الإشراف التربوي بين التفتيش والتوجيه

بالرغم من مرور الأيام والسنين وتعاقب الأجيال جيلاً من بعد جيل وبالرغم من تغير الأسماء من مفتش إلى موجه إلى أن أصبح أخيرا
تحت مسمى ( الإشراف التربوي ) أقول بالرغم من كل ذلك إلا إن المضمون والأهداف المرجوة بقيت كما هي إن لم تكن زادت سوءاً
من بعد سوء ، فما زال دور الإشراف التربوي ناقصاً ومقصراً إذ لم يكن معدوماً .
فهناك الكثير من المشرفين التربويين مازالوا يتعاملون مع المعلمين وكأنهم مفتشين يبحثون عن تصيد الأخطاء وجوانب القصور
لدى المعلم من غير القيام بإيجاد الحلول المناسبة والمرجوة منه كونه مشرفاً وموجهاً .
فالمشرف التربوي منذ دخوله للمدرسة تجده يمشي بخطى ثقيلة ورأس مطأطأ لأنه يعلم بأنه ضيف غير مرغوب فيه .
بل الأدهى من ذلك إن الكثير من المشرفين التربويين يزور المعلم وهدفه فقط استعراض ثقافته وحبه وفضوله في تصيد أخطاء ذلك
المعلم ، ويستغل الفرصة تلو الفرصة سواء في تأخر في المنهج أو نقص في مستوى الطلاب .
وبصراحة ومع احترامي الشديد لكل المشرفين التربويين والذين تربطنا بهم علاقة أخوة وصداقة وعمل ، إلا إنه هناك تباين واضح
في عمل المشرفين يظهر ذلك جلياً في التباين والاختلاف في العمر والفارق السني بين المشرفين ، فمثلاً المشرفين القدامى
من كبار السن مازالوا وسيظلون ينظرون لدور المشرف بأنه ( مفتش ) وليس ( موجه ومشرف )
بينما المشرفين التربويين من الشباب الجدد والمنضمين حديثاً للإشراف التربوي يعلمون علم اليقين إن دور المشرف التربوي
أصبح معدوما وعديم الفائدة ، ولذلك هم عند زيارتهم للمدارس يأتون ويعترفون بالحقيقة المرة المتمثلة في عدم وجود الجديد
لديهم ولذلك زياراتهم لا تتعد الساعة أو الساعتان .
ولنقف ونتكلم بصراحة ماهي الفائدة والإضافة التي يحملها إلينا المشرفون عند زياراتهم لنا كل عام غير تلك التوصيات
والتوجيهات المعروفة والروتينية والتي أصبحت مملة من كثر ما سمعناها والمتمثلة في وجوب ( استخدام الوسيلة التعليمية
ووجوب مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب والحرص على التحضير ومراعاة توزيع المنهج )
ومن ثم الدرجة معروفة تتراوح بين ( 95 ــــــ 97 ) !!!!!!!
بالله عليكم هل استفدنا من المشرفين التربويين غير هذا ؟؟؟؟
والسبب في ذلك يعود لعدم وجود الجديد لدى المشرفين !!!
المعلم في حاجة إلى دورات تدريبية تنمي من ثقافته وطرق تدريسه ومواكبة كل جديد ..
أما إذا كان دور المشرف مقصوراً على الدور الرقابي فقط .. فأرى إن مدير المدرسة يقوم بذلك خير قيام
وهوا الأولى نظراً لتواجده الدائم والقريب من المعلم .
أتمنى أن أكون قد وفقت في طرح وجهة نظري ولعل الكثير من المعلمين من يشاركني في ذلك .
مع خالص تحياتي وشكري وتقديري لكل المشرفين التربويين .