نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نبذة عن حياته وأعماله
في قرية parral بتشيلي وُلد "نيفتالي رِيّيس باسوالتو" في 12 تموز عام 1904، قبل شهر واحد من وفاة والدته. ثم انتقل إلى بلدة تيموكو مع والده الذي عمل سائق قطار وتزوج مرة أخرى.
في هذه البلدة أنهى دراسته الثانوية وبدأ ينشر أولى محاولاته الأدبية في إحدى صحفها باسمه الحقيقي وهو في الثالثة عشرة، وكانت البداية بمقالة حملت عنوان "حماسة ومثابرة"، قبل أن ينشر في العام التالي قصيدته الأولى "عيناي"، في إحدى مجلات العاصمة "سانتياغو"؛ أتبعها بثلاث قصائد أخرى في العام نفسه
في العام 1919، بدأ ينشر تحت عدة أسماء مستعارة، قبل أن يتخذ لنفسه، بصورة نهائية، اسماً عُرف واشتُهر به "بابلو نيرودا" بسبب إعجابه الكبير بالشاعر والكاتب القصصي التشيكي "جان نيرودا" الذي عاش في براغ بين عامي 1834 – 1891.
عام 1920 حصل على الجائزة الأولى من لجنة مهرجان الربيع في بلدة تيموكو، واختير رئيساً للنادي الأدبي في هذه البلدة .
ظهرت مجموعته الشعرية الأولى"الشفقيات" عام 1923، وفي العام التالي نشر مجموعته الثانية "عشرون قصيدة حب وأغنيةٌ يائسة"؛ وفي عام 1926 نشر أول كتاب له في النثر الفني بعنوان "خواتم" بالمشاركة مع أديب آخر من مواطنيه هو "توماس لاغو"، ثم نشر رواية بعنوان "القاطن وأمله".
نشر عام 1933 مجموعته الشعرية "حامل المقلاع المتحمس"، ثم الجزء الأول من ديوانه "إقامة في الأرض"، أتبعه فيما بعد بجزء ثان. كما أصبح في ذلك العام قنصلاً عاماً لبلاده في العاصمة الأرجنتينية "بوينوس آيريس" حيث التقى شاعر إسبانيا العظيم "فيديريكو غارثيّا لوركا" خلال إحدى جولاته الأدبية، وتوطدت بينهما صداقة عميقة، ازدادت رسوخاً مع انتقال نيرودا إلى برشلونة عام 1934 لتسلّم عمله كقنصل فيها، ثم إلى مدريد في العام التالي حين أصبح قنصلاً عاماً لتشيلي في إسبانيا، وظهر العدد الأول من مجلة "حصان أخضر من أجل الشعر" التي تراَّس تحريرها. لكن الحرب الأهلية الإسبانية نشبت عام 1936وقُتل "لوركا" على أيدي أعوان النظام الفاشي بقيادة الجنرال فرانكو الذي كان في بدايات استيلائه على السلطة؛ وتحدث "نيرودا" عن هذه الجريمة الكبرى التي أودت، مع لوركا، بمئات المثقفين والمبدعين؛ في مذكراته "أعترف بأنّي قد عشت": "..الحرب الإسبانية غيَّرت في شعري، وقد بدأَتْ بالنسبة لي باختفاء شاعر؛ وأيُّ شاعر!". وسرعان ما عُزل نيرودا من منصبه، وسافر إلى باريس وأصدر مجلة "شعراء العالم يدافعون عن الشعب الإسباني".
عاد إلى تشيلي عام 1937، وأسّس ورأَس "حلف مثقفي تشيلي من أجل الدفاع عن الثقافة"، ثم نشر ديوانه "إسبانيا في القلب"، كما رأَس تحرير مجلة "فجر تشيلي"؛ وتزوج للمرة الثانية من رسامة أرجنتينية كان قد التقاها في مدريد تدعى "ديليا".
من أهم دواوينه خلال عقد الخمسينات،
"النشيد العام"، و"أشعار القبطان" و"أناشيد أوّلية" و"الأعناب والريح" و"أناشيد أوّلية جديدة" و"كتاب ثالث للأناشيد" و"إبحارات وعودات" و"مائة قصيدة حب". وفي منتصف هذا العقد تزوج للمرة الثالثة والأخيرة من "ماتيلده" بعد انفصاله عن زوجته الثانية. وكانت ماتيلده هي الزوجة التي أحبها فعلاً وتغنّى بها في الكثير من قصائده. كما جرى اختياره رئيساً لجمعية الكتاب في تشيلي.
وفي الستينات نشر دواوين عديدة،
من بينها "أغنية مفخرة" و"أحجار تشيلي" و"أناشيد شعائرية" و"صلاحيات كاملة" و"أغنية للبحارة" و"أيادي النهار" و"نهاية العالم"، وديوانه عن الطيور "فن العصافير"؛ ومسرحية بعنوان "بريق وموت" وترجمة لمسرحية شيكسبير "روميو وجولييت"؛ إضافة إلى كتابه الكبير ذي الأجزاء الخمسة "ذكرى الجزيرة السوداء". كما كتب بالاشتراك مع الكاتب الغواتيمالي الشهير"ميغيل آنخل آستورياس" مجموعة مقالات نُشرت في كتاب تحت عنوان "ونحن نأكل في هنغاريا" .
عام 1970 نشر ديوانين هما "أحجار السماء" و"السيف المتّقد"، وعُيّن سفيراً لبلاده في باريس.
وفي العام التالي 1971 نال جائزة نوبل للآداب، ونشر ديواناً جديداً "ما زال". أما آخر دواوينه فكان عام 1972 بعنوان "جغرافيا باطلة"، قبل عام واحد من وفاته بمرض السرطان .
يعتبر بابلو نيرودا واحداً من أكبر شعراء اللغة الإسبانية، وقد مارست بعض أعماله تأثيراً هاما،ً وما زال، في مسار تطور اللغة الشعرية، ("إقامة في الأرض" على سبيل المثال). وربما أن قصائد أخرى قد أحدثت تأثيرات أكثر متعة، مثل "النشيد العام" أو "ذكرى الجزيرة السوداء"، أو استُقبلت برضا نقدي أكبر، مثل أناشيده الأولية، لكن ما حظي دائماً بأفضل قبول وحرارة جماهيريين هو بلا شك مجموعته هذه "عشرون قصيدة حب وأغنيةٌ يائسة".
من مجموعته "عشرون قصيدة حب وأغنيةٌ يائسة" اخترت لكم هذه القصيدة وأتمنى لكم قراءة ممتعة:
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



قصيدة " تلعبين كلَّ الأيام"
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
تلعبين كلَّ الأيام بأضواء الكون
زائرةٌ رقيقة
تحمِلكُ الزهرة والماء

أنت أكثر من هذا الرأس الأبيض الصغير ..
الذي أضمُّه بين يديّ كل يومٍ ...
مثل عنقود
لا تشبهين أحداً منذ أحببتكِ
دعيني أمدِّدُكِ بين أكاليل أزهارٍ صفر
من الذي يكتب اسمكِ بأحرفٍ من دخانٍ ..
بين نجوم الجنوب ؟
آه دعيني أتذكّر كيف كنتِ آنذاك ،..
عندما لم تكوني بعدُ قد وُجدتِ
فجأةً تعوي الرياح وتضرب نافذتي المغلقة
السماء شبكةٌ تغصّ بأسماكٍ قاتمة
هنا تُطلُّ كلُّ الرياح، كلُّها ...
وتتعرّى الأمطار
مرَّت العصافير هاربة
الريح
الريح
وأنا لا أستطيع أنْ أصارع غير البشر
الأنواءُ تعصف بالأوراق القاتمة، ..
وتطلقُ كلَّ الزوارق الراسية ..
في السماء
أنتِ هنا
آه أنتِ لا تهربين
ستجيبينني حتّى الصرخة الأخيرة
التصقي بي ..
كما لو كنتِ خائفة
ظلٌّ غريب
طاف
ذات مرّة
في عينيكِ
الآن
الآن أيضاً
يا صغيرة
تأتين لي بزهر العسل ..
وثدياكِ معطَّران
بينما الريحُ الحزينة تعدو..
وتقتلُ الفراشات
أُحبكِ
وفرحي يغمر فمك ..
الذي يشبه البرقوق
كم ستمضين في الألم ..
كي تتعوديني
وتتعودي روحيَ الوحيدةَ ..
والبدائية
وتتعودي اسمي ..
الذي يُبعد الجميع
كم رأينا احتراق الشُهُب ..
وهي تقبِّل أعيننا
والشفق يتماوج ..
مثل مراوحِ اليد فوق رأسينا
كلماتي تمطر فوقكِ ..
لتُداعبك
أحببت دائماً جسدَك ..
الذي يشبه اللؤلؤَ المُشبعَ بالشمس
حتى ظننتكِ تملكين الكون
سأجلب لك من الجبال ..
زهوراً فرِحة
و"كوبيوِيس"[1]
وحبّاتِ بندقٍ
وسِلالاً ريفيةً مُترعة بالقُبَل
أحبُّ أن أصوغ معكِ
ما يصوغه الربيع ..
مع شجرات الكرز
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
[1] كوبيوِيس (Copihues )الزهرة الأكثر شهرة في تشيلي، ويُطلق عليها اسم "زهرة تشيلي الوطنية". تشبه زهرة الرمان، لكنها أكبر قليلاً، ويوجد منها ألوانٌ عدّة: الأبيض والأصفر والبرتقالي، والأحمر بتدرجاته المختلفة. حمل اسمَها العديدُ من الشوارع والنوادي والفنادق، في تشيلي، وفي عدد من دول أمريكا الجنوبية.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي