((18))

كم كنُت أُحلمُ أن أراكيِ ببابي == ويضيعُ من سحرِ اللقاءِ صوابي


وتقبلين مدامعي وجوانحي == وتضمدين عواطفي ومصابي


والنورُ يشرقُ في فؤادي لحظةً == وتكفكفين دماً لظى أهدابي


وأظلُ أرشفُ من لماكِ مدامةً == هي بلسمٌ لنوائبي وعذابي



سحلت عواطف مهجتي وتمزقت == والنارُ تضرمُ في نحا أوصابي



وبمضجعي جمٌر يفحُ لهيبهُ == ويميلُ نحو الموتِ غصنُ شبابي


لا تهجريني فالدموعُ سواجمٌ == والجسمُ من ضعفٍ طوتهُ ثيابي


الناسُ حولي يستطيلُ فضولهم == ويلحُ في طردِ الآسى أترابي


قد كنتِ أفقاً في رحابي واسعاَ == واليومَ بعد الهجرِ ضاق رحابي


نجواي تسري بالقوافي غيمةٌ == تهمي عليكِ بقبلةٍ وعتابي


باحت من الإسهابِ كلُ خليةٍ == سأظلُ أشكي لن يجفَ لعابي


لا تتركيني في بحوركِ هائماٌ – ما بين موجٍ صاعدٍ وعبابي


وتطوفُ أفكارُ الحنينِ بمهجتي == ما بين همٍٍ مغتدٍ وإيابِي


الله , كم أرنو لقاكِ صبابةٌ == يا صفوةَ الأحبابٍ والأصحابيِ


لو كنتُ أعلمُ في الطريقِِِِِِِِ قدومكم == لأتيتُ نحوكِ وافترشتُ ترابي