(79)
أي نهرين للريح مستسلمين !
منذ خمسين عاماً
لأول مرة
أحدق في مقلتين
وفي شفتين
حان رفع فمي عنهما ..
ياه ..
أي نهرين للريح مستسلمين !
أي مرجانتين
ماتزالان راجفتين ؟!
بينما وجهها كشحوب ملاك
وهي ملقية ثقل نشوتها
للجدار دون حراك !
غيمة في اليدين
غيمة تتهادى على الكتفين
وبي خدرٌ
حين أمسكت راحتها
أمطرت
فجرى الماء في الراحتين ..!
وأطبقت ثانية شفتي على شفتيها
وصدري على صدرها
ويداي ..
يد ذُبحت في يديها
ويدٌ ضغطت رأسها لفمي
كان ضغط دمي
يبلغ الآن حد الدوار
وأحسّت به
فاستردّت أنوثتها للجدار ..!
واحتمت
كنت لحظتها
بين حي وميت ..!