(( كان يسير في الليل وحيداً يفكر في أبيه وأحبابه الموتى فسمع كأن صوتاً من بعيد يناديه فالتفت مضطرباً فلم يلمح سوى نجمة واحدة تسطع في الأفق )).

[ نجمة ] ....... قصيدة من ديوان الشاعر عمر أبو ريشة.


من يناديتي؟ وقد أنكرنني
في دروب العمر من يعرفني

أغريب ؟ ملّ في غربته
عبث الوهم ولهو الزمن

أم شقيّ نسي الكبر على
شفتيه بسمات المؤمن

من يناديني ؟ وأعراس الصّبا
لم تدع في الكأس مايسكرني

أبتول ؟ سلّها من خدرها
شوقها المخضوب بالحلم الهني

أم هلوكٌ ألفت روضتها
شفة الساقي وكفّ المجتنى!

من يناديني ؟ وسمّار الدجى
كحّلت أجفانهم بالوسن

أحبيبٌ ؟ أي أحبابي تُرى
من كوى الغيب سرى يؤنسني..

مالأصداء المنادي خفقت
وتلاشى وقعها في أذني..

نجمةُ ضاءت على البعد فيا
ذيلها الوضّاء كن لي كفني!