للاباء والامهات الذين يسعدهم ان يسمعوا عبارة (ابنك مؤدب مايرفع عينه عن الارض ولايسمع له صوت ونعم التربية )
ان مابين الادب وقلة الادب كما بين الإباء والاستسلام فحين يقف ابنك شامخا مرفوع الراس وهو يجادلك في امر يريده او يعترض على امر تريده فلا تحاول اجباره بالقوة وبما تملك من سلطه على الاستسلام والرضوخ لاتقتل في نفسه العزة بل حاول احتواءه بالنقاش والاقناع حتى اذا ماكبر يوما صار درعا للوطن يصعب اجباره على الخنوع وهذه هي التربية الوطنيه الحقيقية لاجل الوطن

ذهب الاصمعي يوما يريد التثبت من صحة الفعل (استخذى ) لدى بعض الاعراب في البادية
قال فسألت اعرابيا : اتقول : استخذيت ... ام استخذأت
فقال الاعرابي : لااقولهما ؛؛ قلت له : ولم ؟
قال : لان العرب لاتستخذي ؛؛
هكذا يبدو خلق الإباء اصيلا في كيان العربي الذي رفض النطق باللفظ مع صحته من حيث كان مدلوله دخيلا على طبيعته ويعود الاصمعي الذي جاء يتلقى درسا في اللغة بدرس في الوطنية من الواقع
هذه الفطرة السليمة البسيطه بساطة الخيمة على رمال الصحراء والتي عبر عنها ذلك الاعرابي الجالس امام خيمته حين سئل ماذا تفعل اذا اشتد بك الحر
فقال اغرس في الارض عصاي ثم اضع فوقها ثوبي واستنشق الهواء فكاني في ايوان كسرى