يميل بعض الناس إلى الضبط الشديد في تربيته لأولاده وإدارته لموظفيه، ويرى أن هذا هو الأسلوب
الأمثل لحفظهم من الانحراف، والأسلوب الأمثل لجعل العمل يسير في الاتجاه الصحيح وبالكفاءة
المطلوبة. هؤلاء الناس يتخذون من الرقابة والمتابعة والمنع والزجر الأداة التي يضبطون بها ما
يريدون ضبطه. والحقيقة أننا حين نحيِّد وعينا عن فهم طبيعة العمل التربوي والإداري.
فإننا نندفع إلى مسالة مسألة الشدة والمنع على نحو بدهي وغريزي، ولهذا فإن هذا الأسلوب هو
الأكثر شيوعًا في البيئات التي يغلب عليها الانحسار المعرفي والحضاري.
الثمن الذي يُدفع نتيجة اتباع هذا الأسلوب
1- هو ضعف الثقة بين الطرفين،
2-عدم السماح للوازع الداخلي (الضمير) بالنمو الكافي؛
لأن هذا الوازع لا ينمو إلا حين يمنح صاحبه
الحرية،
ويُحمّل المسؤولية.
3- شيوع النفاق لدى من يطبق معه هذا الأسلوب؛
إذ يصبح له سلوكان، خيرهما الذي يظهر لنا،
كما أن الموظف يعمل حينئذ بالحدود الدنيا من طاقته،
أما الإبداع فلا تسأل عنه؛ لأنه لن يكون موجودًا.
وفي المقابل
هناك أناس آخرون يميلون إلى منح الثقة، وإلى التدليل والنظر إلى
الابن والموظف على أنهما قادران على اكتشاف أخطائهما وتصحيحهما، وينظران إلى الضبط
التربوي والإداري على أنه أسلوب عقيم وضارّ.
الثمن الذي يُدفع عند الجنوح لهذا الأسلوب هو
التمزق والتمرد وضعف الشعور بالمسؤولية؛
لأنه
ليس هناك من يسأل، إلى جانب التمادي في الخطأ أحيانًا دون أن يشعر أحد؛
لأنه ليس هناك من يتابع ويحاسب.
معادلة صعبة فما العمل ؟
( بتصرف مقالات معادلة صعبة لعبد الكريم بكار )