أشتاق أشتاق



أشتاقُ يا أبتي جهرًا وإسْرارا

ونظرةً منكَ مثلَ الغيثِ مِدْرارا






أشتاقُ للبَسْمةِ الوضَّاءَةِ ارْتَسَمَتْ

حُبَّاً يفيضُ على الوجْدانِ أنْوارا






عَوَّدْتَنيْ ذاكَْ فاسْتَبْنَيْتَ في خَلَدِيْ

ما لا يُفارقُني سمْعاً وإبْصارا






مشاهِدٌ طَوَّفَتْ بالروحِ يَعْرِضُها

وَحْيُ الأماكنِ إخفاءً وإظهارا






أشتاقُ أشتاقُ باتَ الشوقُ مُغْتَمِداً

روحيْ وَبِتُّ لهذا اللَّيلِ سَهَّارا





غادرْتَنِي والهَوى المحمومُ يَمْلؤُنِيْ

بُنُوَّةً لم تَزَلْ تزدادُ أطْوارا





تَلَفَّتَ القلبُ لمْ يُبْصِرْ سنا أَحَدٍ

مُخَبِّرًا عنكَ فاسْتَبْنَى الضَّنى دارا



تَعَاظَمَ الفَقْدُ في الوجْدانِ والْتَطَمَتْ

أَمْواجُهُ وَيْحَ هذا البحرِ هَدَّارا




إذْ لمْ يُغادِرْ ... يَعِيشُ الدهرَ مُصْطَفِقاً

رُوْحِي تَشَظَّتْ وما أَلْفَيْتُ بَحَّارا




أشتاقُ أشتاقُ ما للشوقِ يَنْخَرُنِي

ما كانَ للشَّوقِ أنْ يَمْتَدَّ نَخَّارا




إلا لأنَّكَ كُنْتَ العُمْرَ تَغْمُرُنِي

أُبُوَّةً أَوْغَلَتْ في القَلْبِ إِصْرارا




ما عَرَّجَتْ في خيالِ البِرِّ ذاكرةٌ

إلا وكنْتَ لها قَصْراً وأَسْوارا




أَبِيْتُ في مَهْمَهٍ أَسْتَلُّ قافِيَتَِي

هَمِّيْ ثَقِيلٌ وما أَنْفَكُّ كَرَّارا




أشتاقُ أشتاقُ باتَ الشوقُ مَلْحَمةً

مِنَ الهُمُومِ وَأَضْحَى الجَيْشُ جرَّارا




أهٍ على الآهِ لولا الأَجْرُ ما ضَحِكَتْ

سِنٌّ ولا كان عُوْدُ الصَّبْرِ مِخْضارا