عن أنس رضي الله عنه قال : قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ، فلما انتهيا إليها ، بكت ، فقالا لها : ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها . رواه مسلم (195) .

الـشـرح

ذكر المؤلف رحمه الله في هذا الحديث قصة الرجلين من الصحابة رضي الله عنهما ، زارا امرأة كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها . فزاراها من أجل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم إياها .
فلما جلسا عندها بكت ، فقالا لها : ما يبكيك ؟ أما تعلمين أن ما عند الله سبحانه وتعالى خير لرسوله ؟ يعني خير من الدنيا .
فقالت : إني لا أبكي لذلك ولكن لا نقطاع الوحي ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات انقطع الوحي ، فلا وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا أكمل الله شريعته قبل أن يتوفى ، فقال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً )[المائدة: 3] ، فجعلا يبكيان ؛ لأنها ذكرتهما بما كانا قد نسياه .