فكّرت قبل أن أكتب كثيرا ، ليس لتردّدي بمضمون المقال ، بل حتّى أوفي هذه الشمعة
حقّها ، و لن أفعل مهما كتبت ، إذ لا ينفعنا القول بل يلزمنا العمل .
لا تذهب بكم الظنون بعيدا ، فالشمعة المهجورة ، تعيش معنا مذ أنزل الله الوحي على
سيّد الخلق - صلوات ربي و سلامه عليه - ، إنّها (( القرآن )) الكريم ... ذاك الأستاذ الذي
لا يخلو بيت أحد من المسلمين منه ، لكن و للأسف هجرناه و أضحى مجرّد كتاب يضعه
الكثير منا على الرفوف ليزيّن به واجهة مكتبته و ما أعظم فعلنا بهذا المنهل العزيز ؟؟
فكيف تركنا ما ينير دروبنا و قلوبنا ، ثمّ نشكو الهمّ و الحزن و الكرب ؟؟ عجبا لهذه القلوب كيف
قست و أظلمت ، و كيف لا تظلم و قد أبت أن تستنير بأروع الشموع نورا ، و هل هناك أروع
من نور الله ، نور القلوب و راحة الأنفس ؟؟؟
علينا أن نعيد لقلوبنا نورها ، علينا أن نعطي القرآن حقّه في حياتنا ، فسحقا لتلك المشاغل
و الهموم التي أبعدتنا عن درب الله ، فلا نجد لكتاب الرحمن وقتا و نحن نسعى بكل ما أوتينا
ألاّ تفوتنا ملاهي الدنيا و منافعها ...
لا يكفي أحبتي أن نقرأ القرآن و اسمحوا لي بهذه العبارة ، كأننا أضحينا نقرأ الآيات كمن
يقرأ جريدة أو كتابا عاديا ، فلنتأمّل و لنخشع كما نخشع في صلاتنا و أسأل الله أن يمنحنا
هذه النعمة .
ملاحظة : كتبت هذا الموضوع منذ أمد بعيد حين قرأت للمفكر و الفيلسوف (( محمد إقبال ))
أهمّية التعمن في آيات الله و تدبرها و قد كان معلّمه الاوّل .
أسأل الله ختاما أن ينير قلوبنا بنور القرآن و أن يصفح عن زلاّتنا ، و لنعد للشمعة نورها الذي
لن ينطفئ ، و ذاك ما أنصح به نفسي قبلكم ...