جدة من على ارتفاع 550 قدما.. لوحة مياه تناثرت فيها "علب الكبريت"

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


المياه تغمر طريق الملك عبدالله وتنسحب عن الأحياء المجاورة له بجدة أمس





جدة: حمد العشيوان 2011-01-28 3:47 AM
على ارتفاع 550 قدماً صعد الفريق الإعلامي التابع لـ"الوطن" على متن مروحية تابعة للدفاع المدني، لرصد أحداث كارثة سيول جدة بدقة، من يحلق فوق السماء يشاهد الصورة كاملة دون رتوش " سيارات تعانقت وتصادمت ومشاريع غابت معالمها وشوارع تكسرت وسدود انهارت، وأناس شكلوا حلقة دائرية أمام مركبات تعطلت بفعل المياه المتجمعة.
كانت الساعة تشير إلى 4.45 عصراً، و بدأت الشمس تضرب الأرض بقوة لعلها تبخر الأمطار المتجمعة.
انطلقت الجولة بطائرتين الأولى أقلت أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد ووكيل إمارة مكة الدكتور عبدالعزيز الخضيري وأمين جدة هاني أبورأس، بينما تولت الطائرة الثانية حمل مصوري وسائل الإعلام المختلفة التي توافدت لتشاهد وترصد جدة ما بعد السيول. مرت الطائرة على مواقع مختلفة، وتباينت الأضرار بينما ظلت المياه التي شكلت خيوطا ذهبية بفعل الشمس تحيط جدة مع كل الاتجاهات، كان حي التوفير شرق جدة أكثر المتضررين، ليعكس "قصة" المياه التي زارت سكان هذا الحي دون استئذان، بل إنها تخطت نصف حوائطها الأسمنتية. حي أم الخير أكثر الأحياء تضرراً، كان الخوف سيد الموقف بعد أن انهار السد الاحترازي، ووقف سكان هذا الحي فوقه يشاهدون انهياره بأسى..!
مبنى الأمانة كان له نصيب من الأضرار، فالمياه حوطت المبنى الزجاجي، والمركبات تشاهدها من أعلى وكأنها " علب كبريت "مبعثرة، في الجانب الآخر من الجهة الشرقية مدينة الملك فهد الساحلية، مدينة رياضية انعدمت معالمها وغرقت ملاعبها ولم تبق سوى الخشبات الثلاث تصارع البقاء خوفا من الغرق..!
مشاريع جدة الإنشائية تحولت إلى ورق، نفق الملك عبدالله بحي الشرفية يحكي قصة مأساوية فهو الآخر لم يسلم من الغرق، بل غابت معالمه بشكل كامل يصعب على المار أن يقول هذا " نفق"...!