يا هلا و مصهلا بشباب و شبابات الشله ... ما شاء الله عليكم كلم مجتمعين هنا .. وانا اقول ما فيه احد هناك
بصراحه عندي مويضيع ودي العن جدفه هنا عرفاناً مني بهذه الحاره مبيناً مدى التلاحم بين شعوب شلل عليشه و خنشليله و الغاله
الرجاء قراءة الموضوع باللغة العربية الفصحى ...
أغرب عن وجهي أيها الهيس الأربد لا بارك الله فيك ولا في الساعة التي ولدتك بها أمك يالثور (هذا أبوي يدلعني ويحب يمزح معي دايم .. بس مدري ليه عصب .. كل اللي طلبته منه زقاره <<< كل تراب)
كالعادة ركبت حماري برطميس و اتجهت خارج أسوار مضاربنا بني رفس ... ذهبت إلى الغدير حيث الصبايا يجتمعن هناك .. واجلس اقزقز على كيف كيفي ... الصبايا يستحممن و هن يضحكن ... لا اعلم لما تأتيني تلك الرعشة .. فلا أستطيع بعدها بلع لعابي و يبقى فمي مفتوحاً و تفوح رائحة عطره تخرج من تحت اباطي ... نفس الشعور يجتاح برطميس ذلك الحمار صديق عمري هو و صنقور (صنقور أخوي من الرضاعة) ... هاهي فتاة أحلامي .. إنها هبله ... ما أجملها من فتاة ... كلما رأيتها تدودهت و تخسبقت ... لا اعلم ماذا يحصل لقلبي يجلس يدق ويدق بسرعة << ما يدري إن هذي تسمى حاله حب ... دائماً أحاول أن أتقرب منها ... لكن هناك شيء يمنعني ولا أعلم ما هو ... انظر إلى نفسي فأجد أني من أوسم شباب القبيلة ... دائماً يلقبوني بالقشطة (من زود البياض) .. قوامي ممشوق .. طويل القامة .. كحيل العينين ... عندي حمار موديل السنة .. وأبي (جزار) معروف بين القبائل بالشجاعة و الكرم ... لكن لا اعلم لما يتجنبنني الصبايا ... هل لأني رخمه و أخاف .. المسألة مو خوف بس ما احب المشاكل <<< أي واضح انك ما تحب المشاكل يالدجاجه ...
اتجهت إلى شجرتي المفضلة .. استظل تحتها لتقي بشرتي الملساء من حرارة الشمس ... فأنا عاطل عن العمل .. لا أجيد إلا التسكع بين الخيام و قزقزة بنات مضاربنا وهن يذهبن و يعدن من الغدير وهن يحملن المياه ... استرخيت تحت الشجرة .. فلقد كنت مجهداً من السير فالشجرة كانت بعيده عن مضارب بني رفس <<< الثور معه حمار ويمشي على رجليه .. وأحياناً يرحم الحمار و يحطه على ظهره ... نمت قليلاً ... و إذا بي أحس أن أحد فوق راسي ... فلما فتحت عيني .. وجدت هبله واقفة على رأسي .. و تلك الابتسامة التي كأنها شروق الشمس تخرج من بين شفتيها ... جلست على عجل .. لا اعرف ما أقول .. جلست بالقرب مني .. وقالت .. يا عربيد وقسم بالله إني ميته فيك يالثور حس فيني شوي الله ياخذ هالخشه ... نظرت إليها باستحياء وأنا أضع اصبعي في فمي بعد أن احمرت خدودي .. و هززت برأسي معلناً أنى أبادلها نفس الشعور .. التفت إلى برطميس فوجدته يغط في نوم عميق و ما يدري وين الله حاطه فيه ... رفسته بقدمي .. وقلت له صرف نفسك يا ابو الشباب .. ما تشوفني مشغول ... قام برطميس وهو يترنح << ما شبع نوم ... وذهب بعيداً عنا .. وأنا استفردت بهبله .. ودارت بيننا كلمات الحب والغرام ... و بدأت انشدها بعضاً من الأبيات التي كنت اكتبها خصيصاً لها ... فقد قلت ..
يا طير الغرام ارسل له رساله *** للي في الوفاء اشهر من كلبـه
هي العطر لو سكنت في زباله *** و من فيه غيرها حبيبتي هبله
تجر قلبي المسكين جر الربابه *** و أصير في يديها مثل أي لعبه
(صح لسانك يا عربيد ... من العايدين << حتى الرد ما يعرف يرد .. قل صح بدنك يا الثور)
فكانت في كل لحظه تقترب اكثر فاكثر .. و أنا اقترب اكثر فاكثر و فجأة رأيت يدها تقترب من وجهي و بسرعه رهيبه و كأنها تريد أن تصفعني على خدي .. فمسكت يدها .. و إذا بها كأنها يد برطميس .. فقلت لها ما هذه يا هبله ... فصفعتني بيدها الثاني ... فعلمت أن الذي صفعني هو برطميس .. فقد كنت احلم حلماً وردياً ... نهضت بسرعه .. وقلت له يا حمار يا ابن الحمار من قال لك تصفعني كف الله يلعن هلوجه ... قال برطميس ... شف .. شف من اللي قدامك ... نظرت إذا به ضرطبيط (ضرطبيط أحد اشهر قطاع الطرق) و معه عصابته يجرون 2000 من رؤوس أغنام مضاربنا ... التفت على برطميس وقلت له ... العطه .. خلنا نهج قبل لا يوصولون لنا ثم والله يتعشون على كراعينك الليله ... قال الله ياخذ وجهك معهم الفين راس من الغنم و تبيهم ياكلوني انا (احرجني الحمار برده، ويقولون الحمار غبي ما عندهم سالفه ) ... قال لازم ترجع الحلال ... قلت صاحي انت .. هالحين قبيله كامله ما قدرت عليهم تبيني انا اقدر عليهم ... ما كذب من سماك حمار يالحمار ... و في خضم الاحداث وأنا جالس اتهاوش مع برطميس إلا ضرطبيط طاب علينا ... قال من أشوف الدجاجة عربيد ... التفت علي برطميس وقال .. يلعن امها حاله هالحين بيعرف اني حمار لهادجاجه ... قم يا عربيد والعن ابو خامسه ... والله ما هقيت انك دجاجه ... التفت على برطميس و قلت له دجاجه احسن من يقولون الله يرحمه كان دجاجه صقعا ... قال ضرطبيط ... هالحين ليه مامنك فايده يا عربيد ... مغير نوم اللين الظهر و تسكع في المضارب لا شغل و لا مشغله ... قم بارزني بالسيف ... انا بصراحه راحم اهلك .. و أبي اكسب الاجر فيك ... قلت وشلون تكسب الاجر .. قال باذبحك .. قلت الله يرحم والديك .. الا هذي .. هالحين ما اخذت الغنم .. وش تبي بواحد ما منه فايده حتى لو تحطه مع الغنم ما عرف يرعى معهم ... قال عشان كذا انت نكره .. ولو ذبحتك محد متحسف عليك .. حتى اهلك .. قلت دور غيرها .. قال قم بارزني يالله ... والله و يعطوني السيف <<< حتى سيف ما معه ... والتفت على برطميس وقلت له .. قل لهبله اني كنت احبها ... وإنه مات وهو يقاتل ضرطبيط عشان يرجع الحلال ... قال برطميس و عيونه كلها دموع الله يرحمك يا عربيد ... التفت على ضرطبيط و بدأ السيف يترنح فلم امسك سيفاً في حياتي ... حاولت ان اثبت السيف لكن ما فيه فايده .. ولما هجم ضرطبيط رفعت يدي معلناً الاستسلام .. فما كان منه الا ان وقف كالصنم ثم سقط مغشياً عليه (عقب ما رفع عربيد يديه .. من الخوف فاحت ريحه اباطه) و يوم شافوا العصابه حال ضرطبيط .. هجوا وتركوا الحلال كله ... فما كان مني إلا أن ربطت ضرطبيط و وضعته فوق حصانه .. و وضعت برطميس فوق ضرطبيط عشان ما ينحاش <<< شفتوا النتيجه كيف تصير اذا فكر ... و وديته مع الغنم إلى مضاربنا ... الكل مندهش و مو مصدق يوم شافوا ضرطبيط مربوط ومن اللي جايبه عربيد بن جزار ... اصبحت اصطورة ذالك الزمان .. وانتشرت سيرتي بين كل العربان ... و من فرحة هبله قامت و حضنتني بقووووه ... و ما ردها الا مقبرة العود (ماتت هبله من ريحته) ... فخرج عربيد من المضارب و سكن الصحراء من حزنه على هبله .. واصبح ينشد هذه الابيات ...
امر على الديار ديار هبله *** اقبل ذا الجدار و ذا الجدار
و ما حب الديار سكن قلبي *** ولكن حب من سكن الديار
و فطس بعدها عربيد بن جزار منتحراً بعد ان وضع رأسه تحت ابطه ... و قد نحت بأصابعه على الصخور (هبله و عربيد بن جزار .. حب ازلي الى الأبد)
و بعد مرور الأعوام و السنين ... و مع كثرة الراوين للقصص تم تحريف المسميات لتصبح كالتالي ...
عربيد بن جزار = عنتر بن شداد و غيروا لون بشرته الطرية من البياض الى السواد
هبله = عبله
صنقور = شيبوب
بني رفس = بني عبس
طحياطي ،،،،