|
هديــــــــــة
لجيل اليوم
إهداء عاطر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي
الرحمة وعلى آله وصحبه أجمعين.
- إخواني جميعًا، أهلي وعشيرتي، لا أدري بماذا أبدأ، ولكن التقليد يحتم علي البدء بالشكر لله،
فصانع الجميل شاكره، وشاكر الجميل صانعه، لأنه لا تجد باخ ً لا بالشكر إلاَّ وهو الباخل على نفسه
بصنع الشكر، ولا تجد باخ ً لا بالجميل إلا وهو أكثر بخ ً لا بالشكر، لهذا أشكر الابن عبد المقصود على
هذا الاحتفاء الذي أشعر فيه بفرحة كبرى، لأنه تقدير وتكريم، وأحذف من نفسي الترحة، لأني لا
أحب أن يكون هذا التكريم، وداعًا. الشكر للمحتفي بي لا يكفيني، فأنتم الذين حضرتم كلكم قد
احتفل بي، كلكم قد أكرمني، إنما هو الداعي له فضل الدعوة، ولكن فضل التلبية عندي أكبر، لأنه
سعي إلى صنع الجميل يلزمني بأن أشكر هذا الصنيع لكم، أحمده لكم حمدًا كثيرًا. يعجزني أن أقول لا
حينما طلب مني أن ُألقي الكلمة، ويسعدني أن قلت الكلمة الشاكرة له ولكم، فماذا تريدون مني إلاَّ
أنني أمامكم عجوز قد احتفلت بالقراءة؟
- أتعرفون أ ول من علَّمني القراءة؟ لقد علَّمني سوق (الحراج) وجريدة "ألف - باء"، كنت لا
أقرأ الصحف، لأن الصحف لا تأتينا. قبل "العهد السعودي"، كنا نفتش في الحراج لنجد بعض الكتب
التي يعرضها أصحاا للبيع نتيجة الفقر والعوز والجوع الذي ألمَّ م فيبيعوا بمبالغ زهيدة لا تتجاوز
قيمة الواحد القرش أو القرشين، فأنقب عن كتاب ينفعني، فأشتريه وأقرؤه، ومن هنا تعلَّمت القراءة
من هذا السوق، ثم تعلَّمت القراءة في مكتبة كنت أبيت فيها لمدة لا تقل عن سنتين، فيها أمهات
الكتب وكنت أقرؤها.
- لكن السؤال المهم: كيف تعلَّقت بالصحف والات؟ السبب يرجع إلى جريدة "ألف - باء"،
أريد أن تضحكوا من هذين البيتين لشاعر من العراق، لكنه ليس الزهادي ولا الرصافي، يقول الشاعر:
غير سلمى وابنها إسحاق
.
أنت عندي بمترل لم ينله
.
ولقد طال في الهوى ا خرِنباقي
.
أنا م خرنبق وغير عجول
.
فاخرنبقت مع نفسي، وكلمة اخرنبقت جعلتني أفتش وأقرأ.
ويعلِّق الشاعر أبو ريشة بقوله:
طاروا ا من بعد اخرنباقي
.
واخرنبقوا دهرًا يريدون التي
.
فاخرنبق معناها سعى وتحفز.
ثم يوالي الأستاذ محمد حسين زيدان ذكرياته، لكنه قبل أن يبدأ الحديث يفاجأ بدخول |
|