مــــا الســـبب الـــذي يجعــــل الابـــاء يفــرقون فــي التعـــامل مـــع ابنــــائهم ومـــا هـــي الآثـــار الــتي تتـــرتب علـــى ذلـــك ؟؟


أن التفرقة فى المعاملة فى كل الأمور المتعلقة بالجوانب النفسية والعاطفية والمادية ،وكذلك تغيير أسلوب التربية وطريقة التعامل مع الأبناء ،من أخطر المشكلات الاجتماعية ،لما لذلك من آثار سيئة للغاية داخل المحيط الأسرى ..ويقول :وعلى الرغم من انخفاض حدة التفرقة فى المعاملة بين الأبناء فى الفترة الأخيرة ،بسبب زيادة الوعى الدينى وارتفاع نسبة التعليم ،إلا أنها لا تزال موجودة بدرجات متفاوتة ،وهى مرتبطة بعدة عوامل ،فهى ترجع مثلا إلى نوع المولود ذكرا أو أنثى ، خاصة أن الرجل الشرقى تتجه ميوله بصفة عامة نحو حب إنجاب الأبناء الذكور أكثر من الإناث وذلك لمعتقدات وعادات متوارثة ،منها أن الذكر يحمل اسم الأب ماله ،وربما كانت التفرقة ترجع إلى أن المولود الذكر هذا قد يكون جاء بعد فترة طويلة من أكثر عطفا ويرث الزواج أو بعد إنجاب عدد من الإناث ، كما أن المرض الذى يعانى منه أحد الأبناء ربما يجعل الوالدين عليه ،وكذلك فإن الابن الأصغر عادة ما يحتل مكانة متميزة لدى الوالدين ،ويكون ارتباطهم العاطفى به أكبر من باقى أشقائه .والعامل الآخر الذى يؤثر فى التفرقة فى التعامل بين الأبناء ،هو أسلوب معاملة الأبناء أنفسهم للآباء ،فقد يكون من بينهم من هو أكثر حبا واحتراما لهما ،ويحقق درجة عالية من اللياقة فى التعامل معهما ، مما يترتب عليه زيادة الميل العاطفى تجاه هذا الابن البار ،ولكن هذا لا يمنع أن جميع الأبناء يحتلون مواقع موحدة على خريطة البناء النفسى والعاطفى للوالدين ،وهذه مسألة فطرية .ويجب أن يعلم الجميع أن التفرقة فى المعاملة بين الأبناء لأى سبب من الأسباب ،ومهما كانت دوافعها ،تؤدى إلى وجود الحسد والغيرة والحقد فى بعض الأحيان بين الأشقاء ،كما تؤدى إلى التمرد على الوالدين وعدم طاعتهما ، والشعور بالنقص ،مما قد يؤدى إلى عدم اكتمال البناء النفسى والوجدانى لديهم وفقد الثقة بأنفسهم .. هذا بخلاف أن الأبناء عندما يشعرون بأن هناك من هو مميز عنهم ومفضل لدى الوالدين ،فإنهم قد يميلون إلى الانطواء وهجر المحيط الأسرى ،ومن ثم يلجأون إلى رفقاء السوء ،وهنا تكمن الخطورة .. ويمكننا أن نقول إن كل ما سبق يؤثر فى بناء الشخصية ويقدم للمجتمع فردا غير سوى ،وغير قادر على التعامل مع الآخرين