مَوجٌ فوقه مَوج ..


( 1 )
في كلِّ حرفٍ قد أكونْ
طيفاً كئيباً خاطِفاً حزنَ العيونْ
ما امتدّ يوماً للفرحْ !
في كلِّ حُزنٍ قد تُخبَّـأُ أحرفي
بين الدفاترِ و المحابرِ و المقابرِ و الجنونْ
و صريرِ أقلامٍ أثارتْ زوبعَهْ !

( 2 )
عهدٌ جميلٌ قد أفلْ
عهدٌ تباهى بالخطيئةِ و الزللْ
و الحرفُ يُجهِشُ بالكتابةِ كُلَّما
عاثَ الشتا بضلوعهِ برداً و صمتاً و ارتجافْ
و تَشي بهِ آهاتهُ .. أنفاسهُ و تَنهُّداتٌ قد تخونْ !
ليكونَ وِزراً طاهراً كالمُبهِجاتِ المُفزِعهْ

( 3 )
يا ليت شِعري مَحض حلمٍ عابرٍ
في بحرِ أحلامي الأُوَلْ
يا ليتهُ لمحَ الموانئ قبل حزمِ الأمتعهْ
من قبلِ أن يغشاه موجٌ فوقهُ موجٌ يُبدِّدُ كلَّ نورْ !
يا ليتَ إعصاراً أتى
كَسرَ السفينةَ و المنى و الأشرعهْ !

( 4 )
آهٍ غدوتُ سَجينةَ الأوراقِ
و كَفالتي حبرٌ يبوحُ بكلِّ دمعٍ قد جرى
لكنَّ حَسبي أنّني
ما اخترتُ يوماً أن أكون الشاعرهْ !
سبحانَ من خلقَ الحروفَ و قَدّرا
أن تستجيبَ لها القلوبُ المُوجَعهْ !

( 5 )
اليومَ شعري ثائرٌ و مُباغِتٌ كلَّ الجروحْ
يُحصي الجِراحاتِ التي نسيتْ بهِ أشياءَها !
منها جِراحٌ قد أقامتْ في الحشا .. منها الضيوفْ
سيزورها يُلقي السلامَ مُسدِّداً كل الديونْ
لتجِفَّ عبراتٌ غَزتْ سجّادتي
و لها أنينٌ ما أبتْ أن أسمعَهْ !


للشاعرة : أسماء الحمادي