[color=#FA0309]]أرادت الهجرة من وطن لم يسكنه سوى الأحزان..
لم يزرع به غير الأشواك..دفنت تحت ثراه الكثير من جثث الحياة الدامية..
لم يكن أمامها سوى الإختيار بين العيش في هذا الوطن والاستسلام لكل مافيه..
أو البحث عن وطن..ترفرف فيه روحها الطاهرة..ونفسها البريئة..
وتلتقي بذلك الحب الشارد منذ زمن..والذي سكن بين جوانح تلك الضعيفة..
كرهته..؟؟
ولم تعلم بأن صوتها الدافئ..وهمساتها الرقيقة..ستتمكن من قلب ظن الجميع وكل من عرفه بأنه لن يعرف الرحمة يوما,,
صدرت من أعماق قلبها الآآآهات..ودمعت عينيها اللتان رسمت بهما لوحة ضائعة في متاهات زمنها المتعب..
زمن ومكان..حب وتعاسة..فرح وألم..جرح وسعادة..
مرت كمرور البرق..لمحها وفي حنايا قلبه رسم تلك الهاربة من مواجهة الحلم..
فتح ذراعيه..لعلها تحن لذلك الوطن الذي لملم جراحها..
بين كتفيه..كتبت..ورسمت..وبكت..ونامت..
أحاطها بذراعيه..ليحرس شعبا من الحب..والحنان..من الألم والجراح..
ورغم قساوته لكنه شعر بأن روحا تتسلل إلى روحه..
فتجعله يشعر بسعادة حتى لولم تكن ظاهرة لمن حوله..
نائمة على وطن ينبض بالحب والقساوة..بالحنان والكبرياء..
دماؤه التي تجري في عروقه تخبره بحبه لها..ولكنها لم تخبره بأنها هاربة..
لم ترتض البقاء في مكان تعلم أنه موتها..
نعم ستموت..ولكن بعيدا عن ذلك الوطن..
اختارت الهجرة له...والهروب منه...
ولم تعلم أن مجرد هروبها هو موت لذلك الوطن..
كتبت قبل هروبها..
"كل الأوطان تتشابه ولكن الوطن الذي بين ذراعيك حبيبي وطن لاشبيه له"[/color
]