"وداعا أمير الخير"
شعر / أحمد علي عكور
لسلطانَ مَدَّ الحزنُ أرْوِقَةَ الصَّبْرِ =
وفاضت عيونُ القلب دفَّاقةَ النَّهرِ
وأجْهَشَ صدرُ الحُبِّ من بعد فقدِهِ
=وصاحت بلادُ الخير مكسورةَ الظهرِ
تنوحُ وفي الأعماق من لوعة الأسى=
نشيجُ عذاباتٍ أحر من الجمرِ
كأن قوافي الشعرِ يومَ رحيلِهِ=
وَرَدْنَ حِياضَ الموت لا ساحة الشِّعْرِ
تفيض فِجاجُ الأرض حزنًا مزلزِلاً
=كما فاض بالخيرات في زهرة العمرِ
وماسال حبرٌ من يراعي وإنما
=جرت أدمعُ العينين في أدمع الحبرِ
أضاءت له موسوعةُ العلم والندى
=حياةً من المعروف طيبةَ الذكرِ
على مثله تجري العيون بدمعها
=ويحزن وجه الشمس في طلعةالفجرِ
لَكَمْ قادنا للمجد في كل وقعة
=وكم رفرفت في كفه راية النصرِ
وكم كان فينا أمَّةً في عطائه
=وكم كان فينا باسمَ القلب والثغرِ
شفيعَ رقابٍ عن حمانا مدافعًا=
أبًا لليتامى ناشرَ العلمِ والفكرِ
أبيًّا شجاعًا باسلا ذا مهابة=
مثالاً لطبعِ المسلمِ البطلِ الحُرِّ
فقدناه فَقْدَ البدر في زحمة الدجى=
وكم كان في ليل الشدائد كالبدرِ
أياربُّ فاجبرْ كَسْرَنا في مماته=
ووسع له يارب في روضة القبرِ
وأكرمْهُ بالجنات حُورًا ومنزلاً=
وألبسْهُ يارحمنُ من سندسٍ خُضْرِ
وداعًا أميرَ الخيرِ إنَّ فراقَكُمْ
=على أمةِ الإسلامِ فاجعةُ الدهرِ