الالــتزام في الحُبّ
حاولت أن أخترق بأحاسيسي حدود الدفاع عن النفس البشرية
حتىأتغلغل داخلها بحثا عمّا يتعبها عندما تحب
عّلني بذلك أستجلي معالمالحقيقة
أتوصل إلى رؤية واضحة للحياة من حولي
وجدتني امسك بهذا الخيط من بناتأفكاري
أن الشعور بالحب يحتم على صاحبه تبعات ومسؤوليات كبيرة
وهذا يعني أنهتبعة ومسؤولية
أولا: لا بد على الإنسان أن يكتشف معالم هذا الحب في داخلة
ويتعرف عليها وقد يكون الحب في الإنسان لإنسان آخر أو ربما لكل الناس
حبه لبيته حبه لعمله000 والصور والاحتمالات تتعدد
ومجرد الاكتشاف لا يكفي
إذ لا يكفي أن يقف الإنسان ((كا لمجنون))صارخاً : انظروا إنني أحب !
إناكتشاف الإنسان لأحاسيسه هي فقط نقطة البداية
ولكن بداية أي طريق ؟ ونحو أيمنطلق؟
هنا يتأصل معنى التبعة والمسؤولية .
إن اكتشاف مشاعر الحب ما هي إلاالبداية في طريق شاق وصعب
لا بد للإنسان من السير فيه إن هو أراد الحفاظ عليها
يجب على الإنسان أن يعرف
كيف يتعامل مع الحب؟
كيف ينميه ؟
كيف يغذيهويحافظ عليه؟
كيف يستقبل عطاءه
وفي نفس الوقت كيف يعطيه ؟
كيفيحميه؟
وكيف يوجهه ليكون نور الحياة في دروبها المختلفة ؟
بعبارة بسيطة :إنالحب التزام والالتزام في معظم الأحيان يقيد الإنسان
وبالتالي يتبعه
ومن هناجاءت شكوى الإنسان الدائمة من((تعب))الحب و((بلائه))
إما لأنه لا يمتلك القدرةالكافية في داخله على الالتزام
وإما لأن الآخرين لا يقوون عليه
وبهذا يكونالوفاء بالالتزام هو المقياس الحقيقي الوحيد لوجود الحب
أو عدم وجوده
كماأنه يكون بمثابة الفارق الأساسي بين العبث وبين الحب
وأجمل ما قرأت في ذلكعبارة قالها إنسان لمن يحب
(إنني أخاف عليك أكثرمن خوفي على نفسي)
وكانتالعبارة هي رسالة حب الإنسان إلى حبيبه
بينما أصبحت في نظر الأخير بمثابةالالتزام
الذي يستوجب الوفاء
وصار الوفاء بهذا الالتزام هو المقياس الوحيدعلى بقاء الحب وصدقه
في نفس كل من الإنسان ومن يحب.
وأتوقف الآن عند نهايةالخيط الذي أمسكت به لأنقش هذه الأحرف :
إن الحب هو الروعة كل الروعة
والالتزام هو التعب كل التعب
الحب هو ما نرتو يه وننتشي به أما الالتزامفهو ما نعطيه ونحمي به...
"فاتنة أمين شاكر"