بعد أن كان التعليم في السابق مبني على قول ولي الأمر للمدرس (( لك الجلد واللحم .. ولي العظم ))
أنتجت المدارس طلاباً تقف ساحات العلم لهم تقديراً واحتراما .
فكان للمدرس هيبته .. وله تقديره واحترامه ..
كنتَ إذا رأيت مدرسك يسلك فجاُ أنت تسلكه .. ترتعد فرائصك .. لتسلك طريقاً أخر هيبة .. ورهبة ..
واحتراما .. وتقديراً لهذا المعلم .
أما اليوم .....
فوا أســــفي عــلـــى الــمـــعـــــلــم .....
ضاع جهده سدى .. وذهب تقديره واحترامه أدراج الرياح ... فليس له وجود .. ونشاطه محدود ..
إن أخطأ يوماً ورفع عصاً في وجه طالبٍ قد عصى .. ولو لتهديده فقط دون أن يمسه ..
لقامت الدنيا وما قعدت ...
لقد أرهبت طالباً بريئاً مسكيناً ..
لينال هذا المعلم .. أصنافاً متعددة من الضغوط النفسية ....
تهديد ووعيد .... واستدعاء وتحقيق .... وربما إنذار ونقل ....
لك الله أيها المعلم المسكين ...
يجدك طالبك في طريق ما .. فلا يألوا جهداً أن يضايقك ولو بكلمة ... أو حركة ... ولو استطاع لربما صدمك بسيارته
لأن قاعدة التعليم قد اختلفت اليوم عما كانت عليه في السابق ....
فإدارة التعليم قد كبلتك من كل جانب ... ورفعت في وجهك شعار
{ إن بكى الطالب .. فمرجح به .... وإن رفع صوته في وجهك وسبك .. فاضحك وصفق له .} .
فأصبح الطالب اليوم - إلا ما شاء الله ( وقليلٌ ما هم ) - ..... يحمل أسفاراً لا يدري ما بها .
هم .. وبلاء .. ووباء .. على المعلم ...
لا فهم .. لا احترام .. لا تقدير .. ولا إجلال لصروح العلم .
إن جعلته في مقدمة الصف .. أشغلك .. وإن جعلته في المؤخرة .. أشغل زملاءه ..
فــ (( أينما توجه لا يأت بخير )) .
فمسكينٌ أنت أيها المعلم ....
محسود من الناس بأنك في راحة ونعمة – وهم لا يدرون بما تكابده – فلو ذاق هؤلاء ربع ما يكابده المعلم
لتركوا صروح العلم فارغة ...
فـــــــــ :
يا من يريد الإنتحار وجدته ***** إن المعلم لا يعيش طويلا
تحياتي للجميع ...
صدى الوجدان