نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
عبدالله العليان
الفن التشكيلي تعبير عن الكيان والذات من داخل الأعماق وخلجات النفس، وقد يعبر الفنان بريشته ما يعجز عنه بلسانه.. وقد تطور الفن التشكيلي بما يواكب عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ونضجت الذائقة الفنية لدى قطاع واسع من المجتمع السعودي، حيث ازدهرت فعاليات الفنون التشكيلية مع زيادة عدد الفنانين وإقامة المعارض الفنية محلياً وخارجياً، ويعكس الفن التشكيلي بألوانه وخطوطه التي تشكلها نماذج ألوان الطيف ثقافة المجتمع وتوجهاته بتنويعات فردية متباينة بين الفنانين على اختلاف مدارسهم الفنية، وممارسة العمل الفني يساعد على فهم طبيعة الفن وتنمية القدرة على التخيل والابتكار، بحيث يكتشف الفنان طرقاً جديدة وأساليب غنية وتقنية تساعده على الإبداع الفني ويتعلم اسلوب حل المشكلات الى جانب تنمية طرق المعالجة الذهنية واليدوية، ويتعلم اسلوب المقارنة والتميز، ويتعرف على تاريخ الفن ويتذوقه، فالعمل الفني يرفض ان يكون مجرد لوحة في اطار معلقة على جدار!! بل يسعى ليكون لغة مرتبطة بالتحول الاجتماعي والإنساني وكل ما فيه يعبر عن رؤية الفنان للأشياء من حوله، فالألوان الداكنة والمتناسقة والمنسجمة تضفي البهجة.. فعلى الحائط يجب ان اضع لوناً جذاباً لأعطي العين حقها في النظر الذي لا تمله والراحة للنفس، فاللون مساحة ضوئية تنير ما حولها "فانظر حولك ترى الأشياء جميلة".
وكما قيل "الإبداع نبت لنظام اجتماعي يصوغه وتحدده معاملة تفاعل الفرد المبدع مع واقعه المعاش" فالإبداع اعدل الاشياء قسمة بين البشر، وفيه نجد اهمية وجود مؤسسات اجتماعية متخصصة في ابراز وتنمية القدرات العقلية المتميزة للوصول الى استخراج امكانيات ابداعية تتواصل بغير انتهاء، وبمواهب شتى تظل مخبأة في دواخلنا تحتاج لمن يوقظها من سباتها ويخرجها مطلقاً لها العنان.. ولا ننسى المعارض الفنية ودورها الفاعل والمهم في انجاح العمل الفني فهي تعد من اهم طرق الاتصال وإيصال المفاهيم بطريقة مباشرة للمستفيدين ويتميز المعرض باستخدام لغة الأشكال والألوان والأحجام.. لا لغة الكلام. والمعرض الفني هو الوجه المشرق لمستوى الوعي الحضاري والثقافي والبصري لأي مجتمع.. وللمعارض انواع معرض مؤقت ويقام لفترة محددة ومعارض دائمة وتظل مستمرة بصورة دائمة كالمتاحف المختلفة.
ادارة الثقافة والتعليم للقوات المسلحة اقامت مؤخراً معرضها التشكيلي الخامس على مستوى معلمي ومعلمات مدارس الأبناء بالمملكة العربية السعودية، وشارك في المعرض نخبة من المعلمين (الفنانين) على مستوى راق في الفن المعاصر، وبلغ عدد اللوحات المشاركة قرابة المائة لوحة في مختلف طرائق الفن التشكيلي.. وقد لفت الانتباه وكان مبدعاً بحق الفنان (أحمد عبدالعزيز الفريح) المعلم بمدرسة الأبناء المتوسطة بالكلية الحربية.. حيث شارك بثلاثة اعمال زيتية مختلفة الأحجام، وقد حصل من خلال احداها على المركز الثاني وهي لوحة (الخيل العربي الأصيل) وتميزت هذه اللوحة بالخداع البصري للمشاهد بألوانها المتقاربة القائمة، وإطارها الذهبي الجذاب الذي اضفى عليها جمالاً وجاذبية، وتميزت لوحاته الأخرى بأسلوب غريب وجديد كلوحة الرجل المسن (طولية الشكل) ذات ملمس خشن تميزت باللونين الأحمر والأسود وبالخداع البصري حيث يراها المشاهد لوقت طويل ليتأمل ما بداخلها. وثالثاً لوحة (العرضة السعودية) ذات الحجم الكبير 120* 120سم بألوان جميلة متدرجة، والجدير ذكره ان الأستاذ الفنان (الفريح) حاز على المركز الأول للعام الماضي.. ليتخلى عنه هذا العام ليحصد الثاني.. ولكن للحق فقد ابدع وأجاد وأبهر الجميع بلوحاته الجميلة واستحق حينها ان يتسلم جائزته من يد سمو مدير ادارة الثقافة والتعليم للقوات المسلحة الأمير الدكتور اللواء الركن بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود الذي كان له الدور الفاعل بدعمه المستمر واللا محدود لجميع المجالات وخاصة النشاط المدرسي، مما كان له الأثر الكبير في مسيرة العمل الفني في مدارس الأبناء بإيصال طلابها الى درجة الإبداع، فالشكر كل الشكر له على جهوده، ولكل العاملين.
منقول