فرصة التفاعل الاجتماعي ، لا يكتسب المهارات الاجتماعية اللازمة مع الآخرين ، ويصبح ضعيف الثقة في علاقته بالأفراد خارج منزله حتى يتجنب القلق الناتج عن السلوك الاجتماعي بالانسحاب من تلك المواقف 0
    تعريف الخجل الشديد:
    هو مشكلة سلوكية شائعة، وخاصة لدى المراهقين، بسبب التغيرات الجسمية، والانتقال من مرحلةعمرية إلى مرحلة أخرى 0
    أسباب الخجل :
    من العوامل المسببة للخجل ما يلي :
    أ ـ التقليد : حيث يكتسب الطفل الخجل عن طريق تقليده للأم 0
    ب ـ التعليم المباشر والمقصود للآباء : وهذا يحدث بسبب الدلال ومنع الطفل من الانخراط والتفاعل مع المواقف الاجتماعية 0
    ج ـ قد يكون الخجل أسلوبا شاذا حتى يتخلص الطفل من قلق يعانيه هو0
    أما علماء الصحة النفسية فيرون ، أن الخجل الشديد يعود لثلاثة أسباب متفاعلة هي:
    1ـ الوراثة 0
    2ـ فقدان المهارات الاجتماعية 0
    3ـ نظرة سلبية للنفس والذات 0
    وحسب رأي خبراء النفس فإن حوالي 10-15% من الأطفال يولدون ولديهم ميل واستعداد لأن يكونوا خجولين بصورة غير طبيعية، بينما الباقون يصبحون خجولين إما لأنهم بدون مهارات اجتماعية أو بسبب الخوف من عدم تقبل الآخرين لهم أوالخوف من تعرضهم للسخرية من الآخرين ، مما يدل على فقدان الثقة بالنفس والذات 0
    أعراض وجود المرض :
    الخجل غير الطبيعي شأنه شأن أي ضغط نفسي آخر يؤدي إلى ظهور مجموعة أعراض تندرج تحت ثلاثة تقسيمات هي :
    1ـ أعراض سلوكية وتشمل ما يلي :
    أ ـ قلة التحدث والكلام بحضور الغرباء 0
    ب ـ النظر دائما لأي شيء عدا من يتحدث معه 0
    ج ـ تجنب لقاء الغرباء أو الأفراد غير المعروفين له 0
    د ـ مشاعر ضيق عند الاضطرار للبدء بالحديث أولا 0
    هـ ـ عدم القدرة على الحديث والتكلم في المناسبات الاجتماعية والشعور بالإحراج الشديد إذا تم تكليفه بذلك 0
    و ـ التردد الشديد في التطوع لأداء مهام فردية أو اجتماعية (أي مع الآخرين) 0
    2ـ أعراض جسدية وتشمل ما يلي :
    أ ـ زيادة النبض 0
    ب ـ مشاكل وآلام في المعدة 0
    ج ـ رطوبة وتعرق زائد في اليدين والكفين 0
    د ـ دقات القلب تكون قوية 0
    هـ جفاف في الفم والحلق 0
    و ـ الارتجاف والارتعاش اللاإرادي 0
    3ـ أعراض انفعالية داخلية (مشاعر نفسية داخلية) وتشمل ما يلي :
    أ ـ الشعوروالتركيز على النفس 0
    ب ـ الشعور بالإحراج 0
    ج ـ الشعور بعدم الأمان 0
    د ـ محاولة البقاء بعيدا عن الأضواء 0
    هـ الشعور بالنقص 0
    وحسب رأي علماء الصحة النفسية فإن المصابين بالخجل الشديد لديهم حساسية مبالغ بها باتجاه النفس وما يحدث لها بحيث يكون محور الاهتمام والتركيز لديهم هو مدى تأثيرهم على الآخرين وكذلك نظرة الآخرين لهم، وبالتالي وبهذا التركيز على النفس الداخلية ومشاعرالنقص والارتباك الذي يحدث لهم بحضور الآخرين أو عند التعامل مع الآخرين، فإن المصابين بالخجل الشديد يفقدون القدرة على الاهتمام والتركيز على الآخرين والشعور بمشاعر الآخرين، وبالتالي يزداد العزل الاجتماعي الذي يعاني منه الفرد المصاب بمرض الخجل الشديد 0
    علاج الخجل الشديد:
    الخجل الشديد حاليا مشكلة اجتماعية منتشرة بشكل واسع، وبالتالي فإن علماء الاجتماع ركزوا جهودهم على إيجاد وسائل وطرق معالجة هذه الظاهرة المرضية، وهناك عيادات متخصصة تعالج مشاكل الخجل الشديد باستخدام الطرق التالية :
    1ـ تعليم وتدريب الأفراد المرضى على اكتساب المهارات الاجتماعية الفردية للاتصال والتفاعل مع الآخرين 0
    2ـ تعليم أنماط التفكيرالسليم والمنطقي في التعامل مع الآخرين 0
    3ـ تعليم وتدريب الفرد على زيادة ثقة المريض بنفسه وقدراته وبأهميته كفرد في المجتمع 0
    4ـ مواجهة وإزالة أسباب الخجل من خلال تعريض المريض تدريجيا لخبرات اجتماعية إيجابية، إحدى هذه الطرق هي ما تسمى بالتمثيل أو تقمص الأدوار والمواقف، بحيث يقوم المريض بالتظاهر بتمثيل دور إيجابي في مواقف تسبب الإحراج للمريض مثل التظاهر بالاتصال مع الآخرين وبدء حديث معهم وبمرور الوقت يتحول التظاهر والتمثيل إلى سلوك في الحياة الواقعية العادية 0
    تدريبه على تولي زمام المبادرة في مساعدة نفسه على التخلص من الخجل من خلال الإقدام على أداء شيء معين.. إما يحب أن يقوم به أو من الضروري القيام به ولكنه لا يفعله لأنه خجول0
    ويقدم علماء الصحة النفسية والاجتماع النصائح التالية لمرضى الخجل الشديد:
    1ـ اكتب على الورقة ماذا تنوي القيام به وأسباب ترددك في القيام به ثمقيم نفسك من خلال تسجيل عدد المرات التي قمت فيها بالفعل بتنفيذ ما نويت وعزمت على أدائه، وماذا حدث لك بعد أن نفذت ما نويت 0
    2ـ اعمل فورا على تنميه مهاراتك الاجتماعية 0
    3ـ احمرار وتورد الوجه 0
    حسب رأي زيمباردو، تنمية المهارات الاجتماعية الخاصة بالاتصال والتفاعل مع الآخرين ضرورة ملحة في علاج الخجل الشديد. والنصائح التالية في حالة اتباعها ستكون بداية الطريق في تنمية المهاراتالاجتماعية:
    4ـ كن البادئ في الحديث مع الآخرين ومن أفضل وسائل افتتاح الحديث هو الثناء أو إبداء الإعجاب بصفة أو شيء معين في الآخرين 0
    5ـ ألقِِ التحية يوميا على خمسة أشخاص غرباء على الأقل ولا تصرفهم ولا تنس أن تكون مبتسما عندما تلقي التحية 0
    6ـ اخرج للسوق واسأل عن أماكن أو محلات معينة حتى ولو كنت تعرف مكانها وكيفية الوصول إليها، المهم أن تبادر الآخرين بالحديث ولا تنس أن تشكر من سألتهم على لطفهم وأدبهم عندما أرشدوك للعنوان المطلوب 0
    نصائح عامة في علاج الخجل الشديد:
    البروفيسور فيليب زيمباردو، هو أحد خبراء علم النفس والذي يعرف باهتمامه بموضوع ظاهرة الخجل الاجتماعي باعتباره رائد أبحاث ودراسات الخجل في الولايات المتحدة وبالتحديد في جامعة ستانفورد 0
    وحسب رأي زيمباردو مؤلف كتاب الخجل، فإن الخجل عندما يكون مناسبا للموقف يعتبر ميزة وصفة إيجابية ويعكس مواصفات الأدب والتهذيب والخلق الكريم إضافة لمواصفات الذوق والكياسة والتواضع واللطف،وبالتأكيد جميع هذه المواصفات تعتبر إيجابية 0
    على أي حال، الخجل السلبي كما يسميه المؤلف، هو الخلل الذي يحدث في السلوك الاجتماعي للفرد لأنه خجل غير مبرر وله عواقب نفسية سيئة على الفرد من ضمنها تدهور الصحة النفسية0
    ويواصل زيمباردوتقديم نصائحه للمصابين بالخجل الشديد:
    1ـ حاول أن تكتب رسالة إلى نفسك عندما تكون لديك مشاعر داخلية حول موضوع معين وتريد التعبير عنها، وإذا لم تكن راغبا في الكتابة لا بأس من استخدام آلة تسجيل واستمع للشريط أو اقرأ الرسالة بعد الانتهاء من التسجيل أو الكتابة 0
    2ـ حاول أن تكسب الثقة بنفسك وبقدراتك من خلال كتابة نقاط ضعفك كما تراها في عمود خاص واكتب مقابل كل نقطة ضعف الصفة أو المضادة لنقطة ضعفك مثال:
    لا أثق بالآخرين ــــــــــــــــــ أثق بنفسي 0
    الآخرون يكرهونني ــــــــــــــــــ أنا محبوب من الآخرين 0
    الحياء من الإيمان ــــــــــــــــــــ يد الله مع الجماعة 0
    3ـ بعد كتابة المشاعر المتعارضة ،حاول أن تفكر بنفسك وبسلوكك على أنك تتمتع بالمواصفات والمبادئ الصحية (جهة اليسار)0
    4ـ حاول أن تتخيل مواقف سوف تسبب لك القلق والارتباك والإحراج لأنك خجول،وحاول بالمقابل أن تفكر بما كنت ستفعله لو لم تكن خجولا واستمر يوميا على نفس المنوال ولمدة أسبوع وبعدها إذا واجهت على أرض الواقع موقفا طبق ما فكرت به0
    ضع نفسك في الطابور، سواء في مواقف الباصات أو السوبر ماركت أو مطعم الحمص والفلافل أو الدوائر الحكومية 0
    لا تنس أن تأخذ مكانك آخر الطابور وابدأ الحديث مع الذي أمامك أو خلفك بسؤال مناسب لموقف الطابور ومن ذلك السؤال اتبع شعار الحديث ذو شجون0
    6ـ الخجل من الجنس الآخر طبيعي ولكن غير ضروري وكلا الجنسين يرغب بالحديث مع الآخر وكل ما هو مطلوب هو الشجاعة في المبادرة بالحديث، وأسلوب المبادرة يعتمد على الموقف الاجتماعي، فعلى مستوى الجامعة مثلا.. السؤال عن محاضرة أو كتاب معين يكون مناسبا، بينما السؤال عن تقرير أو حتى عن الوقت يكون مناسبا في أماكن العمل 0
    7ـ احمل معك كتابا أو شيئا ملفتا للانتباه يثير فضول الكثيرين، وكن جاهزا للردعلى الاستفسارات أو ملاحظات الآخرين 0
    مثل :
    1ـ أساليب التنشئة الاجتماعية القائمة على الحماية الزائدة التي تحرم الطفل من مواجهة المواقف المختلفة 0
    تعريض الفرد إلى مواقف النقد والسخرية من الآباء أو الأصدقاء 0
    3ـ تقليدالنماذج الوالدية, ذلك أن الأطفال يتعلمون السلوك الخجول من والديهم إذا كانوا كذلك0
    4ـ الإعاقات والعيوب الجسمية فهي تجعل الفرد أكثر حساسية تجاه المواقف الاجتماعية 0
    5ـ تعزيز هذا السلوك؛ ذلك أن الآباء أحيانا يرددون أن هؤلاء الأفراد أو الأطفال مؤدبون وغير مشاغبين مما يعزز هذا السلوك لديهم 0
    وهناك عددمن الأساليب الإرشادية للتخلص من مشكلة الخجل ، وهي :
    أ ـ التدريب على السلوك التوكيدي وتنمية الثقة بالنفس، حيث يتعلم الفرد مواجهة الموقف دون قلق وخوف 0
    بـ التحصين التدريجي ضد الخجل ، وذلك بتعريض الأشخاص الخجولين بصورة متدرجة لمواقف الخجل ، حتى يتمكنوا من كف القلق الناتج عن المواقف الاجتماعية المثيرة للخجل 0
    ج ـ التحدث الإيجابي مع الذات: ذلك أن اقتناع الفرد بأنه خجول يدعم هذا الخجل عنده 0 لذلك لابد أن يتحدث الفرد إلى نفسه ويجري حواراً معها: لماذا يخجل؟ ويتحدث بجمل إيجابية مثل : ( سوف أتحدث للآخرين حتى لو لم يعجبهم حديثي ) 0
    د ـ النمذجة: ذلك بعرض أفلام تمثل مواقف يرى الأفراد خلالها أفراداً يتصرفون بجرأة أمام الآخرين 0
    هـ ـ العلاج العقلي المعرفي:
    الذي يـدور حول تعديل بعض الأفكـارالخاطئة، ومنها:
    1ـ أن الفشل في إتمام مهمة معينة لا يعني أنها نهاية المطاف،فكل فرد معرض للفشل 0 ومما يجب عمله هو مواجهة هذا الفشل .
    2ـ الاقتناع بأن كل فرد يملك (بإذن الله) القدرة والطاقة لإثبات وجوده وتحقيق ذاته، والتفاعل بفعالية مع الآخرين في المواقف المختلفة 0
    كيف تنمين مواهبك ، في رسالة قادمة إن شاء الله 0
    دمت بصحة وعافية 0
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف الله مهدي ; 28 -01- 2010 الساعة 11:49 PM

  8. #268
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أمــير الذوق
    تاريخ التسجيل
    09 2006
    الدولة
    بستان قلبها
    المشاركات
    1,713

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اسعد الله صباح دكتور والله يعطيك الصحة والعافية


    بالتأكـيد نحتاج إستشاراتكـ ونصحكـ وتوجيهكـ إينما حللنا


    هذه المره يادكتور بودي لو تبين لي ولمن يقرأ هنا

    كيف لنا أن نواصل الإصرار وعدم التهاون عندما نسير بطرق يشوبها بعض العقبات؟
    وكيف لنا أن ننظر بنظرة إيجابية لكـ مالا يتوافق مع رغباتنا؟!

  9. #269
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا


    أهلا وسهلا بك يا أمير الذوق ، وعساك بخير
    عندما يعرف الإنسان نفسه معرفة تامة ، ويتعامل معها معاملة راقية ، فسيجني ثمرة ذلك 00
    الوعي الذاتي سأقدمه هنا ، لي ولك ولكل من مر من هنا 00
    كيف يتكون الوعي الذاتي لدى الإنسان؟


    الوعي الذاتي من المكتسبات التي يكتسبها الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة ، والطفل يتكون لديه هذا الوعي خلال عملية التنشئة عن طريق تقمصه لقيم والديه ، ولأوامرهما ونواهيهما ، وأفكارهما عن الصواب والخطأ ، وعن الخير والشر والحق والباطل ، وعن العدل والظلم ، وتتبلور في نفسه هذه القيم على شكل سلطة داخلية تقوم مقام الوالدين – حتى في غيابهما – فيما يقومان به من نقد وتوجيه وإثابة وعقاب .
    وبعد مرحلة الطفولة المبكرة تتداخل أيدي أخرى لتسهم في تشكيل الوعي الذاتي للفرد تكون بمثابة المصادر التي تبني الوعي الذاتي في داخل وجدان كلاً منا .
    نفهم مما سبق أن :
    الوعي الذاتي متغيراً وليس ثابتاً ، فهو ينمو بنمو خبرات الإنسان ، ويتغير بتغيير توجهاته ، ويتأثر إيجاباً بالتعزيز وبالمحيط الجيد ، وسلباً بوجود المؤثرات السلبية التي قد تكون عامل ضاغط على الإنسان .
    ونستطيع أن نميز بين نوعين من التغير الذي يطرأ على معايير الوعي الذاتي
    النوع الأول ــ التغير الإيجابي : وهو أن يكون هذا التغيير جيداً ، لا يمس بالثوابت لدى الفرد وخاصة الفرد المسلم ( فالكافر حينما يغير ثابت من ثوابت وعيه ويعتنق الإسلام فهذا تغير إيجابي ) ، وإن يكون هذا التغير له ما يفسره وما يبرره سواء تبريراً عقائدياً أو علمياً أو ناتجاً بعد قناعة تامة ، أو بعد تجربة وخبرة إنسانية مر بها تبرهن على عدم جودة ذلك المعيار الذي طرأ عليه التغير .
    النوع الثاني ــ التغير السلبي : والتغير السلبي هو أن يكون هذا التغير ذوبان لشخصية الفرد ، فقد نجده في فترة صغيرة من حياته ، وفي ظل ظروف معينة يلفظ كل المبادئ التي كان ينادي بها ، وينتقد أكثر الأفكار التي كان يدافع عنها . وغالباً ما يكون هذا التغيير شاملاً ، ومشكلاً وبانياً لشخصية جديدة قد لا تربط بينها وبين الشخصية المتهدمة إلا قليل من الشبة 0
    مفهوم الوعي الذاتي :
    الوعي الذاتي : هو قدرة الفرد على تكوين معايير من المعتقد الذي يعتنقه ، ومن جملة المبادئ الأخلاقية التي يؤمن بها ، ومن مجموع قيم المجتمع الذي ينتمي إليه، وذلك لتحكيم الاتجاهات التي ينتهجها والسلوكيات التي يقوم بها 0
    إذاً:
    عندما نستعين بالوعي الذاتي تكون تلك الاستعانة لا شعورية ، حيث أنه يكون كالمخزون لدى الفرد، وعندما يرغب بتحكم فكر معين أو تقييم سلوك معين ، فأنه يقوم أولاً بإدراك وتمييز هذا الفكر بكل أبعاده ، أو ذاك السلوك بكل إيجابيته وسلبياته، ومن ثم تأتي مرحلة التقييم والاختيار تقيم الفكر والسلوك ثم القرار بتبني هذا الفكر والتوجه أو رفضه أو الإقدام على القيام بذلك السلوك أو رفضه.
    أنواع الوعي الذاتي :
    1ـ الوعي الديني
    2ـ الوعي الاجتماعي
    3ـ الوعي التربوي
    4ـ الوعي النفسي
    5ـ الوعي الفكري
    6ـ الوعي الصحي
    أهداف الوعي الذاتي في حياة الفرد : الهدف الأساسي من الوعي الذاتي حماية الفرد من الانزلاق في المؤثرات السلبية التي تضر به وتحصينه أخلاقياً وسلوكياً وذلك من خلال الارتقاء بمستوى الفكر الواعي ( الذي يفرق بين الخطأ والصواب ) وذلك بتطبيق درجة الإحسان : " اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فأنه يراك " ، لتحقيق الصحة النفسية للفرد وفق تعاليم الدين الإسلامي 0
    ويمكن تفصيل أهداف الوعي الذاتي بما يأتي :
    1ـ الوعي الذاتي الجيد يمثل المستشار الذي لا يخطئ عند التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، وذلك في حال إن ابتعد الإنسان عن الحيل اللاشعورية التي قد تشوش على مصداقية أحكامه 0
    2ـ زيادة الوعي الذاتي يُعطي الإنسان رسائل تنبيه وتحذير ضد كل ما يخالف مبادئه ومعتقداته وأفكاره 0
    3ـ الوعي الذاتي يعين الفرد المسلم على الثبات أمام التيارات الوافدة التي تهدف إلى زعزعة ثقة الأمة بأحكام شرعها وإثارة الشبهات المختلفة 0
    4ـ الوعي الذاتي يمنح الفرد خطوطاً للرجعة عن كل ما يقع فيه الإنسان ، فإدراكه لسوء الوضع الذي وصل إليه يعينه على وضع خط رجعة عن ما هو عليه 0
    5ـ عندما يتمتع الفرد بالوعي الذاتي الجيد يتمكن من التفاعل مع مشكلاته الحياتية بشكل إيجابي ، قد تمكنه من تخطي العوائق التي أمامه وأن يجعلها نقاط انطلاق جديدة 0
    6ـ الوعي الذاتي دعامة هامة للاستقرار النفسي الذي ننشده جميعاً 0
    7ـ يسهم الوعي الذاتي في رسم وصقل الشخصية الجيدة للإنسان ، الجيدة بالمنظور الديني والاجتماعي والذاتي (صورة الإنسان لدى نفسه) 0
    8ـ الوعي الذاتي يعين على اكتشاف النفس من خلال تقييم المبادئ والقيم التي تؤمن بها 0
    9ـ الوعي الذاتي الجيد يرسل أشارات واضحة على طريق القيام بأمر الله تعالى وعلى طريق إصلاح النفس 0
    10ـ إن زيادة الوعي الذاتي تتطلب أن نطور حساسيتنا تجاه سلوكنا اليومي لنعرف ما فيه من عمل يدعو إلى الحمد والاعتزاز، وما فيه من عمل يتطلب المراجعة والتوبة والإصلاح 0
    11ـ عندما يتمتع أفراد أمة بالوعي الذاتي الجيد المحتكم لثوابت تلك الأمة ، فإن هذا الوعي ينعكس إيجاباً على قوة الأمة ،وعلى مدى اعتزازها بثوابتها وقدراتها ، واستقرارها اجتماعياً وأمنياً وأخلاقياً 0



    مصادر بناء الوعي الذاتي :
    مصادر دينية : تتمثل في مصادر الشريعة الإسلامية وهي القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة السلف الصالح وإجماع الأمة 0
    مصادر اجتماعية : تتمثل في الأسرة والمدرسة والأصدقاء والحي والمجتمع في قيمه وعاداته ونظمه وقوانينه ومؤسساته الاجتماعية والحكومية 0
    مصادر إعلامية : وتتمثل في وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة ، نحن اليوم في عصر الإعلام المفتوح ، وأصبحنا نعيش مفهوم ( العالم أصبح قرية صغيرة ) 0
    الفرد نفسه : يعتبر الفرد بما حباه الله من فطرة سليمة وعقلاً قادر على الوعي والتفكير والتقرير ، مصدر مهم من مصادر الوعي الذاتي إذا فعّل إمكاناته وطاقاته وخبراته السابقة وخرائطه الذهنية ومستويات التفكير والإدراك والقدرة على التحليل والاستنباط واتخاذ القرار بقبول الشيء أو رفضه أو التراجع عنه 0
    العلاقة بين الوعي الذاتي وتقدير الذات :
    إن المرء إذا فهم ذاته ووعي إمكاناته وقدراته وفرق بين ما يستطيع إنجازه وما يريد ، فإن له أن يقيّم تلك الذات إما بطريقة إيجابية أو سلبية ومدى إيمانه بها وبأهليتها وقدرتها واستحقاقها للحياة الكريمة ، وهذا ما نطلق عليه مصطلح تقدير الذات . والأشخاص الذين لديهم وعي وتقدير إيجابي لذواتهم يكونون في الغالب أكثر ثقة وتفاؤلاً وأسعد حالاً وأفضل صحة وأكثر إنتاجية وأقدر على مواجهة المشكلات من غيرهم ، بعد إرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته 0
    وهنا نقول : إن أفكارك عن ذاتك هي التي تشكل صورة ذاتك , وصورة ذاتك هي التي تحدد مستوى وعيك وتقديرك لها 0
    معايير ومحكات الوعي الذاتي :
    يقصد بمعايير الوعي الذاتي هي تلك المحكات التي تبين جودة وعينا الذاتي والمعايير التي نحتكم إليها عندما تختلط علينا الأمور ، أو لنحكم على أمر ما بأنه جيد أو سيء ، وعلى حسب نتيجة هذا التحكيم نُقدم أو نُحجم عن تقبل الفكر الجديد أو العمل الذي ننوي القيام به 0
    إذاً:
    هذا الاحتكام هو الثمرة الأولى والأهم لوعينا الذاتي ، وهذه المعايير غير ثابتة فهي تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ، ومن مرحلة عمرية إلى أخرى ، ولكنها رغم عدم ثباتها إلا أن لكل إنسان معايير – قد تكون جيدة وقد تكون غير جيدة – يحتكم إليها ، ويجعل لها الفيصل في كثير من أموره 0
    معايير ومحكات الوعي الذاتي :
    1) المعيار الديني
    2) المعيار التربوي
    3) المعيار الاجتماعي
    4) المعيار الذاتي النفسي
    5) المعيار الاقتصادي
    6) المعيار البيئي
    7) المعيار الوطني
    8) المعيار الصحي
    9) المعيار العقلي الموضوعي


    لماذا نخطئ رغم أننا نتمتع بوعي ذاتي جيد ؟
    هل لديك إجابة على هذا السؤال ؟
    أغلبية الناس لديهم وعياً ذاتياً جيداً 00 ولكنهم يخطئون فلماذا؟
    ولأوضح لك المقصود أكثر 00
    * المدخن يعي أن التدخين مضر بالصحة ولكنه يدخن !
    * المختلس عندما يتلاعب بالأموال يعرف أن في حال انكشاف أمره سيدفع ثمناً باهضاً لذلك ( وظيفته وسمعته ) ولكنه هذا لا يثنيه عن الاختلاس !
    * الفتاة التي تقيم علاقة مع شاب تعرف مسبقاً خطر إقامة هذه العلاقة عليها اجتماعياً ورغم ذلك تستمر في علاقتها !
    * الشاب الذي يدخل عالم المخدرات في الأغلب يكون لديه معلومات عن مخاطر إدمانها ولكن هذا لا يمنعه من تجربتها وإدمانها !!
    الشخص العظيم بحق هو الذي يغوص في أعماق ذاته بحثا عن الإجابات ، و لا يقاس الوعي الذاتي بكم المعلومات أو الخبرات التي لدى الفرد ، إنما يقاس بمدى القدرة على الاستفادة من تلك الخبرات والمعلومات عند الإقدام على فعلاً معين ، قال تعالى في سورة العنكبوت:


    {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2
    {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }العنكبوت3




    فالفيصل في الحكم على جودة وعينا الذاتي هو الاختيار الجيد والعمل الجيد عندما تتاح لنا الفرصة لارتكاب أخطاء لا ترتضيها معايير وعينا الذاتي
    (العقيدة – المعلومات – الخبرات – المبادئ – الأفكار) .
    في حال تمتعنا بالشفافية والمصداقية مع الذات سيتعرف كل منا على أخطاء ارتكبها وقد تكون هذا الأخطاء كبيرة لدرجة الخطايا ، وفي الأغلب نكون أقدمنا عليها ونحن نملك في ذواتنا مخزوناً من الوعي يرفض القيام بها ، ولكننا رغم رسائل التنبيه التي تصلنا من وعينا الذاتي نواصل ارتكاب هذه الأخطاء 0
    لتفسير ذلك لابد أن ننظر للأمر من زاويتين مهمتين وهما زاويتين متقابلتين وليستا متناقضتين لنكون أكثر وعياً بأنفسنا ، هاتين النظرتين من جانب ديني وآخر نفسي0
    أولاً ــ التفسير الديني لخطأ الإنسان رغم وعيه :
    1ـ وسوسة الشيطان الذي يجري من الإنسان مجرى الدم 0
    يقول الشاعر :
    إني ابتليت بأربع ما سلطت ***** عليّ إلا لعظم بليتي وشقائي
    إبليس والدنيا ونفسي والهوى ***** كيف الخلاص وكلها أعدائي
    2ـ ضعف مراقبة الله واستشعارها في الخلوات 0
    {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }الملك12
    3ـ ضعف الإيمان بالله ، حتى ولو ادعينا بأننا نملك إيمانا حقيقياً به وبيوم الحساب ، فمن يؤمن بالله إيماناً حقيقياً سيمنعه هذا الإيمان من الوقوع في الأخطاء التي حرمها ونهى عنها الشارع الحكيم 0
    {قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأنعام15
    4ـ الابتعاد عن أداء العبادات بروحانية واستشعار حكمتها عند أدائها 0
    ثانياً ــ التفسير النفسي لخطأ الإنسان رغم وعيه :
    الحيل النفسية أو الدفاعات النفسية التي يلجأ الإنسان إليها إذا لم يوفق في حل مشاكله ، أو للتقليل من الصراعات في داخله بين ما يريده وبين ما يمليه عليه وعيه الذاتي ، وأيضا لحماية ذاته من التهديد ، أو لعدم إرضاء دوافعه بطريقة سوية واقعية لأسباب كثيرة كأن تكون المشكلة فوق احتماله أو تكون نتيجة دوافع لاشعورية لا يعرف مصدرها, أو تكون ناتجة عن ضعف أو قصور في تكوينه النفسي 0
    وهذه الحيل تحقق للفرد التخلص من القلق و التوتر الناتج من عدم حل هذه المشكلة , ولكنها تصبح ضارة و خطرة عندما تعمي الفرد عن رؤية عيوبه و مشاكله الحقيقية و لا تعينه على مواجهة المشكلة بصورة واقعية و من الحيل التي قد تلعب دوراً في تغييب الوعي الذاتي وتفسر وقوع الإنسان في الخطأ:


    وقد يكون للعوامل الاجتماعية من تنشئة خاطئة وتقليد أعمى أو ضغوط اجتماعية دور في حدوث الخطأ .
    كما أن ذلك يحدث نتيجة آليات التفكير المعوج وغير السليم كأساليب التعميم الخاطئ أو التسرع في اتخاذ القرارات أو تبني افتراضات مسبقة أو جمود فكري وعدم التمتع بالمرونة الفكرية ..
    · أشكال آليات الدفاع الأولية أو حيل الدفاع النفسي :
    تتعدد حيل الدفاع النفسي إلى أقسام وهي :
    1ـ حيل الدفاع الانسحابية أو ( الهروبية ) مثل : الانسحاب ، والنكوص ، والتفكيك ، والتخيل والتبرير والإنكار ، والإلغاء ، والسلبية 0
    2ـ حيل الدفاع العدوانية أو ( الهجومية ) مثل : العدوان ، والإسقاط ، والاحتواء 0
    3ـ حيل الدفاع الإبدالية مثل : الإبدال ، والإزاحة ، والتحويل ، والإعلاء ، والتعويض ، والتقمص ، وتكوين رد الفعل ، والتعميم ، والرمزية ، والتقدير المثالي 0
    وهناك تقسيم آخر لحيل الدفاع النفسي وهو :
    1ـ حيل الدفاع السوية وهي : غير عنيفة وتساعد الفرد في حل أزمته النفسية وتحقيق توافقه النفسي ، مثل : الإعلاء ، والتعويض ، والتقمص ، والإبدال 0
    2ـ حيل الدفاع غير السوية وهي : عنيفة ويلجأ إليها الفرد عندما تخفق حيله الدفاعية السوية فيظهر سلوكه مرضيا ، مثل : الإسقاط ، والنكوص ، والعدوان ، والتحويل ، والتفكيك ، والسلبية 0
    وفيما يلي حيل أو آليات الدفاع الأولية :
    القمع أو الكظم ـ الكبت ـ الاجتياف ـ التماهي أو التوحد ( التقمص ) ـ الإسقاط ـ الإبدال أو النقل ( التحويل ) ـ النكوص ـ التبرير ـ الإعلاء والتصعيد أو التسامي ـ التعويض ـ السلبية أو الخلفة ـ النكران ـ أحلام اليقظة ـ الانسحاب ـ تكوين رد الفعل أو الرد المعاكس ـ التثبيت ـ التفكيك ( العزل ) ـ النسيان ـ الإلغاء ( الإبطال ) ـ التعميم 0
    المؤثرات السلبية :
    هناك العديد من المؤثرات السلبية التي تلعب دوراً مهما في حياة بعض الأفراد والتأثير على بناء الشخصية ، ( نفسيا , انفعاليا , اجتماعيا , تربويا , صحيا , مهنيا , سلوكيا) 0
    ماذا نعني بالمؤثر السلبي ؟؟
    تعريف المؤثر السلبي :
    1ـ المؤثر السلبي هو كل عامل ذاتي أو بيئي يؤثر سلباً على تطور الفرد فكرياً ، أو استقراره نفسياً أو اجتماعياً أو صحياً أو اقتصادياً 0
    2ـ وفي تعريف آخر هي كل ما يتأثر به الفرد مما يسمع ويرى من الأمور المنافية للشرع أو الأخلاق داخل المحيط الذي يتفاعل معه ( البيت , المسجد , الشارع , المدرسة , أجهزة الإعلام , أجهزة الاتصال 00الخ ) 0
    إذاً
    إن عمق تأثير تلك المؤثرات السلبية على الفرد تختلف في حدتها وعمقها على حسب عدة عوامل ومنها :
    * عمر الإنسان ونضجه العقلي 0
    * وعي الإنسان الذاتي 0
    *المدة الزمنية التي يخضع الإنسان فيها لذلك المؤثر 0
    * القدرات والطاقات النفسية التي يمتلكها الفرد 0
    أنواع المؤثرات السلبيــة :
    1ـ المؤثرات الاجتماعية
    2ـ المؤثرات النفسية
    3ـ المؤثرات الفكرية
    4ـ المؤثرات الصحية
    5ـ المؤثرات السلوكية
    6ـ المؤثرات العامة
    استراتيجيات مواجهة المؤثرات السلبية :
    مدخــل
    1ـ لكل مؤثر استراتيجية تناسبه على حسب طبيعته ، وكذلك مدى وعي الفرد به ومناسبة سنه 0
    2ـ ويمكن تطبيق الاستراتيجيات على ثلاث مستويات للفرد:
    3ـ على مستوى النفس: مثل الإرشاد العقلاني الانفعالي وأساليب ضبط النفس ومهارة تقدير الذات ومهارة اتخاذ القرار وغيرها 0
    4ـ على مستوى الفكر: عن طريق مهارات التفكير الناقد 0
    5ـ على مستوى القيم: من خلال غرس بعض القيم الجيدة في شخصيته ورفع مستوى ثقته بنفسه 0
    الإرشاد العقلي الانفعالي :
    تؤكد هذه النظرية : على العلاقة بين الأفكار التي يملكها الفرد وسلوكه ؛ فإذا كانت هذه الأفكار غير منطقية فإن السلوك يصبح غير سوي ، وتحتاج تلك الأفكار إلى تعديل كي يستقيم السلوك ، وفي ضوء الأفكار ينقسم الأفراد إلى قسمين منطقيون وغير منطقيون بسبب الأفكار لديهم .
    مفاهيم مغلوطة عند الإنسان غير المنطقي
    إن معظم المشكلات التي يقع فيها الناس هي نتاج لأفكارهم اللاعقلانية والتي تعودوا عليها وتشربوها خلال تنشئتهم الاجتماعية ومن واقع الثقافة التي يعيشون فيها وقد حُددت بعض الأفكار التي يعتقد أنها تؤدي إلى انتشار المشكلات النفسية :
    إن تصحيح المفاهيم الخاطئة السابقة يسهم بإذن الله في الحد من نظرة الفرد السيئة لنفسه واكتساب نظرة واقعية نحو الذات والحياة 00
    ومن ذلك ما يلي :
    • زيادة الاهتمام بالنفس 0
    • زيادة الاهتمام بالمجتمع 0
    • الاعتماد على النفس وتوجبيها 0
    • التسامح 0
    • المرونة 0
    • تقبل مستوى مقبول من النظام. (الأمور لا تسير 100% والمواقف تتطلب أن يكون هناك خطأ ) 0
    • الالتزام (بالقيم والعادات والتقاليد 00 ) 0
    • التفكير المنطقي العلمي (حلل الموقف منطقياً دون مبالغة) 0
    • تقبل النفس وتحمل المخاطر (النفس على علاتها) 0
    من الطرق السلبية في التفكير
    • قراءة الأفكار .
    • التكهن .
    • تصوير الأمور في شكل كارثي .
    • الوسم
    • التحقير من شأن الجوانب الإيجابية ، والتركيز على إبراز الجوانب السلبية .
    • الإفراط في التعميم .
    • التفكير بأسلوب إما كل شيء أو لا شيء .
    • الواجب عمله.
    • الإلقاء باللائمة على الذات ، أو على الآخرين.
    • عقد مقارنات مجحفة وفي غير مكانها .
    • توجيه الندم
    • الاستدلال العاطفي
    • العجز عن الدحض
    • التركيز على إطلاق الأحكام
    التفكير الناقد :
    مدخل
    التفكير الناقد من أهم المهارات التي يستخدمها الفرد للحكم على الأشياء بقبولها او رفضها ، وإذا استطاع المتدرب أن يكتسبها فإنه بذلك قد حقق إستراتيجية متميزة تغني عن كثير من الاستراتيجيات الأخرى لأنه سيبني آليات جديدة لم يتعود عليها مسبقاً بحيث تعمل دور الوقاية والنماء والعلاج بنفس الوقت .
    أنماط التفكير : يمكن تصنيف التفكير من حيث فاعليته إلى نمطين :
    1ـ التفكير الفعّال : ويتطلب نمط التفكير الفعال استخدام مهارات التفكير المتنوعة وإستراتيجياتها المختلفة بدرجة عالية من الكفاءة ، كما ينبغي على الفرد الذي يطبق هذا النمط من التفكير الاتصاف بمجموعة من الخصائص الشخصية والفكرية الآتية :
    • الرغبة في تحديد المشكلة بكل دقة ووضوح .
    • استخدام مصادر موثوقة من البيانات والمعلومات .
    • البحث عن بدائل وفحصها باهتمام بالغ .
    • البحث عن الأسباب ذات العلاقة وعرضها للمناقشة .
    • الانفتاح على الأفكار والآراء الجديدة .
    • إصدار الأحكام المناسبة واتخاذ القرارات الملائمة في ضوء الأهداف المرسومة وليس في ضوء الرغبات الشخصية أو العواطف المتقلبة .
    • الالتزام بالموضوعية منهجاً للبحث والنقاش .
    • الاجتهاد والمثابرة في العمل على حل المشكلات وإثارة التفكير باستمرار .
    • التشكيك في الأمور والمعلومات من أجل الوصول إلى الأفضل منها .
    • تأجيل إصدار القرارات عند الافتقار إلى الأدلة الكافية .


    2ـ التفكير غير الفعّال : وهو ذلك النمط من التفكير الذي لا يتبع منهجية واضحة أو دقيقة ، ويقوم على مغالطات أو افتراضات باطلة أو متناقضة ، أو ادعاءات وحجج غير متصلة بالموضوع ، أو إعطاء تعميمات وأحكام متسرعة ، أو ترك الأمور للزمن أو للحوادث كي تعالجها .
    أنماط السلوك التي يتبعها الأفراد الذين لا يلتزمون بالتفكير الفعال فتتمثل في الآتي: اللجوء إلى القوة والهجوم الشخصي أو الجماعي بهدف القضاء على الأفكار أو الآراء المطروحة .
    • التردد في اتخاذ القرارات المناسبة في ضوء الأدلة المتوفرة .
    • التضليل وإساءة استخدام الدعابة البريئة ، والهادفة ، لتوجيه النقاش بعيداً عن الموضوع الرئيسي .
    • إساءة استخدام اللغة بقصد أو بغير قصد ، من أجل الابتعاد عن صلب الموضوع أو الوصف المجانب للصواب .
    • اللجوء إلى حسم المواقف بطريقة مزاجية أو عن طريق الصواب أو الخطأ ، أو عن طريق الاعتقاد بما يُسمى بالأبيض والأسود فقط ، رغم إمكانية وجود خيارات عديدة .
    • طرح فرضيات مخالفة للواقع ، أو الاستناد إلى فرضيات مغلوطة أو مبالغ فيها لرفض فكرة معينة .
    • الاستهتار بالمشكلات المعقدة والنظر إليها نظرة بسيطة لا تتناسب مع صعوبتها .
    • الاعتماد على الأمثال أو الأقوال المعروفة في إصدار القرارات والحكم على الأمور مهما اختلفت خصوصيات المشكلات المعروضة للنقاش .
    مفهوم التفكير الناقد : ورد الفعل " نقد " في ( لسان العرب ) بمعنى ميز الدراهم وأخرج الزيف منها ، كما ورد تعبير " نقد الشعر ونقد النثر " في ( المعجم الوسيط ) بمعنى أظهر ما فيهما من عيب أو حسن . والناقد الفني كاتب عمله تمييز العمل الفني : جيده من رديئه ، وصحيحه من زيفه .
    إذاَ:
    • ماذا نعني عندما نقول بأن فلاناً يفكر تفكيراً ناقداً ؟ للإجابة عن هذا السؤال ولإعطاء فكرة مبسطة ، نورد تالياً قائمة في بعض الخصائص والسلوكيات البارزة التي أوردها باحثون متخصصون في وصف الشخص الذي يفكر تفكيراً ناقداً واستكمل الباقي من وجهة نظرك ومساعدة مدربك .
    خصائص المفكر الناقد :
    • منفتح على الأفكار الجديدة .
    • لا يجادل في أمر عندما لا يعرف شيئاً عنه .
    • يعرف متى يحتاج إلى معلومات أكثر حول شيء ما .
    • يعرف الفرق بين نتيجة " ربما تكون صحيحة " ونتيجة " لا بد أن تكون صحيحة " .
    • يعرف بأن لدى الناس أفكاراً مختلفة حول معاني المفردات .
    • يحاول تجنب الأخطاء الشائعة في استدلاله للأمور .
    • يتساءل عن أي شيء يبدو غير معقول أو غير مفهوم له .
    • يحاول فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي .
    • يحاول بناء مفرداته اللغوية بحيث يكون قادراً على فهم ما يقوله الآخرون ، وعلى نقل أفكاره بوضوح.
    • يتخذ موقفاً أو يتخلى عن موقف عند توافر أدلة وأسباب كافية لذلك .
    • يأخذ جميع جوانب الموقف بنفس القدر من الأهمية .
    • يبحث عن الأسباب والبدائل .
    • يتعامل مع مكونات الموقف المعقد بطريقة منظمة .
    • يستخدم مصادر علمية موثوقة ويشير إليها .
    • يبقى على صلة بالنقطة الأساسية أو جوهر الموضوع .
    • يعرّف المشكلة بوضوح .
    معايير التفكير الناقد : يقصد بمعايير التفكير الناقد تلك المواصفات العامة المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير ، والتي تتخذ أساساً في الحكم على نوعية التفكير الذي يمارسه الفرد في معالجته للمشكلة أو الموضوع المطروح . ومن أبرز هذا المعايير ما أورده الباحثان " أيلدر وبول " ، ونعرضه في ما يلي :
    معايير التفكير الناقد :
    1ـ الوضوح
    2ـ الصحة
    3ـ الدقــة
    4ـ الربــــط
    5ـ العمق
    6ـ الاتساع
    7ـ المنطق
    القيّم :
    مدخل : تحتل القيم مكانتها لدى الفرد حسب حاجته إليها واهتمامه بها .. فيعطي الفرد أهمية ضئيلة للقيمة إذا لم يكن قد وصل بعد إلى المستوى أو الدرجة التي يعرف من خلالها مدى مناسبة هذه القيمة.. وأهميتها بالنسبة له ..!!
    * الـمؤثرات الأساسية في اكتساب القيم
    * الـمؤثرات الاجتماعية والبيئية
    * الـمؤثرات السيكولوجية
    * الـمؤثرات البيولوجية
    • وعلى ذلك .. فارتقاء القيم واستيعابها يمر بمراحل مختلفة .. يحددها " كراثول " في ثلاثة مستويات:
    1ـ ـ مستوى التقبل: ويتضمن الاعتقاد في أهمية قيمة معينة .. وهو أدنى درجات اليقين 0
    2ـ مستوى التفضيل : ويشير إلى تفضيل الفرد لقيمة معينة .. وإعطائها أهمية خاصة 0
    3ـ مستوى الإلتزام :وهو أعلى درجات اليقين .. حيث الشعور بأن الخروج عن قيمة معينة سوف 0
    أنواع القيم :
    1ـ قيم إيجابية ، وهي :
    الصدق ، الانتماء ، الاعتذار عند الأخطاء ، الإنصاف ، التبين ( التثبت ) ، التفاؤل ، التواضع ، الطموح ، علو الهمة ، قوة الإرادة ، تحمل المسئولية .. والشعور بها ، كتمان السر ، النظام ، الوفاء ، الاحترام 0
    2ـ قيم سلبية ، وهي :
    الكذب ، الوهن ، إفشاء السر ، الإجحاف ، الاتهام ، التشاؤم ، الكبر. (التعاون على الإثم والعدوان ) ، التكاسل والتقاعس ، ضعف العزيمة وضعف الهمة ، سوء الخلق ، التملص من المسؤولية ، إفشاء السر ، الخيانة ، الازدراء 0


    الثقة بالنفس : تعد الثقة بالنفس مهمة للغاية للتمتع بحياة سعيدة وكاملة . وهي تؤثر إيجابياً على نجاحك في العمل وعلى حياتك الأسرية وعلاقاتك مع الآخرين والأنشطة التي تقوم بها في وقت فراغك . كما أنها تؤثر على أدائك في كل ما تقوم به . ومما لا شك فيه أن أفضل ما يمكن أن يمتلكه أي شخص هو الثقة بالنفس ، فلا يمكن أن تعوض الثروة ولا الشهرة عن ضعف الثقة بالنفس .
    إذاً:
    إن الوقت والطاقة التي تخصصها لبناء الثقة بالنفس واحترام الذات ما هي إلا استثمار لحياتك بأسرها . وفي الواقع ، يمكنك – بل يمكننا جميعاً – تعلم اكتساب الثقة بالنفس لأن هذا في وسعنا دوماً ، بصرف النظر عن حياتنا الماضية أو مستوانا العلمي أو الأسري أو حتى المرحلة التي وصلنا إليها حالياً من الثقة بالنفس 0
    كيفية اكتساب الثقة بالنفس :
    تتكون معادلة اكتساب الثقة بالنفس أو إحداث أي تغيير في الشخصية بالفعل من خمسة عناصر .
    أولاً : نمي من إدراكك لذاتك وحاول أن تسبر أغوار نفسك . ينبغي كذلك أن تقر بأن هناك صفات في شخصيتك ترغب في تغييرها ، وحاول أن تدرك سبب عدم ثقتك بنفسك حتى الآن .
    وبعد ذلك ، قم بتطبيق المعادلة التالية :
    1ـ اتخذ قراراً بتحقيق الثقة بالنفس بإصرار وحاول أن تلتزم بهذا القرار.
    2ـ غير من طريقة تفكيرك . ويتضمن هذا تغيير السمات والعادات التي تقيد تفكيرك0
    3ـ استخدم خيالك . يمكنك ، على سبيل المثال ، أن تتخيل أنك شخص واثق من نفسك 0
    4ـ تصرف وكأنك تثق بنفسك بالفعل . وكلما تحدثت وتصرفت بثقة ، ازدادت ثقتك بنفسك 0
    • تعد المراحل الأربعة من تلك المعادلة غاية في الأهمية . وإذا لم تطبق هذه المراحل ، فمن المستبعد أن تحقق الثقة بالنفس دائماً ، أو ربما لن يتغير أي شيء على الإطلاق .

  10. #270
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا


    أهلا وسهلا بك يا أمير الذوق ، وعساك بخير
    عندما يعرف الإنسان نفسه معرفة تامة ، ويتعامل معها معاملة راقية ، فسيجني ثمرة ذلك 00
    الوعي الذاتي سأقدمه هنا ، لي ولك ولكل من مر من هنا 00
    كيف يتكون الوعي الذاتي لدى الإنسان؟


    الوعي الذاتي من المكتسبات التي يكتسبها الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة ، والطفل يتكون لديه هذا الوعي خلال عملية التنشئة عن طريق تقمصه لقيم والديه ، ولأوامرهما ونواهيهما ، وأفكارهما عن الصواب والخطأ ، وعن الخير والشر والحق والباطل ، وعن العدل والظلم ، وتتبلور في نفسه هذه القيم على شكل سلطة داخلية تقوم مقام الوالدين – حتى في غيابهما – فيما يقومان به من نقد وتوجيه وإثابة وعقاب .
    وبعد مرحلة الطفولة المبكرة تتداخل أيدي أخرى لتسهم في تشكيل الوعي الذاتي للفرد تكون بمثابة المصادر التي تبني الوعي الذاتي في داخل وجدان كلاً منا .
    نفهم مما سبق أن :
    الوعي الذاتي متغيراً وليس ثابتاً ، فهو ينمو بنمو خبرات الإنسان ، ويتغير بتغيير توجهاته ، ويتأثر إيجاباً بالتعزيز وبالمحيط الجيد ، وسلباً بوجود المؤثرات السلبية التي قد تكون عامل ضاغط على الإنسان .
    ونستطيع أن نميز بين نوعين من التغير الذي يطرأ على معايير الوعي الذاتي
    النوع الأول ــ التغير الإيجابي : وهو أن يكون هذا التغيير جيداً ، لا يمس بالثوابت لدى الفرد وخاصة الفرد المسلم ( فالكافر حينما يغير ثابت من ثوابت وعيه ويعتنق الإسلام فهذا تغير إيجابي ) ، وإن يكون هذا التغير له ما يفسره وما يبرره سواء تبريراً عقائدياً أو علمياً أو ناتجاً بعد قناعة تامة ، أو بعد تجربة وخبرة إنسانية مر بها تبرهن على عدم جودة ذلك المعيار الذي طرأ عليه التغير .
    النوع الثاني ــ التغير السلبي : والتغير السلبي هو أن يكون هذا التغير ذوبان لشخصية الفرد ، فقد نجده في فترة صغيرة من حياته ، وفي ظل ظروف معينة يلفظ كل المبادئ التي كان ينادي بها ، وينتقد أكثر الأفكار التي كان يدافع عنها . وغالباً ما يكون هذا التغيير شاملاً ، ومشكلاً وبانياً لشخصية جديدة قد لا تربط بينها وبين الشخصية المتهدمة إلا قليل من الشبة 0
    مفهوم الوعي الذاتي :
    الوعي الذاتي : هو قدرة الفرد على تكوين معايير من المعتقد الذي يعتنقه ، ومن جملة المبادئ الأخلاقية التي يؤمن بها ، ومن مجموع قيم المجتمع الذي ينتمي إليه، وذلك لتحكيم الاتجاهات التي ينتهجها والسلوكيات التي يقوم بها 0
    إذاً:
    عندما نستعين بالوعي الذاتي تكون تلك الاستعانة لا شعورية ، حيث أنه يكون كالمخزون لدى الفرد، وعندما يرغب بتحكم فكر معين أو تقييم سلوك معين ، فأنه يقوم أولاً بإدراك وتمييز هذا الفكر بكل أبعاده ، أو ذاك السلوك بكل إيجابيته وسلبياته، ومن ثم تأتي مرحلة التقييم والاختيار تقيم الفكر والسلوك ثم القرار بتبني هذا الفكر والتوجه أو رفضه أو الإقدام على القيام بذلك السلوك أو رفضه.
    أنواع الوعي الذاتي :
    1ـ الوعي الديني
    2ـ الوعي الاجتماعي
    3ـ الوعي التربوي
    4ـ الوعي النفسي
    5ـ الوعي الفكري
    6ـ الوعي الصحي
    أهداف الوعي الذاتي في حياة الفرد : الهدف الأساسي من الوعي الذاتي حماية الفرد من الانزلاق في المؤثرات السلبية التي تضر به وتحصينه أخلاقياً وسلوكياً وذلك من خلال الارتقاء بمستوى الفكر الواعي ( الذي يفرق بين الخطأ والصواب ) وذلك بتطبيق درجة الإحسان : " اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فأنه يراك " ، لتحقيق الصحة النفسية للفرد وفق تعاليم الدين الإسلامي 0
    ويمكن تفصيل أهداف الوعي الذاتي بما يأتي :
    1ـ الوعي الذاتي الجيد يمثل المستشار الذي لا يخطئ عند التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، وذلك في حال إن ابتعد الإنسان عن الحيل اللاشعورية التي قد تشوش على مصداقية أحكامه 0
    2ـ زيادة الوعي الذاتي يُعطي الإنسان رسائل تنبيه وتحذير ضد كل ما يخالف مبادئه ومعتقداته وأفكاره 0
    3ـ الوعي الذاتي يعين الفرد المسلم على الثبات أمام التيارات الوافدة التي تهدف إلى زعزعة ثقة الأمة بأحكام شرعها وإثارة الشبهات المختلفة 0
    4ـ الوعي الذاتي يمنح الفرد خطوطاً للرجعة عن كل ما يقع فيه الإنسان ، فإدراكه لسوء الوضع الذي وصل إليه يعينه على وضع خط رجعة عن ما هو عليه 0
    5ـ عندما يتمتع الفرد بالوعي الذاتي الجيد يتمكن من التفاعل مع مشكلاته الحياتية بشكل إيجابي ، قد تمكنه من تخطي العوائق التي أمامه وأن يجعلها نقاط انطلاق جديدة 0
    6ـ الوعي الذاتي دعامة هامة للاستقرار النفسي الذي ننشده جميعاً 0
    7ـ يسهم الوعي الذاتي في رسم وصقل الشخصية الجيدة للإنسان ، الجيدة بالمنظور الديني والاجتماعي والذاتي (صورة الإنسان لدى نفسه) 0
    8ـ الوعي الذاتي يعين على اكتشاف النفس من خلال تقييم المبادئ والقيم التي تؤمن بها 0
    9ـ الوعي الذاتي الجيد يرسل أشارات واضحة على طريق القيام بأمر الله تعالى وعلى طريق إصلاح النفس 0
    10ـ إن زيادة الوعي الذاتي تتطلب أن نطور حساسيتنا تجاه سلوكنا اليومي لنعرف ما فيه من عمل يدعو إلى الحمد والاعتزاز، وما فيه من عمل يتطلب المراجعة والتوبة والإصلاح 0
    11ـ عندما يتمتع أفراد أمة بالوعي الذاتي الجيد المحتكم لثوابت تلك الأمة ، فإن هذا الوعي ينعكس إيجاباً على قوة الأمة ،وعلى مدى اعتزازها بثوابتها وقدراتها ، واستقرارها اجتماعياً وأمنياً وأخلاقياً 0



    مصادر بناء الوعي الذاتي :
    مصادر دينية : تتمثل في مصادر الشريعة الإسلامية وهي القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة السلف الصالح وإجماع الأمة 0
    مصادر اجتماعية : تتمثل في الأسرة والمدرسة والأصدقاء والحي والمجتمع في قيمه وعاداته ونظمه وقوانينه ومؤسساته الاجتماعية والحكومية 0
    مصادر إعلامية : وتتمثل في وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة ، نحن اليوم في عصر الإعلام المفتوح ، وأصبحنا نعيش مفهوم ( العالم أصبح قرية صغيرة ) 0
    الفرد نفسه : يعتبر الفرد بما حباه الله من فطرة سليمة وعقلاً قادر على الوعي والتفكير والتقرير ، مصدر مهم من مصادر الوعي الذاتي إذا فعّل إمكاناته وطاقاته وخبراته السابقة وخرائطه الذهنية ومستويات التفكير والإدراك والقدرة على التحليل والاستنباط واتخاذ القرار بقبول الشيء أو رفضه أو التراجع عنه 0
    العلاقة بين الوعي الذاتي وتقدير الذات :
    إن المرء إذا فهم ذاته ووعي إمكاناته وقدراته وفرق بين ما يستطيع إنجازه وما يريد ، فإن له أن يقيّم تلك الذات إما بطريقة إيجابية أو سلبية ومدى إيمانه بها وبأهليتها وقدرتها واستحقاقها للحياة الكريمة ، وهذا ما نطلق عليه مصطلح تقدير الذات . والأشخاص الذين لديهم وعي وتقدير إيجابي لذواتهم يكونون في الغالب أكثر ثقة وتفاؤلاً وأسعد حالاً وأفضل صحة وأكثر إنتاجية وأقدر على مواجهة المشكلات من غيرهم ، بعد إرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته 0
    وهنا نقول : إن أفكارك عن ذاتك هي التي تشكل صورة ذاتك , وصورة ذاتك هي التي تحدد مستوى وعيك وتقديرك لها 0
    معايير ومحكات الوعي الذاتي :
    يقصد بمعايير الوعي الذاتي هي تلك المحكات التي تبين جودة وعينا الذاتي والمعايير التي نحتكم إليها عندما تختلط علينا الأمور ، أو لنحكم على أمر ما بأنه جيد أو سيء ، وعلى حسب نتيجة هذا التحكيم نُقدم أو نُحجم عن تقبل الفكر الجديد أو العمل الذي ننوي القيام به 0
    إذاً:
    هذا الاحتكام هو الثمرة الأولى والأهم لوعينا الذاتي ، وهذه المعايير غير ثابتة فهي تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ، ومن مرحلة عمرية إلى أخرى ، ولكنها رغم عدم ثباتها إلا أن لكل إنسان معايير – قد تكون جيدة وقد تكون غير جيدة – يحتكم إليها ، ويجعل لها الفيصل في كثير من أموره 0
    معايير ومحكات الوعي الذاتي :
    1) المعيار الديني
    2) المعيار التربوي
    3) المعيار الاجتماعي
    4) المعيار الذاتي النفسي
    5) المعيار الاقتصادي
    6) المعيار البيئي
    7) المعيار الوطني
    8) المعيار الصحي
    9) المعيار العقلي الموضوعي


    لماذا نخطئ رغم أننا نتمتع بوعي ذاتي جيد ؟
    هل لديك إجابة على هذا السؤال ؟
    أغلبية الناس لديهم وعياً ذاتياً جيداً 00 ولكنهم يخطئون فلماذا؟
    ولأوضح لك المقصود أكثر 00
    * المدخن يعي أن التدخين مضر بالصحة ولكنه يدخن !
    * المختلس عندما يتلاعب بالأموال يعرف أن في حال انكشاف أمره سيدفع ثمناً باهضاً لذلك ( وظيفته وسمعته ) ولكنه هذا لا يثنيه عن الاختلاس !
    * الفتاة التي تقيم علاقة مع شاب تعرف مسبقاً خطر إقامة هذه العلاقة عليها اجتماعياً ورغم ذلك تستمر في علاقتها !
    * الشاب الذي يدخل عالم المخدرات في الأغلب يكون لديه معلومات عن مخاطر إدمانها ولكن هذا لا يمنعه من تجربتها وإدمانها !!
    الشخص العظيم بحق هو الذي يغوص في أعماق ذاته بحثا عن الإجابات ، و لا يقاس الوعي الذاتي بكم المعلومات أو الخبرات التي لدى الفرد ، إنما يقاس بمدى القدرة على الاستفادة من تلك الخبرات والمعلومات عند الإقدام على فعلاً معين ، قال تعالى في سورة العنكبوت:


    {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2
    {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }العنكبوت3





    فالفيصل في الحكم على جودة وعينا الذاتي هو الاختيار الجيد والعمل الجيد عندما تتاح لنا الفرصة لارتكاب أخطاء لا ترتضيها معايير وعينا الذاتي
    (العقيدة – المعلومات – الخبرات – المبادئ – الأفكار) .
    في حال تمتعنا بالشفافية والمصداقية مع الذات سيتعرف كل منا على أخطاء ارتكبها وقد تكون هذا الأخطاء كبيرة لدرجة الخطايا ، وفي الأغلب نكون أقدمنا عليها ونحن نملك في ذواتنا مخزوناً من الوعي يرفض القيام بها ، ولكننا رغم رسائل التنبيه التي تصلنا من وعينا الذاتي نواصل ارتكاب هذه الأخطاء 0
    لتفسير ذلك لابد أن ننظر للأمر من زاويتين مهمتين وهما زاويتين متقابلتين وليستا متناقضتين لنكون أكثر وعياً بأنفسنا ، هاتين النظرتين من جانب ديني وآخر نفسي0
    أولاً ــ التفسير الديني لخطأ الإنسان رغم وعيه :
    1ـ وسوسة الشيطان الذي يجري من الإنسان مجرى الدم 0
    يقول الشاعر :
    إني ابتليت بأربع ما سلطت ***** عليّ إلا لعظم بليتي وشقائي
    إبليس والدنيا ونفسي والهوى ***** كيف الخلاص وكلها أعدائي
    2ـ ضعف مراقبة الله واستشعارها في الخلوات 0
    {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }الملك12
    3ـ ضعف الإيمان بالله ، حتى ولو ادعينا بأننا نملك إيمانا حقيقياً به وبيوم الحساب ، فمن يؤمن بالله إيماناً حقيقياً سيمنعه هذا الإيمان من الوقوع في الأخطاء التي حرمها ونهى عنها الشارع الحكيم 0
    {قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأنعام15
    4ـ الابتعاد عن أداء العبادات بروحانية واستشعار حكمتها عند أدائها 0
    ثانياً ــ التفسير النفسي لخطأ الإنسان رغم وعيه :
    الحيل النفسية أو الدفاعات النفسية التي يلجأ الإنسان إليها إذا لم يوفق في حل مشاكله ، أو للتقليل من الصراعات في داخله بين ما يريده وبين ما يمليه عليه وعيه الذاتي ، وأيضا لحماية ذاته من التهديد ، أو لعدم إرضاء دوافعه بطريقة سوية واقعية لأسباب كثيرة كأن تكون المشكلة فوق احتماله أو تكون نتيجة دوافع لاشعورية لا يعرف مصدرها, أو تكون ناتجة عن ضعف أو قصور في تكوينه النفسي 0
    وهذه الحيل تحقق للفرد التخلص من القلق و التوتر الناتج من عدم حل هذه المشكلة , ولكنها تصبح ضارة و خطرة عندما تعمي الفرد عن رؤية عيوبه و مشاكله الحقيقية و لا تعينه على مواجهة المشكلة بصورة واقعية و من الحيل التي قد تلعب دوراً في تغييب الوعي الذاتي وتفسر وقوع الإنسان في الخطأ:


    وقد يكون للعوامل الاجتماعية من تنشئة خاطئة وتقليد أعمى أو ضغوط اجتماعية دور في حدوث الخطأ .
    كما أن ذلك يحدث نتيجة آليات التفكير المعوج وغير السليم كأساليب التعميم الخاطئ أو التسرع في اتخاذ القرارات أو تبني افتراضات مسبقة أو جمود فكري وعدم التمتع بالمرونة الفكرية ..
    · أشكال آليات الدفاع الأولية أو حيل الدفاع النفسي :
    تتعدد حيل الدفاع النفسي إلى أقسام وهي :
    1ـ حيل الدفاع الانسحابية أو ( الهروبية ) مثل : الانسحاب ، والنكوص ، والتفكيك ، والتخيل والتبرير والإنكار ، والإلغاء ، والسلبية 0
    2ـ حيل الدفاع العدوانية أو ( الهجومية ) مثل : العدوان ، والإسقاط ، والاحتواء 0
    3ـ حيل الدفاع الإبدالية مثل : الإبدال ، والإزاحة ، والتحويل ، والإعلاء ، والتعويض ، والتقمص ، وتكوين رد الفعل ، والتعميم ، والرمزية ، والتقدير المثالي 0
    وهناك تقسيم آخر لحيل الدفاع النفسي وهو :
    1ـ حيل الدفاع السوية وهي : غير عنيفة وتساعد الفرد في حل أزمته النفسية وتحقيق توافقه النفسي ، مثل : الإعلاء ، والتعويض ، والتقمص ، والإبدال 0
    2ـ حيل الدفاع غير السوية وهي : عنيفة ويلجأ إليها الفرد عندما تخفق حيله الدفاعية السوية فيظهر سلوكه مرضيا ، مثل : الإسقاط ، والنكوص ، والعدوان ، والتحويل ، والتفكيك ، والسلبية 0
    وفيما يلي حيل أو آليات الدفاع الأولية :
    القمع أو الكظم ـ الكبت ـ الاجتياف ـ التماهي أو التوحد ( التقمص ) ـ الإسقاط ـ الإبدال أو النقل ( التحويل ) ـ النكوص ـ التبرير ـ الإعلاء والتصعيد أو التسامي ـ التعويض ـ السلبية أو الخلفة ـ النكران ـ أحلام اليقظة ـ الانسحاب ـ تكوين رد الفعل أو الرد المعاكس ـ التثبيت ـ التفكيك ( العزل ) ـ النسيان ـ الإلغاء ( الإبطال ) ـ التعميم 0
    المؤثرات السلبية :
    هناك العديد من المؤثرات السلبية التي تلعب دوراً مهما في حياة بعض الأفراد والتأثير على بناء الشخصية ، ( نفسيا , انفعاليا , اجتماعيا , تربويا , صحيا , مهنيا , سلوكيا) 0
    ماذا نعني بالمؤثر السلبي ؟؟
    تعريف المؤثر السلبي :
    1ـ المؤثر السلبي هو كل عامل ذاتي أو بيئي يؤثر سلباً على تطور الفرد فكرياً ، أو استقراره نفسياً أو اجتماعياً أو صحياً أو اقتصادياً 0
    2ـ وفي تعريف آخر هي كل ما يتأثر به الفرد مما يسمع ويرى من الأمور المنافية للشرع أو الأخلاق داخل المحيط الذي يتفاعل معه ( البيت , المسجد , الشارع , المدرسة , أجهزة الإعلام , أجهزة الاتصال 00الخ ) 0
    إذاً
    إن عمق تأثير تلك المؤثرات السلبية على الفرد تختلف في حدتها وعمقها على حسب عدة عوامل ومنها :
    * عمر الإنسان ونضجه العقلي 0
    * وعي الإنسان الذاتي 0
    *المدة الزمنية التي يخضع الإنسان فيها لذلك المؤثر 0
    * القدرات والطاقات النفسية التي يمتلكها الفرد 0
    أنواع المؤثرات السلبيــة :
    1ـ المؤثرات الاجتماعية
    2ـ المؤثرات النفسية
    3ـ المؤثرات الفكرية
    4ـ المؤثرات الصحية
    5ـ المؤثرات السلوكية
    6ـ المؤثرات العامة
    استراتيجيات مواجهة المؤثرات السلبية :
    مدخــل
    1ـ لكل مؤثر استراتيجية تناسبه على حسب طبيعته ، وكذلك مدى وعي الفرد به ومناسبة سنه 0
    2ـ ويمكن تطبيق الاستراتيجيات على ثلاث مستويات للفرد:
    3ـ على مستوى النفس: مثل الإرشاد العقلاني الانفعالي وأساليب ضبط النفس ومهارة تقدير الذات ومهارة اتخاذ القرار وغيرها 0
    4ـ على مستوى الفكر: عن طريق مهارات التفكير الناقد 0
    5ـ على مستوى القيم: من خلال غرس بعض القيم الجيدة في شخصيته ورفع مستوى ثقته بنفسه 0
    الإرشاد العقلي الانفعالي :
    تؤكد هذه النظرية : على العلاقة بين الأفكار التي يملكها الفرد وسلوكه ؛ فإذا كانت هذه الأفكار غير منطقية فإن السلوك يصبح غير سوي ، وتحتاج تلك الأفكار إلى تعديل كي يستقيم السلوك ، وفي ضوء الأفكار ينقسم الأفراد إلى قسمين منطقيون وغير منطقيون بسبب الأفكار لديهم .
    مفاهيم مغلوطة عند الإنسان غير المنطقي
    إن معظم المشكلات التي يقع فيها الناس هي نتاج لأفكارهم اللاعقلانية والتي تعودوا عليها وتشربوها خلال تنشئتهم الاجتماعية ومن واقع الثقافة التي يعيشون فيها وقد حُددت بعض الأفكار التي يعتقد أنها تؤدي إلى انتشار المشكلات النفسية :
    إن تصحيح المفاهيم الخاطئة السابقة يسهم بإذن الله في الحد من نظرة الفرد السيئة لنفسه واكتساب نظرة واقعية نحو الذات والحياة 00
    ومن ذلك ما يلي :
    • زيادة الاهتمام بالنفس 0
    • زيادة الاهتمام بالمجتمع 0
    • الاعتماد على النفس وتوجبيها 0
    • التسامح 0
    • المرونة 0
    • تقبل مستوى مقبول من النظام. (الأمور لا تسير 100% والمواقف تتطلب أن يكون هناك خطأ ) 0
    • الالتزام (بالقيم والعادات والتقاليد 00 ) 0
    • التفكير المنطقي العلمي (حلل الموقف منطقياً دون مبالغة) 0
    • تقبل النفس وتحمل المخاطر (النفس على علاتها) 0
    من الطرق السلبية في التفكير
    • قراءة الأفكار .
    • التكهن .
    • تصوير الأمور في شكل كارثي .
    • الوسم
    • التحقير من شأن الجوانب الإيجابية ، والتركيز على إبراز الجوانب السلبية .
    • الإفراط في التعميم .
    • التفكير بأسلوب إما كل شيء أو لا شيء .
    • الواجب عمله.
    • الإلقاء باللائمة على الذات ، أو على الآخرين.
    • عقد مقارنات مجحفة وفي غير مكانها .
    • توجيه الندم
    • الاستدلال العاطفي
    • العجز عن الدحض
    • التركيز على إطلاق الأحكام
    التفكير الناقد :
    مدخل
    التفكير الناقد من أهم المهارات التي يستخدمها الفرد للحكم على الأشياء بقبولها او رفضها ، وإذا استطاع المتدرب أن يكتسبها فإنه بذلك قد حقق إستراتيجية متميزة تغني عن كثير من الاستراتيجيات الأخرى لأنه سيبني آليات جديدة لم يتعود عليها مسبقاً بحيث تعمل دور الوقاية والنماء والعلاج بنفس الوقت .
    أنماط التفكير : يمكن تصنيف التفكير من حيث فاعليته إلى نمطين :
    1ـ التفكير الفعّال : ويتطلب نمط التفكير الفعال استخدام مهارات التفكير المتنوعة وإستراتيجياتها المختلفة بدرجة عالية من الكفاءة ، كما ينبغي على الفرد الذي يطبق هذا النمط من التفكير الاتصاف بمجموعة من الخصائص الشخصية والفكرية الآتية :
    • الرغبة في تحديد المشكلة بكل دقة ووضوح .
    • استخدام مصادر موثوقة من البيانات والمعلومات .
    • البحث عن بدائل وفحصها باهتمام بالغ .
    • البحث عن الأسباب ذات العلاقة وعرضها للمناقشة .
    • الانفتاح على الأفكار والآراء الجديدة .
    • إصدار الأحكام المناسبة واتخاذ القرارات الملائمة في ضوء الأهداف المرسومة وليس في ضوء الرغبات الشخصية أو العواطف المتقلبة .
    • الالتزام بالموضوعية منهجاً للبحث والنقاش .
    • الاجتهاد والمثابرة في العمل على حل المشكلات وإثارة التفكير باستمرار .
    • التشكيك في الأمور والمعلومات من أجل الوصول إلى الأفضل منها .
    • تأجيل إصدار القرارات عند الافتقار إلى الأدلة الكافية .


    2ـ التفكير غير الفعّال : وهو ذلك النمط من التفكير الذي لا يتبع منهجية واضحة أو دقيقة ، ويقوم على مغالطات أو افتراضات باطلة أو متناقضة ، أو ادعاءات وحجج غير متصلة بالموضوع ، أو إعطاء تعميمات وأحكام متسرعة ، أو ترك الأمور للزمن أو للحوادث كي تعالجها .
    أنماط السلوك التي يتبعها الأفراد الذين لا يلتزمون بالتفكير الفعال فتتمثل في الآتي: اللجوء إلى القوة والهجوم الشخصي أو الجماعي بهدف القضاء على الأفكار أو الآراء المطروحة .
    • التردد في اتخاذ القرارات المناسبة في ضوء الأدلة المتوفرة .
    • التضليل وإساءة استخدام الدعابة البريئة ، والهادفة ، لتوجيه النقاش بعيداً عن الموضوع الرئيسي .
    • إساءة استخدام اللغة بقصد أو بغير قصد ، من أجل الابتعاد عن صلب الموضوع أو الوصف المجانب للصواب .
    • اللجوء إلى حسم المواقف بطريقة مزاجية أو عن طريق الصواب أو الخطأ ، أو عن طريق الاعتقاد بما يُسمى بالأبيض والأسود فقط ، رغم إمكانية وجود خيارات عديدة .
    • طرح فرضيات مخالفة للواقع ، أو الاستناد إلى فرضيات مغلوطة أو مبالغ فيها لرفض فكرة معينة .
    • الاستهتار بالمشكلات المعقدة والنظر إليها نظرة بسيطة لا تتناسب مع صعوبتها .
    • الاعتماد على الأمثال أو الأقوال المعروفة في إصدار القرارات والحكم على الأمور مهما اختلفت خصوصيات المشكلات المعروضة للنقاش .
    مفهوم التفكير الناقد : ورد الفعل " نقد " في ( لسان العرب ) بمعنى ميز الدراهم وأخرج الزيف منها ، كما ورد تعبير " نقد الشعر ونقد النثر " في ( المعجم الوسيط ) بمعنى أظهر ما فيهما من عيب أو حسن . والناقد الفني كاتب عمله تمييز العمل الفني : جيده من رديئه ، وصحيحه من زيفه .
    إذاَ:
    • ماذا نعني عندما نقول بأن فلاناً يفكر تفكيراً ناقداً ؟ للإجابة عن هذا السؤال ولإعطاء فكرة مبسطة ، نورد تالياً قائمة في بعض الخصائص والسلوكيات البارزة التي أوردها باحثون متخصصون في وصف الشخص الذي يفكر تفكيراً ناقداً واستكمل الباقي من وجهة نظرك ومساعدة مدربك .
    خصائص المفكر الناقد :
    • منفتح على الأفكار الجديدة .
    • لا يجادل في أمر عندما لا يعرف شيئاً عنه .
    • يعرف متى يحتاج إلى معلومات أكثر حول شيء ما .
    • يعرف الفرق بين نتيجة " ربما تكون صحيحة " ونتيجة " لا بد أن تكون صحيحة " .
    • يعرف بأن لدى الناس أفكاراً مختلفة حول معاني المفردات .
    • يحاول تجنب الأخطاء الشائعة في استدلاله للأمور .
    • يتساءل عن أي شيء يبدو غير معقول أو غير مفهوم له .
    • يحاول فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي .
    • يحاول بناء مفرداته اللغوية بحيث يكون قادراً على فهم ما يقوله الآخرون ، وعلى نقل أفكاره بوضوح.
    • يتخذ موقفاً أو يتخلى عن موقف عند توافر أدلة وأسباب كافية لذلك .
    • يأخذ جميع جوانب الموقف بنفس القدر من الأهمية .
    • يبحث عن الأسباب والبدائل .
    • يتعامل مع مكونات الموقف المعقد بطريقة منظمة .
    • يستخدم مصادر علمية موثوقة ويشير إليها .
    • يبقى على صلة بالنقطة الأساسية أو جوهر الموضوع .
    • يعرّف المشكلة بوضوح .
    معايير التفكير الناقد : يقصد بمعايير التفكير الناقد تلك المواصفات العامة المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير ، والتي تتخذ أساساً في الحكم على نوعية التفكير الذي يمارسه الفرد في معالجته للمشكلة أو الموضوع المطروح . ومن أبرز هذا المعايير ما أورده الباحثان " أيلدر وبول " ، ونعرضه في ما يلي :
    معايير التفكير الناقد :
    1ـ الوضوح
    2ـ الصحة
    3ـ الدقــة
    4ـ الربــــط
    5ـ العمق
    6ـ الاتساع
    7ـ المنطق
    القيّم :
    مدخل : تحتل القيم مكانتها لدى الفرد حسب حاجته إليها واهتمامه بها .. فيعطي الفرد أهمية ضئيلة للقيمة إذا لم يكن قد وصل بعد إلى المستوى أو الدرجة التي يعرف من خلالها مدى مناسبة هذه القيمة.. وأهميتها بالنسبة له ..!!
    * الـمؤثرات الأساسية في اكتساب القيم
    * الـمؤثرات الاجتماعية والبيئية
    * الـمؤثرات السيكولوجية
    * الـمؤثرات البيولوجية
    • وعلى ذلك .. فارتقاء القيم واستيعابها يمر بمراحل مختلفة .. يحددها " كراثول " في ثلاثة مستويات:
    1ـ ـ مستوى التقبل: ويتضمن الاعتقاد في أهمية قيمة معينة .. وهو أدنى درجات اليقين 0
    2ـ مستوى التفضيل : ويشير إلى تفضيل الفرد لقيمة معينة .. وإعطائها أهمية خاصة 0
    3ـ مستوى الإلتزام :وهو أعلى درجات اليقين .. حيث الشعور بأن الخروج عن قيمة معينة سوف 0
    أنواع القيم :
    1ـ قيم إيجابية ، وهي :
    الصدق ، الانتماء ، الاعتذار عند الأخطاء ، الإنصاف ، التبين ( التثبت ) ، التفاؤل ، التواضع ، الطموح ، علو الهمة ، قوة الإرادة ، تحمل المسئولية .. والشعور بها ، كتمان السر ، النظام ، الوفاء ، الاحترام 0
    2ـ قيم سلبية ، وهي :
    الكذب ، الوهن ، إفشاء السر ، الإجحاف ، الاتهام ، التشاؤم ، الكبر. (التعاون على الإثم والعدوان ) ، التكاسل والتقاعس ، ضعف العزيمة وضعف الهمة ، سوء الخلق ، التملص من المسؤولية ، إفشاء السر ، الخيانة ، الازدراء 0


    الثقة بالنفس : تعد الثقة بالنفس مهمة للغاية للتمتع بحياة سعيدة وكاملة . وهي تؤثر إيجابياً على نجاحك في العمل وعلى حياتك الأسرية وعلاقاتك مع الآخرين والأنشطة التي تقوم بها في وقت فراغك . كما أنها تؤثر على أدائك في كل ما تقوم به . ومما لا شك فيه أن أفضل ما يمكن أن يمتلكه أي شخص هو الثقة بالنفس ، فلا يمكن أن تعوض الثروة ولا الشهرة عن ضعف الثقة بالنفس .
    إذاً:
    إن الوقت والطاقة التي تخصصها لبناء الثقة بالنفس واحترام الذات ما هي إلا استثمار لحياتك بأسرها . وفي الواقع ، يمكنك – بل يمكننا جميعاً – تعلم اكتساب الثقة بالنفس لأن هذا في وسعنا دوماً ، بصرف النظر عن حياتنا الماضية أو مستوانا العلمي أو الأسري أو حتى المرحلة التي وصلنا إليها حالياً من الثقة بالنفس 0
    كيفية اكتساب الثقة بالنفس :
    تتكون معادلة اكتساب الثقة بالنفس أو إحداث أي تغيير في الشخصية بالفعل من خمسة عناصر .
    أولاً : نمي من إدراكك لذاتك وحاول أن تسبر أغوار نفسك . ينبغي كذلك أن تقر بأن هناك صفات في شخصيتك ترغب في تغييرها ، وحاول أن تدرك سبب عدم ثقتك بنفسك حتى الآن .
    وبعد ذلك ، قم بتطبيق المعادلة التالية :
    1ـ اتخذ قراراً بتحقيق الثقة بالنفس بإصرار وحاول أن تلتزم بهذا القرار.
    2ـ غير من طريقة تفكيرك . ويتضمن هذا تغيير السمات والعادات التي تقيد تفكيرك0
    3ـ استخدم خيالك . يمكنك ، على سبيل المثال ، أن تتخيل أنك شخص واثق من نفسك 0
    4ـ تصرف وكأنك تثق بنفسك بالفعل . وكلما تحدثت وتصرفت بثقة ، ازدادت ثقتك بنفسك 0
    • تعد المراحل الأربعة من تلك المعادلة غاية في الأهمية . وإذا لم تطبق هذه المراحل ، فمن المستبعد أن تحقق الثقة بالنفس دائماً ، أو ربما لن يتغير أي شيء على الإطلاق .

  11. #271
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا


    أهلا وسهلا بك يا أمير الذوق ، وعساك بخير
    عندما يعرف الإنسان نفسه معرفة تامة ، ويتعامل معها معاملة راقية ، فسيجني ثمرة ذلك 00
    الوعي الذاتي سأقدمه هنا ، لي ولك ولكل من مر من هنا 00
    كيف يتكون الوعي الذاتي لدى الإنسان؟


    الوعي الذاتي من المكتسبات التي يكتسبها الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة ، والطفل يتكون لديه هذا الوعي خلال عملية التنشئة عن طريق تقمصه لقيم والديه ، ولأوامرهما ونواهيهما ، وأفكارهما عن الصواب والخطأ ، وعن الخير والشر والحق والباطل ، وعن العدل والظلم ، وتتبلور في نفسه هذه القيم على شكل سلطة داخلية تقوم مقام الوالدين – حتى في غيابهما – فيما يقومان به من نقد وتوجيه وإثابة وعقاب .
    وبعد مرحلة الطفولة المبكرة تتداخل أيدي أخرى لتسهم في تشكيل الوعي الذاتي للفرد تكون بمثابة المصادر التي تبني الوعي الذاتي في داخل وجدان كلاً منا .
    نفهم مما سبق أن :
    الوعي الذاتي متغيراً وليس ثابتاً ، فهو ينمو بنمو خبرات الإنسان ، ويتغير بتغيير توجهاته ، ويتأثر إيجاباً بالتعزيز وبالمحيط الجيد ، وسلباً بوجود المؤثرات السلبية التي قد تكون عامل ضاغط على الإنسان .
    ونستطيع أن نميز بين نوعين من التغير الذي يطرأ على معايير الوعي الذاتي
    النوع الأول ــ التغير الإيجابي : وهو أن يكون هذا التغيير جيداً ، لا يمس بالثوابت لدى الفرد وخاصة الفرد المسلم ( فالكافر حينما يغير ثابت من ثوابت وعيه ويعتنق الإسلام فهذا تغير إيجابي ) ، وإن يكون هذا التغير له ما يفسره وما يبرره سواء تبريراً عقائدياً أو علمياً أو ناتجاً بعد قناعة تامة ، أو بعد تجربة وخبرة إنسانية مر بها تبرهن على عدم جودة ذلك المعيار الذي طرأ عليه التغير .
    النوع الثاني ــ التغير السلبي : والتغير السلبي هو أن يكون هذا التغير ذوبان لشخصية الفرد ، فقد نجده في فترة صغيرة من حياته ، وفي ظل ظروف معينة يلفظ كل المبادئ التي كان ينادي بها ، وينتقد أكثر الأفكار التي كان يدافع عنها . وغالباً ما يكون هذا التغيير شاملاً ، ومشكلاً وبانياً لشخصية جديدة قد لا تربط بينها وبين الشخصية المتهدمة إلا قليل من الشبة 0
    مفهوم الوعي الذاتي :
    الوعي الذاتي : هو قدرة الفرد على تكوين معايير من المعتقد الذي يعتنقه ، ومن جملة المبادئ الأخلاقية التي يؤمن بها ، ومن مجموع قيم المجتمع الذي ينتمي إليه، وذلك لتحكيم الاتجاهات التي ينتهجها والسلوكيات التي يقوم بها 0
    إذاً:
    عندما نستعين بالوعي الذاتي تكون تلك الاستعانة لا شعورية ، حيث أنه يكون كالمخزون لدى الفرد، وعندما يرغب بتحكم فكر معين أو تقييم سلوك معين ، فأنه يقوم أولاً بإدراك وتمييز هذا الفكر بكل أبعاده ، أو ذاك السلوك بكل إيجابيته وسلبياته، ومن ثم تأتي مرحلة التقييم والاختيار تقيم الفكر والسلوك ثم القرار بتبني هذا الفكر والتوجه أو رفضه أو الإقدام على القيام بذلك السلوك أو رفضه.
    أنواع الوعي الذاتي :
    1ـ الوعي الديني
    2ـ الوعي الاجتماعي
    3ـ الوعي التربوي
    4ـ الوعي النفسي
    5ـ الوعي الفكري
    6ـ الوعي الصحي
    أهداف الوعي الذاتي في حياة الفرد : الهدف الأساسي من الوعي الذاتي حماية الفرد من الانزلاق في المؤثرات السلبية التي تضر به وتحصينه أخلاقياً وسلوكياً وذلك من خلال الارتقاء بمستوى الفكر الواعي ( الذي يفرق بين الخطأ والصواب ) وذلك بتطبيق درجة الإحسان : " اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فأنه يراك " ، لتحقيق الصحة النفسية للفرد وفق تعاليم الدين الإسلامي 0
    ويمكن تفصيل أهداف الوعي الذاتي بما يأتي :
    1ـ الوعي الذاتي الجيد يمثل المستشار الذي لا يخطئ عند التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، وذلك في حال إن ابتعد الإنسان عن الحيل اللاشعورية التي قد تشوش على مصداقية أحكامه 0
    2ـ زيادة الوعي الذاتي يُعطي الإنسان رسائل تنبيه وتحذير ضد كل ما يخالف مبادئه ومعتقداته وأفكاره 0
    3ـ الوعي الذاتي يعين الفرد المسلم على الثبات أمام التيارات الوافدة التي تهدف إلى زعزعة ثقة الأمة بأحكام شرعها وإثارة الشبهات المختلفة 0
    4ـ الوعي الذاتي يمنح الفرد خطوطاً للرجعة عن كل ما يقع فيه الإنسان ، فإدراكه لسوء الوضع الذي وصل إليه يعينه على وضع خط رجعة عن ما هو عليه 0
    5ـ عندما يتمتع الفرد بالوعي الذاتي الجيد يتمكن من التفاعل مع مشكلاته الحياتية بشكل إيجابي ، قد تمكنه من تخطي العوائق التي أمامه وأن يجعلها نقاط انطلاق جديدة 0
    6ـ الوعي الذاتي دعامة هامة للاستقرار النفسي الذي ننشده جميعاً 0
    7ـ يسهم الوعي الذاتي في رسم وصقل الشخصية الجيدة للإنسان ، الجيدة بالمنظور الديني والاجتماعي والذاتي (صورة الإنسان لدى نفسه) 0
    8ـ الوعي الذاتي يعين على اكتشاف النفس من خلال تقييم المبادئ والقيم التي تؤمن بها 0
    9ـ الوعي الذاتي الجيد يرسل أشارات واضحة على طريق القيام بأمر الله تعالى وعلى طريق إصلاح النفس 0
    10ـ إن زيادة الوعي الذاتي تتطلب أن نطور حساسيتنا تجاه سلوكنا اليومي لنعرف ما فيه من عمل يدعو إلى الحمد والاعتزاز، وما فيه من عمل يتطلب المراجعة والتوبة والإصلاح 0
    11ـ عندما يتمتع أفراد أمة بالوعي الذاتي الجيد المحتكم لثوابت تلك الأمة ، فإن هذا الوعي ينعكس إيجاباً على قوة الأمة ،وعلى مدى اعتزازها بثوابتها وقدراتها ، واستقرارها اجتماعياً وأمنياً وأخلاقياً 0



    مصادر بناء الوعي الذاتي :
    مصادر دينية : تتمثل في مصادر الشريعة الإسلامية وهي القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة السلف الصالح وإجماع الأمة 0
    مصادر اجتماعية : تتمثل في الأسرة والمدرسة والأصدقاء والحي والمجتمع في قيمه وعاداته ونظمه وقوانينه ومؤسساته الاجتماعية والحكومية 0
    مصادر إعلامية : وتتمثل في وسائل الاتصال المسموعة والمرئية والمقروءة ، نحن اليوم في عصر الإعلام المفتوح ، وأصبحنا نعيش مفهوم ( العالم أصبح قرية صغيرة ) 0
    الفرد نفسه : يعتبر الفرد بما حباه الله من فطرة سليمة وعقلاً قادر على الوعي والتفكير والتقرير ، مصدر مهم من مصادر الوعي الذاتي إذا فعّل إمكاناته وطاقاته وخبراته السابقة وخرائطه الذهنية ومستويات التفكير والإدراك والقدرة على التحليل والاستنباط واتخاذ القرار بقبول الشيء أو رفضه أو التراجع عنه 0
    العلاقة بين الوعي الذاتي وتقدير الذات :
    إن المرء إذا فهم ذاته ووعي إمكاناته وقدراته وفرق بين ما يستطيع إنجازه وما يريد ، فإن له أن يقيّم تلك الذات إما بطريقة إيجابية أو سلبية ومدى إيمانه بها وبأهليتها وقدرتها واستحقاقها للحياة الكريمة ، وهذا ما نطلق عليه مصطلح تقدير الذات . والأشخاص الذين لديهم وعي وتقدير إيجابي لذواتهم يكونون في الغالب أكثر ثقة وتفاؤلاً وأسعد حالاً وأفضل صحة وأكثر إنتاجية وأقدر على مواجهة المشكلات من غيرهم ، بعد إرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته 0
    وهنا نقول : إن أفكارك عن ذاتك هي التي تشكل صورة ذاتك , وصورة ذاتك هي التي تحدد مستوى وعيك وتقديرك لها 0
    معايير ومحكات الوعي الذاتي :
    يقصد بمعايير الوعي الذاتي هي تلك المحكات التي تبين جودة وعينا الذاتي والمعايير التي نحتكم إليها عندما تختلط علينا الأمور ، أو لنحكم على أمر ما بأنه جيد أو سيء ، وعلى حسب نتيجة هذا التحكيم نُقدم أو نُحجم عن تقبل الفكر الجديد أو العمل الذي ننوي القيام به 0
    إذاً:
    هذا الاحتكام هو الثمرة الأولى والأهم لوعينا الذاتي ، وهذه المعايير غير ثابتة فهي تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ، ومن مرحلة عمرية إلى أخرى ، ولكنها رغم عدم ثباتها إلا أن لكل إنسان معايير – قد تكون جيدة وقد تكون غير جيدة – يحتكم إليها ، ويجعل لها الفيصل في كثير من أموره 0
    معايير ومحكات الوعي الذاتي :
    1) المعيار الديني
    2) المعيار التربوي
    3) المعيار الاجتماعي
    4) المعيار الذاتي النفسي
    5) المعيار الاقتصادي
    6) المعيار البيئي
    7) المعيار الوطني
    8) المعيار الصحي
    9) المعيار العقلي الموضوعي


    لماذا نخطئ رغم أننا نتمتع بوعي ذاتي جيد ؟
    هل لديك إجابة على هذا السؤال ؟
    أغلبية الناس لديهم وعياً ذاتياً جيداً 00 ولكنهم يخطئون فلماذا؟
    ولأوضح لك المقصود أكثر 00
    * المدخن يعي أن التدخين مضر بالصحة ولكنه يدخن !
    * المختلس عندما يتلاعب بالأموال يعرف أن في حال انكشاف أمره سيدفع ثمناً باهضاً لذلك ( وظيفته وسمعته ) ولكنه هذا لا يثنيه عن الاختلاس !
    * الفتاة التي تقيم علاقة مع شاب تعرف مسبقاً خطر إقامة هذه العلاقة عليها اجتماعياً ورغم ذلك تستمر في علاقتها !
    * الشاب الذي يدخل عالم المخدرات في الأغلب يكون لديه معلومات عن مخاطر إدمانها ولكن هذا لا يمنعه من تجربتها وإدمانها !!
    الشخص العظيم بحق هو الذي يغوص في أعماق ذاته بحثا عن الإجابات ، و لا يقاس الوعي الذاتي بكم المعلومات أو الخبرات التي لدى الفرد ، إنما يقاس بمدى القدرة على الاستفادة من تلك الخبرات والمعلومات عند الإقدام على فعلاً معين ، قال تعالى في سورة العنكبوت:


    {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }العنكبوت2
    {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }العنكبوت3





    فالفيصل في الحكم على جودة وعينا الذاتي هو الاختيار الجيد والعمل الجيد عندما تتاح لنا الفرصة لارتكاب أخطاء لا ترتضيها معايير وعينا الذاتي
    (العقيدة – المعلومات – الخبرات – المبادئ – الأفكار) .
    في حال تمتعنا بالشفافية والمصداقية مع الذات سيتعرف كل منا على أخطاء ارتكبها وقد تكون هذا الأخطاء كبيرة لدرجة الخطايا ، وفي الأغلب نكون أقدمنا عليها ونحن نملك في ذواتنا مخزوناً من الوعي يرفض القيام بها ، ولكننا رغم رسائل التنبيه التي تصلنا من وعينا الذاتي نواصل ارتكاب هذه الأخطاء 0
    لتفسير ذلك لابد أن ننظر للأمر من زاويتين مهمتين وهما زاويتين متقابلتين وليستا متناقضتين لنكون أكثر وعياً بأنفسنا ، هاتين النظرتين من جانب ديني وآخر نفسي0
    أولاً ــ التفسير الديني لخطأ الإنسان رغم وعيه :
    1ـ وسوسة الشيطان الذي يجري من الإنسان مجرى الدم 0
    يقول الشاعر :
    إني ابتليت بأربع ما سلطت ***** عليّ إلا لعظم بليتي وشقائي
    إبليس والدنيا ونفسي والهوى ***** كيف الخلاص وكلها أعدائي
    2ـ ضعف مراقبة الله واستشعارها في الخلوات 0
    {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }الملك12
    3ـ ضعف الإيمان بالله ، حتى ولو ادعينا بأننا نملك إيمانا حقيقياً به وبيوم الحساب ، فمن يؤمن بالله إيماناً حقيقياً سيمنعه هذا الإيمان من الوقوع في الأخطاء التي حرمها ونهى عنها الشارع الحكيم 0
    {قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأنعام15
    4ـ الابتعاد عن أداء العبادات بروحانية واستشعار حكمتها عند أدائها 0
    ثانياً ــ التفسير النفسي لخطأ الإنسان رغم وعيه :
    الحيل النفسية أو الدفاعات النفسية التي يلجأ الإنسان إليها إذا لم يوفق في حل مشاكله ، أو للتقليل من الصراعات في داخله بين ما يريده وبين ما يمليه عليه وعيه الذاتي ، وأيضا لحماية ذاته من التهديد ، أو لعدم إرضاء دوافعه بطريقة سوية واقعية لأسباب كثيرة كأن تكون المشكلة فوق احتماله أو تكون نتيجة دوافع لاشعورية لا يعرف مصدرها, أو تكون ناتجة عن ضعف أو قصور في تكوينه النفسي 0
    وهذه الحيل تحقق للفرد التخلص من القلق و التوتر الناتج من عدم حل هذه المشكلة , ولكنها تصبح ضارة و خطرة عندما تعمي الفرد عن رؤية عيوبه و مشاكله الحقيقية و لا تعينه على مواجهة المشكلة بصورة واقعية و من الحيل التي قد تلعب دوراً في تغييب الوعي الذاتي وتفسر وقوع الإنسان في الخطأ:


    وقد يكون للعوامل الاجتماعية من تنشئة خاطئة وتقليد أعمى أو ضغوط اجتماعية دور في حدوث الخطأ .
    كما أن ذلك يحدث نتيجة آليات التفكير المعوج وغير السليم كأساليب التعميم الخاطئ أو التسرع في اتخاذ القرارات أو تبني افتراضات مسبقة أو جمود فكري وعدم التمتع بالمرونة الفكرية ..
    · أشكال آليات الدفاع الأولية أو حيل الدفاع النفسي :
    تتعدد حيل الدفاع النفسي إلى أقسام وهي :
    1ـ حيل الدفاع الانسحابية أو ( الهروبية ) مثل : الانسحاب ، والنكوص ، والتفكيك ، والتخيل والتبرير والإنكار ، والإلغاء ، والسلبية 0
    2ـ حيل الدفاع العدوانية أو ( الهجومية ) مثل : العدوان ، والإسقاط ، والاحتواء 0
    3ـ حيل الدفاع الإبدالية مثل : الإبدال ، والإزاحة ، والتحويل ، والإعلاء ، والتعويض ، والتقمص ، وتكوين رد الفعل ، والتعميم ، والرمزية ، والتقدير المثالي 0
    وهناك تقسيم آخر لحيل الدفاع النفسي وهو :
    1ـ حيل الدفاع السوية وهي : غير عنيفة وتساعد الفرد في حل أزمته النفسية وتحقيق توافقه النفسي ، مثل : الإعلاء ، والتعويض ، والتقمص ، والإبدال 0
    2ـ حيل الدفاع غير السوية وهي : عنيفة ويلجأ إليها الفرد عندما تخفق حيله الدفاعية السوية فيظهر سلوكه مرضيا ، مثل : الإسقاط ، والنكوص ، والعدوان ، والتحويل ، والتفكيك ، والسلبية 0
    وفيما يلي حيل أو آليات الدفاع الأولية :
    القمع أو الكظم ـ الكبت ـ الاجتياف ـ التماهي أو التوحد ( التقمص ) ـ الإسقاط ـ الإبدال أو النقل ( التحويل ) ـ النكوص ـ التبرير ـ الإعلاء والتصعيد أو التسامي ـ التعويض ـ السلبية أو الخلفة ـ النكران ـ أحلام اليقظة ـ الانسحاب ـ تكوين رد الفعل أو الرد المعاكس ـ التثبيت ـ التفكيك ( العزل ) ـ النسيان ـ الإلغاء ( الإبطال ) ـ التعميم 0
    المؤثرات السلبية :
    هناك العديد من المؤثرات السلبية التي تلعب دوراً مهما في حياة بعض الأفراد والتأثير على بناء الشخصية ، ( نفسيا , انفعاليا , اجتماعيا , تربويا , صحيا , مهنيا , سلوكيا) 0
    ماذا نعني بالمؤثر السلبي ؟؟
    تعريف المؤثر السلبي :
    1ـ المؤثر السلبي هو كل عامل ذاتي أو بيئي يؤثر سلباً على تطور الفرد فكرياً ، أو استقراره نفسياً أو اجتماعياً أو صحياً أو اقتصادياً 0
    2ـ وفي تعريف آخر هي كل ما يتأثر به الفرد مما يسمع ويرى من الأمور المنافية للشرع أو الأخلاق داخل المحيط الذي يتفاعل معه ( البيت , المسجد , الشارع , المدرسة , أجهزة الإعلام , أجهزة الاتصال 00الخ ) 0
    إذاً
    إن عمق تأثير تلك المؤثرات السلبية على الفرد تختلف في حدتها وعمقها على حسب عدة عوامل ومنها :
    * عمر الإنسان ونضجه العقلي 0
    * وعي الإنسان الذاتي 0
    *المدة الزمنية التي يخضع الإنسان فيها لذلك المؤثر 0
    * القدرات والطاقات النفسية التي يمتلكها الفرد 0
    أنواع المؤثرات السلبيــة :
    1ـ المؤثرات الاجتماعية
    2ـ المؤثرات النفسية
    3ـ المؤثرات الفكرية
    4ـ المؤثرات الصحية
    5ـ المؤثرات السلوكية
    6ـ المؤثرات العامة
    استراتيجيات مواجهة المؤثرات السلبية :
    مدخــل
    1ـ لكل مؤثر استراتيجية تناسبه على حسب طبيعته ، وكذلك مدى وعي الفرد به ومناسبة سنه 0
    2ـ ويمكن تطبيق الاستراتيجيات على ثلاث مستويات للفرد:
    3ـ على مستوى النفس: مثل الإرشاد العقلاني الانفعالي وأساليب ضبط النفس ومهارة تقدير الذات ومهارة اتخاذ القرار وغيرها 0
    4ـ على مستوى الفكر: عن طريق مهارات التفكير الناقد 0
    5ـ على مستوى القيم: من خلال غرس بعض القيم الجيدة في شخصيته ورفع مستوى ثقته بنفسه 0
    الإرشاد العقلي الانفعالي :
    تؤكد هذه النظرية : على العلاقة بين الأفكار التي يملكها الفرد وسلوكه ؛ فإذا كانت هذه الأفكار غير منطقية فإن السلوك يصبح غير سوي ، وتحتاج تلك الأفكار إلى تعديل كي يستقيم السلوك ، وفي ضوء الأفكار ينقسم الأفراد إلى قسمين منطقيون وغير منطقيون بسبب الأفكار لديهم .
    مفاهيم مغلوطة عند الإنسان غير المنطقي
    إن معظم المشكلات التي يقع فيها الناس هي نتاج لأفكارهم اللاعقلانية والتي تعودوا عليها وتشربوها خلال تنشئتهم الاجتماعية ومن واقع الثقافة التي يعيشون فيها وقد حُددت بعض الأفكار التي يعتقد أنها تؤدي إلى انتشار المشكلات النفسية :
    إن تصحيح المفاهيم الخاطئة السابقة يسهم بإذن الله في الحد من نظرة الفرد السيئة لنفسه واكتساب نظرة واقعية نحو الذات والحياة 00
    ومن ذلك ما يلي :
    • زيادة الاهتمام بالنفس 0
    • زيادة الاهتمام بالمجتمع 0
    • الاعتماد على النفس وتوجبيها 0
    • التسامح 0
    • المرونة 0
    • تقبل مستوى مقبول من النظام. (الأمور لا تسير 100% والمواقف تتطلب أن يكون هناك خطأ ) 0
    • الالتزام (بالقيم والعادات والتقاليد 00 ) 0
    • التفكير المنطقي العلمي (حلل الموقف منطقياً دون مبالغة) 0
    • تقبل النفس وتحمل المخاطر (النفس على علاتها) 0
    من الطرق السلبية في التفكير
    • قراءة الأفكار .
    • التكهن .
    • تصوير الأمور في شكل كارثي .
    • الوسم
    • التحقير من شأن الجوانب الإيجابية ، والتركيز على إبراز الجوانب السلبية .
    • الإفراط في التعميم .
    • التفكير بأسلوب إما كل شيء أو لا شيء .
    • الواجب عمله.
    • الإلقاء باللائمة على الذات ، أو على الآخرين.
    • عقد مقارنات مجحفة وفي غير مكانها .
    • توجيه الندم
    • الاستدلال العاطفي
    • العجز عن الدحض
    • التركيز على إطلاق الأحكام
    التفكير الناقد :
    مدخل
    التفكير الناقد من أهم المهارات التي يستخدمها الفرد للحكم على الأشياء بقبولها او رفضها ، وإذا استطاع المتدرب أن يكتسبها فإنه بذلك قد حقق إستراتيجية متميزة تغني عن كثير من الاستراتيجيات الأخرى لأنه سيبني آليات جديدة لم يتعود عليها مسبقاً بحيث تعمل دور الوقاية والنماء والعلاج بنفس الوقت .
    أنماط التفكير : يمكن تصنيف التفكير من حيث فاعليته إلى نمطين :
    1ـ التفكير الفعّال : ويتطلب نمط التفكير الفعال استخدام مهارات التفكير المتنوعة وإستراتيجياتها المختلفة بدرجة عالية من الكفاءة ، كما ينبغي على الفرد الذي يطبق هذا النمط من التفكير الاتصاف بمجموعة من الخصائص الشخصية والفكرية الآتية :
    • الرغبة في تحديد المشكلة بكل دقة ووضوح .
    • استخدام مصادر موثوقة من البيانات والمعلومات .
    • البحث عن بدائل وفحصها باهتمام بالغ .
    • البحث عن الأسباب ذات العلاقة وعرضها للمناقشة .
    • الانفتاح على الأفكار والآراء الجديدة .
    • إصدار الأحكام المناسبة واتخاذ القرارات الملائمة في ضوء الأهداف المرسومة وليس في ضوء الرغبات الشخصية أو العواطف المتقلبة .
    • الالتزام بالموضوعية منهجاً للبحث والنقاش .
    • الاجتهاد والمثابرة في العمل على حل المشكلات وإثارة التفكير باستمرار .
    • التشكيك في الأمور والمعلومات من أجل الوصول إلى الأفضل منها .
    • تأجيل إصدار القرارات عند الافتقار إلى الأدلة الكافية .


    2ـ التفكير غير الفعّال : وهو ذلك النمط من التفكير الذي لا يتبع منهجية واضحة أو دقيقة ، ويقوم على مغالطات أو افتراضات باطلة أو متناقضة ، أو ادعاءات وحجج غير متصلة بالموضوع ، أو إعطاء تعميمات وأحكام متسرعة ، أو ترك الأمور للزمن أو للحوادث كي تعالجها .
    أنماط السلوك التي يتبعها الأفراد الذين لا يلتزمون بالتفكير الفعال فتتمثل في الآتي: اللجوء إلى القوة والهجوم الشخصي أو الجماعي بهدف القضاء على الأفكار أو الآراء المطروحة .
    • التردد في اتخاذ القرارات المناسبة في ضوء الأدلة المتوفرة .
    • التضليل وإساءة استخدام الدعابة البريئة ، والهادفة ، لتوجيه النقاش بعيداً عن الموضوع الرئيسي .
    • إساءة استخدام اللغة بقصد أو بغير قصد ، من أجل الابتعاد عن صلب الموضوع أو الوصف المجانب للصواب .
    • اللجوء إلى حسم المواقف بطريقة مزاجية أو عن طريق الصواب أو الخطأ ، أو عن طريق الاعتقاد بما يُسمى بالأبيض والأسود فقط ، رغم إمكانية وجود خيارات عديدة .
    • طرح فرضيات مخالفة للواقع ، أو الاستناد إلى فرضيات مغلوطة أو مبالغ فيها لرفض فكرة معينة .
    • الاستهتار بالمشكلات المعقدة والنظر إليها نظرة بسيطة لا تتناسب مع صعوبتها .
    • الاعتماد على الأمثال أو الأقوال المعروفة في إصدار القرارات والحكم على الأمور مهما اختلفت خصوصيات المشكلات المعروضة للنقاش .
    مفهوم التفكير الناقد : ورد الفعل " نقد " في ( لسان العرب ) بمعنى ميز الدراهم وأخرج الزيف منها ، كما ورد تعبير " نقد الشعر ونقد النثر " في ( المعجم الوسيط ) بمعنى أظهر ما فيهما من عيب أو حسن . والناقد الفني كاتب عمله تمييز العمل الفني : جيده من رديئه ، وصحيحه من زيفه .
    إذاَ:
    • ماذا نعني عندما نقول بأن فلاناً يفكر تفكيراً ناقداً ؟ للإجابة عن هذا السؤال ولإعطاء فكرة مبسطة ، نورد تالياً قائمة في بعض الخصائص والسلوكيات البارزة التي أوردها باحثون متخصصون في وصف الشخص الذي يفكر تفكيراً ناقداً واستكمل الباقي من وجهة نظرك ومساعدة مدربك .
    خصائص المفكر الناقد :
    • منفتح على الأفكار الجديدة .
    • لا يجادل في أمر عندما لا يعرف شيئاً عنه .
    • يعرف متى يحتاج إلى معلومات أكثر حول شيء ما .
    • يعرف الفرق بين نتيجة " ربما تكون صحيحة " ونتيجة " لا بد أن تكون صحيحة " .
    • يعرف بأن لدى الناس أفكاراً مختلفة حول معاني المفردات .
    • يحاول تجنب الأخطاء الشائعة في استدلاله للأمور .
    • يتساءل عن أي شيء يبدو غير معقول أو غير مفهوم له .
    • يحاول فصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي .
    • يحاول بناء مفرداته اللغوية بحيث يكون قادراً على فهم ما يقوله الآخرون ، وعلى نقل أفكاره بوضوح.
    • يتخذ موقفاً أو يتخلى عن موقف عند توافر أدلة وأسباب كافية لذلك .
    • يأخذ جميع جوانب الموقف بنفس القدر من الأهمية .
    • يبحث عن الأسباب والبدائل .
    • يتعامل مع مكونات الموقف المعقد بطريقة منظمة .
    • يستخدم مصادر علمية موثوقة ويشير إليها .
    • يبقى على صلة بالنقطة الأساسية أو جوهر الموضوع .
    • يعرّف المشكلة بوضوح .
    معايير التفكير الناقد : يقصد بمعايير التفكير الناقد تلك المواصفات العامة المتفق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير ، والتي تتخذ أساساً في الحكم على نوعية التفكير الذي يمارسه الفرد في معالجته للمشكلة أو الموضوع المطروح . ومن أبرز هذا المعايير ما أورده الباحثان " أيلدر وبول " ، ونعرضه في ما يلي :
    معايير التفكير الناقد :
    1ـ الوضوح
    2ـ الصحة
    3ـ الدقــة
    4ـ الربــــط
    5ـ العمق
    6ـ الاتساع
    7ـ المنطق
    القيّم :
    مدخل : تحتل القيم مكانتها لدى الفرد حسب حاجته إليها واهتمامه بها .. فيعطي الفرد أهمية ضئيلة للقيمة إذا لم يكن قد وصل بعد إلى المستوى أو الدرجة التي يعرف من خلالها مدى مناسبة هذه القيمة.. وأهميتها بالنسبة له ..!!
    * الـمؤثرات الأساسية في اكتساب القيم
    * الـمؤثرات الاجتماعية والبيئية
    * الـمؤثرات السيكولوجية
    * الـمؤثرات البيولوجية
    • وعلى ذلك .. فارتقاء القيم واستيعابها يمر بمراحل مختلفة .. يحددها " كراثول " في ثلاثة مستويات:
    1ـ ـ مستوى التقبل: ويتضمن الاعتقاد في أهمية قيمة معينة .. وهو أدنى درجات اليقين 0
    2ـ مستوى التفضيل : ويشير إلى تفضيل الفرد لقيمة معينة .. وإعطائها أهمية خاصة 0
    3ـ مستوى الإلتزام :وهو أعلى درجات اليقين .. حيث الشعور بأن الخروج عن قيمة معينة سوف 0
    أنواع القيم :
    1ـ قيم إيجابية ، وهي :
    الصدق ، الانتماء ، الاعتذار عند الأخطاء ، الإنصاف ، التبين ( التثبت ) ، التفاؤل ، التواضع ، الطموح ، علو الهمة ، قوة الإرادة ، تحمل المسئولية .. والشعور بها ، كتمان السر ، النظام ، الوفاء ، الاحترام 0
    2ـ قيم سلبية ، وهي :
    الكذب ، الوهن ، إفشاء السر ، الإجحاف ، الاتهام ، التشاؤم ، الكبر. (التعاون على الإثم والعدوان ) ، التكاسل والتقاعس ، ضعف العزيمة وضعف الهمة ، سوء الخلق ، التملص من المسؤولية ، إفشاء السر ، الخيانة ، الازدراء 0


    الثقة بالنفس : تعد الثقة بالنفس مهمة للغاية للتمتع بحياة سعيدة وكاملة . وهي تؤثر إيجابياً على نجاحك في العمل وعلى حياتك الأسرية وعلاقاتك مع الآخرين والأنشطة التي تقوم بها في وقت فراغك . كما أنها تؤثر على أدائك في كل ما تقوم به . ومما لا شك فيه أن أفضل ما يمكن أن يمتلكه أي شخص هو الثقة بالنفس ، فلا يمكن أن تعوض الثروة ولا الشهرة عن ضعف الثقة بالنفس .
    إذاً:
    إن الوقت والطاقة التي تخصصها لبناء الثقة بالنفس واحترام الذات ما هي إلا استثمار لحياتك بأسرها . وفي الواقع ، يمكنك – بل يمكننا جميعاً – تعلم اكتساب الثقة بالنفس لأن هذا في وسعنا دوماً ، بصرف النظر عن حياتنا الماضية أو مستوانا العلمي أو الأسري أو حتى المرحلة التي وصلنا إليها حالياً من الثقة بالنفس 0
    كيفية اكتساب الثقة بالنفس :
    تتكون معادلة اكتساب الثقة بالنفس أو إحداث أي تغيير في الشخصية بالفعل من خمسة عناصر .
    أولاً : نمي من إدراكك لذاتك وحاول أن تسبر أغوار نفسك . ينبغي كذلك أن تقر بأن هناك صفات في شخصيتك ترغب في تغييرها ، وحاول أن تدرك سبب عدم ثقتك بنفسك حتى الآن .
    وبعد ذلك ، قم بتطبيق المعادلة التالية :
    1ـ اتخذ قراراً بتحقيق الثقة بالنفس بإصرار وحاول أن تلتزم بهذا القرار.
    2ـ غير من طريقة تفكيرك . ويتضمن هذا تغيير السمات والعادات التي تقيد تفكيرك0
    3ـ استخدم خيالك . يمكنك ، على سبيل المثال ، أن تتخيل أنك شخص واثق من نفسك 0
    4ـ تصرف وكأنك تثق بنفسك بالفعل . وكلما تحدثت وتصرفت بثقة ، ازدادت ثقتك بنفسك 0
    • تعد المراحل الأربعة من تلك المعادلة غاية في الأهمية . وإذا لم تطبق هذه المراحل ، فمن المستبعد أن تحقق الثقة بالنفس دائماً ، أو ربما لن يتغير أي شيء على الإطلاق .

  12. #272
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا


    كيف تتخلص من الأفكار السلبية ؟؟

    كثيرا ما نطرح هذا السؤال على أنفسنا ، كيف نتخلص من التفكير السلبي ؟
    إلا أننا لم نحاول مره أن نحول هذا السؤال إلى استفهام آخر هو : كيف نقي أنفسنا من التفكير السلبي ؟
    ولتحقيق ذلك فنحن أمام مهمتين :
    الأولى ــ تتمثل في : ما هي الأشياء التي تسهم في منع وصول الأفكار السلبية إلينا ؟
    الثانية ــ تتمثل في : كيف نتخلص من الأفكار السلبية التي تجتاحنا وتسيطر علينا ؟
    قبل الحديث عن الأفكار السلبية ومسبباتها وعن طرق التخلص منها وعن كيفية وضع الحواجز دونها يفضل أن نتحدث عن العلاقة القوية بين الثقة بالنفس وبين الأفكار الايجابية ، وفي المقابل بين الأفكار السلبية وبين الضعف والخور في الشخصية 0
    حيث انه كلما قويت ثقة الإنسان بنفسه وكملت ثقته في قدراته وما يتحلى به من سمات وصفات ومواهب كلما كانت شخصيته إيجابية وكانت كذلك أفكاره إيجابية عن نفسه وكان أيضا إيجابي النظرة إلى الآخرين ، وكلما كانت ثقة الإنسان بنفسه ضعيفة مهزوزة كلما كانت أفكاره السلبية تفوق عدد دقات القلب في الدقيقة الواحدة 0
    لذا توقف قليلا عزيزي القاري واسأل نفسك :
    هل أنا واثق من نفسي ؟ من قدراتي ؟ من مواهبي ؟ هل أنت راض عن نفسي ؟ هل أنا أتقبل نفسي كما هي ؟ هل أمتلك رؤية معتدلة في تقييم الأمور العامة في واقعي ومجتمعي أم أنني متخبط ومتردد غير ثابت على حال ؟
    ثم إذا كنت متأكدا من جميع إجاباتي ؟ أتح لنفسي فرصة للتأمل !
    إن كانت الإجابة بنعم أي إنني واثق من نفسي وقدراتي ومواهبي ومتقبل لنفسي كما هي وعالم بمواطن العيب فيها فإنني أسعى إلى التقويم وعالم بمواطن القوه وأسعى إلى المزيد فهنا أنا قطعت 80% من رحلتي نحو تفكير ايجابي بناء والتخلص من الأفكار السلبية القليلة المنزوية في ذهني وعقلي ولن أجد صعوبة أبدا في إقصائها وإبعادها 0
    أما إن كانت الإجابة بلا !!! فهنا يجب أن أعلم أن أمامي مشوار طويل يتطلب تركيزا وهمة عالية حتى أصل إلى هدف سامي هو التفكير الايجابي الخلاق 0
    هنا يجب أن نشير إلى موضوع مهم وهو ما ذكره ( هاورلد شيرمان ) وغيره من الباحثين المتعمقين في التفكير الايجابي الخلاق الإبداعي يتلخص هذا الأمر في أن مراقبة الأفكار والسيطرة على الخواطر هي مهمة شاقه وليست أبدا سهلة وكمية الأفكار والخواطر التي ترد علينا لا شعوريا كمية هائلة ولذا نحن نملك مراقبتها وإقصاء السيئ منها وقبول الجيد منها أما قضية السلامة منها فهو أمر لا يقدر عليه ! تذكر دائما وأبدا أن مراقبة الأفكار مهمة ضرورية وليست اختيارية ووصولك إلى انسجام داخلي وثبات وتماسك بناء لا يأتي نتيجة صدفة محضة 0
    هل شعرتم يوما من الأيام انه لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تغير من ثباتكم هل مر بأحدكم إن أحس أن بداخله ثقة وشجاعة ولو لفترة خمس دقائق لكنه أحس حينها بجمال الثقة وبهاء الشجاعة وروعة التماسك. هل مر أحدكم بحالة نفسية شعر وقتها انه مسيطر على عاطفته ومتحكم في مشاعره فلا تذهب بها الرياح وتميل به الأهواء حيث تميل ؟ إن السلام الداخلي يجعلك أنت بنفسك وحدك من يتحكم في الموقف 00 إنها غاية صعبة المنال وتتطلب منا الجهد حتى نصل إليها. ليس من السهولة أن نتحكم في مشاعرنا ونوجهها حيث نشاء لأننا أحيانا نفقد السيطرة لقوة الموقف وصعوبته لكن الذين يتمتعون بالسلام الداخلي لديهم ما يمكن أن نسميه استعادة التحكم فهم يتميزون عن غيرهم من الناس أنهم وإن كان للمواقف التي يواجهونها تأثيرا عليهم لكن لا يسترسلون خلف هذه المواقف إلى المجهول الذي لا يعلمونه بل سرعان ما يعيدون للمركب توازنه وللسفينة ثباتها حتى لا تغرق في لجج البحر وهو هنا بحر التيارات الفكرية التي ربما كانت مليئة بالسلبية وما يشل حركتك . ولو قلنا أن من أهم صفات الشخصية الايجابية بعد الثقة هي الثبات والتماسك لأصبنا عين الحقيقة، وفي المقابل أن التردد والانسياق خلف الانفعالات والأفكار والعواطف التي تبعدنا عن التماسك بسهولة هو الخطر الحقيقي الذي يسبب الأفكار السلبية .
    ولو قلنا ( ما التفكير السلبي)؟ انه باختصار التشاؤم في رؤية الأشياء ، المبالغة في تقييم الظروف والمواقف ، انه الوهم الذي يحول اللاشيء إلى حقيقة ماثلة لا شك فيها ، وهذا بخلاف التفكير الايجابي الذي هو التفاؤل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني انه النظر إلى الجميل في كل شيء انه منهج حياة قائم بذاته وهناك معاهد متخصصة مهمتها فقط التدريب على التفكير الايجابي والتي تسمى ( Positive Thinking ) أو علم التفاؤلLearned Uptimism ) ولذا كان من أول أسباب التفوق والنجاح هو الايجابية في التفكير الأفكار السلبية تجتاحنا اثر مواقف تحدث لنا في البيت والأسرة والمدرسة والعمل 00 وكما ذكرنا حين لا نكون على ثقة تامة بأنفسنا و حين نكون مترددين ومهيئين للركض خلف كل انفعال عاطفي وجاهزين للانسياق خلف كل موقف وما يجره من ردات فعل سلبية تحدث في دواخلنا آثارا ندفع نحن ثمنها فيما بعد ! ولا أشك للحظة كما أنني أيضا على يقين تام أننا في أغلب الأحيان ننفعل وننجر خلف كل هذه المواقف السلبية ونصدق أيضا أفكارنا السلبية عن أنفسنا أو عن الآخرين ولو تأملناها قليلا لتيقنا أننا كنا نضخم الأمور ولا نتعامل أبدا معها بروية وموضوعية .
    هنا أسباب تؤدي إلى التفكير السلبي أو إلى أن يكون الإنسان ذا تفكير سلبي ومنها :
    1ـ الانتقادات والتهكم الذي ربما يتعرض له الفرد من محيط أسرته أو عمله أو أقاربه أو أصدقائه 0
    2ـ كما قلت أعلاه ضعف الثقة بالنفس والانسياق السريع خلف المؤثرات والانفعالات الوجدانية والعاطفية والاسترسال دونما روية مما يبعدهم تماما عن الثبات والهدوء اللذين يمهدان لشخصية ايجابية الفكر والسلوك 0
    3ـ تركيز الإنسان على مناطق الضعف لدية ومن ثم تضخيمها حتى تصبح شغله الشاغل 0
    4ـ الانطواء على النفس والبعد عن المشاركات الاجتماعية الايجابية والتدريب على التفاعل الاجتماعي 0
    5ـ عقد المقارنات بين الفرد وبين غيره من الذين يتفوقون عليه مع تجاهله لمواطن القوة والتميز لديه 0
    6ـ المواقف السلبية المتربسة لدى الفرد من صغره 0
    7ـ الحساسية الزائدة لدى البعض من النقد أو من التوبيخ 0
    8ـ الفراغ وكفى به داء وكفى به سبيلا يسيرا للأفكار السلبية فعدم وجود أهداف عظيمة وطموح لافت لدى الفرد يشغل عليه تفكيره ويحدده في نقاط معينة يسعى إلى صنعها ورؤيتها في واقعه من شأنه أن يوجد فراغا فكريا كبيرا .
    9ـ تضخيم الأشياء فوق حجمها وعدم تفهم المواقف بعقلانية وهدوء .
    10ـ اتخاذ أصدقاء سلبيين في أفكارهم ونظرتهم ولا أحد يشك في تأثير الصديق 0
    11ـ ابتعد عن كل ما من شأنه أن يصنع أفكارا سلبية لا حقيقة لها في الواقع ومن ثم يصدقها الفرد بل يرى أنها حقيقة وهذا ناتج ولا شك عن شخصية تعيش فراغا وانعداما للثقة .
    12ـ الخوف والقلق والتدردد يصنعان شخصية مزدحمة بالأفكار السلبية .
    13ـ مشاهدة البرامج أو الأفلام أو قراءة مقالات تحمل طابعا سلبيا فان لذلك أكبر الأثر .
    14ـ الاكتئاب والسوداوية في رؤية الأمور والمواقف 0
    أما طرق التخلص من الأفكار السلبية فنجملها في الآتي :

    1ـ تحصيل الثقة بالنفس أولى خطوات التخلص من التفكير السلبي ، تأمل ذاتك جيدا ستجد الكثير من المواهب والقدرات التي حباك الله إياها لكنك تصر على رؤية عيوبك وتضخيمها وتركز على مثالبك وتتأملها وهنا يكمن الخطر .
    2ـ الهدوء والاسترخاء أمر ضروري ومهم لاستعادة التوازن النفسي والذهني والعاطفي 0
    3ـ تذكر أن مراقبة أفكارك منهج حياة كامل يجب أن تتمثله وتسير عليه قم بإقصاء كل فكره سلبية ترد عليك لان الفكرة التي ترد على الإنسان مع الوقت تصبح إرادة ومن ثم تصير فعلا حتى تستحكم عادة فانتبه من أول الطريق 0
    4ـ تذكر أيضا أن الثبات والانسجام الداخلي ضرورة لكل من أراد بناء شخصية ايجابية ولا تنس أن الوصول إلى هذه الأهداف لا يأتي في يوم وليلة أمامنا الكثير حتى نصل 0
    5ـ لابد من وجود أهداف سامية علمية وعمليه تسعى وتجد للوصول إليها فالفراغ خير صديق لكل ما هو سلبي 0
    6ـ خالط الأشخاص الإيجابيين وتعلم منهم 0
    7ـ شارك في دورات علميه ومهارية تكتسب منها مزيدا من الثقافة والعلم في مجال فن النجاح أو فن التفكير الايجابي 0
    8ـ إياك والانطواء على الذات فالعزلة أحيانا مرتع خصب للأفكار السلبية .
    9ـ حذار من الوهم حاول دائما أن تميز بين ما هو حقيقة وبين ما هو خيال 0
    10ـ إياك والاسترسال مع الانفعالات واحذر من الغضب وتماسك قبل أن تقدم على أي تصرف حتى لا تعيش رهين أفكار نشأت من ردات فعل متسرعة 0
    11ـ راجع نفسك دائما وقومها واعرف ما لها وما عليها وما هو من طاقتها وما هو فوق ذلك .
    12ـ ابدأ صباحك بعد ذكر الله بابتسامة ملؤها الرضا والغبطة فلذلك عظيم الأثر 0
    13ـ احرص على نفع الآخرين ومساعدتهم ومد يد العون لهم فان صدى هذا الخير يرجع إليك وأثره ينالك لا محالة 0
    14ـ لا تركز على مثالبك وعيوبك ، امسك ورقة وقلما واكتب نقاط القوة لديك حتما ستتغير نظرتك 0
    15ـ ابتعد عن كل فكرة أو خاطرة علمت مسبقا أنها تقودك إلى حالة سلبية 0
    16ـ اذا اجتاحتك الأفكار السلبية أو أي خاطرة تشاؤمية ابق هادئا واسترخ وتأملها بعين الموضوعية حتما ستجد أنك كنت تبالغ وتعطي الموضوع أكبر من حجمه 0
    17ـ تذكر أن التفاؤل سبيل عظيم نحو السعادة الداخلية فلا تحرم نفسك إياه فقط انظر إلى الجانب المشرق والجميل في الأشياء 0
    18ـ تعلم فن التجاهل للأفكار السلبية قل دائما ( وماذا إذا)؟؟ امض في طريقك ثابتا هادئا الأمر ليس سهلا لكن الوقت بإذن الله كفيل أن يوصلك إلى هذا الانسجام الداخلي الرائع 0


  13. #273
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أمــير الذوق
    تاريخ التسجيل
    09 2006
    الدولة
    بستان قلبها
    المشاركات
    1,713

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    الله يعطيك العافيه ويجزاك خير يادكتور

  14. #274
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا


    الهاتف المحمول يرن
    نعم
    السلام عليكم
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أنا آسفة ، أتصلت عليك في هذا الوقت !
    حظك الليلة عطلة وأنا سهران ، تفضلي !
    أنا طردني زوجي من البيت
    الآن الساعة الثالثة فجرا
    نعم
    ليه ؟
    مناقشة ، تحولت إلى خصام ، ثم طردني
    والآن أنت فين ؟
    عند أخوي الكبير
    طيب ، والمطلوب ؟؟
    أبغاك تشير علي ماذا أفعل ؟
    عندك أبناء ؟
    نعم ، طالب في الثالث الثانوي ، وفي المتوسطة ، وعندي بنات في الابتدائية والمتوسطة
    كم لك سنة متزوجة ؟
    يمكن عشرين سنة ، تنقلت معه من مكان إلى مكان ، من شرق المملكة إلى غربها إلى جنوبها !
    طيب ، أتصلي على ابنك وخليه يأتي إليك وعودي للبيت ولا تنامي خارجه !
    أخاف يعود يطردني ؟
    لا مش حيطردك ، وأنت إذا وصلتي للبيت لا تناقشيه 00
    طيب أسباب الخصام أيش ؟
    مناقشة بيني وبينه
    تري لازم الزوجة تتنازل أحيانا ، ولا تناقش إذا تعلم أن المناقشة ستؤدي للخصام والطرد 00
    غصب عني
    أنت الآن وهو أيضا تتسببان في مشاكل لأبنائك وبناتك ، وحتى يمكن تفشل حياتهم مستقبلا بهذا السبب !
    والله حتى أولادي مرضانين بهذا السبب !
    طيب ما دام هكذا حالهم ، ليه ما تتنازلي 00
    تعبت والله !
    طيب الآن اتصلي بابنك وارجعي للبيت ، وأعطيني رقم زوجك 00

    أتصلت بعد صلاة الجمعة
    السلام عليكم
    وعليكم السلام
    أنا ضيف الله مهدي
    حياك الله
    رجعت أم فلان البيت أم لا ؟
    لا رجعت
    متى ؟
    الفجر !
    طيب ، أنت ما تخاف الله تطردها الثالثة فجرا ، وأنت تعلم أنها يتيمة الأب والأم وأخوتها ما يدرون عنها ؟؟
    ما عندها رجال أشتكي عليهم !!
    نعم ما عندها رجال ، وإلا ما كنت تتجرأ وتطرها في هذا الوقت وتخرج من البيت !
    لو تعلم أن وراها رجال يردعوك ما كنت تطردها !
    يا أخي تعبت منها !
    ولو ، هذه زوجتك ، تصبر عليها وما تطردها 00 أي لو حصل لها شيء من يتحمل المسؤولية ؟
    لا أنا وصلتها بنفسي بيت أخوها !!
    حتى ولو فعلت ، ما لك حق تطردها ، يا أخي النبي عليه الصلاة والسلام على فراش الموت وهو يوصي بالنساء 00 ثم أن أولادك سيتأثرون بهذه المشاكل 00
    أنا عارف لكن تعبت وجاني حتى الضغط ، أنا الآن معي ضغط 00
    عشرين سنة وأنا على هذا الوضع 00
    لا ، لو تريد تنهي المشاكل ما استمرت 00 يا أخي قفل أذنك لا تناقش ، روح نام ، قفل على نفسك ، مش معقول تتطاول عليها بهذا الشكل أمام أبنائها !
    أتمنى أنك ما تعود أنت وهي لهذه المشاكل 0
    إن شاء الله أمر عليك وأخبرك بكل شيء !
    المهم أنا أريد منك ما تتعرض لها مرة ثانية وتطردها ، وإذا هي بدأت ، أخرج من البيت ، قفل على نفسك ، خذ الأمر بطريقة ليست بهذه الطريقة عنف وعدوان وطرد ، ترى إذا عدت مرة ثانية سأرفع لها شكوى للأمير محمد بن ناصر ولجمعية حقوق الإنسان 0
    طيب
    أتمنى لكم جميعا حياة سعيدة
    شكرا لك
    مع السلامة
    ثم كلمتها
    أنت تريك بتتسببين في خراب بيتك ، ومشاكل لأولادك ، والمفروض ما تناقشيه ما دامت المناقشة ستكون نهايتها طردك 0
    إن شاء الله ما أعود
    طيب مع السلامة !!

    يا ناس ، يا عالم : كثرة الخصام تؤثر على نفسيات أبنائكم وتحول حياتكم وبيوتكم إلى جحيم لا يطاق !!

    جـو المشاحنات في الأسرة :
    سؤال ـ هل الخصومات والمشاحنات وتوتر العـلاقة بين الوالدين تؤثر في سلوك الأبناء وتربيتهم ؟‍ 0 الجواب : تشير الدراسات إلى أن المشاحنات والخلافات تؤثر على سلوك الأبناء وعدم الوصول بهم إلى الطريقة المثلى في التربية 0 وتشير المشاحنات إلى الخلافات التي يمكن أن تقع بين الوالدين ، وتبدو في أشكال سلوك كلامي وحركي متعدد الأنواع ، وتخلق في البيت جوا من التوتر يؤثر في حياة الأبناء تأثيرا بالغا 0 والخلافات بين الوالدين يمكن أن تقع والأصح القول أنها كثيرا ما تقع ، ولكن بعضهم لا يذهب فيها إلى أكثر من حدود المناقشة (( المهذبة )) بحيث تنتهي المناقشة إلى بعض الحلول المنطوية على الكثير من التسامح عند الطرفين 0 ويكثر في أمثال هذه الحوادث البسيطة أن يبعد الوالدان جو مناقشتهما عن الأولاد حرصا على حسن تربيتهم 0 إن جو المشاحنات في الأسرة من أشد الأجواء تأثيرا في إيجاد صعوبات في التكيف تعرقل حسن نمو الأبناء 0 فإذا انتهت المشاحنات إلى انقطاع كامل أو ما هو قريب منه في العلاقة بين الوالدين وأصبح البيت متصدعا أو مهدما ، غدا البيت من الجحيم في نظر الأبناء ، وقد رأينا الكثير من الأمثلة عن تأثير هذا الجو في جنوح الأحداث ، وتصبح التربية للأطفال في جو مثل هذا غير صالحة وكافية ولا يأخذ الأطفال نصيبهم منها 00 وإذا انفصلا الأبوين عن بعضهما أو عاشا معا لكنهما ليست بينهما أي مودة أو اتصال أو تقارب عاش الأبناء أجواء الطلاق النفسي والذي هو أشد وقعا وتأثيرا على نفسياتهم من الطلاق والانفصال الحقيقي 0




  15. #275
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    السلام عليكم
    معايه استفسار لوتكرمت اخي ضيف الله مهدي
    عند ولد عمره اربع سنوات بس عليه حركات بايخه شويه
    يطلع ذكره للبنات نظرته شهونيه يعني يركز على الصدور
    وعلى الارداف قبل اسبوعين خالته حصلتوه سادح على ظهره
    وولد خالته يرضع له ذكره يبغاء يطلع حليب على قوله طبعآ
    في عمر واحد هو وولدخالته اربع سنوات امه ولعت الكبريت
    وحرقتوه في فخذه لكي يبطل هذا الحركات ولكن كررها مره ثانية
    فمنعته من الذهاب الى بيت خالته الحل مع هذا الوالد رغم انه ولدي
    الوحيد آسف على الاطاله انا في انتظار الرد اخي ضيف الله



  16. #276
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    السلام عليكم
    معايه استفسار لوتكرمت اخي ضيف الله مهدي
    عند ولد عمره اربع سنوات بس عليه حركات بايخه شويه
    يطلع ذكره للبنات نظرته شهونيه يعني يركز على الصدور
    وعلى الارداف قبل اسبوعين خالته حصلتوه سادح على ظهره
    وولد خالته يرضع له ذكره يبغاء يطلع حليب على قوله طبعآ
    في عمر واحد هو وولدخالته اربع سنوات امه ولعت الكبريت
    وحرقتوه في فخذه لكي يبطل هذا الحركات ولكن كررها مره ثانية
    فمنعته من الذهاب الى بيت خالته الحل مع هذا الوالد رغم انه ولدي
    الوحيد آسف على الاطاله انا في انتظار الرد اخي ضيف الله



  17. #277
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا


    حياك الله أخي الفاضل ، وشكرا لك لثقتك فيّ 00
    يمر الطفل في مراحل الطفولة بما يلي :
    ــ المرحلة الفمية : حيث فمه هو وسيلة الاتصال مع العالم الخارجي ، وكل شيء يقع في يده يضعه في فمه 0
    ثم يتطور إلى
    ــ المرحلة الشرجية ، حيث نجده يستمتع ويستلذ أثناء تبرزه ، ولذا يجب على الأهل أن يعطوه الوقت الكافي أثناء تبرزه حتى لا يحدث ما يسمى بالتثبيت ، وهنا قد تحدث له مشكلة 0
    ثم يتطور إلى
    ــ المرحلة القضيبية ، حيث يتنبه إلى عضوه التناسلي ويصبح وسيلة لملذاته ، ويجب على الأهل أن يتعاملوا بحنكة معه فالتهديد بالقطع واستخدام العنف قد تجعله لا يتطور ، ويحدث العكس 00
    اللعب بعضوه الذكري شيء طبيعي ، لكن إذا زاد عن الحد ينبغي التنبيه عليه بهدوء دون استخدام العنف والضرب والتوبيخ 0
    وأن يشغل عن ذلك بالمفيد ، كالرسم والألعاب 00وغير ذلك 0
    وقد تحدث ( فرويد ) عن مراحل النمو النفسجنسي ( الفمية ، والشرجية ، والقضيبية ، والكمون ، والبلوغ ، والجنسية ) وذكر أن الدافع الجنسي موجود عند الطفل منذ ولادته ، وأن مظاهر هذا الدافع تختلف من مرحلة إلى لأخرى 0 ومن المشكلات الجنسية أو السلوك الجنسي غير المناسب ، العادة السرية ( الاستمناء ) ، واللعب الجنسي ، وانحراف الأدوار الجنسية ، وغير ذلك 00

    أتوقع أن سلوك هذا الطفل بسبب حب الاستطلاع والاكتشاف ، إضافة إلى أنه قد شاهد أفلاما ، أو شاهد آخرين يمارسون مثل هذا السلوك 00 لا تنسى الرفاق والأفلام حتى الكرتونية أحيانا ممكن تعرض مثل هذا ، وشاهد خروج المني الذي يقول عنه (الحليب ) وكيف استلذ ذلك الكبير ، وهو يقلد ويريد الاستمتاع 00

    التربية الإسلامية وتحسين السلوك الجنسي :
    المشرع الإسلامي يتشدد كثيراً في ضبطه ، وربما يعود ذلك إلى ارتباط النشاط الجنسي بالعفاف والحياء الفكري في التركيبة الآدميّة 0 إنّ المشرع في ضبطه لهذا النشاط خلال فترة الطفولة المتأخرة يتشدد كثيراً فيمنع كل إثارة جنسية أمام الطفل حتى الكلام ، والنَفَس اللذان يصاحبان العملية الجنسيّة نفسها بين الزوجين ، وهذا يمثل جزءً من خطته الأساسيّة في عملية التحسين البيئي للسلوك الجنسي التي يبدأ المربي المسلم بتنفيذها قبل أن يولد الطفل أحياناً ، وذلك عن طريق تغيير نظرة الكبار للمسألة الجنسية ، وأثر انعكاسات هذه النظرة على انحراف أو استقامة الطفل من هذه النّاحية 0 ومما لاشك فيه أنّ عملية تحسين السلوك الجنسي لا ينفذها المشرع الإسلامي في عالم الصغار وحدهم ، بل في حياة الكبار بالدرجة الأولى ، لأن المربي المسلم إذا نجح في تنظيم النشاط الجنسي لدى الكبار انعكس ذلك على التربية الجنسية للصغار ، حيث يقوم الكبار وبخاصة الوالدين بعملية تدريب الصغار على المواقف الجنسيّة السليمة ، فإذا كانت الثقافة الجنسيّة الإسلاميّة غائبة عن وعي الفئة التي أنيطت بها مهمة التربية ، ترتب عن ذلك فشل ذريع في اكتساب الصغار للعادات الجنسية المطلوبة حسب وجهة نظر المشرع ، ولكن سوف تكون مهمة التربية الجنسية للصغار أكثر سهولة حينما يتمتع الكبار بثقافة جنسيّة إسلاميّة ، وبالأحكام الفقهيّة المتعلقة بها 0 وعلى كل حال تكون مسئولية الكبار وبخاصة الوالدين ( مزدوجة ) تجاه أنفسهم ، وتجاه صغارهم سواءً كانوا أطفالاً مميزين أو الناشئة الأحداث ، أو حتى من المراهقين الذين بلغوا فعلاً الحُلم وفق المعايير الشرعية المحددة 0
    إن المشرع الإسلامي يدعو في كثير من النصوص والروايات على ضرورة أداء مسؤولية التربية الجنسية للطفل المميز ، والمراهق تمهيداً لمواجهة تغيرات المرحلة الجنسية ، كذلك يدعو إلى البدء بالتربية الجنسية للآباء والأمهات ، والمعلمين ، والتربويين أولاً ، لأنهم وسيلة المشرع للقيام بأعباء التربية الجنسية للصغار ، لذلك نجد هذه النصوص والروايات تحث باستمرار على ضرورة تنظيم السلوك الجنسي بين الزوجين ، وبينهما وبين الأبناء ، فالعائلة كيان واحد يؤثر بعضه على بعض ، ومن المؤكد أن حسن أو سوء تنظيم العلاقة الجنسيّة بين الأبوين يترك أثره على شخصية الأبناء 0 وبحكم أن الآباء والأمهات وغيرهم من فئات الكبار ، لهم تأثير مباشر ودائم ـ أحياناً ـ على صغارهم ، حرص المشرع الإسلامي على التأكيد على مسألة استيعاب هؤلاء لوجهة النظر الإسلاميّة في المسألة الجنسيّة من الناحيتين النظرية والعملية ، حتى يعينهم ذلك على القيام بأعباء التربية الجنسيّة تجاه أنفسهم ، وتجاه أبنائهم ذكوراً وإناثاً 0 وبالرغم من أنّ البرنامج الإسلامي للتنظيم الجنسي بين الزوجين متكامل ، بل ومتفرد في بعض خصائصه ، إلاّ أن المشرع كعادته لا يمانع أبداً أن يتضمن برنامجه في تربية الكبار جنسياً ، أية اجتهادات صحيحة من قبل العلماء ، ولا يرفض بالتأكيد الحقائق العلمية ، التي توصل إليها علم التشريح ، وعلم الحياة ، وعلم النفس ، والصحة الجنسية ، والفروق الفردية بين الجنسين ، وبين الكبار والصغار ، والقواعد الأخلاقية والاجتماعية التي أدركها العقل البشري بفطنته الفكرية ، وبحياء وجدانه الأخلاقي النقي ، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها 0 ويتم البرنامج الإسلامي في التربية الجنسيّة للكبار وبالذات "الأبوين" عن طريقين هامين هما :
    أولا ـ تغيير نظرة الكبار للسلوك الجنسي :

    حيث يحدّد المشرع الإسلامي نظاماً مُتكاملاً للتربية الجنسيّة لدى الكبار ، حتى يقدم هؤلاء جيلاً نقياً من الناحية الجنسيّة ، ونظيفاً من عوامل الانحراف قدر المستطاع ، لكن هذا النظام لم يستوعبه الكثير من أفراد المجتمع المسلم أو لم يترب عليه البعض منهم لسبب ما ، وبخاصة في القرون المتأخرة التي شهدت انحطاطاً عاماً خطيراً في تفكير الأمة ، وابتعد وجدان أفرادها عن المفهوم الإسلامي في أغلب مجالات التربية الأخلاقية والعائلية ، خاصة في مجال التربية الجنسيّة التي تعتبر من أخفى الأمور وأصعبها حساسيّة لدى العائلة المسلمة 0 ولقد حشد المشرع في القرآن والسنّة والفقه الإسلامي نصوصاً تشكل منهاجاً متكاملاً للتربية الجنسية عند الكبار ، وبقيت هذه النصوص حتى الآن السياج القوي الذي يحفظ العائلة المسلمة في أستر جزء من حياتها ، ولأن هذا الجزء مستور ، وذو حساسيّة أخلاقية معقدة ، تساهل الناس ـ مع الأسف ـ في التعرف على الرؤية الإسلاميّة في موضوع العلاقة الجنسيّة بين الزوجين ، وبينهما وبين أبنائهما ، وأدى ذلك التهاون إلى غموض وجهة نظر المشرع إزاءه عند البعض منا ، وجهل البعض الآخر التام به ، وقد ظل الحال على ما هو عليه حتى بدأت موجات الغزو الثقافي الغربي تتخذ لها مواقع السيطرة على النفس المسلمة المعاصرة ، واكتشف الغربيون أن تزمت النظرة الجنسية عند الفرد المسلم يمكن أن تكون مدخلاً واسعاً لتذويب الطابع المتميّز للشخصيّة المسلمة 0
    قواعد إحتياطية للتربية الجنسية للطفل :
    1ـ تثقيف الطفل جنسياً وفقهياً : إنّ الطفل بحاجة منذ بدء تعقله ، وتمييزه للأمور إلى إمداده بالمعلومات الجنسية التي تلائم سنه ، وتعليمه بمختلف الأحكام الفقهية شيئاً فشيئاً ، خاصة ما يحتاج إليها من آداب التربية الجنسية ، كتدريبه على كيفية الاستنجاء ، والاستبراء إن كان ذكراً ، وضرورة إدارة وجهه ـ وقت التخلي ـ عن القبلة استقبالاً واستدباراً ، وكيفية تطهير ملابسه من البول والغائط، وغسل بقع الدم من جسمه أو ثيابه حين وقت الصلاة أو غيرها 0 إن هذا الإعداد المبكر يوفر قدرة أفضل للطفل المميز للتكيف السليم مع المواقف الجنسيّة ، ويحميه من حرج شديد قد يتعرض له مستقبلاً ، وبخاصة في فترة البلوغ 0
    2ـ الاستئذان : شدّد المشرع الإسلامي على أدب الاستئذان منذ الصغر ، باعتباره مدخلاً لقاعدة الاحتشام ، وقد نصت الآيتان رقم 58 ــ 59 من سورة النور على هذا المبدآن ، وقد آن الأوان أن يعود إلى البيوت المسلمة بعد غياب طويل ، تعرضت فيه هذه البيوت إلى تجاوزات ضد أحكام العورة وآداب العلاقة الزوجيّة بأسرها 0 وبمعاينة الآيتين الشريفتين المذكور نجد المشرع يشير إلى فترتين لتطبيقه ، عملاً بمبدأ التدرج في التربية الجنسيّة للطفل ، فالفترة الأولى سمح المشرع للأرقاء والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم ـ خاصة المميزين ـ بالدخول على غيرهم، وبالذات الأبوين ، ما عدا ثلاثة أوقات هي :
    1ـ قبل صلاة الفجر 0
    2ـ حين وضع الثياب من الظهيرة 0
    3ـ من بعد صلاة العشاء 0
    فهذه الأوقات ثلاث عورات لا ينبغي لأحد حتى الصغار الذين لم يبلغوا ، حق الدخول على غيرهم 0 ويظل هذا الأدب هو الصورة الطبيعية بين الآباء وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم ، ولكن الأمر يتغيّر بأسره بدخول الطفل فترة البلوغ، والتكليف الشرعي ، والإلزام في تطبيق الأوامر والنواهي الإلهيّة ، وعندئذ يدخل مبدأ الاستئذان عهداً آخر ، ويظل هو نمط العلاقة الأسرية ، والاجتماعية في كل حين ، فلا يمكن للبالغ أن يدخل على غيره بغير استئذان في مختلف الأوقات ، صيانة لأعراض المنازل ، وحفاظاً على تماسك الروابط العائلية ، بل ترتب عن هذا المبدأ قبل البلوغ وبعد أحكام أخرى تتعلق بالنظر إلى العورة ، والعلاقة الجنسية ، وأحوال الغير 0 قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ، والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرّات ، من قبل صلاة الفجر ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن بعد صلاة العشاء ، ثلاث عورات لكم ، ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ، طوّافون عليكم بعضكم على بعض ، كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم }النور/58 0
    هذا ما يخص الفترة الأولى ، استئذان في ثلاثة أوقات 0 أما ما يخص الفترة الثانية فيكون بعد البلوغ ، وبداية عهد التكليف ، يكون الاستئذان فيه شاملاً لكل الأوقات بمقتضى قوله تعالى : { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم ، فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ، وكذلك يبين الله لكم آياته ، والله عليم حكيم } النور/59 0
    وسر الاستئذان واضح للجميع ، فبدونه يتم الاطلاع على العورات فيؤثر ذلك على نفسيّة الطفل المميز ، وربما تظل المناظر المثيرة تلاحق ذهنه حتى ما بعد بلوغه ، فيحدث له ضرراً بالغاً ، يضعه بين براثن الصراعات ، والأمراض العصابية ، فهل تمحى مثلاً من ذهنه صورة أمه ، وهي بين أحضان أبيه ، يقبلها أو يداعبها أو يجامعها ؟ 0

    3ـ تعيين ضوابط النظر والتستر : تشمل هذه المسألة نقطتين هامتين هما :
    1ـ ستر العورة للأبوين عن طفلهما وبخاصة المرأة 0
    2ـ نوع الملابس وتأثيرها على نفسيّة الطفل 0 فأمّا بالنسبة للمسألة الأولى فيمكن القول بأنه يجب على البالغ المكلف ستر عورته عن نظر الطفل المميز ، كما يحرم على البالغ أن ينظر إلى عورة الطفل المميز أو يلمسها بشهوة ، لأن الصبي المميز يحسن وصف ما يرى ، وأكد الفقهاء بأنه :
    يجب على كل من الرجل والمرأة ستر عورتهما عن الناظر البالغ ، وعن الناظر المميز غير البالغ ، وهو الصبي أو الفتاة الذي يكون على درجة من النباهة والوعي 0 بحيث يتأثر بالأشياء ويعقلها من دون تحديد للعمر 0 لكن يجوز للبالغ أن ينظر ، ويلمس كل شيء من جسد غير البالغ ولو كان مميزاً من دون شهوة سواء مع الاختلاف في الذكورة والأنوثة أو الاتفاق ، وإذا ترتب على النظر إلى غير البالغ المميز فتنة الناظر ، فإنه يحرم النظر عند ذلك على الأحوط لزوماً 0 هذا بالنسبة للنظر إلى عورة الأجنبي ، لكن المشرع تسامح في أن يرى الطفل المميز شعرها ، وذراعيها ، وساقيها ، ورقبتها عدا العورة 0 ويجوز للرجل أن ينظر إلى جسد محارمه من النساء بدون شهوة ، ويحرم عليه النظر إلى العورة ، كذلك يحرم عليه النظر إلى ما بين السرة والركبة من جسدهن على الأحوط سواء مع الشهوة أو بدونها ، ويجوز للمرأة أن تنظر إلى جسد محارمها من الرجال من دون شهوة ، ويحرم عليها النظر إلى نفس العورة ولو من دون شهوة 0 ولهذا يجب أن تخفي المرأة زينتها قدر المستطاع أمام طفلها المميز إلا ما أجازه المشرع مثل كشف شعر الرأس والرقبة والذراع ، وإظهار قلادتها ، وما دونه ، وما يوضع من أدوات الزينة في اليد والرجل وأعلى الصدر شرط أن يكون التزين غير مبالغ ، لئلا يكون سبباً للفت نظر الطفل المميز إلى أمر يضر بمستقبل تربيته الجنسية 0 والمسألة الأخرى هي الملابس ، باعتبارها عاملاً مسبباً للشهوة أو ضابطاً لها ، بالرغم من أن بعض الفقهاء أجازوا صحة التستر بالثياب الضيقة ، غير أنهم أوجبوا الستر بنحو لا يوجب بروز العورة إذا كان ذلك سبباً لفتنة الناظر فالأفضل في جميع الحالات أن تكون الثياب غير مجسمة للعورة ، ولا مبرزة لمفاتن الجسد ، فكلّما كانت الثياب واسعة فضفاضة ، كان أكمل وأحسن من الناحيّة الشرعيّة والصحيّة كالالتزام بقواعد النظافة ، والبعد عن المهيجات الجنسيّة 0
    4ـ إبعاد الطفل عن العملية الجنسية : ينعقد رأي الكثير من المربين على ضرورة إبعاد الطفل خاصة المميز ، عن رؤية العملية الجنسيّة بين الزوجين ، لخطورتها الكبيرة على استقامته مستقبلاً ، لهذا ينبغي أن يظل العمل الجنسي بينهما في نطاق السرية والكتمان ، وأن تساهلهما إزاءه يسبب مشكلات نفسيّة للأطفال المميزين ، والمراهقين ، ولعلّ أبرز هذه المشكلات الرغبة في الزنا أو اللواطية أو أي مظهر منحرف للنشاط الجنسي 0 ومن هنا فإن رأي الشرع الإسٍلامي يقوم على أساس حكمين وهما :
    الأول ــ كراهة أن ينظر طفل غير مميز للأبوين في أية علاقة جنسيّة بينهما 0
    الثاني ــ حرمة رؤية الطفل المميز لهذه السلوك 0

    لأن الأول لا يحسن الوصف لما يراه ، والثاني يميّز فيصف لما يرى 0 جاء في بعض الروايات الشريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( والذي نفسي بيده لو أن رجلاً غشي امرأته وفي البيت صبي مستيقظ يراهما ، ويسمع كلامهما ونفسَهما ما أفلح أبداً ، إن كان غلاماً كان زانياً أو جارية كانت زانية ) 0
    5ـ التفريق بين الأبناء في المضاجع : هذا العزل في مضاجع الذكور والإناث ، ومضاجع أفراد كل جنس على حدة ، يعتبر قاعدة تربوية أخرى لنجاح تربيتنا الجنسية لأطفالنا ، فعن طريق التفريق ، يبعد الأولاد عن غرفة الوالدين ، ويتم عزلهم عن نطاق المكان الذي تتم فيه العملية الجنسيّة بينهما ، كما أن عزل الذكور عن الإناث ، بحيث يكون لأفراد كل جنس غرف خاصة مستقلة ، يجنب الأولاد من الجنسين أية احتكاكات بدنية يمكن أن تؤدي إلى بعض المداعبات الجنسيّة الخطرة 0 ولا يخفى أن يكون العزل في المضاجع وسيلة تربوية يشعر فيها كل عضو من الأسرة بما يمتلكه ، بحيث لا يمكن لغيره استعماله بغير موافقته ، فقد يحصل على غرفة مستقلة بأدواتها ، وليس من حق أحد أن يتدخل في كيفية تنظيمها ، وترتيب أثاثها ، واستعمال أدواتها ، وبالتالي تمكن الفرد من خلال هذا العزل تنمية شعوره بالاستقلالية ، والتفرد الخاص لكيانه 0
    6ـ المسْكن الملائم : كي يتمكن المربي المسلم من إرساء قواعد التربية الجنسية في شخصية الطفل المميز ، خاصة الاستئذان ، والتفرقة في المضاجع ، يحتاج إلى دار سكن واسعة ، ملائمة صحيّاً 0 فتوفير المنزل المناسب حق ضمنه المشرع الإسلامي لكل أفراد المجتمع المسلم 0 فالبيت الواسع الملائم يمثل مجالاً كبيراً لتربية أطفالنا المميزين على قواعد التربية الجنسيّة ، وبدونه تُعاق قدرة المربي المسلم ، وبخاصة الأب والأم ، عن تطبيق دقيق ، ومحكم لبعض هذه القواعد ، فكيف يدرب طفله على سلوك الاستئذان وهو لا يملك في بيته سوى غرفة نوم واحدة ؟ وكيف يتمكن من التفريق بين أبنائهم في المضاجع ، وبيته لا يضم سوى غرفتين للنوم ، إحداها للأبوين ، والأخرى يتكدس فيها الأبناء ذكوراً وإناثاً ؟ وهل يمكنه منع الإثارات الجنسيّة ، وهو لا يملك الظروف الصحيحة لإبعاد طفله عن هذه الإثارات ؟ 0
    7ـ منع المثيرات الجنسيّة الأخرى : إن عمليّة التثقيف والتدريب على ضبط النفس عن المثيرات الجنسية ، وتعيين ضوابط شرعيّة للنظر والتستر بين الآباء والأبناء ، والكبار والصغار ، الرجال والنساء ، إنما يهدف إلى إبعاد الطفل ، خاصة المميز ، عن كل مثير جنسي قد يوحي له بشيء ، فيقلده تأسياً بغيره 0 ومع افتراض أنّ المربي المسلم قد أتاحت له الظروف تطبيق هذه القواعد ، فإنه لا ينبغي أن يغفل عن بعض المثيرات الجنسيّة الأخرى التي تشكل فعلاً مناخاً للانحراف الجنسي عند الأحداث والمراهقين ، ومن هنا أوصى المشرع الإسلامي في تعليماته بالانتباه الجدي لخطر هذه المثيرات على شخصيّة الطفل المميز غير البالغ سواءً في نطاق الحياة العائلية أو في الأماكن العامة ، فإنّ مظهراً من هذه الإثارات لها دلالاتها ، وإيحاءاتها النفسيّة الخطيرة ، بالرغم من أن بعض المثيرات ليس واضحاً لدى الأطفال المميزين بدرجة كافية 0 وقد صرّحت النصوص الإسلاميّة بخطورة هذه المثيرات ، وكشفت عن الموقف المتشدد الذي اتخذه المشرع الإسلامي إزاءها، ومن هذه المثيرات ما يلي:
    أ ـ التقبيل :
    ويتخذ ثلاثة مظاهر على النحو التالي:
    1ـ تقبيل الزوجين لبعضهما البعض أمام نظر الطفل المميز؛ وقد نهى المشرع بشدة هذا السلوك ليجنب الصغار مشاكله مستقبلاً ، وما دام المشرع قد جعل التقبيل بين الزوجين جزءاً من العمليّة الجنسيّة ، فإن عليهما أن يمارساه بسرية دون السماح لغيرهما أن يراقبهما، فيتأسى بسلوكهما 0
    2ـ تقبيل الآخرين رجالاً ونساءً لبعضهم أمام رؤية الطفل المميز ، في الأماكن العامة 0
    3ـ تقبيل الكبار من الجنسين للصغار: تقع أحياناً بعض حالات التقبيل بين البالغين وغير البالغين من الجنسين للصغار دون صلة رحم ، فقد نهى المشرع عن تقبيل المرأة للغلام الذي بلغ سبع سنين خاصة ، ولا يجوز للرجل أن يقبل فتاة أو جارية بلغت ست سنين ، وليس بينهما صلة رحم، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( إذا بلغت الجارية ست سنين ، فلا يقبلها الغلام ، والغلام لا تقبله المرأة إذا جاوز سبع سنين ) 0
    ب ـ وضع الفتاة في حجر الرجل الأجنبي ( غير المحرم ) : هذه حالة تحدث كثيراً في البيوت المسلمة ، والمشرع ينهي الرجل الأجنبي ( غير المحرم ) أن يضع في حجرة فتاة لها صلة رحم بينه وبينها ، وقد بلغت من العمر ست سنوات ، وهي فترة قريبة من النضج الجنسي خاصة في الحالات النادرة جداً ، فجلوسها في حجر رجل أجنبي أمر غير مرغوب فيه كما نصّت على ذلك الروايات وقد يكون هذا الجلوس ملامسة بين عضوي رجل وفتاة لا صلة رحم بينهما أو تجنباً لتعود الفتاة على الجلوس في أحضان الغير ، وقد اقتربت من سنين بلوغها من الناحية الجنسيّة0
    ج ـ النوم تحت لحاف واحد : نهى المشرع الإسلامي عن نوم الصغار مع آبائهم وأمهاتهم تحت لحاف واحد ، إلاّ إذا كان طفلاً غير مميز ، وبالرغم من ذلك فقد نصح المشرع المؤمنين والمؤمنات بالالتزام بضوابط عملية التفريق في المضاجع ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ينام الرجلان في لحاف واحد إلاّ أن يضطر ، فينام كل واحد منهما في إزاره ، ويكون اللحاف بعداً واحداً ، والمرأتان جميعاً كذلك ) ثم أضاف صلى الله عليه وسلم : ( ولا تنام إبنة الرجل معه في لحاف ولا أمه ) 0
    8ـ مراقبة حالات النضج الجنسي المبكر : قلنا مراراً باحتمال حدوث حالات نادرة للنضج الجنسي المبكر الذي يحدث للفتى ، والفتاة قبل الأوان المعروف للبلوغ ، ولو أخفق المربي المسلم في مراقبة هذه الحالات واكتشافها قبل أن تحدث ، اضطربت الحياة الجنسيّة عند البالغين مبكراً ، حيث لم يستعد المربي والناضجون جنسياً مبكراً للتغيرات الجنسيّة ، وبالتالي تحدث مشكلات تضر بمسألة العفاف الجنسي والأخلاقي 0 أمّا المراقبة فتعني فهماً لحالة النضج الجنسي المبكر وللعوامل التي أدّت إليها ، وإدراكاً للتغيُّرات المصاحبة ، وهذا كله يتطلب من المربي أن يبكر في عملية الإعداد الجنسي للصبي المميز ، وللصبية المميزة لتفادي المشكلات التي يحتمل بروزها على أثر النضج الجنسي المبكر 0

    9ـ توجيه الطفل المميّز لاستثمار وقته : الطفل في عالمنا المسلم يعيش ، للأسف أكثر وقته في العبث ، بل هو أتعس فئات المجتمع المسلم من هذه الناحية ، فلا يشعر حتى أبواه ، ويوفرا له فرصاً مناسبة لاستثمار وقته ، ويشعر من خلالها بالإنتاج الملموس ، والإبداع في استعمال قدراته الذاتية الخاصة 0 ورأي المشرع حاسم إزاء قضية الوقت ، فيلح على استثماره في الخير ، وتفجير الطاقات الإنسانيّة ، والواقع أنّ الآباء والأمهات ليسوا مسئولين فقط عن إضاعة أوقاتهم الخاصة بهم ، بل هم يُسألون عن كيفية استثمار أوقات أطفالهم أو إضاعتها ، ولهم أو عليهم أجر أو وزر تدريب أطفالهم على الانتفاع بالوقت أو إضاعته 0
    إن المشرع الإسلامي يأمر المربي المسلم بضرورة توجيه الأبناء الصغار نحو الخير واستثمار وقت الصغير في الأنشطة الترويحية المفيدة ، والمباحة شرعاً ، بل إنه يسعى إلى ربط عملية التوجيه للأطفال في النواحي الجنسية ، والترويحية وغيرها ، بالوظيفة العباديّة ، وتعميق هذه النظرة في ذهن الطفل ، فليس التوجيه نحو المناشط الترويحية والمطالعة والألعاب ، والتمارين الرياضية ، وتنمية المهارات الحركية غاية في ذاتها ، بل هي جميعاً وسيلة المربي لتقوية علاقة الناشئة بالله عز وجل 0 والتوجيهات التربوية لاستثمار الوقت تبدو أهميتها في النواحي التالية :
    أ ـ صرف نظر الطفل ، والمميز خصوصاً ، عن الإنشغال بالمناظر المهيجة لنشاطه الجنسي 0
    ب ـ تدريب جسمه على مهارات أساسيّة يحتاجها في حاضر أيامه ومستقبلها كالمهارات الحركية مثل : السباحة والرمي ، والسباق ، والتمارين الرياضية الأخرى 0
    ج ـ تشغيل عقله في مناشط ترويحية تحتاج لتفكير ، وتثقيفه عن طريق المطالعة المستمرة ، وممارسة هوايات الرسم المباح وغيره من المباحات 0
    د ـ إشغال الطفل المميز بمناشط ترويحية كالسفر أو الرحلات الجماعية التي تقوم المعسكرات وكذلك حلقات القرآن في المساجد ، والمؤسسات الإسلاميّة الأخرى 0
    هـ ـ تعميق روح المؤاخاة والصداقة بين الأطفال ، وتأكيد الروابط الاجتماعيّة بينه وبين أقرانه ، باعتباره عضواً نشطاً منتمياً لجماعة صالحة 0
    و ـ تدريبه على احترام الوقت، والانتفاع به في إبراز كافة مواهبه الإبداعيّة 0
    10ـ تعيين الحلال والحرام في برامج أجهزة الأعلام : لا يستطيع الطفل المميز التمييز بين المباح والمحرّم في برامج أجهزة الإعلام وبخاصة الشاشة الصغيرة التي يتعامل معها الجميع يومياً ، فينبغي للكبار ، أباً وأماً وأختاً وأخاً ، توجيه الطفل دائماً إزاء هذه البرامج ، فيشجعونه على التفاعل مع بعضها ، والنفور من أخرى ، وذلك وفقاً للمحددات الشرعيّة 0 ومراقبة الصغار في هذه المسألة تحتاج لمتابعة خلال فترة الطفولة كلّها ، وإذا احتاج الأمر إلى الاستمرار في التوجيه خاصة في الأيام الأولى من فترة البلوغ ، والمراهقة ، فإن على المربي المسلم متابعة جهده دون كلل أو ملل حتى يشعر بالاطمئنان من انضباط المتعلم واستقامته الأخلاقية سواءً في النواحي الجنسية أو في سائر النواحي الأخرى ، غير الجنسية 0
    11ـ العقوبة الجنسية : وتبدو العقوبة ضد المخالفات الجنسيّة أمر نشاز لا يحبذه كثير من رجال التربية المعاصرين ، وذلك بسبب ما يترتب عليها من نتائج عكسيّة لعملية التربية ، فهذه العملية تقوم على أساس فكرة الاقتناع الداخلي بالأفكار والعادات وليس على الخوف ، والقهر ، والعنف الذي يؤدي في النهاية إلى نشوء أمراض عصابيّة لدى الصغار ، والمراهقين ، وفئة الشباب 0 وبالرغم من إدراك المشرع الإسلامي لمخاطر استعمال العقوبة لا في مجال التربية الجنسية للطفل وتأديبه على السلوك العفيف فحسب ، بل في كل مظاهر النشاط الذي يصدر عن الفرد ، ومع ذلك فإن العقوبة أمر لا مناص منه في الحالات التي يتعذر فيها نجاح أسلوب النصح والإرشاد وفي ضبط السلوك الجنسي عند الطفل ، لأنّ بعض ، الأطفال ، يحبون العناد ويأنسون باهتياج المربي ، ولا يرتدعون عن المخالفة الجنسيّة ، فإذا أثبت أسلوب النصح عدم جدواه في التأديب ، فلا يملك المربي سوى هذا الحلَّ ، ولفترة محدودة ، لأن المشرع وإن دعا إلى ضرورة استعمال العقوبة أحياناً ، إلاّ أنّه ينصح بعدم استعماله كثيراً ، خشية مردوداته السلبيّة على الناشئة ، والمراهقين 0 ومن المؤكد أن العقوبة البدنية التي دعا إليها المشرع لتأديب الأطفال المميزين المخالفين للضوابط الإسلامية في مجال الشهوة الجنسية ، لا تكون هي آخر خطوات العقاب ، فيمكن للمربي المسلم أن يتدرج في تطبيق العقوبة ، كحرمان الطفل من بعض الامتيازات العائلية ، أو بعض حقوقه الماليّة ، أو المقاطعة لفترة قصيرة ، لإشعاره بعدم رضاه عمّا بدر منه ، وتكون العقوبة البدنية هي المحطة الأخيرة 0 وقد أثبت تاريخ التربية في المجتمع المسلم أنّ المربي لا يحتاج إلاّ نادراً لتنفيذ العقوبة ضد مخالفة الطفل الجنسية ، لأن الآباء في مثل هذه الحالات لا يتأخرون عن اعتماد النصح والتوجيه هذا من جهة ، ولا يجدون في بيئتهم مُثيرات مهيجة للشهوة الجنسية بعنف كما نجد ذلك في هذه الأيام ، وعلى كل حال فكما يؤدب الطفل المميز ، بالضرب على تساهله إزاء الصلاة أو الوضوء ، كذلك يضرب بعد النصح والإرشاد إذا صدرت عنه مخالفة جنسيّة فاضحة تنذر بإشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم
    12ـ الزواج المبكر : وهذه الخطوة الوقائية ، ربّما تكون حلاًّ عملياً لمشكلة عدم انضباط الفرد جنسياً ، وتتم دائماً بعد بلوغه الحلم مباشرة ، إذ يلجأ إليه المربي المسلم بعد فشل التربية الجنسية للطفل خلال فترة الإعداد والتأديب ، وحين يشعر الأب بعدم الاطمئنان على مستقبل استقامة ابنه وعفته الجنسية 0 إنه يحاول قبل أن يفلت الأمر من يده ، لضمان عفته وتجنيبه نقطة من الانحراف لا عودة إليها 0 وقد اقترح علماء النفس ، والتربيّة ، والجنس باعتماد هذا الحل إذا لم تنفع في تربيته جنسياً كل أساليب التربية ، لأن الزواج المبكر حل مشروع يسمح للبالغ المراهق الذي لم يقدر على ضبط شهوته الجنسية ، أن يشبعها دون تعرضه لمخالفات قانونيّة أو نقد اجتماعي ، وضغط عائلي أو قلق نفسي ، فالزواج المبكر يزيح التوتر من داخل النفس المراهقة ، بل ويحقق له انسجاماً نفسياً ، وتقديراً اجتماعياً من الآخرين 0 فطالما غير مسموح للبالغ المراهق بتفريغ الشحنة الانفعالية لشهوته كرجل ، وهو عاجز عن ضبط اندفاعات هذه الشهوة وإلحاحها الحيواني ، فإنه يواجه حينئذ حالة شديدة من الصراع النفسي بسبب تعارض دافعين أحدهما يدفعه في طريق الشهوة ، وآخر يصده عن الإشباع ، وإذا لم يتمكن المربي المسلم من إزاحة ألم هذا الصراع ، فلا مناص من وقوعه في براثن المرض النفسي ، ويظل بعد ذلك وقوداً للانحراف الجنسي ، يطحنه ألم الضمير ، وقسوة قانون الغيب الاجتماعي . لهذا قرّر بعض خبراء التربية الاعتماد على الزواج المبكر كخطوة وقائية وعلاجية في آن واحد ، وقائية ضد عوامل الانحراف المرتقبة ، وعلاجيّة للتمرد الذي عاشه قبيل المراهقة ضد القيم التربوية 0 وكان الزواج المبكر أسلوباً تربوياً سائداً في البيئة المسلمة طوال التاريخ ، لحل المشكلة الجنسية ، ونجح في السيطرة عليها ، بالرغم من المشكلات المتعلقة أساساً بالنظام العام للزواج في المجتمع ، كتزويج الأقارب ، وبدون رضا الفتاة مثلاً 0 والمشرع إجمالاً لا يفرض هذا الحل ، لكنّه يدعو إليه خاصة في الحالات التي يترتب وضع شاذ إذا بقيت دونما زواج ، ولهذا ترك المشرع للمربي المسلم حرية اعتماد هذا الحل لمواجهة المشكلة الجنسية أو إتباع طرق أخرى مناسبة 0
    آسف على الإطالة ، ولكن للفائدة 00



  18. #278
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا


    حياك الله أخي الفاضل ، وشكرا لك لثقتك فيّ 00
    يمر الطفل في مراحل الطفولة بما يلي :
    ــ المرحلة الفمية : حيث فمه هو وسيلة الاتصال مع العالم الخارجي ، وكل شيء يقع في يده يضعه في فمه 0
    ثم يتطور إلى
    ــ المرحلة الشرجية ، حيث نجده يستمتع ويستلذ أثناء تبرزه ، ولذا يجب على الأهل أن يعطوه الوقت الكافي أثناء تبرزه حتى لا يحدث ما يسمى بالتثبيت ، وهنا قد تحدث له مشكلة 0
    ثم يتطور إلى
    ــ المرحلة القضيبية ، حيث يتنبه إلى عضوه التناسلي ويصبح وسيلة لملذاته ، ويجب على الأهل أن يتعاملوا بحنكة معه فالتهديد بالقطع واستخدام العنف قد تجعله لا يتطور ، ويحدث العكس 00
    اللعب بعضوه الذكري شيء طبيعي ، لكن إذا زاد عن الحد ينبغي التنبيه عليه بهدوء دون استخدام العنف والضرب والتوبيخ 0
    وأن يشغل عن ذلك بالمفيد ، كالرسم والألعاب 00وغير ذلك 0
    وقد تحدث ( فرويد ) عن مراحل النمو النفسجنسي ( الفمية ، والشرجية ، والقضيبية ، والكمون ، والبلوغ ، والجنسية ) وذكر أن الدافع الجنسي موجود عند الطفل منذ ولادته ، وأن مظاهر هذا الدافع تختلف من مرحلة إلى لأخرى 0 ومن المشكلات الجنسية أو السلوك الجنسي غير المناسب ، العادة السرية ( الاستمناء ) ، واللعب الجنسي ، وانحراف الأدوار الجنسية ، وغير ذلك 00

    أتوقع أن سلوك هذا الطفل بسبب حب الاستطلاع والاكتشاف ، إضافة إلى أنه قد شاهد أفلاما ، أو شاهد آخرين يمارسون مثل هذا السلوك 00 لا تنسى الرفاق والأفلام حتى الكرتونية أحيانا ممكن تعرض مثل هذا ، وشاهد خروج المني الذي يقول عنه (الحليب ) وكيف استلذ ذلك الكبير ، وهو يقلد ويريد الاستمتاع 00

    التربية الإسلامية وتحسين السلوك الجنسي :
    المشرع الإسلامي يتشدد كثيراً في ضبطه ، وربما يعود ذلك إلى ارتباط النشاط الجنسي بالعفاف والحياء الفكري في التركيبة الآدميّة 0 إنّ المشرع في ضبطه لهذا النشاط خلال فترة الطفولة المتأخرة يتشدد كثيراً فيمنع كل إثارة جنسية أمام الطفل حتى الكلام ، والنَفَس اللذان يصاحبان العملية الجنسيّة نفسها بين الزوجين ، وهذا يمثل جزءً من خطته الأساسيّة في عملية التحسين البيئي للسلوك الجنسي التي يبدأ المربي المسلم بتنفيذها قبل أن يولد الطفل أحياناً ، وذلك عن طريق تغيير نظرة الكبار للمسألة الجنسية ، وأثر انعكاسات هذه النظرة على انحراف أو استقامة الطفل من هذه النّاحية 0 ومما لاشك فيه أنّ عملية تحسين السلوك الجنسي لا ينفذها المشرع الإسلامي في عالم الصغار وحدهم ، بل في حياة الكبار بالدرجة الأولى ، لأن المربي المسلم إذا نجح في تنظيم النشاط الجنسي لدى الكبار انعكس ذلك على التربية الجنسية للصغار ، حيث يقوم الكبار وبخاصة الوالدين بعملية تدريب الصغار على المواقف الجنسيّة السليمة ، فإذا كانت الثقافة الجنسيّة الإسلاميّة غائبة عن وعي الفئة التي أنيطت بها مهمة التربية ، ترتب عن ذلك فشل ذريع في اكتساب الصغار للعادات الجنسية المطلوبة حسب وجهة نظر المشرع ، ولكن سوف تكون مهمة التربية الجنسية للصغار أكثر سهولة حينما يتمتع الكبار بثقافة جنسيّة إسلاميّة ، وبالأحكام الفقهيّة المتعلقة بها 0 وعلى كل حال تكون مسئولية الكبار وبخاصة الوالدين ( مزدوجة ) تجاه أنفسهم ، وتجاه صغارهم سواءً كانوا أطفالاً مميزين أو الناشئة الأحداث ، أو حتى من المراهقين الذين بلغوا فعلاً الحُلم وفق المعايير الشرعية المحددة 0
    إن المشرع الإسلامي يدعو في كثير من النصوص والروايات على ضرورة أداء مسؤولية التربية الجنسية للطفل المميز ، والمراهق تمهيداً لمواجهة تغيرات المرحلة الجنسية ، كذلك يدعو إلى البدء بالتربية الجنسية للآباء والأمهات ، والمعلمين ، والتربويين أولاً ، لأنهم وسيلة المشرع للقيام بأعباء التربية الجنسية للصغار ، لذلك نجد هذه النصوص والروايات تحث باستمرار على ضرورة تنظيم السلوك الجنسي بين الزوجين ، وبينهما وبين الأبناء ، فالعائلة كيان واحد يؤثر بعضه على بعض ، ومن المؤكد أن حسن أو سوء تنظيم العلاقة الجنسيّة بين الأبوين يترك أثره على شخصية الأبناء 0 وبحكم أن الآباء والأمهات وغيرهم من فئات الكبار ، لهم تأثير مباشر ودائم ـ أحياناً ـ على صغارهم ، حرص المشرع الإسلامي على التأكيد على مسألة استيعاب هؤلاء لوجهة النظر الإسلاميّة في المسألة الجنسيّة من الناحيتين النظرية والعملية ، حتى يعينهم ذلك على القيام بأعباء التربية الجنسيّة تجاه أنفسهم ، وتجاه أبنائهم ذكوراً وإناثاً 0 وبالرغم من أنّ البرنامج الإسلامي للتنظيم الجنسي بين الزوجين متكامل ، بل ومتفرد في بعض خصائصه ، إلاّ أن المشرع كعادته لا يمانع أبداً أن يتضمن برنامجه في تربية الكبار جنسياً ، أية اجتهادات صحيحة من قبل العلماء ، ولا يرفض بالتأكيد الحقائق العلمية ، التي توصل إليها علم التشريح ، وعلم الحياة ، وعلم النفس ، والصحة الجنسية ، والفروق الفردية بين الجنسين ، وبين الكبار والصغار ، والقواعد الأخلاقية والاجتماعية التي أدركها العقل البشري بفطنته الفكرية ، وبحياء وجدانه الأخلاقي النقي ، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها 0 ويتم البرنامج الإسلامي في التربية الجنسيّة للكبار وبالذات "الأبوين" عن طريقين هامين هما :
    أولا ـ تغيير نظرة الكبار للسلوك الجنسي :

    حيث يحدّد المشرع الإسلامي نظاماً مُتكاملاً للتربية الجنسيّة لدى الكبار ، حتى يقدم هؤلاء جيلاً نقياً من الناحية الجنسيّة ، ونظيفاً من عوامل الانحراف قدر المستطاع ، لكن هذا النظام لم يستوعبه الكثير من أفراد المجتمع المسلم أو لم يترب عليه البعض منهم لسبب ما ، وبخاصة في القرون المتأخرة التي شهدت انحطاطاً عاماً خطيراً في تفكير الأمة ، وابتعد وجدان أفرادها عن المفهوم الإسلامي في أغلب مجالات التربية الأخلاقية والعائلية ، خاصة في مجال التربية الجنسيّة التي تعتبر من أخفى الأمور وأصعبها حساسيّة لدى العائلة المسلمة 0 ولقد حشد المشرع في القرآن والسنّة والفقه الإسلامي نصوصاً تشكل منهاجاً متكاملاً للتربية الجنسية عند الكبار ، وبقيت هذه النصوص حتى الآن السياج القوي الذي يحفظ العائلة المسلمة في أستر جزء من حياتها ، ولأن هذا الجزء مستور ، وذو حساسيّة أخلاقية معقدة ، تساهل الناس ـ مع الأسف ـ في التعرف على الرؤية الإسلاميّة في موضوع العلاقة الجنسيّة بين الزوجين ، وبينهما وبين أبنائهما ، وأدى ذلك التهاون إلى غموض وجهة نظر المشرع إزاءه عند البعض منا ، وجهل البعض الآخر التام به ، وقد ظل الحال على ما هو عليه حتى بدأت موجات الغزو الثقافي الغربي تتخذ لها مواقع السيطرة على النفس المسلمة المعاصرة ، واكتشف الغربيون أن تزمت النظرة الجنسية عند الفرد المسلم يمكن أن تكون مدخلاً واسعاً لتذويب الطابع المتميّز للشخصيّة المسلمة 0
    قواعد إحتياطية للتربية الجنسية للطفل :
    1ـ تثقيف الطفل جنسياً وفقهياً : إنّ الطفل بحاجة منذ بدء تعقله ، وتمييزه للأمور إلى إمداده بالمعلومات الجنسية التي تلائم سنه ، وتعليمه بمختلف الأحكام الفقهية شيئاً فشيئاً ، خاصة ما يحتاج إليها من آداب التربية الجنسية ، كتدريبه على كيفية الاستنجاء ، والاستبراء إن كان ذكراً ، وضرورة إدارة وجهه ـ وقت التخلي ـ عن القبلة استقبالاً واستدباراً ، وكيفية تطهير ملابسه من البول والغائط، وغسل بقع الدم من جسمه أو ثيابه حين وقت الصلاة أو غيرها 0 إن هذا الإعداد المبكر يوفر قدرة أفضل للطفل المميز للتكيف السليم مع المواقف الجنسيّة ، ويحميه من حرج شديد قد يتعرض له مستقبلاً ، وبخاصة في فترة البلوغ 0
    2ـ الاستئذان : شدّد المشرع الإسلامي على أدب الاستئذان منذ الصغر ، باعتباره مدخلاً لقاعدة الاحتشام ، وقد نصت الآيتان رقم 58 ــ 59 من سورة النور على هذا المبدآن ، وقد آن الأوان أن يعود إلى البيوت المسلمة بعد غياب طويل ، تعرضت فيه هذه البيوت إلى تجاوزات ضد أحكام العورة وآداب العلاقة الزوجيّة بأسرها 0 وبمعاينة الآيتين الشريفتين المذكور نجد المشرع يشير إلى فترتين لتطبيقه ، عملاً بمبدأ التدرج في التربية الجنسيّة للطفل ، فالفترة الأولى سمح المشرع للأرقاء والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم ـ خاصة المميزين ـ بالدخول على غيرهم، وبالذات الأبوين ، ما عدا ثلاثة أوقات هي :
    1ـ قبل صلاة الفجر 0
    2ـ حين وضع الثياب من الظهيرة 0
    3ـ من بعد صلاة العشاء 0
    فهذه الأوقات ثلاث عورات لا ينبغي لأحد حتى الصغار الذين لم يبلغوا ، حق الدخول على غيرهم 0 ويظل هذا الأدب هو الصورة الطبيعية بين الآباء وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم ، ولكن الأمر يتغيّر بأسره بدخول الطفل فترة البلوغ، والتكليف الشرعي ، والإلزام في تطبيق الأوامر والنواهي الإلهيّة ، وعندئذ يدخل مبدأ الاستئذان عهداً آخر ، ويظل هو نمط العلاقة الأسرية ، والاجتماعية في كل حين ، فلا يمكن للبالغ أن يدخل على غيره بغير استئذان في مختلف الأوقات ، صيانة لأعراض المنازل ، وحفاظاً على تماسك الروابط العائلية ، بل ترتب عن هذا المبدأ قبل البلوغ وبعد أحكام أخرى تتعلق بالنظر إلى العورة ، والعلاقة الجنسية ، وأحوال الغير 0 قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ، والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرّات ، من قبل صلاة الفجر ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن بعد صلاة العشاء ، ثلاث عورات لكم ، ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ، طوّافون عليكم بعضكم على بعض ، كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم }النور/58 0
    هذا ما يخص الفترة الأولى ، استئذان في ثلاثة أوقات 0 أما ما يخص الفترة الثانية فيكون بعد البلوغ ، وبداية عهد التكليف ، يكون الاستئذان فيه شاملاً لكل الأوقات بمقتضى قوله تعالى : { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم ، فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ، وكذلك يبين الله لكم آياته ، والله عليم حكيم } النور/59 0
    وسر الاستئذان واضح للجميع ، فبدونه يتم الاطلاع على العورات فيؤثر ذلك على نفسيّة الطفل المميز ، وربما تظل المناظر المثيرة تلاحق ذهنه حتى ما بعد بلوغه ، فيحدث له ضرراً بالغاً ، يضعه بين براثن الصراعات ، والأمراض العصابية ، فهل تمحى مثلاً من ذهنه صورة أمه ، وهي بين أحضان أبيه ، يقبلها أو يداعبها أو يجامعها ؟ 0

    3ـ تعيين ضوابط النظر والتستر : تشمل هذه المسألة نقطتين هامتين هما :
    1ـ ستر العورة للأبوين عن طفلهما وبخاصة المرأة 0
    2ـ نوع الملابس وتأثيرها على نفسيّة الطفل 0 فأمّا بالنسبة للمسألة الأولى فيمكن القول بأنه يجب على البالغ المكلف ستر عورته عن نظر الطفل المميز ، كما يحرم على البالغ أن ينظر إلى عورة الطفل المميز أو يلمسها بشهوة ، لأن الصبي المميز يحسن وصف ما يرى ، وأكد الفقهاء بأنه :
    يجب على كل من الرجل والمرأة ستر عورتهما عن الناظر البالغ ، وعن الناظر المميز غير البالغ ، وهو الصبي أو الفتاة الذي يكون على درجة من النباهة والوعي 0 بحيث يتأثر بالأشياء ويعقلها من دون تحديد للعمر 0 لكن يجوز للبالغ أن ينظر ، ويلمس كل شيء من جسد غير البالغ ولو كان مميزاً من دون شهوة سواء مع الاختلاف في الذكورة والأنوثة أو الاتفاق ، وإذا ترتب على النظر إلى غير البالغ المميز فتنة الناظر ، فإنه يحرم النظر عند ذلك على الأحوط لزوماً 0 هذا بالنسبة للنظر إلى عورة الأجنبي ، لكن المشرع تسامح في أن يرى الطفل المميز شعرها ، وذراعيها ، وساقيها ، ورقبتها عدا العورة 0 ويجوز للرجل أن ينظر إلى جسد محارمه من النساء بدون شهوة ، ويحرم عليه النظر إلى العورة ، كذلك يحرم عليه النظر إلى ما بين السرة والركبة من جسدهن على الأحوط سواء مع الشهوة أو بدونها ، ويجوز للمرأة أن تنظر إلى جسد محارمها من الرجال من دون شهوة ، ويحرم عليها النظر إلى نفس العورة ولو من دون شهوة 0 ولهذا يجب أن تخفي المرأة زينتها قدر المستطاع أمام طفلها المميز إلا ما أجازه المشرع مثل كشف شعر الرأس والرقبة والذراع ، وإظهار قلادتها ، وما دونه ، وما يوضع من أدوات الزينة في اليد والرجل وأعلى الصدر شرط أن يكون التزين غير مبالغ ، لئلا يكون سبباً للفت نظر الطفل المميز إلى أمر يضر بمستقبل تربيته الجنسية 0 والمسألة الأخرى هي الملابس ، باعتبارها عاملاً مسبباً للشهوة أو ضابطاً لها ، بالرغم من أن بعض الفقهاء أجازوا صحة التستر بالثياب الضيقة ، غير أنهم أوجبوا الستر بنحو لا يوجب بروز العورة إذا كان ذلك سبباً لفتنة الناظر فالأفضل في جميع الحالات أن تكون الثياب غير مجسمة للعورة ، ولا مبرزة لمفاتن الجسد ، فكلّما كانت الثياب واسعة فضفاضة ، كان أكمل وأحسن من الناحيّة الشرعيّة والصحيّة كالالتزام بقواعد النظافة ، والبعد عن المهيجات الجنسيّة 0
    4ـ إبعاد الطفل عن العملية الجنسية : ينعقد رأي الكثير من المربين على ضرورة إبعاد الطفل خاصة المميز ، عن رؤية العملية الجنسيّة بين الزوجين ، لخطورتها الكبيرة على استقامته مستقبلاً ، لهذا ينبغي أن يظل العمل الجنسي بينهما في نطاق السرية والكتمان ، وأن تساهلهما إزاءه يسبب مشكلات نفسيّة للأطفال المميزين ، والمراهقين ، ولعلّ أبرز هذه المشكلات الرغبة في الزنا أو اللواطية أو أي مظهر منحرف للنشاط الجنسي 0 ومن هنا فإن رأي الشرع الإسٍلامي يقوم على أساس حكمين وهما :
    الأول ــ كراهة أن ينظر طفل غير مميز للأبوين في أية علاقة جنسيّة بينهما 0
    الثاني ــ حرمة رؤية الطفل المميز لهذه السلوك 0

    لأن الأول لا يحسن الوصف لما يراه ، والثاني يميّز فيصف لما يرى 0 جاء في بعض الروايات الشريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( والذي نفسي بيده لو أن رجلاً غشي امرأته وفي البيت صبي مستيقظ يراهما ، ويسمع كلامهما ونفسَهما ما أفلح أبداً ، إن كان غلاماً كان زانياً أو جارية كانت زانية ) 0
    5ـ التفريق بين الأبناء في المضاجع : هذا العزل في مضاجع الذكور والإناث ، ومضاجع أفراد كل جنس على حدة ، يعتبر قاعدة تربوية أخرى لنجاح تربيتنا الجنسية لأطفالنا ، فعن طريق التفريق ، يبعد الأولاد عن غرفة الوالدين ، ويتم عزلهم عن نطاق المكان الذي تتم فيه العملية الجنسيّة بينهما ، كما أن عزل الذكور عن الإناث ، بحيث يكون لأفراد كل جنس غرف خاصة مستقلة ، يجنب الأولاد من الجنسين أية احتكاكات بدنية يمكن أن تؤدي إلى بعض المداعبات الجنسيّة الخطرة 0 ولا يخفى أن يكون العزل في المضاجع وسيلة تربوية يشعر فيها كل عضو من الأسرة بما يمتلكه ، بحيث لا يمكن لغيره استعماله بغير موافقته ، فقد يحصل على غرفة مستقلة بأدواتها ، وليس من حق أحد أن يتدخل في كيفية تنظيمها ، وترتيب أثاثها ، واستعمال أدواتها ، وبالتالي تمكن الفرد من خلال هذا العزل تنمية شعوره بالاستقلالية ، والتفرد الخاص لكيانه 0
    6ـ المسْكن الملائم : كي يتمكن المربي المسلم من إرساء قواعد التربية الجنسية في شخصية الطفل المميز ، خاصة الاستئذان ، والتفرقة في المضاجع ، يحتاج إلى دار سكن واسعة ، ملائمة صحيّاً 0 فتوفير المنزل المناسب حق ضمنه المشرع الإسلامي لكل أفراد المجتمع المسلم 0 فالبيت الواسع الملائم يمثل مجالاً كبيراً لتربية أطفالنا المميزين على قواعد التربية الجنسيّة ، وبدونه تُعاق قدرة المربي المسلم ، وبخاصة الأب والأم ، عن تطبيق دقيق ، ومحكم لبعض هذه القواعد ، فكيف يدرب طفله على سلوك الاستئذان وهو لا يملك في بيته سوى غرفة نوم واحدة ؟ وكيف يتمكن من التفريق بين أبنائهم في المضاجع ، وبيته لا يضم سوى غرفتين للنوم ، إحداها للأبوين ، والأخرى يتكدس فيها الأبناء ذكوراً وإناثاً ؟ وهل يمكنه منع الإثارات الجنسيّة ، وهو لا يملك الظروف الصحيحة لإبعاد طفله عن هذه الإثارات ؟ 0
    7ـ منع المثيرات الجنسيّة الأخرى : إن عمليّة التثقيف والتدريب على ضبط النفس عن المثيرات الجنسية ، وتعيين ضوابط شرعيّة للنظر والتستر بين الآباء والأبناء ، والكبار والصغار ، الرجال والنساء ، إنما يهدف إلى إبعاد الطفل ، خاصة المميز ، عن كل مثير جنسي قد يوحي له بشيء ، فيقلده تأسياً بغيره 0 ومع افتراض أنّ المربي المسلم قد أتاحت له الظروف تطبيق هذه القواعد ، فإنه لا ينبغي أن يغفل عن بعض المثيرات الجنسيّة الأخرى التي تشكل فعلاً مناخاً للانحراف الجنسي عند الأحداث والمراهقين ، ومن هنا أوصى المشرع الإسلامي في تعليماته بالانتباه الجدي لخطر هذه المثيرات على شخصيّة الطفل المميز غير البالغ سواءً في نطاق الحياة العائلية أو في الأماكن العامة ، فإنّ مظهراً من هذه الإثارات لها دلالاتها ، وإيحاءاتها النفسيّة الخطيرة ، بالرغم من أن بعض المثيرات ليس واضحاً لدى الأطفال المميزين بدرجة كافية 0 وقد صرّحت النصوص الإسلاميّة بخطورة هذه المثيرات ، وكشفت عن الموقف المتشدد الذي اتخذه المشرع الإسلامي إزاءها، ومن هذه المثيرات ما يلي:
    أ ـ التقبيل :
    ويتخذ ثلاثة مظاهر على النحو التالي:
    1ـ تقبيل الزوجين لبعضهما البعض أمام نظر الطفل المميز؛ وقد نهى المشرع بشدة هذا السلوك ليجنب الصغار مشاكله مستقبلاً ، وما دام المشرع قد جعل التقبيل بين الزوجين جزءاً من العمليّة الجنسيّة ، فإن عليهما أن يمارساه بسرية دون السماح لغيرهما أن يراقبهما، فيتأسى بسلوكهما 0
    2ـ تقبيل الآخرين رجالاً ونساءً لبعضهم أمام رؤية الطفل المميز ، في الأماكن العامة 0
    3ـ تقبيل الكبار من الجنسين للصغار: تقع أحياناً بعض حالات التقبيل بين البالغين وغير البالغين من الجنسين للصغار دون صلة رحم ، فقد نهى المشرع عن تقبيل المرأة للغلام الذي بلغ سبع سنين خاصة ، ولا يجوز للرجل أن يقبل فتاة أو جارية بلغت ست سنين ، وليس بينهما صلة رحم، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( إذا بلغت الجارية ست سنين ، فلا يقبلها الغلام ، والغلام لا تقبله المرأة إذا جاوز سبع سنين ) 0
    ب ـ وضع الفتاة في حجر الرجل الأجنبي ( غير المحرم ) : هذه حالة تحدث كثيراً في البيوت المسلمة ، والمشرع ينهي الرجل الأجنبي ( غير المحرم ) أن يضع في حجرة فتاة لها صلة رحم بينه وبينها ، وقد بلغت من العمر ست سنوات ، وهي فترة قريبة من النضج الجنسي خاصة في الحالات النادرة جداً ، فجلوسها في حجر رجل أجنبي أمر غير مرغوب فيه كما نصّت على ذلك الروايات وقد يكون هذا الجلوس ملامسة بين عضوي رجل وفتاة لا صلة رحم بينهما أو تجنباً لتعود الفتاة على الجلوس في أحضان الغير ، وقد اقتربت من سنين بلوغها من الناحية الجنسيّة0
    ج ـ النوم تحت لحاف واحد : نهى المشرع الإسلامي عن نوم الصغار مع آبائهم وأمهاتهم تحت لحاف واحد ، إلاّ إذا كان طفلاً غير مميز ، وبالرغم من ذلك فقد نصح المشرع المؤمنين والمؤمنات بالالتزام بضوابط عملية التفريق في المضاجع ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ينام الرجلان في لحاف واحد إلاّ أن يضطر ، فينام كل واحد منهما في إزاره ، ويكون اللحاف بعداً واحداً ، والمرأتان جميعاً كذلك ) ثم أضاف صلى الله عليه وسلم : ( ولا تنام إبنة الرجل معه في لحاف ولا أمه ) 0
    8ـ مراقبة حالات النضج الجنسي المبكر : قلنا مراراً باحتمال حدوث حالات نادرة للنضج الجنسي المبكر الذي يحدث للفتى ، والفتاة قبل الأوان المعروف للبلوغ ، ولو أخفق المربي المسلم في مراقبة هذه الحالات واكتشافها قبل أن تحدث ، اضطربت الحياة الجنسيّة عند البالغين مبكراً ، حيث لم يستعد المربي والناضجون جنسياً مبكراً للتغيرات الجنسيّة ، وبالتالي تحدث مشكلات تضر بمسألة العفاف الجنسي والأخلاقي 0 أمّا المراقبة فتعني فهماً لحالة النضج الجنسي المبكر وللعوامل التي أدّت إليها ، وإدراكاً للتغيُّرات المصاحبة ، وهذا كله يتطلب من المربي أن يبكر في عملية الإعداد الجنسي للصبي المميز ، وللصبية المميزة لتفادي المشكلات التي يحتمل بروزها على أثر النضج الجنسي المبكر 0

    9ـ توجيه الطفل المميّز لاستثمار وقته : الطفل في عالمنا المسلم يعيش ، للأسف أكثر وقته في العبث ، بل هو أتعس فئات المجتمع المسلم من هذه الناحية ، فلا يشعر حتى أبواه ، ويوفرا له فرصاً مناسبة لاستثمار وقته ، ويشعر من خلالها بالإنتاج الملموس ، والإبداع في استعمال قدراته الذاتية الخاصة 0 ورأي المشرع حاسم إزاء قضية الوقت ، فيلح على استثماره في الخير ، وتفجير الطاقات الإنسانيّة ، والواقع أنّ الآباء والأمهات ليسوا مسئولين فقط عن إضاعة أوقاتهم الخاصة بهم ، بل هم يُسألون عن كيفية استثمار أوقات أطفالهم أو إضاعتها ، ولهم أو عليهم أجر أو وزر تدريب أطفالهم على الانتفاع بالوقت أو إضاعته 0
    إن المشرع الإسلامي يأمر المربي المسلم بضرورة توجيه الأبناء الصغار نحو الخير واستثمار وقت الصغير في الأنشطة الترويحية المفيدة ، والمباحة شرعاً ، بل إنه يسعى إلى ربط عملية التوجيه للأطفال في النواحي الجنسية ، والترويحية وغيرها ، بالوظيفة العباديّة ، وتعميق هذه النظرة في ذهن الطفل ، فليس التوجيه نحو المناشط الترويحية والمطالعة والألعاب ، والتمارين الرياضية ، وتنمية المهارات الحركية غاية في ذاتها ، بل هي جميعاً وسيلة المربي لتقوية علاقة الناشئة بالله عز وجل 0 والتوجيهات التربوية لاستثمار الوقت تبدو أهميتها في النواحي التالية :
    أ ـ صرف نظر الطفل ، والمميز خصوصاً ، عن الإنشغال بالمناظر المهيجة لنشاطه الجنسي 0
    ب ـ تدريب جسمه على مهارات أساسيّة يحتاجها في حاضر أيامه ومستقبلها كالمهارات الحركية مثل : السباحة والرمي ، والسباق ، والتمارين الرياضية الأخرى 0
    ج ـ تشغيل عقله في مناشط ترويحية تحتاج لتفكير ، وتثقيفه عن طريق المطالعة المستمرة ، وممارسة هوايات الرسم المباح وغيره من المباحات 0
    د ـ إشغال الطفل المميز بمناشط ترويحية كالسفر أو الرحلات الجماعية التي تقوم المعسكرات وكذلك حلقات القرآن في المساجد ، والمؤسسات الإسلاميّة الأخرى 0
    هـ ـ تعميق روح المؤاخاة والصداقة بين الأطفال ، وتأكيد الروابط الاجتماعيّة بينه وبين أقرانه ، باعتباره عضواً نشطاً منتمياً لجماعة صالحة 0
    و ـ تدريبه على احترام الوقت، والانتفاع به في إبراز كافة مواهبه الإبداعيّة 0
    10ـ تعيين الحلال والحرام في برامج أجهزة الأعلام : لا يستطيع الطفل المميز التمييز بين المباح والمحرّم في برامج أجهزة الإعلام وبخاصة الشاشة الصغيرة التي يتعامل معها الجميع يومياً ، فينبغي للكبار ، أباً وأماً وأختاً وأخاً ، توجيه الطفل دائماً إزاء هذه البرامج ، فيشجعونه على التفاعل مع بعضها ، والنفور من أخرى ، وذلك وفقاً للمحددات الشرعيّة 0 ومراقبة الصغار في هذه المسألة تحتاج لمتابعة خلال فترة الطفولة كلّها ، وإذا احتاج الأمر إلى الاستمرار في التوجيه خاصة في الأيام الأولى من فترة البلوغ ، والمراهقة ، فإن على المربي المسلم متابعة جهده دون كلل أو ملل حتى يشعر بالاطمئنان من انضباط المتعلم واستقامته الأخلاقية سواءً في النواحي الجنسية أو في سائر النواحي الأخرى ، غير الجنسية 0
    11ـ العقوبة الجنسية : وتبدو العقوبة ضد المخالفات الجنسيّة أمر نشاز لا يحبذه كثير من رجال التربية المعاصرين ، وذلك بسبب ما يترتب عليها من نتائج عكسيّة لعملية التربية ، فهذه العملية تقوم على أساس فكرة الاقتناع الداخلي بالأفكار والعادات وليس على الخوف ، والقهر ، والعنف الذي يؤدي في النهاية إلى نشوء أمراض عصابيّة لدى الصغار ، والمراهقين ، وفئة الشباب 0 وبالرغم من إدراك المشرع الإسلامي لمخاطر استعمال العقوبة لا في مجال التربية الجنسية للطفل وتأديبه على السلوك العفيف فحسب ، بل في كل مظاهر النشاط الذي يصدر عن الفرد ، ومع ذلك فإن العقوبة أمر لا مناص منه في الحالات التي يتعذر فيها نجاح أسلوب النصح والإرشاد وفي ضبط السلوك الجنسي عند الطفل ، لأنّ بعض ، الأطفال ، يحبون العناد ويأنسون باهتياج المربي ، ولا يرتدعون عن المخالفة الجنسيّة ، فإذا أثبت أسلوب النصح عدم جدواه في التأديب ، فلا يملك المربي سوى هذا الحلَّ ، ولفترة محدودة ، لأن المشرع وإن دعا إلى ضرورة استعمال العقوبة أحياناً ، إلاّ أنّه ينصح بعدم استعماله كثيراً ، خشية مردوداته السلبيّة على الناشئة ، والمراهقين 0 ومن المؤكد أن العقوبة البدنية التي دعا إليها المشرع لتأديب الأطفال المميزين المخالفين للضوابط الإسلامية في مجال الشهوة الجنسية ، لا تكون هي آخر خطوات العقاب ، فيمكن للمربي المسلم أن يتدرج في تطبيق العقوبة ، كحرمان الطفل من بعض الامتيازات العائلية ، أو بعض حقوقه الماليّة ، أو المقاطعة لفترة قصيرة ، لإشعاره بعدم رضاه عمّا بدر منه ، وتكون العقوبة البدنية هي المحطة الأخيرة 0 وقد أثبت تاريخ التربية في المجتمع المسلم أنّ المربي لا يحتاج إلاّ نادراً لتنفيذ العقوبة ضد مخالفة الطفل الجنسية ، لأن الآباء في مثل هذه الحالات لا يتأخرون عن اعتماد النصح والتوجيه هذا من جهة ، ولا يجدون في بيئتهم مُثيرات مهيجة للشهوة الجنسية بعنف كما نجد ذلك في هذه الأيام ، وعلى كل حال فكما يؤدب الطفل المميز ، بالضرب على تساهله إزاء الصلاة أو الوضوء ، كذلك يضرب بعد النصح والإرشاد إذا صدرت عنه مخالفة جنسيّة فاضحة تنذر بإشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم
    12ـ الزواج المبكر : وهذه الخطوة الوقائية ، ربّما تكون حلاًّ عملياً لمشكلة عدم انضباط الفرد جنسياً ، وتتم دائماً بعد بلوغه الحلم مباشرة ، إذ يلجأ إليه المربي المسلم بعد فشل التربية الجنسية للطفل خلال فترة الإعداد والتأديب ، وحين يشعر الأب بعدم الاطمئنان على مستقبل استقامة ابنه وعفته الجنسية 0 إنه يحاول قبل أن يفلت الأمر من يده ، لضمان عفته وتجنيبه نقطة من الانحراف لا عودة إليها 0 وقد اقترح علماء النفس ، والتربيّة ، والجنس باعتماد هذا الحل إذا لم تنفع في تربيته جنسياً كل أساليب التربية ، لأن الزواج المبكر حل مشروع يسمح للبالغ المراهق الذي لم يقدر على ضبط شهوته الجنسية ، أن يشبعها دون تعرضه لمخالفات قانونيّة أو نقد اجتماعي ، وضغط عائلي أو قلق نفسي ، فالزواج المبكر يزيح التوتر من داخل النفس المراهقة ، بل ويحقق له انسجاماً نفسياً ، وتقديراً اجتماعياً من الآخرين 0 فطالما غير مسموح للبالغ المراهق بتفريغ الشحنة الانفعالية لشهوته كرجل ، وهو عاجز عن ضبط اندفاعات هذه الشهوة وإلحاحها الحيواني ، فإنه يواجه حينئذ حالة شديدة من الصراع النفسي بسبب تعارض دافعين أحدهما يدفعه في طريق الشهوة ، وآخر يصده عن الإشباع ، وإذا لم يتمكن المربي المسلم من إزاحة ألم هذا الصراع ، فلا مناص من وقوعه في براثن المرض النفسي ، ويظل بعد ذلك وقوداً للانحراف الجنسي ، يطحنه ألم الضمير ، وقسوة قانون الغيب الاجتماعي . لهذا قرّر بعض خبراء التربية الاعتماد على الزواج المبكر كخطوة وقائية وعلاجية في آن واحد ، وقائية ضد عوامل الانحراف المرتقبة ، وعلاجيّة للتمرد الذي عاشه قبيل المراهقة ضد القيم التربوية 0 وكان الزواج المبكر أسلوباً تربوياً سائداً في البيئة المسلمة طوال التاريخ ، لحل المشكلة الجنسية ، ونجح في السيطرة عليها ، بالرغم من المشكلات المتعلقة أساساً بالنظام العام للزواج في المجتمع ، كتزويج الأقارب ، وبدون رضا الفتاة مثلاً 0 والمشرع إجمالاً لا يفرض هذا الحل ، لكنّه يدعو إليه خاصة في الحالات التي يترتب وضع شاذ إذا بقيت دونما زواج ، ولهذا ترك المشرع للمربي المسلم حرية اعتماد هذا الحل لمواجهة المشكلة الجنسية أو إتباع طرق أخرى مناسبة 0
    آسف على الإطالة ، ولكن للفائدة 00



  19. #279
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية :: ليالي جيزان ::
    مشرفة ركن فرفشة حواء
    تاريخ التسجيل
    02 2007
    الدولة
    :❤: حيث الصدق :❤:
    المشاركات
    15,476

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا

    السلام عليكم دكتور..

    أظن قدك عارفني .. فأنا مراجعه دائمة للعياده نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لدينا زميلة انظمت لنا من مايقارب شهر ..

    لديها لأنا كثيراً .. ولانذكر شيء الا تقول ايوه اعرفله

    تقول انا كاتبه وقاصه وروائية .. وطباخه من الطراز الاول

    وخبيرة تجميل .. ومانطرق في حديثنا باب الا نجدها تفتح لنا

    وتستقبلنا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي.. كنت اجادلها كثيراً .. فقالت لي احدى المقربات لي

    ان هؤلا اشخاص ياعنون من مرض نفسي .. واشكالهم اقرب

    للدمى .. فقلت نعم شكلها ياقارب للدمى ..

    سؤال ..
    هل صحيح أن هذا حالة مرضية؟
    وكيف نتعامل معها ؟

    وجزاك الله خيرا ونفعنا بعلمك

  20. #280
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    رد: أقدم لكم إستشارة نفسية مجانا


    أهلا وسهلا بك صبحا وعشية ، ليلا ونهارا ، خريفا وربيعا شتاء وصيفا 00
    يجب التفريق بين المرض النفسي (العصاب ) والمرض العقلي (الذهان ) والمرض العصبي
    ويعد المرض بكل أنواعه حالة خلل تصيب أجزاء من الجسم وتسبب لها تعطلاً في وظائفها المخصصة للعمل 0 وهذا المفهوم ينطبق تماماً على الحالة النفسية والعقلية لدى الإنسان، فالخلل في هذا النوع من الأمراض يستهدف العقل الإنساني ومسار عمله، فلا يوجد خلل أو تعطل كامل لدماغ الإنسان، وإنما يحصل خلل في جزء صغير من هذا المكوّن الرئيسي لدى الإنسان، وإذا ما اختل جزء منه، فان وظائفه الأخرى تبقى على حالة سوية من العمل ، اللهم إلا في حالات التخلف العقلي الشديد والتي تقل فيه نسبة ذكاء الإنسان عن (30) درجة على المقاييس المعمول بها في مجال تصنيف نسب الذكاء وفي حالات التخلف العقلي ، وهذه تصنيفات أخرى في علم النفس لحالات التخلف العقلي 0

    إن المرض النفسي (العصابي) يتميز بحدود واسعة وأعراض كثيرة، تتفاوت في شدتها ودرجة قوتها وتنوعها ، وفي أحيان أخرى تبتعد كثيراً عن خط السواء، أو تقترب من خط السواء، طالما أن الخط يقع على متصل واحد، أحد طرفيه السواء، والطرف الآخر المرض، ولكن تبقى المشكلة الأساسية هي نقطة الالتقاء بين طرفي الخط المتصل ، والتي تسمى علمياً (الحالة البينية )0 فالأشخاص القريبون من هذه النقطة يعدون من الأسوياء طالما أنهم على طرف السواء، ويعدون من المرضى ، طالما هم ضمن الطرف الآخر (أي المرض) قريباً من نقطة الالتقاء 0 لذا كان من المشكلات الجمة التي واجهت المختصين في دراسات النفس الإنسانية ومقتضيات تصنيفها أن يحددوا حالات المرض النفسي المطلق 0 أو حالات السواء النفسي المطلق 0
    وبهذا عُرّف المرض النفسي بأنه: الابتعاد عن متوسط السلوك العام في المجتمع، ومع وجود الشكوى من بعض الحالات الغير طبيعية في السلوك 0 مثل التحسس من الشكوى وإعلانها وطلب مساعدة الآخرين سواءً من الأطباء أو المختصين في دراسة علم النفس، فهو اعتراف بوجود شكوى من حالة معينة0 فالشخص العصابي (المريض نفسياً) يستطيع أداء وظائفه العامة بدرجة طبيعية 0 وقد وصف الطبيب النمساوي فرويد (الأعصبة) على أنها اضطرابات تتمركز حول القلق ، حيث يبدو القلق في بعض الحالات واضحاً ومباشراً وفي بعضها الآخر لا يكون واضحاً 0
    أما المرض العقلي (الذهاني) فيعرف بأنه اضطرابات في النشاط السلوكي العقلي وأعراضها التي تمس الحياة النفسية للمريض ، وأن الأفراد المصابين بهذا المرض يعاق نشاطهم العقلي بشكل كبير وتضعف قدرتهم على مواجهة متطلبات الحياة العادية 0
    إن مريض العقل يرفض انه مريض، ولا يناقش هذا الموضوع من أساسه ولا يقرّ بحالته الصحية المتدهورة ، وفضلاً عن ذلك يبدو الاضطراب واضحاً في بعض العمليات العقلية مثل ضعف الإدراك ، الاختلاط في التفكير ، الزيادة في الانفعال ، تدهور الذاكرة الواضح 0
    أما المرض العصبي فيعرّف على أنه : مجموعة الاضطرابات التي تصيب الفرد نتيجة لإصابات في جهازه العصبي في القسم المركزي أو المستقل ، وتندرج الأمراض العصبية تحت لائحة الخلل في بعض الأعصاب مثل التهاب الأعصاب المختلفة في الجسم ، وضمور أجزاء من المخ تنتج عنه آلام مع أعراض كالنسيان أو تدهور في الذاكرة أو بعض حالات الشلل المؤدية إلى عجز بعض الحركات 0
    ويمكن تقسيم الأمراض إلى:
    1ـ نفسية ( العصاب ) Neurosis
    2ـ عقلية (الذهان ) Psychosis
    وتشمل الأمراض النفسية:
    أ ـ القلق0
    ب ـ الهستيريا بنوعيها :
    1ـ التفككية: وتتمثل في شرود الذهن والمشي اثناء النوم وتعدد الشخصية.
    2ـ التحويلية: وتتمثل في اضطرابات متعلقة بالوعي، واضطرابات حسية متنوعة.
    ج ـ الاكتئاب النفسي 0
    د ـ المخاوف المرضية (الرهاب) (الفوبيا)0
    هـ ـ الوسواس القهري : بنوعيه :
    1ـ الأفكار التسلطية 0
    2ـ الأفعال التسلطية 0
    وـ النفسجسمية 0
    زـ الوهن النفسي 0
    ح ـ توهم المرض 0

    أما الأمراض العقلية (الذهان) فتتمثل في:
    أ ـ الذهان العضوي ويشمل: الصرع ـ عته الشيخوخة ـ تصلب شرايين المخ 0
    وأما الذهان الوظيفي فيشمل: الفصام (الشيزوفرينيا) بأنواعه: البسيط ، الكتاتوني ، الهيبوفريني 0
    والفصام : هو انشطار العقل ويدل على الخواطر والأفكار والانفعالات المتضاربة لدى الفرد الذي يصاب بهذا المرض 0
    ي ـ البرانويا ، ويشمل:
    برانويا الاضطهاد: وهو أحد أنواع الفصام المتميز في أحد جوانبه بالشعور بـ(الاضطهاد)، ويعتقد المريض بأوهام الاضطهاد مثل قوله : (إنهم يريدون قتلي) (إنهم يراقبونني )0
    برانويا العظمة: تنتاب المريض أوهام العظمة، فيعتقد بأنه ملك، أو انه قائد عظيم، وبعض المصابين بهذا المرض يعتقد بانه المسيح ، أو المهدي المنتظر 0
    ك ـ الهوس وأنواعه: الخفيف، الجنسي ، الدوري.
    يتميز الفرد المصاب بالهوس، بحالة خاصة من ارتفاع الروح المعنوية العالية والثقة الزائدة بالنفس، وهو سريع الاستثارة والغضب والانفعال، ويبدو عليه الحديث السريع، والتغير المستمر في المواضيع، والانتقال من موضوع لآخر، ويكون تركيزه على الموضوعات العظيمة، وتحقيق الثروات والقوة والشهرة 0 وإذا ما اختلف مع أحد الأصدقاء أو الأقرباء، فإنه ينظر إليه على انه عدو وخائن ، وإذا ما غضب فانه يهاجم هجوماً شديداً ومباشراً دون مراعاة للصداقة أو صلة القرابة 0 ويتصف المصاب بالهوس بممارسة الجنس بصورة غير شرعية 0
    من هو المريض نفسياً، ومن هو المريض عقلياً؟
    المعايير التي تحكم السلوك السوي والمرضي:
    يرى بعض علماء النفس بأن السواء والمرض مفهومان، لا يفهم احدهما إلا بالرجوع إلى الآخر، وهما مفهومان نسبيان في مراحل العمر المختلفة، وفي الأزمنة المختلفة وحتى في الثقافات المختلفة 0 فما هو سوي وصحيح في مجتمع ربما يكون غير سوي في مجتمع آخر، لذا فإن مفهومي المرض والسواء من المفاهيم الصعبة التحديد 0
    فتعتقد ( ليندا دافيدوف ) أن السواء واللاسواء (المرض) يشخصان من حيث درجة الاضطراب فقط ، فيقال حينئذ أن الأفراد غير الأسوياء نفسياً تعتريهم مشكلات عقلية أكثر ويتصرفون بطريقة غير ملائمة اجتماعياً، كما يبدو أنهم اقل قدرة على التحكم بانفعالاتهم مقارنة بالأفراد الأسوياء 0 وعلى الرغم من الاختلاف في وجهات النظر بتحديد السواء والمرض ، إلا أن المختصين اتفقوا على تحديد بعض المعايير تبعاً لاهتماماتهم أو مجالات عملهم وأطرهم الفلسفية ومنها:
    أ ـ المعيار الاجتماعي : السواء ما تتفق عليه الجماعة وتقبله، والمرض (اللاسواء) كل ما لا يتفق عليه وما لا يتوقعه المجتمع من أنواع السلوك 0 فوجود مجموعة من التقاليد والأعراف الاجتماعية التي تنظم السلوك في كل مجتمع ، تحدد انحراف السلوك عن ما يتفق عليه المجتمع وهو بذلك يعتبر سلوكاً غير سوي ( مرضي ) 0 لذا فان السلوك الاجتماعي الملائم للقواعد الثقافية والاجتماعية في أي مجتمع ، يحدد نوع السلوك سواء الشاذ عن تلك القواعد أو المنسجم معها فما كان متوافقاً مع تلك القواعد فهو سلوك سوي وما غايرها فهو سلوك مرضي 0
    ب ـ المعيار الطبي : يعد المعيار الطبي من المعايير المهمة جداً في تحديد السلوك المرضي أو السلوك السوي ، ويعتمد هذا المعيار على أدواته الكلينيكية التي توصله إلى الحقائق العلمية الطبية 0 فعدم مقدرة الإنسان على ضبط سلوكه والتحكم فيه ، يعد في المفهوم الطبي مرضاً، أو الزيادة غير الطبيعية من القلق لدى الإنسان وفي أوقات غير محددة يعد مرضاً أيضا، كذلك كثرة الأسى والشكوى وعدم الارتياح والحزن بدون سبب والغضب دون سبب، كلها انفعالات لكن التعبير عنها بطرق غير مناسبة يعد مرضاً، فرد الفعل على موقف محزن ، يعد طبيعياً، لكن استمراره لفترة أطول وأوقات متباينة، يعد مرضاً في المعيار الطبي 0 ونعود مرة أخرى إلى التساؤل المهم: من هو السوي ، ومن هو المريض؟
    الشخص السوي (المتوافق) والمتمتع بالصحة النفسية والعقلية، هو: الشخص الذي يجدّ ويعمل ويتفاعل مع المجتمع 0
    أما المريض (غير المتوافق) فهو الذي يعاني من الاضطرابات الانفعالية التي تنعكس على السلوك وتشكل أعراضاً مرضية 0
    مرض الاكتئاب Depression
    يُعرّف الاكتئاب على انه استجابة تثيرها حادثة مؤلمة كالفشل في علاقة، أو خيبة أمل، أو فقدان شيء مهم كالعمل، أو وفاة إنسان غال 0
    وهو أيضا حالة من الألم النفسي يصل في الميلانخوليا إلى نوع من العذاب الشديد مصحوباً بالإحساس بالذنب شعورياً، وانخفاض ملحوظ في تقدير النفس لذاتها، ونقصان في النشاط العقلي والحركي والحشوي 0
    كما عرفه بأنه حالة من الحزن الشديد والمستمر، يبدو الشخص وكأنه في حداد دائم والكآبة واضحة على قسمات وجهه 0
    أنواع الاكتئاب..
    الاكتئاب نوعان :
    الأول ـ الاكتئاب النفسي ( العصابي ) 0
    الثاني ـ الاكتئاب العقلي (الذهاني) ويسمى السوداوي أو الميلانخولي.
    وللاكتئاب العقلي ثلاثة مستويات من الشدة:
    1ـ الاكتئابالبسيط.
    2ـ الاكتئاب الحاد.
    3ـ اكتئاب القعود 0


    إذن بعد كل ما ذكرته ، فزميلتك لا تعد مريضة نفسيا ، وليست مصابة بأي مرض عقلي 0
    إنما هي لديها الأنا مرتفعة 00 إن كانت صادقة فيما تقول فهي معتزة بنفسها وبقدراتها ، وإن كانت غير صادقة ففعلها نوع من التعويض تحب أن تعوض به ما ينقصها 0
    وهذا السلوك قد نشأ معها منذ الطفولة وفي أثناء التنشئة الاجتماعية ، ربما تربت على هذا السلوك ، فكانت تقول وهي طفلة لأمها ، ما أعرف أسوي هذا ( أي عمل ) فترد أمها : لا أنت تعرفين تعملين كذا وتعملين كذا وتعملين ، وهكذا حتى تشربت البنت بهذا ، فنشأت وهي معتقدة أنها تعرف كل شيء 0

    تمنياتي لك أختي الفاضلة ولزميلتك بالصحة والعافية 0

صفحة 14 من 26 الأولىالأولى ... 4121314151624 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •