بسم الله الرحمن الرحيم
يوسف بن عبدالرحمن الزامل نائب رئيس شركة سابك ورئيس مجلس إدارة (ينساب) في حديث لـ ( الجزيرة):
سابك لا تخشى من تأزم أوضاع الإثيلين في آسيا.. والأعمال التصميمية والميكانيكية لـ(ينساب) تكتمل أواخر عام 2007م
* حوار - فهد الذيابي :
تعد شركة سابك مفخرة كبرى للسعوديين لكونها من أولى الشركات العالمية الرائدة في مجال البتروكيماويات وتضم بينها نسبة عظمى من الخبرات الوطنية التي تغلب وبفارق شاسع عن الخبرات الأجنبية أو نتيجة لنجاحاتها المتواصلة فقد ساهمت في تأسيس شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات المعروفة ب(ينساب) والتي انتهى السعوديون من الاكتتاب في أسهمها مؤخراً لتكون سنداً لها في الاستجابة لمتطلبات السوق المحلية والرغبة في اقتحام السوق العالمية التي تؤكد المؤشرات بتزايد طلبها على منتجات الأوليفينات والبولي أوليفينات اللتين هما من صميم إنتاج الشقيقتين سابك وينساب.
(الجزيرة) حاورت المهندس يوسف بن عبدالرحمن الزامل نائب رئيس شركة سابك للكيماويات الأساسية ورئيس مجلس إدارة شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات (ينساب) والذي ألقى الضوء على بعض التفاصيل والخطط التي تخص سابك وينساب في المرحلة القادمة.. فإلى نص الحوار:
* متى سيتم طرح أسهم شركة (ينساب) للتداول؟
- سوف يبدأ بإذن الله تداول أسهم (ينساب) عقب انتهاء عملية تخصيص الأسهم، وصدور قرار معالي وزير التجارة والصناعة بإعلان تأسيس الشركة.
* ما هي رؤية شركة (ينساب) لاستقطاب الكفاءات السعودية وتدريبها، وما هي خططكم للسعودة؟
- يستوعب مجمع (ينساب) في مرحلتيه الأولى والثانية حوالي (1500) موظف.. وقد بدأت الشركة خلال العام الماضي استقطاب القوى العاملة اللازمة، التي تشمل عمالة جديدة، وأخرى من أصحاب الخبرات في شركات (سابك) الشقيقة في إطار برنامج (تدوير الوظائف) الذي تنتهجه بين الشركات التابعة لها، لا سيما الشركات التي تماثل منتجاتها منتجات (ينساب).
ولقد أعدت الشركة برنامجاً تدريبياً منظماً للعاملين الجدد بالتعاون مع المؤسسات الفنية والتعليمية في المملكة، إلى جانب الشركات الصناعية التابعة لسابك التي تماثل عملياتها الإنتاجية عمليات شركة (ينساب).
ولا شك أن الأولوية في عمليات التوظيف ستكون للعناصر الوطنية انبثاقاً من استراتيجيات (سابك)، واتفاقاً مع تجربتها الرائدة في استقطاب وتدريب وتأهيل الشباب السعوديين، حيث تتجاوز نسبة السعودة الإجمالية في مجموعة شركاتها (85%)، وتزيد عن (97%) في بعض شركاتها.. وكغيرها من شركات (سابك) سوف تكون (ينساب) رائدة أيضاً في مجال (السعودة) بإذن الله.
* متى تبدأ تشغيل مصانع (ينساب)، وأي المصانع سيتم البدء فيه أولاً؟
- يتوقع أن تكتمل الأعمال التصميمية والميكانيكية للمجمع في الربع الأخير من عام 2007م، ليبدأ تشغيله التجريبي بإذن الله في الربع الأول من عام 2008م، ومن ثم يتوقع بدء التشغيل التجاري خلال النصف الثاني من عام 2008م بطاقة سنوية (1.3) مليون طن متري من الإثيلين، (400) ألف طن متري من البروبيلين، (500) ألف طن متري من البولي إثيلين منخفض الكثافة الخطي، (400) ألف طن متري من البولي إثيلين عالي الكثافة، (400) ألف طن متري من البولي بروبيلين، (770) ألف طن متري من جلايكول الإثيلين، (250) ألف طن متري من البنزين ومزيج الزايلين والتولوين، و(100) ألف طن متري من (البيوتين-1) و(البيوتين-2).وسوف يبدأ المجمع في المرحلة الأولى إنتاج الأوليفينات من الإثيلين والبروبيلين لكون هذين المنتجين هما القاعدة التي تقوم عليها صناعات المجمع الأخرى السابق ذكرها.
* بماذا تتميز منتجات (ينساب) عن منافسيها؟.. وكيف تستقرئ مستقبلها في الأسواق العالمية؟
- سوف يطبق مجمع (ينساب) أحدث التقنيات العالمية في عملياته الإنتاجية، ومنها على سبيل المثال: تقنية (ساينتيفيك ديزاين) لصناعة جلايكول الإثيلين، وتقنية جديدة لإنتاج البولي إثيلين عالي الكثافة تمثل أحدث ما بلغته طرق التصنيع، تطبق لأول مرة في مصانع (سابك)، كذلك تقنية تستخدم لأول مرة بالمملكة لاستخلاص خليط العطريات النقي وتحويله إلى بنزين، الأمر الذي يحقق أعلى درجات الجودة الإنتاجية ويعزز قدرات الشركة التنافسية في الأسواق العالمية.
علاوة على ذلك سوف تستفيد (ينساب) من موقع (سابك) الرائد في قائمة أكبر الشركات البتروكيماوية العالمية، وخبراتها (التراكمية) في الميادين الصناعية والفنية والتقنية، واتساع شبكتها التسويقية وانتشارها حول العالم.. إلى جانب الموقع الاستراتيجي لمدينة ينبع الصناعية، وقربها من منافذ التصدير إلى مختلف الأسواق الدولية.. ومع استمرار حصول الشركة على متطلباتها من خامات التصنيع بأسعار تنافسية فإنه يتوقع لها مستقبلا زاهرا بإذن الله، لا سيما في ظل المؤشرات بتزايد الطلب العالمي لمنتجات الأوليفينات والبولي أوليفينات.
* هل هناك استثمارات جديدة لسابك داخلية وخارجية؟
- هناك العديد من مشاريع التوسعة التي بدأ العمل بها عام 2005م، كما أن هناك أخرى جديدة في مدينتي الجبيل وينبع، وتبلغ قيمة هذه الاستثمارات حوالي (70) مليار ريال حتى نهاية العام 2008م بإذن الله.
وتخطط (سابك) لبلوغ إجمالي طاقاتها السنوية (51) مليون طن متري خلال عام 2005م، ومن ثم بلوغ أكثر من (60) مليون طن متري عام 2008م بإذن الله.
وبالإضافة إلى مجمع (ينساب) الجديد.. تشمل مشاريع التوسعة الجارية مشروعين لإضافة (500) ألف طن متري من منتجات الصلب الطويلة، ومليون طن متري من مسطحات الصلب في مجمع (حديد).. وتوسعة (شرق) التي تضيف طاقة سنوية (2.8) مليون طن متري من الإثيلين والبولي إثيلين وجلايكول الإثيلين.. ومشروع (سافكو الرابع) بطاقة سنوية (1.1) مليون طن متري يوريا و(1.1) مليون طن متري أمونيا.. ومشروع (الرازي الخامس) بطاقة سنوية (1.7) مليون طن متري ميثانول.
أما على المستوى الخارجي فهناك بعض الخيارات قيد الدراسة أمام (سابك) في الصين وغيرها من الأسواق الاستراتيجية.. وتحرص الشركة على تحقيق التكامل بين استثماراتها الداخلية والخارجية بالصورة التي تعزز قدراتها التنافسية في الأسواق العالمية، وتثري إسهاماتها في خطط وبرامج التنمية الوطنية.
* شهد الربعان الثالث والرابع من عام 2005م انخفاضاً في أسعار المواد الأساسية، إضافة إلى اتجاه الاتحاد الأوروبي إلى رفع الجمارك على هذه المنتجات من (3%) إلى (6%).. ما مدى تأثير ذلك على الشركات السعودية؟- المنتجات البتروكيماوية - مثلها مثل سائر السلع - تتأثر بالأوضاع العالمية، والدورات الاقتصادية التي تتراوح بين الارتفاع والانخفاض دون أن تستقر على حال واحدة، وهذا الأمر ينبغي أن يوضع في حسابات القائمين على هذه الصناعات والتخطيط لمقابلته والتعامل في ضوئه.
أما فيما يتعلق باتجاه الاتحاد الأوروبي إلى رفع الجمارك.. فلعل المباحثات الجارية منذ زمن بين الجانبين الخليجي والأوروبي تصل إلى حلول عادلة تحقق صالح الطرفين معاً، لا طرفا على حساب آخر.
* هل ترى أن توسع (سابك) الأفقي سوف يؤثر على مستقبلها؟، أم أن أسلوب الشركة في الإدارة يدعم هذا التوجه؟
- تولي (سابك) عناية قصوى للتخطيط الاستراتيجي الذي يستقرئ أوضاع الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية وتوقعاتها المستقبلية، ويبني خططها الإنتاجية والتسويقية والتطويرية والتقنية في ضوء هذه الأوضاع والتوقعات، سواء كان التوسع أفقياً أو رأسياً، فالمهم أن يكون التوسع قائماً على دراسات متأنية ومستفيضة.
* هل ترى أن انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية سوف يحقق لسابك دخولاً قوياً وسهلاً للأسواق العالمية؟
- لقد أعدت (سابك) نفسها منذ البداية لأن تكون شركة (عالمية) تنطلق بأهداف وطنية.
يعكس ذلك تطبيقها أحدث التقنيات الإنتاجية العالمية، وانتهاجها أسلوب (المشاريع المشتركة) مع نخبة الشركات الدولية في إقامة العديد من شركاتها.. كذلك انتشار شبكتها التسويقية ومنظومتها البحثية والتقنية على الخريطة الدولية.
ولقد استطاعت (سابك) - بحمد الله وتوفيقه - أن تحتل موقعها في قائمة أكبر عشر شركات بتروكيماوية عالمية، وجابهت التحديات والصعاب، واخترقت الكثير من الأسوار التي أقامتها بعض الدول لحماية منتجاتها المحلية في صورة عراقيل جمركية وغير جمركية.
من هذا المنطلق أرى أن انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية سوف يكون في صالح صناعات (سابك)، والصناعات البتروكيماوية السعودية بوجه عام.
* هناك تأزم لأوضاع الإثيلين في الأسواق الآسيوية بسبب شح الإمدادات وانحسار العروض.. فماذا أعددتم لسابك؟
- من حسن الطالع أن (سابك) تعد من أبرز منتجي مادة الإثيلين، وهي الخامة الأساسية التي تقوم عليها معظم صناعاتها في الأوليفينات التي تشكل قاعدة لصناعة البولي أوليفينات