على همس الخواطر :


كثيرا ما تصيبني كآبة تحيطني بوحدة رهيبة تجعل تلك التساؤلات تتدفق إلى رأسي فترهقني



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



و لا زلت أبحث عن ذاتي الضائعة

رأيتها طفلة تتجول في أرجاء المدينة الحبلى بأجنة الظلام

توزّع نظراتها هنا و هناك لعلّها تدرك بعضا من نور

و عبثا تحاول

يتيمة أضحت في تلك الشوارع المحمّلة بهواء العفونة

تحتضر أنفاسها و تبقى آخر تنهيدة معلّقة بحبائل الوهم

ربّما تصحو فتكفّ عن الضياع

ربما تمدّ لها يد القدر الساخرة عونا فتنتشلها من بئر الوحدة

حيرى لا تزال طفلتي الصغيرة خائفة

و لا زلت أبحث عني في عينيها

أتأمّل سكون الضحكات و بعثرة الزفرات

أنشد طيفا غارقا في جسدي النحيل بات يؤرّقني

أتلو تراتيل حياة أستنشق نسماتها بصعوبة

و ترتعش النبضات و تختفي ألوان الفراشات

لم يبق في الأفق غير لون الرحيل مصاحبا حزني الدفين

و هناك حيث أضعت طفلتي لاحت لي تباشير صباح جديد

لا أدري هل كنت سأبتسم أم أستمرّ في ذهولي المعهود

لترتسم على محيّاي صرخة من الحنايا مضجرة حدّ التمرّد

ترهقني تساؤلات جنونية باتت تسكنني منذ عهود طويلة

و يرهقني أكثر أن طفلتي ما ضاعت بل كانت طوال الوقت

تجلس بالقرب من نافذة الأمل تلاعب أطياف الدمى التي دفنتها

في العليّة برفقة دموع بلّلتها بريق المطر خشية أن تحزن أمّها

فما أشقاك يا أنا متى ستكبرين لأحلّق في رحاب الضياء ..



تحيتي للجميع و دمتم رائعين كما أنتم