لمحتها من بعيد حين كنت جالس أنصت بكل هدوء لصوت أمواج البحر


أتت مسرعة


أتت تلهث وكأنها تبحث عني


رأيتها طفلة في عمر الزهور


نظرت إليها قالت لي:هل لي أن اجلس


فقلت لها : لابأس


تنهدت طويلاً بعدها قالت لي كم لك في هذه الحياة


أجبتها يكفي أن أكون في نظر نفسي بعمر الزهور


بعدها أخذت تتكلم طويلاً وأنا انظر إليها باستغراب شديد


أخبرتني الكثير والكثير


قالت مااقسا الحياة


أعيش في الم اشعر بخوف بداخلي ويرى الجميع عكس ذلك


تجرعت من هذه الحياة كؤوس المر والعذاب ومع كل هذا كنت اصبر لا لاأجل شيئاً ما


فقط كنت اردد قوله تعالى (إن الله مع الصابرين)


بعدها أخذت تبكي وتبكي


مددت يدي إليها


قلت لها صغيرتي مابك؟؟


مسكت بيدي بقوة فأجابتني


اشعر بالراحة حين انظر إلى عينيك


اشعر بالدفء عندما وضعت يدي في يديك


اشعر بأنك مرسل لي كي اشكي لك معاناتي


صدقني


دون أن تكلمي أو تعلقي من نظرات عينيك أدركت انك فهمت وضعي


أجبتها ضاحك


لابأس ياصغيرتي هل تعلمين مالذي جعلني اجلس بجانب البحر


قالت ماذا؟ أجبتها لأني كل يوم انتظرك


قالت : كيف تعلمين أنني سآتي؟؟


أجبتها : الزمن اخبرني انه ليس أنا فقط من أعيش بمرارة وحرمان فلا بد من يوم يأتي فيه شخص ما ويعيش معاناتي


وبأقسى أنواع اللوعة والحرمان حتى ولو كان في عمر الزهور


تلك هي المعادلة الصعبة التي عجزنا عن ادراكها