رسالة مفتوحة من مواطن مقيم إلى ملك العرب والمسلمين أجمعين
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
عفواً وعذراً يا خادم الحرمين الشريفين فالعفو منك والمعذرة إليك..
فإنه لا يليق أبداً ما بدا من شرذمة ضالة قد ملأها الجهل.. وفاض منها الحقد وعمت بصائرها وأبصارها.. ونضب الخير من قلوبها.
ولو جال أي مبصر بعيني رأسه لرأى في كل ناحية هذه الأيادي البيضاء لهذه الأسرة الكريمة، وهذا الشعب العظيم وهي سلسلة متصلة غير منفصلة من العطاء والوفاء والسخاء بدءاً من المؤسس الأعظم.. إلى العاهل الأكرم وهي بحر فياض تعجز عن احتواء مآثره الصفحات، ولا زالت سلاسل هذا العطاء ممتدة موصولة إلى كل شعوب الأرض وبلاد العروبة والإسلام وإلى مصر خاصة جارية لا تتوقف رغم إنكار كل حاقد أعمى أذهبت بصره أنوار الشموس فهل نسي هؤلاء يوم غرقت العبارات في البحر ما هي الأيدي التي امتدت لتمسح دموع الجموع من المصريين ومن عوض بلادنا بسفينتين جديدتين من أحدث وأحسن صناعات العالم وقبلها كثير وكثير لا يتسع المقام لذكره فمن الذي آزرنا في حربنا التي نصرنا الله فيها في عام ١٩٧٣م، من يستطيع أن ينسى سفن القمح الذي جاءنا على عجل يوم نضبت خزائن مصر وخزانتها وغيرها وغيرها إلى أن نصل دون انقطاع إلى أزمة الغاز الأخير فإذا باليد الكريمة الحانية تمتد لتسهم بالجهد الأعظم فتخرجنا من عنق الزجاجة وتدفعنا للنهوض من الكبوة وقد جفَّ مداد هذه الملايين من الدولارات دون منّ ولا أذى ولم يمض عليها قصير زمن.
إن هذه الأفضال والله لهي دلالات كوهج الشمس على عظمة هذه الأمة وهذا الرجل واضطلاعه بمتاعب أمته جميعاً وقيامه بالأعباء الثقال دون كلل ولا ملل.. ودون إهمال لأي ناحية من كافة أمته ومصر خاصة ولو جلسنا لعد المآثر والمفاخر لملأنا أحمالاً وأحمالاً قد حملها قلبه الكبير في تواضع جم وأدب ليس لغيره مثله.
إنه الملك الصالح الذي لا يبدأ أبداً عملاً إلا بقوله باسم الله وعلى بركة الله.
فيا خادم الحرمين وحامي المسجدين والمدافع عن الأمتين «العربية والإسلامية» وملك العرب عامة والمصريين خاصة حقيقة واقعة لا تخفى على كل راءٍ ليلاً أو نهاراً لا يعلو عليها ضوء شمس ولا تسترها ظلمة ليل، ولا ينكر رؤاها إلا أعمى من أمثال هذه الهوام ومن ورائهم من معلومين ومجهولين.
فمصر ببشرة أبنائها ومجرى نيلها ولسان بيانها وفضل اسلامها ودلائل شخصيتها وشخوصها وعلامات دربها وعناوين منهجها وخيارات نهجها إنما يشير كل هذا إلى منابعه في أرضكم المباركة كما ينمو نيلها نحو أرضكم فيقترب أكثر وأكثر إلى شرقها وأبعد من غربها يا خادم الحرمين وحامي المسجدين ومسترجع الثالث بإذن الله.
إن شعوب الأرض لتحسد هذه الأرض وهذه الأوطان أن حاباها الله ملكاً عظيماً من سلالة عظيمة مثلكم.. وأن هذه الأمة بكل أقطارها ليملأها الفخر ويعجز لسانها عن عدّ أفضالكم.
يا مليكنا وبدراً في سماء بلادنا وملكاً على عروش قلوبنا..
والله إن ما قامت به هذه الهوام إلا أمر مبيت بليل.. ومدفوع الثمن الخسيس والوعد الرخيص فهل يأخذ هذا من سجل مجدكم إلا كما تأخذ ملعقة الشاي من نهر النيل.
يا ملك المسلمين..
إن شعب مصر والمخلصين من أبنائها و العالمين الحقائق النواصع لهم على استعداد للموت دونكم ودون أوطانكم وبلادكم الغالية ولا ينسون ما مرت الدهور أو توالت العصور جميل جمائلكم ولا عظيم فضائلكم.
وإننا لنسأل الله بلسان صدق أن يطيل عمركم ويزيد عزكم ويُعْلي رفعة بلادكم وأوطانكم بكم وأن يحفظكم وهذه الأسرة الشماء العظيمة لكل المسلمين.
والعفو منك والمعذرة إليك يا ملك العرب والمسلمين وملك ومالك قلوب المصريين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مواطن مقيم
م. حسن حامد إبراهيم هلال البنا