حشدت روحي على تخوم ذاكرتي

إلى من تجرأ ودخل أفكاري

ومكث في دفتري بين حروفي وخواطري

شددت رحالي مع شمس خريفية

تودع يوماً أنارته برفق وحنان

لأبني أبياته..وأشيّد قصائده

يبذرني بين الكتب والشعر

وجوقة الحياة تعزف ألحان الخلود

كأنني في سفر أيوب

طبول تقرع بين السعادة والذهول

ومزامير كأنها ملحمة هيردوس

يملأ صداها السماء

تمنعني أن أريح أفكاري في غمدها

تستفزّ القلم والفكرة

وتأخذ من صمتي وحزني العبرة

سأحتكر اسمك في خواطري

وأرتب أشلائي على خرائطك

وأملأ البحر من قلمي حبرا

تأخذني مني إليك

تسيطر على كياني

وتجعل مني شخصاً ثانياً

فلا تخذلني

ولا تبتعد عني أيها الرامي

وتعال إليَّ انطلق بسهمي نسافر معاً

فأمتعتي ممزقة .. وشبّابتي مكسورة

ومملكتي خالية من التيجان

وعيوني متعبة وقدماي مرهقة من طول انتظاري

وجوادي حافي القدمين

وأوراقي ترملت .. وأُخذت حروفي غدرا

وبات قلمي بين آلامك مقتولاً

وحفر لهمومي القبرا

في عمق البحر أفتش عنك

أعانق أبياتك كل يوم ألف مرة

أتحسس فؤاداً من الحنان

وقلبي الوردي أصبح جمرا

مع غروب الشمس وانبلاج الفجر

أراك طفلي المدلل للحب والأمان

قبلة وداع وقبلة إعصار وريح وأقمار وشمس اغترابي

هاجت أحزاني وفاضت أشواقي

وأنين الآه يعتصرني

غلّفه الحزن من ألم الغياب

للذي أجهل اسمه واقتحم حياتي جهرا

من أنت؟ وكيف تسربلت لقلبي؟

ومن أي فجوة دخلت؟

لم تترك للعشق أي ثغرة

يبكيك ورقي وحبر قلمي

ونزيف قلبي أعزفه على قيثارتي

أقاوم الليالي المرّة

وصوتي مبحوح على ناي ينوح

تغادرني روحي .. ينشر موتي خبرا

أُنقش على أطلال من الذكرى