ريَّانة العود
رَيَّانَةَ الْعُوْدِ رُدِّي الْعُوْدَ رَيَّانَا=وَقَدِّمِي الحُبَّ أَشْكَالاً وَأَلْوَانَا
وَرَدِّدِي في فَضَاءِ الْعِشْقِ أُغْنِيَةً=قَدْ صَاغَهَا القَلْبُ أنْغَامَاً وَأَلْحَانَا
وَلَمْلِمِي مِنْ شَتَاتِ الدَّهْرِ أَفْئِدَةً=رَمَى بِهَا الْبَيْنُ أَعْوَامَاً وَأَزْمَانَا
يَا أَنْتِ!!! مِنْ غَيْرِكِ الأَفْيَاءُ قَاحِلَةٌ=لا تُنْبِتُ العُشْبَ بَاتَ العُشْبُ ظَمْآنَا
حَتَّى الخَمَائِلُ مَا عَادَتْ تُبَادِلُنِي السَّلاَمَ ،لَمْ تَحْتَضِنْ في الأَهْلِ جِيْرَانَا
عَانَيْتُ كَمْ غَرَزَتْ فيَّ الهُمُومُ أَسَىً=كَابَدْتُ ظُلْمَ الجَفَا وَالْهَجْرِ حَيْرَانَا
يَا أَنْتِ!!! مَا ذُقْتُ طَعْمَ الحُبِّ مُذْ رَحَلَتْ=عَنِّي نَسَائِمُكُمْ أَغْضَيْتُ وَلْهَانَا
يَاحُسْنَ مَا خَالَطَ الأَجْوَاءَ رِيْحُكُمُ=إِلاَّ وَجَدْتُ الهَوَى في الرِّيْحِ هَيْمَانَا
كَمْ ذَا تَحَامَلْتُ عَنْ حُزْنٍ وَعَنْ أَلَمٍ=كَمْ ذَا تَنَائَيْتُ،مَا عَوَّضْتُ حِرْمَانَا
مَجَادِفِي تَعِبَتْ،وَزَوْرَقِي عَبِثَتْ=فيهِ الرِّيَاحُ وَمَا وَافَيْتُ شُطْآنَا
شَرَّقْتُ غَرَّبْتُ مَا أَبْصَرْتُ في جِهَةٍ=حَمَائِمَ الدَّوْحِ،مَا أَطْفَأْتُ نِيْرَانَا
مَا لِي وَلِلْحَظِّ مَا حَلَّتْ بَشَائِرُهُ=قُرْبِي وَلاَ أَبْصَرْتْ عَيْنَاهُ مَرْآنَا
كَيْفَ الوِصَالُ وَقَدْ غارَتْ رَكَائِبَهَا؟=مَا أَثْقَلَ البُعْدَ عَنْ خِلٍّ كَمَا الآنَا!
مَا لِي أُدَنْدِنُ كَالْمَجْنُوْنِ هَائِمَتِي=مَالِي أَغِيْبُ عَنِ الإِدْرَاكِ أَحْيَانَا
هَلاَّ رَحِمْتِ الفَتَى نَفْسٌ بِهِ عَشِقَتْ=هَلاَّ كَفَاكِ الوَفَا يَا بِنْتُ عِنْوَانَا
شَكَوْتُكِ اللهَ لا أَشْكُو إلى أَحَدٍ=فَمَنْ يُرَاجِعُ بَعْدَ اليَوْمِ شَكْوَانَا
شعر / بلبل تهامة الأحد 9/1/1433 هـ