ماذا جنتْ؟

============


مـسَّــيــتُ فــيـــكِ يـمــامــةًً

لِمَ في الصَّباح بدتْ غرابا؟

غــرَّبـــتِ دنـــيـــا حــبِّــنــا
ولحقـتِ كيـف فمـاأجـابـا؟

أ كذا غدا الـرَّوضُ الوديـعُ
لـنـافـثـاتِ الــسُّــمِ غــابــا؟

سـأعــود بـالـشَّـوق الـــذي
فــي لهـفـةٍ قـطـع الـذِّهـابـا

متعـطِّـشـاً لـحـظــي أتــــاكِ
فــلـــم يــجـــد إلاَّ ســرابـــا

لا مـبـهــجــاً يُـــغـــري ولا
نـجـوى تـسـرُّ ولا رضـابــا

مــــن قــــال إنَّــــكِ جــنَّـــةٌ
تهـدي الينـاعَ فـمـا أصـابـا

مـــن قــــال إنَّــــكِ تـحـفــةٌ
لـلَّـمـسِ لا فـقَــدَ الـصَّـوابـا

مـــن قــــال إنَّــــكِ سَــلْــوةٌ
عـشِــقَ الـكـآبـة والمُـعـابـا

مــــا كــــلُّ لــحــظٍ مُـعـلِــنٍ
بالحـسْـنِ حـسَّـاً مستـطـابـا

تـلــك الـسِّـهـامُ الـفـاتـكـاتُ
بـلـحـظــةٍ دُفــنـــتْ تـبــابــا

مـــا عـــاد بـهْــوُكِ جـاذبــاً
مــذْ غفـلـةً تــرَكَ الحجـابـا

الغـصـنُ يجـمـلُ بـالـوريـقِ
فـــإن ذوى يـسـقـطْ تـرابــا

إن يسـألـوا مـنِّـي الـجـفـاءَ
فــإنَّ لـــي مـنــكِ الـجـوابـا

أسـفـي الأصـالـةُ أصبـحـتْ
تشـكـو التَّـجـهُّـم والغـيـابـا

مـاذا جـنَـتْ لــم تـلـق مَــنْ
يصـغـي لتشـبـعَـه عـتـابـا؟

مـــا سـلَّـمـتْ واستسْـلـمًَـتْ
بــل شـلَّـهـا خـبَــلٌ وغـابــا

لــكــنَّــهـــا فــــــــــي ذروةٍ
ترجـو السمـوَّ لـمـن أعـابـا

مـــقـــدارُهـــا عـــــــــالٍ ألا
يرقـاه مـن خابـتْ وخـابـا؟

أمــلــي يــعـــود جـمـالُـهــا
يـزهــو بماضـيـهـا إهــابــا

إنْ عـكَّــروا صـفــواً فــكــم
صـفْــوٍ تـعـكَّـر ثـــم طــابــا

**************



للشاعر/ منصور محمد دماس مذكور





ونشرت في أربعاء جريدة المدينة في 23/1/1432هــ