بسم الله الرحمن الرحيم
اولا .... اشكر الله عزوجل على نجاتي وسلامتى وسلامة اهل جدة كافة ويستاهل الحمد في السراء والضراء .
ثانيا.... الشكر الجزيل لجميع الاخوة الزملاء في هذا المنتدى لمن سال عني واطمئن علي سواء بدعاء او الاتصال
ثالثا ...الشكرموصول للاخت ثلج دافي على هذه الدعوة والبادرة الرائعة لكي اسرد قصة معاتي واحتجازي في السيول التى دامت اكثر من 18 ساعة ....
( البداية )
في تمام الساعة السابعة صباحاً توجهت الى العمل وكان الجو طبيعي نوعا ما ... توجد غيوم متفرقة تحيط بمدينة جدة
سبحان الله !!!!وفي الساعة الثامنة والنصف بدأت الغيوم تتجمع وكلمح البصر وبشكل سريع .... كان الجو في غاية
الجمال والروعة ....
كنت اشاهد منظر الجو من النافذة ..... فعلا جو خيالي .... واستمر هذا الجو الرائع والخلاب الى تمام الساعة العاشرة
وبدأت زخات المطر الخفيفة بالنزول ...... ( كنا سعداء بهذا الجو ولكن لا ندري ماذا تخبي لنا هذه الغيوم )
وفي تمام الساعة العاشرة والنصف بدا المطر بالهطول وكل دقيقة بشتد اكثر فاكثر .... وبداء يزداد خوفنا وهلعنا ...
فكرت بمغادرة عملي والذهاب الى منزلي ولكن هيهات .... هيهات .... شدة المطر اجبرني على البقاء بمقر عملي
والانتطار الى ان يخف المطر ..... ولكن قوة الله فوق كل شي
ومع شدة المطر دخلت السيول الى غرف الكهرباء مما ادى الى انقطاعها ... والبقاء بالظلام الدامس ....
المشكله ليس هنا يا اخوان ـــــ
نصبر على الانقطاع ولكن المصيبة الكبرى مع ازياد الامطار واستمرارها
ومع الزياده تسرب من الزجاج الخارجي الى جميع اجزاء المبنى
وتجمعه فوق السقف المستعار ( كما هو معروف بالجبس او الديكور )
مما ادى الى انهيار الاسقف على رؤسنا وهربنا في حالة هلع ورعب شديد
خارج المبنى في منطقة صغيره تجمع فيها جميع الموظفين والموظفات
تخيلي الوضع !! برد .. جوع .. خوف .. ظلام .. سيول جارفه امام المبنى
تجرف اي شي يقابلها فمنظر السيارات امامنا وكانها قطع من الفلين ونحن رجال نصبر
ولكن الموظفات يبكون امامنا ويستنجدون بالدفاع المدني ولمن دون اي جدوى تذكرى
مع كل هذا لم افكر بنفسي كنت افكر في المصيبة الاعظم .
زوجتي الحامل في شهرها السادس كانت تحاصرها السيول تحت كوبري الميناء جن جنوني وزاد خوفي وهلعي عليها
فتصلت علي وهي تبكي وابلغتني بان السيول تحاصرها وهي عائده من الاختبارات
كنت اتصل عليها وانا كالمجنون واصابتني حالة هستيريه وكان زملائي يهدون من روعي
ولكن دون جدوى ... ( بصراحة كنت ابكي )
حاصرتها السيول من الساعه 11 صباحا الى الخامسة عصرا بعدها انتهت بطارية هاتفي
وغرق الجوال الاخر .
ولكن الحمدلله جاهم الدفاع المدني وانقضهم وقت صلاة المغرب بعدها احسست براحه لايعلمها الا الله
هي ومن معها ( حمدا لله ) برغم انها تعاني من الالم الشديد في ظهرها ولكن الشكر لله تطمنا عليها وهي بخير
واستمر الحال معي وفي الظلام ومع العطش الشديد الذي عم الجميع ومع تجاهل الدفاع المدني لنا
الذين لم يحركوا ساكنا الا في تمام الساعه السادسه صباحا وتم انقاضنا الى بر الامان
وكان في استقبالي امي وابي واخي عادل ( امبوسيبل ) شاهدتني امي وسلمت علي وحضنتني وكانت تبكي ....
وتقول (( انت ماجد انت ماجد انت ماجد )) بصراحة حالة هستيريه صعب وصفها لكم
والحمدالله رجعت الي البيت وانا منهك و متعب لدرجة كبيرة ... ولكن الحمدالله على كل حال
اسال الله العلي القدير الا يريكم مكروةفي عزيز وغالي على قلوبكم
النهاية ......