جنون



هل أشكرُ الشَّتاءْ؟‏
أم ألعَنُ الشتاءْ؟!‏
بالأمسِ كان الصَّيفُ يُذكي رَغبتي إليكِ‏
وكلَّما حَرَّرتِ رُكبَتَيكِ‏
وانبلجَ الفجرُ على ساقَيكِ‏
عينايَ كانتا تهيمان على اللآلاءْ‏
ألهَجُ بالدُّعاءْ‏
أعبدُ ثوبَكِ الذي يكشفُ ما يشَاءْ‏
بدونِما تَكلُّفٍ،‏
بدونِما رياءْ..‏
واليوم، أرنو فأرى كلَّ قناديلي‏
تَغرقُ في ليل السَّراويلِ..!‏
ما عادَ لي من فَجرِ سيقانِكْ‏
ذاك الضياءُ النَّدي‏
يعصفُ بي من أفُقِهِ الأسَودِ‏
لكنّني صِرتُ أرى خطوطَ بنيانِكْ‏
أبصرُ كمَ يكتنزُ السِّروالُ‏
مَفتوناً ببركانِكْ..!‏
ألمحُ تيّارَكِ في النَّهرينْ‏
ولا أرى مِن أينْ‏
يبدأُ أو يصبُّ سَيلُ الماءْ‏
لكنْ أرى مجرَّةَ الضّياءْ‏
وضَجَّة القناديلْ‏
تكادُ أن تُمزِّقَ السَّراويلْ..!‏
أرى حدودَها‏
من المنَبعِ للمصَبّْ‏
وخافقي ينبضُ في الرُّكَبْ!‏
اخفضُ عينَيَّ إلى الأقدامْ‏
لِبقعةٍ بيضاءَ مثل فَروةِ الحَمامْ!‏
فتَستبيني كلُّ أشواقي إلى مياهِكْ‏
أنهضُ كالمجنونْ‏
مشتعلَ العيونْ‏
أصبُّ كلَّ عطَشي جَمراً على شفاهِكْ ..!‏



13 /11 /1997‏