مستقبلنا الملياري.. إلى أين؟

[إبراهيم آل عسكر]

لقد غمرتني الفرحة والسعادة أثناء مشاهدتي للفيلم الوثائقي الخاص بمحافظة صامطة والمشاريع المستقبلية لها, المعروض بالحفل الذي أقيم على شرف سمو أمير المنطقة وأعضاء مجلسها
خلال زيارة سموه التفقدية للمحافظة وعقد مجلس المنطقة بها.
وزاد حجم سعادتي حين ذكرت تكلفة تلك المشاريع والمقدرة بأكثر من 3 مليارات ونصف, والتي تكفي ليس لتنمية محافظة.. بل لإعادة إعمار دولة خرجت للتو من أتون حرب مدمرة. وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على كرم قيادتنا الرشيدة وحرصها على توفير وبذل كل ما يضمن ويحقق للمواطن الحياة الكريمة والعيش الرغيد على أرض وطنه..
وفي مقابل تلك السعادة التي يشاركني فيها كل أبناء صامطة, شعرت بنوبة حزن عمقتها تلك الدمعة التي اغتالت حالة الفرح التي كنت أعيشها, وذلك بسبب خوفي على أن تطوى تلك المشاريع أو بعضها داخل أدراج النسيان أو أن يمتد إليها التقصير.. فتظهر (مشوهة) بخلاف ما بدت عليه بالفيلم.

قد يأتي أحدكم ويصفني بالمتشائم أو دون ذلك.. ولكن أود أن أوضح لكم السبب الذي فرض عليّ حالة الحزن وانحدار الدمع في ذلك الوقت!. وهو أن الكوكبة التي تسيّر دفة التنمية بفكرها هنا منذ سنوات هي نفسها التي ستشرف على تنفيذ تلك المشاريع المليارية! - ليس من باب التشكيك بالذمم التي علمها عند الله وحده - وبالتالي فالأمل ضعيف بل يكاد ينعدم في أن تظهر تلك المشروعات الحلم بالشكل الذي يجب أن تكون عليه.. ولا أظن استنتاجي أو انطباعي هذا نتيجة معادلة صعبة أو طويلة, إذ يكفي لبلوغ هذا الشعور, أن جولة سمو الأمير والوفد المرافق له لم تجد مشروعاً قائما يستحق المشاهدة مما تم تنفيذه خلال الـ 18 عاما الماضية! سوى ممشى قرية الركوبة الذي عده القائمون هنا منجزا في عصر تتبارى فيه المنجزات بصروح الحضارة والتقدم المواكبة للقرن الـ21.
أليس هذا دليل إفلاس لتلك الكوكبة؟ ويكفي كذلك لأن يكون نذيرا بفشل المستقبل إذا ما تم على أيديهم؟.