(82)
جنون
هل أشكر الشتاءْ ؟
أم ألعن الشتاءْ ؟
بالأمس كان الصيف يذكي رغبتي إليك
وكلما حررت ركبتيك
وانبلج الفجر على ساقيك
عيناك كانت تهيمان على اللألاءْ
ألهج بالدعاء
أعبد ثوبك الذي يكشف ما يشاء
بدونما تكلف
بدونما رياء ..
واليوم أرنو فأرى كل قناديلي
تغرق في ليل السراويل !
ما عاد لي من فجر سيقانك
ذاك الضياء الندي
يعصف بي من أفقه الأسود
لكنني صرت أرى خطوط بنيانك
أبصر كم يكتنز السروال
مفتوناً بكبريائك .!
المح تيارك في النهرين
ولاأرى من أين
يبدأ أو يصب سيل الماء
لكن أرى مجرة الضياء
وضجة القناديل
تكاد أن تمزق السراويل .!
أرى حدودها من المنبع للمصب
وخافقي ينبض في الركب
أخفض عيني إلى الأقدام
لبقعة بيضاء مثل فروة الحمام
فتستبيني كل اشواقي إلى مياهك
أنهض كالمجنون
مشتعل العيون
أصب كل عطشي
جمراً على شفاهك .