قصدية



إذا عــُدتِ من أرض الـمـَسافاتِ، فاشهـدي
وفـاتـي . أظــن الـمـوتَ يبلـعُـنـي غـــدا



ولا تـذكـري مــا كـنــتُ أحـكـيـه دائـمــاً
فـكــل حـكـايـا قلـتُـهـا غـــادرت سُـــدى



رحـلــتِ . فـمــا أبـلــى هـــواكِ تـبـاعــدٌ
ولا شـَـاخَ في صـَـدرِ الـمَـسافـاتِ مـا ابتـدى



و طـفــلٌ أرى الـدنـيـا بـعـيـن طفـولـتـي
وإن شـَـاب منـي الـرأسُ أوعـدتُ أرمـَــدا




لعـمـركِ مــا أنــتِ الـتـي كـنـتُ عـاشـقـاً
هـواهـا ولا أنــتِ الـتـي قـلـبـيَ افـتــدى



فـــ بالله مـــن أهـــدى يمـيـنـكِ لـونـهـا ؟
ومن ذا الذي قد شـقَّ فـي الخـدِّ فـَـرقـدا ؟



نسجـتُـكِ مــن بـيـن الـحَـداثـاتِ كـوكـبـا
وصـُـغـتـكِ مــن بـيــن المـلايـيـنِ مُـفــردا



فــلا تـحـزنـي. فـالـبَـوْنُ بـيــنَ عيـونـنـا
محـيـط ٌ أراه الـيــوم بالـصـمــتِ أزبـــدا




فـواري تــرابَ البَـيْـنِ فـوقـي وحـدّثـي:
لـمـاذا هـوانـا هــان إذ كـــان سـيــدا !!



طــريــقٌ أضـعـنــا نـصــفــهُ بـجـنـونـنـا
ونصـفٌ أضعـنـاه كـمـن ضـيَّـعَ الـهُـدى



فــلا تـذكـري مــاكـنـت أحكـيـه دائـمــا
فكـل حكايـا قلتهـا ... غـادرت سُــدى .



1427هـ \[ديواني الصغير ]/