يومها .. قبل عام



كفَرخِ الحَمامْ‏
دخلتِ إلى مكتبي قبلَ عامْ‏
وكنتِ مواربةً تنظرينْ‏
وحين لمستُ أصابعَكِ الثَّلج‏
أحسَسْتُ كم كنتِ تَرتجفينْ‏
فأطبقتُ كفيّ عليهنَّ مشتعلاً بالحنينْ‏
تُرى، تَذكرينْ ؟!‏
لَحظَتَها ،‏
سَحَبتِ ثلوجَكِ من جَمرِ كفيّ‏
وكنتِ برغم ارتباكِكِ تبتسمينْ ..‏
واقتَرحتِ بانْ تَصنَعي أنتِ قهوَتَنا‏
قُلتِ‏
ثاني الزّياراتِ هذي‏
لقد صرتُ من أهلِ بيتِك‏
ضَجَّ دمي في عروقيَ حَدَّ الأنينْ ..!‏
وتحدَّثتِ ..‏
كان ارتباكُكِ يَملؤني نشوةً‏
بينما كنتِ في خَجَلٍ تذكرينْ‏
كيف كانوا يُخيفونَكِ منّي‏
ويَذودون عندَ حضورِكِ حتى الأحاديثَ عنّي‏
ثم حين سألتكِ‏
ما رأيُكِ الآن ؟‏
عُدتِ مواربةً تَنظرينْ ..!‏
فَتَمَنَّيتُ لَحظَتَها‏
لو جَعلتُ شِغافي زجاجاً لنظّارتيكِ‏
لعلَّكِ من خَلَلي تُبصرينْ ..!‏
حين قُمتِ لكي تَخرجي‏
كان قلبيَ يَنبضُ في قَعرِ حُنجُرَتي‏
-ستَعودين ؟؟‏
-طبعاً ..‏
شَدَدْتُ يدي فوق كفِّكِ‏
أسلَمْتِ كلَّ ثلوجِكِ للنار‏
بَينا ترَقرقَ جدولُ ضوءٍ بعينيكِ‏
مُرتبكاً لا يَبينْ ..!‏



8/7/1998‏