جدت في الآونة الأخيرة ظاهرة صبغ الشيب بالسواد وخاصة لدى المثقفين من الرجال
مع علمهم بالنهي الجازم عن ذلك .
فلا أدري ما هي الأسباب ؟؟
هل هو طلب التراجع عما مضى من العمر ؟؟
أو هو التمويه والخداع للناس ؟؟
مع العلم أن الذي يخفي شعره الأبيض تماما أمام الناس هو في قرارة نفسه مؤمن إيمانا جازما
أنه بلغ من العمر عتيا ، وأنه أصبح رجلا كبيرا قد شاب شعره ووهن عظمه وخارت قواه
لذلك كتبت هذه القصيدة توضيحا للأمر وطلبا للجواب .
صبغ الشيب بالسواد
ماذا يعيبك من شيــــب إذا ظهرا = وهل ستزداد إن أخفيــته عُمُـرا
هذه التجاعيد في الخدين قد ظهـرت = وماء وجهـــك يا هذا قد استترا
إذا ظهــرت أمام النـاس ملتحـفا = ثوب الشباب لكي تقضـي به وطرا
فاعلم بأن رســـول الله علمــنا = أن المشيب وقـــار بات معتبرا
وهو الضياء لأهل الحق يســعدهم = فوق الصراط إذا ما الأمر قد صدرا
الشيب هذا نذيـــر لو علمت بـه = قد نوَّع الله يا هــذا لك النــُّذُرا
قال ابن عبـــاس في تفسير آيتـه = أن النذير هو الشيب الذي ظهــرا
وأنت ، هاأنت في كرب وفي نكــد = لم تحتمل رؤية للشــيب إذ غمرا
فقمت تخفيـــه يا هذا وتحجبــه = عن أعين الناس بل أصبحت مفتخرا
إذا ظهـــرت أمام الناس في رَفَـهٍ = فإن في النفسس ذاك الشيب قد وقرا
إن كان لا بد من تغييــــر حالته = فاعلم بأن رســـول الله قد أمرا
لكن تجنب ســواد اللون حيث نهت = عنه النصوص عن المختار قد أُ ثرا
يا أيها الشيـــخ يا من فقت خامسة = من بعد خمسين ،لو ترضى بما قُدرا
عصر الشباب تولى ، فابتــدر عملا = واحرص على سنة المختار مُبْتدِرا
فهل تفيدك أصـــباغ الهوى أمـلا = بأن تعود إلى عشريـن حيث ترى
أحسن إلى النفس باستكمال شيمتهــا = وسر بها طائعا للحق إذ ذكـــرا
واصبغ إذا شئت بالحنــــاء إن به = تغيير شيب ولا يُخــفــِي له أثرا
]