ابتهالات متعبّد لآلهةٍ تائهة



مليكةً أنتِ خُلِقْتِ،‏
ما خُلقتِ جاريَهْ‏
فكيفَ تَخرجينَ مِنْ مَجدِكِ هذا عاريَهْ؟!‏
ياني‏
أكتبُ للذِّكرى‏
كي لا تقولي مرةً أخرى‏
لو كان أوصاني!‏
لا تَخرُجي خلفَ رجلْ‏
للبابْ‏
حتى لو رَبّاً مِن الأربابْ!‏
فالشمسُ أمُّ النَّورْ‏
ثابتةٌ،‏
وكلُّ نجمٍ حولَها يَدورْ!‏
ضوؤكِ يُغْنيكِ‏
لا تُرخِصي الشَّمسَ التي فيكِ‏
وَلْتَحفَظي ياني‏
منّي، أنا الفاني‏
أنَّ الأنوثةَ التي فيكِ سَنا الإلهْ‏
ودُرَّةُ الإله‏
لا تَمْنَحِيها أحداً سِواه!‏
لا تأذَني لكائنٍ مَن كان‏
أن يَتبعَكِ‏
لا تسمحي لكائنٍ مَنْ كان‏
أن يخدَعك‏
بمظهَرِ العابدْ‏
هذا زمانٌ صارَ فيه الغولُ والإنسانْ‏
شكلُهُما واحدْ!‏
تابعةً ياني ستَصغُرينْ‏
متبوعةً ياني ستصغُرينْ‏
لو استطعتِ أن تكوني ألفَ الفِ مرَّةْ‏
جُزَيئةً من هذه المجرَّة‏
مدارُها وحيدْ‏
ترنو إليها أعيُنُ النجومِ من بعيدْ‏
وهي عليهِ لا تَحيد‏
بكبريائِها،‏
بنَبضِ مائها تُعيدْ‏
إلى السَّنا نشوَتَهُ الأولى‏
وروحَهُ الأولى‏
يَظَلُّ مذهولا‏
وهو يرى لنجمةٍ وحيده‏
تملكُ أن تُعيدَهْ‏
لصّفوِ قدسيَّتِهِ الأولى ..!‏



11/1/1998‏